فضل زيارة أئمة البقيع:وردت روايات كثيرة
حول فضل زيارة أئمة البقيع، وثواب ذلك نعرض لقسم منها:
1ـ عن إبن زكريا
القطان، عن إبن حبيب عن إبن بهلول، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، عن الصّادق عليه السلام
قال: «إذا حج أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج»
[1].
2ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«أتموا برسول الله صلى الله عليه وآله حجكم إذا خرجتم إلىٰ بيت الله، فانّ
تركه جفاء وبذلك أمرتم، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله عزّوجل زيارتها وحقها
واطلبوا الرزق عندها»
[2].
3ـ عن أبي إدريس، عن
أبيه، عن إبن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسىٰ، عن العلاء بن المسيب، عن الصادق، عن
آبائه عليه السلام
قال: قال الحسن بن علي
عليه السلام لرسول الله
صلى الله عليه وآله: يا أبه ما جزاء من زارك؟ فقال: من
زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقاً علي أن أزوره يوم القيامة حتىٰ
أخلصه من ذنوبه
[3].
4ـ عن إبن موسى
الأسدي عن النخعي، عن النوفلي، عن إبن البطايني عن أبيه، عن إبن جبير، عن إبن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من زار الحسن في بقيعه ثبت قدمه
علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام
[4].
5ـ عن أبي عبدالله عليه السلام
قال: بينما الحسين بن علي
عليه السلام في حجر رسول الله
صلى الله عليه وآله إذا رفع رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك
بعد موتك؟ فقال: يا بني من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنة، ومن أتىٰ أباك زائراً
بعد موته فله الجنة، ومن أتي أخاك زائراً بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائراً بعد
موتك فله الجنة
[5].
6ـ روي عن الصادق عليه السلام
انه قال: من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيراً
[6].
7ـ عن أبي محمد الحسن
العسكري عليه السلام
انه قال: من زار جعفراً وأباه لم يشك عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلي.
8ـ عن محمد الحميري،
عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبدالله بن حماد البصري، عن
عبدالله بن عبدالرحمن الأهم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام
انه قال في حديث له طويل: انه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: نعم، قال: فما
لمن زاره؟
قال: الجنة ان كان
يأتمّ به قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة
[7].
9ـ للسيد المرتضىٰ
نقلاً عن شيخه المفيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسن: من زارك بعد موتك أو زار أباك
أو زار أخاك فله الجنة
[8]وقال له عليه السلام
في حديث آخر: تزورك طائفة يريدون به برّي وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في
الموقف فأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده
[9].
10ـ قال الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله
في الإمام الحسن عليه السلام ومصابه: فمن بكاه لم يعم عينه يوم تعمىٰ العيون، ومن حزن عليه
لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه علىالصراط يوم تزل
فيه الأقدام
[10].
11ـ قال الإمام
الصادق عليه السلام:
من زار واحداً منا كان كمن زار الحسين
عليه السلام
[11].
12ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام:
ان الله جعل قبرك
وقبور ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وان الله جعل قلوب نجباء من
خلقه، وصفوة من عباده تحن اليكم، وتحتمل المذلة والأذىٰ، فيعمرون قبوركم ويكثرون
زيارتها تقرباً منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي
الواردون حوضي، وهم زواري غداً في الجنة، يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنما
أعان سليمان بن داوود علىٰ بناء بيت المقدس
[12].
زيارة
البقيع وفضيلتها عند أهل السنة:
لسنا في صدد إثبات
مشروعية زيارة البقيع فهذا له بحثه الخاص وقد أشبعه الكتّاب بحثاً وتحقيقاً ولكنا
ارتأينا سرد عرض سريع لبعض الأحاديث من المصادر السنية من أجل سد ثغرة قد يراها
البعض لتكاملية البحث.
ورد في وفاء الوفاء
للسمهودي:
عن عائشة رضي الله
تعالىٰ عنها قالت لما كان ليلتي التي رسول الله صلى الله عليه وآله فيها عندي انفلت فوضع رداءه وخلع نعليه
فوضعهما عند رجليه وبسط طرف ازاره علىٰ فراشه فاضطجع فلم يلبث إلاّ ريثما ظن إني
قد رقدت فأخذ ازاره رويداً وإنتعل رويداً وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويداً وجعلت
درعي في رأسي وأختمرت وتقنعت أزاري ثم إنطلقت علىٰ أثره حتىٰ جاء البقيع فأقام فأطال
القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم إنحرف فإنحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر
فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلاّ أن إضطجعت فدخل فقال مالك يا عائشة حشيا رابية قلت
يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم
فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت مهما
يكتم الناس يعلمه الله قال نعم قال فان جبريل عليه السلام
أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك
وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشيني فقال ان ربك يأمرك أن تأتي
أهل البقيع فنستغفر لهم قال قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام عليكم
أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين
[13].
وفي حديث آخر عن إبن
شبة عن أبي موهبة مولي رسول الله
صلى الله عليه وآله قال اهبني رسول الله صلى الله عليه وآله
من جوف الليل فقال إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما
وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح
النّاس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولىٰ
ثم استغفر لهم طويلاً (وفي) رواية ثم إستغفر لهم ثم قال يا أبا موهبة إني قد أوتيت
مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها الخيرات بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة قلت بأبي
وأمي خذ مفاتح خزائن. الدنيا والخلد فيها قال لا والله يا أبا موهبة لقد أخترت
لقاء ربي ثم الجنة ثم رجع رسول الله
صلى الله عليه وآله فبدأ به وجعه الّذي قبض فيه (وعن) عطاء
بن يسار قال أتى النّبي
صلى الله عليه وآله البقيع فقال السلام عليكم قوم موجلون
أتانا وأتاكم ما توعدون اللهم إغفر لأهل بقيع الغرقد
[14].
وفي حديث آخر عن
الحسن قال أتى النّبي صلى الله عليه وآله علىٰ بقيع الغرقد فقال السلام عليكم يا
أهل القبور ثلاثا لو تعلمون ما الذي نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم قال ثم
التفت فقال هؤلاء خير منكم قالوا يا رسول الله إنما هم إخواننا آمنا كما آمنوا
وأنفقنا كما أنفقوا وجاهدنا كما جاهدوا وأتوا علىٰ أجلهم ونحن ننتظر فقال ان هؤلاء
قد مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا وقد أكلتم من أجوركم ولا أدري كيف تصنعون بعدي
[15].
(وروىٰ) الطراني في
الكبير ومحمد بن سنجر في مسنده وإبن شبة في أخبار المدينة من طريق نافع مولىٰ حمنة
عن أم قيس بنت محصن وهي أخت عكاشة انها خرجت مع النبي صلى الله عليه وآله إلى البقيع فقال يحشر من هذه المقبرة
سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب وكأن وجوههم القمر ليلة البدر فقام رجل فقال
يا رسول الله وأنا فقال وأنت فقام آخر فقال يا رسول الله وأنا قال سبقك بها عكاشة
قال قلت لها لم لم يقل للآخر فقالت أراه كان منافقاً
[16].
وورد في كتاب التعريف
بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة
[17]في حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله انه قال مقبرتان تضيئان لأهل السماء
كما تضيء الشمس والقمر لأهل الدنيا البقيع بقيع المدينة ومقبرة بعسقلان
[18].
[1] . بحار الأنوار ـ ج 100 ـ ص 139.[2] . المصدر السابق ـ ص 139.[3] . المصدر السابق ـ ص 141.[4] . المصدر السابق ـ ص 141.[5] . المصدر السابق ـ ص 142.[6] . المصدر السابق ـ ص 145.[7] . المصدر السابق ـ ص 145.[8] . المصدر السابق ـ ص 145.[9] . المصدر السابق ـ ص 145.[10] . ثواب الأعمال وعقابها ـ علي محمد علي دخيل ـ دار المرتضىٰ ـ
بيروت ـ ص 300.[11] . المصدر السابق ـ ص 307.[12] . المصدر السابق ـ ص 349.[13] . وفاء الوفاء ـ السمهودي ـ ص 178.[14] . وفاء الوفاء ـ 79.[15] . المصدر السابق ـ ص 79.[16] . المصدر السابق ـ ص 80.[17] . التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة ـ ص 45، وأخبار
مدينة الرسول المعروف بالدرة الثمينة ـ تأليف الإمام الحافظ محمد بن محمود بن
النجار ـ تحقيق وتعليق صالح محمد جمال ـ ص 125.[18] . نفس المصدر السابق.