الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: الإنفاق في سبيل الله تعالى الجمعة ديسمبر 21, 2012 11:16 pm | |
| الإنفاق في سبيل الله تعالى احتل موضوع الإنفاق في سبيل الله تعالى مكانة مرموقة في النصوص الشرعية من قرآن كريم و سنة شريفة. و قد مثّل الله تعالى الذين ينفقون أموالهم في سبيله بالحبة التي أنبتت سبع سنابل, في كل سنبلة مائة حبة. إذن فالحبة أنتجت سبعمائة حبة, و الله يضاعف لمن يشاء أكثر فأكثر بلا حدود. و قد أوضح القرآن الكريم حقيقة الإنفاق و فائدته و هو الخير العائد على المنفق ذاته, و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه. و أما الله تعالى فهو الغني الذي لا يعتريه فقر و لا حاجة. المحور الأول : مصرف الإنفاق و جهته : قال الله تعالى (هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ...) (محمد : 38). إذن فالإنفاق مصرفه سبيل الله تعالى. و المراد به جميع سبل الخير التي فيها مرضاة الله تعالى, و قال عز و جل (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة : 215). كان السؤال (ماذا ينفقون) فأجابهم القرآن بمصرف الإنفاق. و هو أسلوب بلاغي يهدف إلى إرشاد السائل إلى سؤال أهم و أعظم من سؤاله. و نلاحظ أن القرآن الكريم في هذه الآية قد ذكر مصاديق لسبيل الله تعالى و هم الوالدان و الأقربين و اليتامى و المساكين و ابن السبيل. فأحق الناس و أولاهم بإحسانك هما الوالدان ثم الأقربين و هكذا. و بذلك يتضح خطأ ما يقع فيه بعض المؤمنين من فعل الخير للأبعدين و إهمال الأقربين ووطنهم. و قد ورد في الحديث الشريف (لا صدقة و ذو رحم محتاج). كيف تتصدق على البعيد و أنت في غفلة عن رحمك؟؟!!. المحور الثاني : ماذا ننفق؟. تطالعنا في هذا المحور عدة آيات كريمة, كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (البقرة : 267). ما بال الإنسان منا إذا أنفق على حياته الدنيوية أنفق أفضل ما لديه بدون حساب, و إذا أنفق في سبيل الله تعالى أنفق الخبيث من أمواله التي لا يقبلها لنفسه. كيف ذلك و نحن نعلم بأنا لن ننال البر حتى ننفق مما نحب. لا ينبغي أن تأكل أطيب الطعام و تلبس أجمل الثياب و لكن تتصدق بالفتات و بالثياب الممزقة. أيها الأحبة قدموا لأنفسكم و حياتكم الأبدية أفضل ما لديكم في هذه الحياة. و ليكن المنهج هو الوسطية (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان : 67). و على العاقل أن لا يستحي من تقديم القليل فإن الحرمان أقل منه. مضافاً إلى أن تراكم القليل يورث الكثير. و هل البحر و المحيط إلا قطرات ماء قد اجتمعت و اتحدت. إذن فلتجتمع السواعد و الجهود و النفقات فتصبح بإذن الله تعالى غيثاً عذباً. لا سيما و نحن نعلم أن الله تعالى يكتب كل أعمالنا صغيرها و كبيرها, و قال سبحانه (وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَة ً صَغِيرَة ً وَلاَ كَبِيرَة ً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (التوبة : 121). من جهة أخرى فالنفقات تتفاوت من حيث المضمون و النوعية, هذا ينفق ماله, و ثان ينفق وقته و جهده في سبيل الله و يخصص مقداراً من الوقت في خدمة الدين و المجتمع, و ثالث ينفق وجاهته في سبيل تيسير أمور المحتاجين و المشاريع الخيرية, و رابع ينفق اقتراحاً جميلاً أو انتقاداً بناء يوصله إلى ذوي الشأن بأسلوب جميل. فكم من فكرة أو اقتراح أو انتقاد كانت منطلقاً لمشروع إصلاحي أو خيري. و لكن لا نغفل عن ضرورة معرفة أين نقدم ذلك و كيف و متى. المحور الثالث : متى ننفق؟. ليس للإنفاق وقت مخصوص, بل الباب مفتوح ليلاً و نهاراً, سراً و علانية. و قد جاء ت الروايات الشريفة في الحث على صدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب. نعم كلما ازدادت حاجة الإسلام و المسلمين كلما كان الإنفاق أفضل و أسمى و لذا قال الله تعالى (.. لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَة ً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الحديد : 10). المحور الرابع : مبطلات الإنفاق. أساس قبول جميع الأعمال أن تكون قربة إلى الله تعالى, و أن تصدر من قلب تقي, و لذا قال هابيل لأخيه قابيل " إنما يتقبل الله من المتقين ". و قد صرّح القرآن بعلة عدم قبول بعض النفقات إذ قال (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ) (التوبة : 53). فإذا كان الفسق مانعاً فلا شك بأن الكفر كذلك (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَة َ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة : 54). أيها الأحبة لننفق في سبيل الله مع رغبة و إقبال و سرور, فإن ما ننفقه ندخره لحياتنا الأبدية و نعيم لا يزول. فإذا علم عقلنا و قلبنا بذلك نشتاق إلى الإنفاق. و لنعلم بأن فائدة الإنفاق لا تقتصر على الآخرة, بل تعم حتى الدنيا. و لذا سميت الزكاة بهذا الاسم لأنها سبب في زيادة الأموال و في تطهيره و تطهير النفس. و أخيراً ما دخل الرياء في عمل إلا و أبطله. لذا تكرر التحذير من الرياء في جميع الأعمال و منها الإنفاق في سبيل الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى..) (البقرة : 264).
| |
|
بشار
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 1 الجنــس : المواليد : 11/05/1992 التسجيل : 07/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 32 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3576 نقـــــــــاط التقيم : 7183 السٌّمعَــــــــــــــة : 29 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة مدير المنتدى
| موضوع: رد: الإنفاق في سبيل الله تعالى السبت ديسمبر 22, 2012 7:54 am | |
| اللهم صلِ على محمد وآل محمد أحسنتِ ياغالي ورحم الله والديكِ على الجهود الولآئية النورآنية بآرك الله فيكِ وجزآكِ الله الجنة اسأل الله تعآلى أن يحفظكِ ويوفقكِ لكل خير وان يجعله في ميزآن أعمآلكِ الصآلحة بنتظآر جديدكِ بشوق دمتِ بخير
| |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: الإنفاق في سبيل الله تعالى الخميس ديسمبر 27, 2012 4:25 am | |
| شكرا جزيلا احي بشار الربيعي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله وبارك الله فيك
| |
|