بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
دموع المظلوم تنهمر بصمت كرذاذ المطر المنهمر بلا صوت
كثيرٌ منا حينما يرى رذاذاً مرطباً للأجواء لا يعبأ به ، معتقداً أن أثره على الأرض لا يكاد يبين ، فيغفل عنه ، وينساه ، لحد جعله لا يُكلف نفسه أن ينظر إلى نافذة بيته أو مكتبه ليرى تأثيره على أرض الواقع ، لكنه بعد إنتهاء شغله يخرج ليتفاجأ بارتفاع منسوب المياه في الشوارع ، فيعجب من تجمع هذه المياه من رذاذِ تقاطر بصمت وهدوء على الأرض ، هكذا هي دموع المظلوم تفيض من عينيه من دون أن يشعر بها أحدٌ من الخلق ، وبمجرد أن تقطر على سطح خديه تتحول إلى طوفان عظيم لو كُشف للخلق لهالتهم تلاطم غزارة مياهه وتلاطم أمواجه ، وَلَدَعوا خالقهم أن ينجيهم من الغرق فيه ، لكن رحمة الله أخفت فوران تلك الدموع عن عباده ، وحبستها ليوم عظيم تتحول فيه تلك الدموع إلى نار هشيم تحرق ذلك الظالم ليخلد في عذابٍ أليم هذا في حال ما لم يمزج الملظلوم دموعه بدعاء العزيز الحكيم بأخذ حقه في دار الفناء من ظالمه ، أما إذا ما مُزجت هذه الدموع بدعاء ساخن يلتمس فيها المظلوم أن يأخذ الله حقه من الظالم عاجلاً فستطغى تلك الدموع لتكون طوفان يغرق ذلك الظالم ويُعجل بروحه إلى جهنم وبئس المصير ، فالحذر الحذر من دعوة الملظلوم ، فدعوته لا يُحجب حاجب ولا يُؤخر فعرش الله يهتز لدعوة المظلوم وغضب الله شديد على الظالم فلا يُمهله حتى يأخذ حق المظلوم منه
فيوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم