عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 47 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: اسباب الثوره الحسينيه الأربعاء فبراير 20, 2013 8:46 pm | |
| بعد أن تولّى يزيد الحكومة الإسلاميّة، ونصب نفسه أميراً للمؤمنين، ولأجل أن يثبّت دعائم سلطته الجائرة الباطلة، صمّم على أن يرسل بياناً للشّخصيّات الإسلاميّة المعروفة، يدعوهم فيه إلى مبايعته، ولأجل ذلك، كتب كتاباً إلى عامله في المدينة، أكّد فيه على أخذ البيعة من الحسين (عليه السلام)، وإذا رفض فعليه ان يقتله، وقد بلّغ العامل هذا النّداء الى الإمام الحسين (عليه السلام) وطالبه بالجواب، فقال الإمام الحسين (عليه السلام): « إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السّلام ، إذا بُليت الأمّة براع مثل يزيد »(17).
فإذا ابتلت الأمّة بحاكم كيزيد، وهو شارب الخمر، ولاعب القمار، والمنحرف الفاجر، الّذي لم يلتزم بالإسلام حتى بالظّاهر، فعلى الإسلام السّلام، وذلك لانّ أمثال هؤلاء الحكّام، الّذين يحكمون بإسم الإسلام وبقوّة الإسلام سوف يبيدون كيان الإسلام. وحين رفض الإمام الحسين (عليه السلام) الاعتراف بشرعيّة حكومة يزيد علم بأنّ بقاءه في المدينة سيؤدّي إلى قتله، ولذلك خرج ليلاً بأمر من الله تعالى سرّاً إلى مكّة، وحين وصل مكّة شاع خبر وصوله ورفضه للبيعة، بين النّاس في مكّة والمدينة ، حتى وصلت أصداؤها للكوفة، وقد دعا الكوفيّون الإمام الحسين(عليه السلام) التّحرّك إليهم ليمسك بزمام أمورهم، ومن هنا بعث الإمام (عليه السلام) إبن عمّه مسلم بن عقيل (عليه السلام) إلى الكوفة ليطّلع عن كثب على التّحرك والوعي الاجتماعي في الكوفة ثمّ يكتب للإمام (عليه السلام) في ذلك.
ووصل مسلم الكوفة، وإستقبل بحفاوه منقطعة النّظير وبايعه الالاف كنائب للإمام(عليه السلام)، وكتب مسلم للإمام الحسين(عليه السلام) في هذا الاستقبال الجماهيريّ، وألزمه بالتَّحرك السّريع.
ومع أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان يعرف أهل الكوفة جيّداً، ويتذكّر خياناتهم وإنحرافاتهم خلال خلافة أبيه وأخيه، ويعلم بأنّه لا يمكنه الاعتماد على وعودهم وعهودهم، ومبايعتهم لمسلم، ولكنّه صمّم على التّحرك للكوفة، من أجل إلقاء الحجّة وتنفيذاً لأمر الله.
ولذلك عزم على الذّهاب إلى الكوفة في الثّامن من ذي الحجّة ، أي في ذلك اليوم الّذي يعزم فيه الحجيج الذّهاب إلى منى(18)، وكل من لم يصل مكّة بعد، كان يسرع الخطى من أجل الوصول إليها، ولكن الإمام (عليه السلام) بقي في مكّة، وفي مثل ذلك اليوم خرج مع أهل بيته وأصحابه من مكّة متّجهاً إلى العراق، وبعمله هذا كما عمل بوظيفته الدينية، كذلك أراد أن يطّلع كلّ المسلمين في العالم بأنّه لم يعترف بشرعيّة يزيد ولم يبايعه، بل إنّه ثائر ضدّه. وحين بلغ يزيد نبأ مسلم(عليه السلام) ووصوله إلى الكوفة، ومبايعة الكوفيّين له بعث إبن زياد إلى الكوفة وهو من أقذر أتباع يزيد ، ومن أبشع أنصار الدّولة الأمويّة وأكثرهم إجراماً.
وقد إستغلّ إبن زياد خوف الكوفيّين، وضعف إيمانهم ونفاقهم، واستفاد من هذه الطّبيعة المنهارة المنحرفة في تنفيذ مآربه ومخطّطاته، ففرّقهم عن مسلم بالإرهاب والرّعب ، وهكذا بقي مسلم وحده يقاتل جلاوزة بني زياد، واستشهد أخيراً، بعد قتال شجاع مثير، سلام الله عليه.
وأخذ إبن زياد يحرّض مجتمع الكوفة الخائن المنافق المنحرف ضدّ الإمام الحسين (عليه السلام) حتّى وصل الأمر أن تعبّأ لقتال الإمام الحسين (عليه السلام) بعض الّذين كتبوا إليه يطالبونه بالمجيء إلى الكوفة، وهكذا ضلّوا منتظرين ليأتي الإمام الحسين(عليه السلام) ويقتلوه.
والإمام الحسين (عليه السلام) من اللّيلة التي خرج فيها من المدينة وخلال مدة إقامته في مكّة ومسيره من مكّة إلى كربلاء حتّى يوم إستشهاده، كان يؤكّد على هذه الحقيقة بإيماء وصراحة: بأنّ هدفه من التّحرّك هو إسقاط القناع المزيف عن دولة يزيد المعادية للدّين، وليس له هدف إلاّ إقامة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومواجهة الظّلم والجور، وليس إلاّ الحفاظ على القرآن الكريم، وإحياء الدّين المحمّديّ. وهذه هي المهمّة الّتي وضعها الله تعالى على عاتقه، حتّى لو أدّى ذلك إلى قتله وقتل أصحابه وأبنائه وأسر أهل بيته. وقد أكّد الرّسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن بن عليّ(عليه السلام) مراراً على شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) ولهج النّبيّ باستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) حين ولادته(19)، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه يعلم بعلم الإمامة بأنّ الشّهادة هي مصير هذه الرّحلة، ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن من أولئك الّذين يبخلون بأنفسهم في سبيل الله وإطاعة أمر السّماء، أو كان يخشى في ذلك من أسر أهل بيته ، إنّه كان يرى البلاء كرامة والشّهادة سعادة، سلام الله الدّائم عليه.
وشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء كانت من الأحاديث الشائعة في الأمّة الإسلامية، حيث كانوا يتداولونها فيما بينهم ، لذلك كان عامّة النّاس على علم بنهاية هذه الرّحلة، لأنّهم سمعوها من قريب أو بعيد من رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن(عليه السلام) وكبار صدر الإسلام | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: اسباب الثوره الحسينيه الخميس فبراير 21, 2013 11:24 pm | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء | |
|