الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: الإمام الحسن والنموذج النبوي الخميس ديسمبر 27, 2012 12:33 am | |
| الإمام الحسن والنموذج النبوي الشيخ حسين المصطفى * عن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله : " إِنَّ حُبَّ عَلِيٍّ قَذَفَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنُ وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقُ، وَإِنَّ حُبَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ قَذَفَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فَلَا تَرى لَهُمْ ذَامّاً، وَ دَعَا النَّبِيُّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ قُرْبَ مَوْتِهِ فَقَبَّلَهُمَا وشَمَّهُمَا، وَجَعَلَ يَرشِفُهُمَا وَعَيْنَاهُ تهملان " [المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 383]. فتح الإمام الحسن عينيه على الحياة في بداية الهجرة، عندما كان الإسلام يتحرك بقيادة رسول الله من أجل أن يركّز قواعده كدين يحكم الحياة. وانضمّ إليه أخوه الحسين بعد وقت قصير، ودرجا معاً في حضن رسول الله ، وانفتحا معاً على كلمات رسول الله . ونحن نعرف ما معنى أن يكون رسول الله أستاذهما الأول.. ومسألة الأستاذية التي تميزت بها هذه التجربة «الحسنية - الحسينية» لم تكن مجرد كلمة يسمعانها، ولكنها كانت كل شيء بالنسبة لهما. فكان يقول عنهما: " إنّهما ابناي "، وكان يُحدِّث المسلمين عنهما إنّهما "سيدا شباب أهل الجنة"، وإنّهما " إمامان قاما أو قعدا "، ليبيِّن للمسلمين قيمتهما ومستقبلهما في الواقع الإسلامي وفي حياة المسلمين بشكل عام. لقد عاش الإمام الحسن وفاة أمِّه ، وبقي برعاية أبيه ، وعاش معه كلَّ تجربته، واختزن كلَّ همومه وآلامه، وانفتح على كلِّ علمه وروحانيته وحركيته. رجل المهمات الصعبة: كان أمير المؤمنين يعتمد الإمام الحسن في القضايا الصعبة، وعندما وصلت الخلافة إلى الإمام علي وتحرك المخالفون ضده، أرسله إلى الكوفة ليعالج المشكلة، وكانت له مواقف صلبة في هذا الشأن، وكانت له معالجات من أكثر المعالجات حكمة، وكانت له مواعظ هي من أكثر المواعظ أصالة. ورأيناه مع أبيه يساعده في كل قضاياه، وينطلق معه في كل حروبه ومواقع حكمه، وكان علي يشير إليه ليعرّف الناس أنّه المرجع والإمام من بعده. وعندما استشهد علي كان الحسن الخليفةَ من بعده، الخليفة من خلال إمامته التي فرضها الله والتي تحدث عنها رسول الله فيما روي عنه: " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا "، " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". ونتساءل: أية شخصية من المسلمين في ذلك العصر تملك هذا الوسام النبوي؟! ولكنَّ الواقع الإسلامي كان قد دخل في متاهات وتعقيدات وعصبيات وإغراء وترهيب من خلال بني أمية بقيادة معاوية الذي أربك حكم علي بحروبه المتنوعة، حرب المال والسلاح والخداع، وواصل حربه مع الحسن بمختلف الوسائل، حتى أربك توازن جيش الإمام الحسن من خلال الخوارج وضعفاء النفوس المنتفعين ورؤساء العشائر والقبائل الذين استمالهم معاوية بالمال، فكتب إليه بعضهم يقول له: " إن شئنا سلّمناك الحسن ميتاً أو حياً "، حتى تعرض لبعض محاولات الاغتيال كما ينقل التاريخ. ودرس الإمام الحسن المسألة، ورأى أنّ الظروف لا تساعد على قيام حركة، ورأى أنّ الامتداد في حرب بجيش مثل هذا الجيش سوف يعطي معاوية نصراً يستغله لتصفية كل رموز المعارضة من أصحاب علي ، حتى لا يبقى هناك صوت للحق. فصالح لا صلح اعترافٍ بشرعية معاوية، ولكنه صلح هدنة، فرض فيها على معاوية شروطاً، ولكنَّ معاوية لم يلتزم بها، وكان من الشروط أن تكون الخلافة له بعد معاوية، ولذلك عندما فكر معاوية في البيعة لولده يزيد خطط لاغتيال الإمام الحسن ، فأغرى زوجة الإمام الحسن بالمال ووعدها بأن يزوّجها من ابنه يزيد، ودسّت للإمام الحسن السم، واستشهد من خلال ذلك مسموماً. من كلمات الإمام الحسن : عندما نستثير ذكرى الإمام الحسن ، نحاول أن نأخذ بعض كلماته التي تتصل بحياتنا العامة والخاصة. «1» عدم الاستبداد في الرأي: نقرأ في كلماته وهو يطلب من كلِّ إنسان أن لا يستبد برأيه، ليتصوّر أنّ رأيه يمثل الحق وأنّه لا حاجة به إلى آراء الناس في القضايا الخاصة أو العامة، فكانت كلمته : " ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم "، فالشورى بين الناس تجعل العقول تطرح وجهات نظرها وتتكامل في معرفة الحقيقة. ولذلك فإنّ الإمام انطلاقاً من القرآن الكريم الذي يريد للمسلمين أن يتشاوروا في كل أمورهم، يقول للناس: إذا أردتم أن تصلوا إلى الرشاد الذي يبعدكم عن الباطل فتشاوروا، فإنّ من شاور الرجال شاركها في عقولها، وهذا ما ينبغي لنا أن نأخذ به في كل قضايانا العامة والخاصة، حتى لا نخطئ في إعطاء الرأي والمواقف. «2» التعفـف عن محـارم الله: من بين كلماته في الموعظة يقول : " يَا بْنَ آدَمَ، عُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ تَكُنْ عَابِداً، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ تَكُنْ غَنِيّاً ". يشير الإمام إلى أمرين مهمين: أحدهما: مسألة العبادة - كما يراها الإمام - ليست هي أن تكثر من الصلاة والصوم والحج و... وتأتي الحرام، ككثير من الناس الذين يصلّون ويغتابون الناس، ويصومون ويوقعون الفتنة بين الناس، ويحجّون ويأكلون أموال الناس بالباطل.. هل تريد أن تكون عابداً لله؟! إنّ العبادة لله تعني الخضوع له، أن يخضع عقلك وقلبك ولسانك ويداك ورجلاك وكل جوارحك ومواقفك وعلاقاتك ومعاملاتك لله، بحيث لا تقدِّم رجلاً ولا تؤخر أخرى حتى تعرف أنَّ في ذلك لله رضى. وثانيهما: مسألة الغنى ليس في أن تكثر مالك، ولكنَّ الغنى أن تكون غنيَّ النفس، وأن تسعى وتعمل وتحصل على المال من خلال جهدك وسعيك، فإذا حصلتَ على المال مما قسمه الله لك فاقنع به وارضَ، ولا تتطلع إلى ما في أيدي الناس لتطمع فيه، أو لتحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله. «3» حسـن الجـوار: ورد عنه : " وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِماً، وَصَاحِبْ النَّاسَ بِمِثْلِ مَا تُحِبُّ أَنْ يصاحبوك بِهِ تَكُنْ عَدْلًا ". إنّ حسن الجوار لا يتحقق إلا بأمرين: أحدهما: أن تكون مسلماً: ومعنى ذلك أنك إذا جاورت أحداً من الناس، سواء كان جارك قريباً أو بعيداً، مسلماً أو كافراً، فمن علامات الإسلام أن تحسن جوار من جاورك، فإذا أسأت جوار من جاورك كنت بعيداً عن الإسلام، لأنّ الإسلام لا يتمثل في صلاتك وصومك وحجّك، بل يتمثل إلى جانب ذلك في أخلاقك واحترامك للآخرين، وقد ورد أن رسول الله أوصى بالجار حتى ظنّ المسلمون أنه سيشاركه بالإرث. وثانيهما: العدل: ويتلخّص ذلك بأنك عندما تعاشر الناس وتعاملهم فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، اجعل الناس في موقع نفسك، فاعمل معهم ما تحب أن يعملوه معك، فالعدالة هي أن تعطي الناس الحق الذي تريد للناس أن يعطوك إياه. «4» المؤاخاة والصحبة: تحدث الإمام الحسن لبعض ولده عندما كان ينصحه عمن يؤاخيه، ما هي الأمور التي تنظر إليها عندما تريد أن تصادق شخصاً، يقول : " لا تُؤَاخِي أَحَداً حَتَّى تَعْرِفَ مَصَادِرَهُ وَ مَوَارِدَهُ "، أن تعرف ما هي خلفياته التي تعيش في باطن أمره، ما هي علاقاته السياسية والاجتماعية، ما هي مبادئه، ما هي استقامته في الحياة، ادرس الإنسان الذي تصادقه في ذلك كله؛ لأنَّ مسألة الصديق هي مسألة تتصل بما يمكن أن يؤثر في عقلك وقلبك وعلاقاتك، وما يمكن أن يؤثّر في عائلتك والناس من حولك. وجاء شخص إلى الإمام الحسن وقال له: أريد أن أصحبك، فاشترط عليه الإمام الحسن ثلاثة أمور: " إِيَّاكَ أَنْ تمدحني فَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلَا تكذبني - أن تكون صادقاً في أخبارك وأقوالك - فَإِنَّهُ لَا رَأْيَ لمكذوب، وَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَابَ عِنْدِي أَحَداً "، فطلب هذا الشخص أن يسمح له بالانصراف، فقال له: " نعم إذا شئت ". «5» التبصر في الأمور: يقول الإمام الحسن : " عَجِبْتُ لِمَنْ يَتَدَبَّرْ أَمْرَ دُنْيَاهُ وَلَا يَتَدَبَّرْ أَمْرَ دِينِهِ ". إنّ الإنسان ليهرب من الفقر والعوز، فإذا شعر أنّ هناك نقصاً أو عوزاً في زاوية من زوايا حياته سارع إلى رفع ذلك العوز وسدّ ذلك النقص. فالافتقار إلى المال أمر يدركه ويلمسه الجميع، ولهذا يحاول المرء ويسعى لمواجهة الفقر، وقد يصل الأمر بالإنسان إلى الإسراف والإفراط في ذلك فيصاب بالحرص والطمع مما يترك آثاراً سلبية على المجتمع. كما أنّ الفقر يؤثر بشكل أو بآخر على مركز الإنسان الاجتماعي ولهذا فهو يسارع إلى تعزيز وضعه من خلال ذلك، وهذا الأمر ينسحب على مظهر الإنسان الخارجي أيضاً. ولكنّ الإحساس بالفقر الروحي والافتقار إلى الأدب في المعاشرة والتربية في السلوك أدنى بكثير، فالإنسان الذي يعاني من فقدان الأدب والأخلاق الإنسانية والتربية الاجتماعية الصحيحة لا يدرك ذلك خاصة إذا كان ذلك مترسخاً في أعماق روحه. كذلك الإنسان الفقير علمياً وفكرياً فإنّه لا يدرك جهله أبداً، والسبب كما قلنا يعود إلى أنّ الإنسان يهتم بطعامه وشرابه في حين يهمل جانب الفكر والعلم وهذا منتهى الجهل. إنّ أول العلم هو الإحساس والشعور بالفقر في هذه الناحية، أي أن يحس الإنسان بالعوز العلمي فيسارع إلى رفع ذلك العوز، وكلما تقدم في العلم شعر بالجهل أكثر، حتى إذا أصبح حكيماً إذا به يقول: لقد أنفقت عمري في طلب العلم ليل نهار فعلمت أخيراً بأني لا أعلم أبداً. ولذا فإنّ العلماء الذين يمتلكون الروح العلمية يكون غرورهم قليلاً جداً - أو لا غرور لديهم أصلاً - عملاً بقوله تعالى ﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ﴾. ولعل من أعظم الأشياء المؤثرة في حياة الإنسان، والتي تعود عليه بالنفع الكبير هو الإحساس بالفقر العلمي والشعور بالجهل لأنّ ذلك يؤجج في روح الإنسان حالة التعطش في طلب العلم، كما يؤجج الحرص جذوة الاندفاع في طلب المال والثراء. أيها الأحبة.. علينا أن ندرك خطورة عدم المحافظة على المال العام أو المال الخاص ففي ضياعهما والعبث بهما صورة من صور عدم التبصر في الدين؛ فعندما تحدث ثورة في بلد من البلدان، أو تسقط حكومة ما، أو تتظاهر أمة للمطالبة بحقوقها،... قد يبادر الناس إلى السيطرة على الأملاك العامة أو الإدارات العامّة، ويتصرفون بها تصرف الملاّك في أملاكهم. في حين أنه لا يجوز الاستيلاء على أيِّ شيء من أموال الدولة؛ لأنّ ذلك غصبٌ محرّم؛ لأنّ هذه الأموال ليست ملكاً لشخص حتى نقول إنّ هذا الطاغية رجل ظالم سَلَب أموال الناس، بل نقول: إنّ أموال الدولة هي أموال الناس التي أُخذت من الضرائب التي دفعوها، أو أنها جاءت من خلال المصادر الموجودة في البلد، كالنفط مثلاً. ولذلك يُرجع كل ما سرق من الإدارات من الأجهزة والمستلزمات إلى الدولة من أجل أن يستفيد منها الناس. وربما يبرر البعض ذلك، بعنوان أنّ مال الدولة مال مجهول المالك، باعتبار أنّ الدولة ليست لها أهلية أن تملك. ثم على فرض لو انطبق على مال الدولة عنوان مجهول المالك، فهو ليس من قبيل المال المشاع الذي يملك أيّ أحد أن يستولي عليه، أو يخرّبه، بل لا بدّ فيه من إذن الحاكم الشرعي، والحاكم الشرعي - إذا فرضنا كان مسؤولاً عن الأمة - لا يرخّص إلا بما فيه المصلحة العامة. أيها الأحبة... هذا هو بعض كلام الإمام الحسن ومشكلتنا أننا لا نعرفه، بل نعرف مصيبته في سمِّه ولا نعرفها في حركته التي تشبه مصيبة أبيه الذي كان يقول " لَوَدِدْتُ وَاللهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ صَارَفَنِي بِكُمْ صَرْفَ الدِّينَارِ بِالدِّرْهَمِ فَأَخَذَ مِنِّي عَشَرَةً مِنْكُمْ، وَأَعْطَانِي رَجُلًا مِنْهُمْ " [نهج البلاغة: الخطبة 97]؛ لأنه كان يرى السبب في قوله: " إِنِّي وَاللهِ لَأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ... " [نهج البلاغة: الخطبة 25]. فمأساة أهل البيت أنهم كانوا يريدون أن يرتفعوا بالناس إلى المستوى الذي يبلغون فيه الدرجات العليا في الدنيا والآخرة، وكان الناس يريدون أن يهبطوا بهم إلى شهواتهم. وهذا هو قول علي : " وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً؛ إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لِأَنْفُسِكُمْ " [نهج البلاغة: الخطبة 136]. لقد أراد الإمام الحسن - وهو يختم حياته - أن لا يراق في تشييع جسده الشريف أية قطرة دم، فأوصى الإمام الحسين أن لا يراق في أمره ملء محجمة دماً، وعرّفه أن بني أميَّة سوف يمنعون دفنه عند جده رسول الله ، ولذلك أوصاه أن يُدفن في البقيع، ولكنه أراد أن يزور جده بجسده. وورد في وصيّة الإمام الحسن لأخيه الحسين : " هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى أَخِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّهُ يَعْبُدُهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ، لا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمَلَكِ، وَلَا وَلِيَّ لَهُ مِنَ الذُّلِّ، وَأَنَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً، وَأَنَّهُ أَوْلَى مِنْ عَبِدَ وَأَحَقُّ مَنْ حَمِدَ، مَنْ أَطَاعَهُ رَشَدَ، وَمَنْ عَصَاهُ غَوَى، وَمَنْ تابَ إِلَيْهِ اهْتَدى. فَإِنِّي أُوصِيكَ يَا حُسَيْنُ بِمَنْ خَلَّفْتُ مِنْ أَهْلِي وَوُلْدِي وَأَهْلِ بَيْتِكَ، أَن تَصْفَحَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَتَقَبَّلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَكُونَ لَهُمْ خَلَفاً وَوَالِداً، وَأَنْ تَدْفِنَنِي مَعَ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ؛ فَإِنِّي أَحَقُّ بِهِ وَبِبَيْتِهِ، فَإِنْ أَبَتْ عَلَيْكَ الِامْرَأَةُ - وهي عائشة التي كانت تعتبر أنّ بيت النبي بيتها - فَأَنْشُدُكَ بِالْقَرَابَةِ الَّتِي قَرَّبَ اللهُ عَزَّ وَجِلَ مِنْكَ، وَالرَّحِمِ الْمَاسْةِ مِنْ رَسُولِ اللهِ ، أَنْ لا تُهَرِيقَ فيَّ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ، حَتَّى نَلْقَى رَسُولَ اللهِ ، فنختصمُ إِلَيْهِ، ونخبره بِمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ إِلَيْنَا بَعْدَهُ " ثمّ قُبض . وعندما أراد الحسين أن يدفن الحسن عند رسول الله، انطلق بنو أميّة بقيادة مروان بن الحكم ليمنعوه من ذلك، فدفنه في البقيع مع جدّته فاطمة بنت أسد. لقد كان الإمام الحسن القمّة في العلم والرّوحانيّة والإخلاص لله ولرسوله، والقمّة في الأخلاق وسعة الصّدر، وكان القدوة لكلّ مسلم. وهذه هي تعاليم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فكانت العصمة سرّ شخصيتهم، وهم يريدون لنا أن نعصم أنفسنا عن معصية الله وعن الحرام وعن الانحراف، وهم الذين قالوا: " من كان وليّاً لله فهو لنا وليّ، ومن كان عدوّاً لله فهو لنا عدوّ "، وسلام الله على الإمامين الحسن والحسين وعلى أمهما وأبيهما وجدّهما، وعلى أولاد الحسين.. نسأل الله تعالى أن يرزقنا السير على منهجهم في الدنيا، وأن يرزقنا شفاعتهم في الآخرة.
| |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: الإمام الحسن والنموذج النبوي الأحد يناير 06, 2013 8:03 pm | |
| بارك الله بك أخي الطريبيلي على هذا الطرح المميز . | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: الإمام الحسن والنموذج النبوي الأربعاء يناير 09, 2013 11:10 pm | |
| بارك الله فيك اخي بوسجاد على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|
وفاء الموسوي الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 18/12/2012 عدد المساهمات : 2483 نقـــــــــاط التقيم : 4743 السٌّمعَــــــــــــــة : 2 علم بلدك : ادارة منتدى
| موضوع: رد: الإمام الحسن والنموذج النبوي الخميس يناير 10, 2013 2:09 am | |
| | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: الإمام الحسن والنموذج النبوي الخميس يناير 10, 2013 7:30 pm | |
| بارك الله فيك اختي وفاء الموسوي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|