اللهم صل على محمد وآل محمد
الاكتشاف
العلمي الجديد يؤكد أنه لا يكتمل نمو الدماغ إلا مع نهاية سن الأربعين وهذا السن
حدده القرآن قبل أربعة عشر قرناً، لنقرأ....
من المعلوم أن الوحي قد نزل
على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم في سن الأربعين، ولابد من وجود حكمة من
هذا العمر، لأن الله تعالى لا يختار شيئاً إلا وفيه حكمة عظيمة. وربما تتضح لنا بعض
جوانب الحكمة أن نمو الإنسان وكمال عقله لا يحدث إلا في نهاية الأربعينيات من عمر
الإنسان.
يقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ
بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ
أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15].
هذه الآية الكريم تحدد سن الأربعين
لاكتمال القوة البدنية والعقلية أو الأشُدّ أو الأوج، وبالتالي نحن أمام حقيقة
قرآنية، وسؤالنا هل هناك حقيقة علمية تؤكد صدق كلام الحق عز وجل؟ وبالطبع هذه
الحقيقة في حال وجودها سوف تكون دليلاً لأولئك المشككين يرون من خلالها صدق هذا
القرآن، ووسيلة للمؤمنين لزيادة الإيمان واليقين بالله تعالى.
هذا ما بحثت
عنه طويلاً ولكن دون جدوى، فجميع العلماء يصرحون بأن اكتمال نمو الدماغ يكون في سن
العشرين تقريباً، هذا ما دلت عليه تجاربهم. ولكن هناك بحث جديد أرسله لي أحد الإخوة
جزاهم الله خيراً يؤكد أن نمو الدماغ يستمر لنهاية الأربعينيات من عمر الإنسان، بما
يتفق تماماً مع القرآن الكريم.
فقد نشرت جريدة تليغراف مقالة بعنوان: Brain
only fully 'matures' in middle age أي أن نمو الدماغ يستمر لمنتصف العمر. وقد جاء
في هذا المقال ما يلي:
You might think that you become fully matur when
you turn 21 but new research suggests that your brain does not stop developing
until your late 40s
ربما تظن
أنك تصبح ناضجاً بشكل كامل في سن21 ولكن البحث الجديد يقترح بأن دماغك لا يتوقف عن
النمو حتى أواخر سن الأربعين.
استخدم العلماء في هذا الاكتشاف
ما يسمى بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI وهو جهاز متطور جداً يقيس نشاط
وتغيرات مناطق الدماغ بشكل مذهل، وقبل مجيء القرن الحادي والعشرين لم يكن لدى أحد
من العلماء علم بأن نمو الدماغ لا يكتمل إلا في نهاية الأربعينيات من عمر
الإنسان!
ويؤكد البحث الجديد أن المنطقة التي تستمر في النمو هي منطقة
الناصية أو ما يسميه العلماء prefrontal cortex أعلى ومقدمة الدماغ، وهذه المنطقة
مهمة في اتخاذ القرارات والتفاعل الاجتماعي ومهام شخصية أخرى مثل التخطيط والسلوك
وفهم الآخرين والتي تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات.
وتقول البروفسورة
Sarah-Jayne Blakemore : منذ أقل من عشر سنوات كنا نعتقد أن نمو الدماغ يتوقف في سن
مبكرة من عمر الإنسان، وتقول بالحرف الواحد:
Until about 10 years ago we
pretty much assumed that the human brain stopped developing in early
childhood..
ثم تتابع: ولكن تجارب المسح بالرنين المغنطيسي على الدماغ أظهرت
أن النمو يستمر خلال الثلاثينات وحتى نهاية سن الأربعين من عمر الإنسان! وأهم منطقة
وأكثرها استمراراً في النمو هي منطقة الناصية، ذلك الجزء من أعلى ومقدم الدماغ، هي
التي تميزنا كبشر عن غيرنا.
صورة بجهاز fMRI
للدماغ ويظهر النشاط (باللون الأحمر) في منطقة الناصية، هذه المنطقة على درجة عالية
من الأهمية فهي مسؤولة عن شخصية الإنسان.
وهنا نتذكر آية عظيمة يؤكد فيها
الله على أهمية الناصية، يقول تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام مخاطباً قومه:
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ
دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56]. وكذلك كان النبي يقول في دعائه لربه: (ناصيتي في
يدك)، وسؤالنا لكل مشكك: كيف علم النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بأهمية الناصية؟
والآن يا أحبتي نعود ونتذكر الآية من جديد، يقول تعالى:
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) [الأحقاف: 15]، ونقول سبحان الله! من
الذي علم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحدد له هذا السن بالذات؟ هل كان رسول
الله صلى الله عليه واله وسلم يعلم أهمية هذا العمر ليختاره لبداية نبوّته أم أن
الله هو الذي اختاره وهو الذي يعلم السرّ وأخفى؟
هل كان النبي الأعظم عليه
أفضل الصلاة والسلام يعلم أن الإنسان لا يبلغ أشده إلا في سن الأربعين، أم أن أحداً
علمه؟ أليس علماء الغرب اليوم يؤكدون أنهم لم يكتشفوا هذه الحقيقة إلا أواخر عام
2010 ؟ إنها حقائق تشهد على صدق هذا النبي الخاتَم، وصدق رسالة
الإسلام.