في ذكرى يوم وفاة الزهراء ام الحسن عليها الصلاة والسلام نوجز
اهم الأحداث والمواقف التي مرت بها هذه المرأةالعفيفه الصابره رضي الله عنها وارضاها كانت فاطمة -رضي الله عنها- من قلب رسول الله بمكان؛ إذ كانت من أحب الناس إليه، كيف لا وهي بنت مَن رزقه الله حبها، وهي خديجة رضي الله عنها، وكانت أشبه الناس بها، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شئون حياته ومعيشته، حتى بعد زواجه وزواجها رضي الله عنها.وكانت -رضي الله عنها- تستعين به وتستشيره في قضاء حوائجها، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير؛ وفي ذلك يروي زوجها علي فيقول: شكت فاطمة -رضي الله عنها- ما تلقى في يدها من الرَّحَى[1]، فأتت النبي تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته.قال علي : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: "مكانك". فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم".وفي مشهده الأخير وهو على فراش الموت، كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس : لما تغشى رسول الله الكرب، كان رأسه في حجر فاطمة، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه وقال: "لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة". أثر الرسول في تربية فاطمة الزهراء
لقد كان لرسول الله
المعلم والمربي تأثيرٌ كبيرٌ في شخص ابنته فاطمة رضي الله عنها، فمن يوم أن جاء جبريل
بقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قام
وقال: "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا".
يروي ثوبان
فيقول: دخل رسول الله
على فاطمة -رضي الله تعالى عنها- وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذه أهداها إليَّ أبو حسن. فقال رسول الله
: "يا فاطمة، أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار؟" ثم خرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلامًا فأعتقته. فبلغ ذلك النبي
فقال: "الحمد لله الذي نجَّى فاطمة من النار".
من ملامح شخصية فاطمة الزهراء
الأصدق لهجة
يُروى في ذلك عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي
، قالت: "ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها".
والأشد حياء
إذا كان مربيها
أشد حياءً من العذراء في خدرها، فكيف نتوقع أن تكون هي رضي الله عنها؟! فلقد بلغ من شدة حيائها -رضي الله عنها- أنها كانت تخشى أن يصفها الثوب بعد وفاتها، وأنها استقبحت ذلك كثيرًا حتى جعلت لها أسماء بنت عُمَيْس -رضي الله عنها- نعشًا، وهو أول ما كان النعش آنذاك. ثم الأكثر من ذلك أنها -رضي الله عنها- أمرت أسماء أن تغسّلها هي وزوجها فقط، وأن لا تُدخِل عليها أحدًا، فكانت -رضي الله عنها- أول من غُطِّي نعشها من النساء في الإسلام.
وترضى بأقل القليل
فهي رضي الله عنها -وإن كانت تعلم أنها بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم- لم تطمع في الحياة، ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد والحياة الهنيئة، بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر، القليل المؤنة، فقد كان مهرها درعًا، وأساس متاعها ما هو إلا سرير مشروط، ووسادة من أَدَمٍ حَشْوُها ليفٌ، وقِرْبة.
وبعد زواجها -رضي الله عنها- عاشت حياة بسيطة متواضعة، فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها مع إدارة كافة شئون بيتها الأخرى، إضافةً إلى واجبات زوجها عليها كما تعلمتها في بيت أبيها
.
فضائل فاطمة الزهراء رضي الله عنها
لا يستغرب إذن على مثل هذه الشخصية العظيمة أن يورد في فضلها الكثير من الأحاديث والروايات التي تبرز مكانتها -رضي الله عنها- في هذه الأمة، وكان من هذا ما يلي:
(1) أحب أهل رسول الله إليه
فعن أسامة بن زيد
قال: كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله
. فدخلت على النبي
فاستأذنته فقلت له: إن العباس وعليًّا يستأذنان. قال: "هل تدري ما حاجتهما؟" قلت: لا والله ما أدري. قال: "لكني أدري، ائذن لهما". فدخلا عليه فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألك، أي أهلك أحب إليك؟ قال: "أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد". فقالا: يا رسول الله، ليس نسألك عن فاطمة، قال: "فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه".
(2) شجنة من رسول الله
عن المسور بن مخرمة
قال: قال رسول الله
: "إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها".
(3) من خير نساء العالمين
عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله
: "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".
وفاة فاطمة الزهراء
ماتت فاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله
لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان, وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب
بعد أن غسّلها هو وأسماء بنت عميس رضي الله عنها، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا