الشیخ رضا أكبری:
سیرة الإمام الحسن نموذج أعلى لتجاوز الفتنة
رسا/أخبار
الحوزة المحلیة ـ قال أستاذ الأخلاق فی حوزة قم العلمیة: إنّ ظروف الإمام
الحسن(ع) نموذج بنّاء لتجاوز مرحلة الفتنة وغربة الإسلام، والتمسّک بالقیم
الإسلامیة؛ ولذلک علینا البحث حول حیاته وکیفیة تعامله مع الفتنة؛ لنتمکّن
من تجاوز الفتن التی نواجهها.
أشار مدیر مکتب التربیة والأخلاق فی
معاونیة تهذیب الحوزات العلمیة، الشیخ رضا اکبری إلى مناسبة وفاة النبی
الأکرم(ص) وسبطه الأکبر، وتناول جانباً من سیرة الإمام الحسن المجتبى(ع)،
وقال: لقد ورث الإمام الحسن(ع) العظمة والشخصیة والوقار من جدّه رسول
الله(ص)؛ متابعاً القول: لقد تجلّت روح الرسول الأکرم(ص) فی حیاة الإمام
الحسن المجتبى فی أبعاد مختلفة، کالعلم والوقار والشفقة والصبر، فقد کان
مرآة تعکس الصفات السامیة التی تحلّى بها جدّه رسول الله(ص)، إلى حد أننا
نشهد التاریخ ینقل بأنّ هذا الإمام الهمام أنفق أمواله بأسرها فی سبیل الله
مرتین، واقتسمها مع الفقراء ثلاث مرات.
وقال: روی بأنّ الإمام
الثانی(ع) توجّه مرات عدیدة حاجاً إلى بیت الله مشیاً على الأقدام، کما
تمکّن ـ تبعاً لأمیر المؤمنین(ع) ـ فی زمان الفتنة التی أثارها الأعداء ضد
الإسلام أن یعمل على توعیة الناس وإرشادهم والحفاظ على الإسلام.
ولفت
سماحته إلى أنّ غربة الإمام الحسن(ع) کانت أشد من غربة سید الشهداء(ع) من
بعض الجهات، وقال: لقد مرّ على الإمام المجتبى(ع) زمان جعل أنصاره یترکونه
من أجل الدراهم والدنانیر التی کان ینفقها معاویة لهم، إلى حد جعل قادة جیش
الإمام یکتبون رسالة إلى معاویة یعرضون علیه تسلیم الحسن بن علی(ع) وهو
موثوقاً إذا رغب فی ذلک؛ مضیفاً: لقد ذکر التاریخ بأنّ أصحاب الإمام
الحسن(ع) سحبوا البساط من تحت أقدامه، وضربوا هامته بالسیف، وکانت أحدى
زوجاته تضیّق علیه معیشته إلى أنّ دست له السم الذی أودى بحیاته.
وأکّد
قائلاً: إنّ ظروف الإمام الحسن(ع) نموذج بنّاء لتجاوز مرحلة الفتنة وغربة
الإسلام، والتمسّک بالقیم الإسلامیة؛ ولذلک علینا البحث حول حیاته وکیفیة
تعامله مع الفتنة؛ لنتمکّن من تجاوز الفتن التی یمکن أن تواجهنا.
وأشار
سماحته إلى الحدیث المنقول عن رسول الله(ص): "الحسن والحسین إمامان قاما أو
قعدا"، وقال: إنّ الأئمة(ع) یختارون أفضل الخیارات وفقاً لمقتضیات الزمان،
وإنّ صلح الإمام المجتبى(ع) مع معاویة من أفضل القرارات التی أتخذها
الإمام الحسن(ع)؛ مضیفاً: إنّ الإمام الخمینی(ره) هو تربیة مدرسة أهل
البیت(ع)؛ ولذلک کان یسعى طول عمره لبیان حقیقة للمسلمین وخلاصتها: "نحن
کلُّنا مأمورون بأداء التکلیف والوظیفة ولسنا مأمورین بالنتیجة".
وأکّد
سماحته على أنّ الإمام الحسن(ع) وفقاً للظروف الزمانیة والمکانیة کان یرى
بأنّ الصلح هو أنفع للإسلام من الحرب؛ وهذا السبب الذی جعله یختار الصلح،
وقال: إنّ معاویة ومن خلال النفاق والتظاهر بالإسلام والعمل بسیاسة الکیل
بمکیالین تمکّن من إیجاد الأرضیة لخداع المجتمع؛ ومن هنا فإنّ الإمام(ع)
کان یعلم بأنّه لو رجّح خیار الحرب فإنّ دمّه سوف یُهرق، ولا یوجد من یطمئن
إلیه لحمل رایة الإسلام؛ ولذلک اختار الإمام الحسن الصلح.
وختم الشیخ
اکبری کلامه بالقول: إنّ الإمام الخمینی(ره) أیضاً رضی بالصلح والموافقة
على اتفاقیة 598 مع أنّه کان یقول: "أوقع هذه الاتفاقیة وأنا أتجرع السم".