سلام الربيعي الرتبــــــة
رقم العضوية : 14 الجنــس : المواليد : 28/08/1980 التسجيل : 27/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 44 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 1714 نقـــــــــاط التقيم : 2638 السٌّمعَــــــــــــــة : 1 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف قسم الحجة الالهية
| موضوع: محبة الوالدين وطاعتهما الخميس فبراير 14, 2013 7:59 pm | |
|
إذا تدبرنا القرآن في كلامه عن الوالدين والآباء والأسلاف ، نجد أن الله أمر بشكر الوالدين بعد شكر الله ، و أمر برحمتهما خصوصاً إذا أضعفهما الكبر أو المرض أو الإعاقة ، و نهى عن رفع الصوت عليهما و نهرِهما أو التضجر منهما ، لكنه لم يأمر بطاعتهما في كل أمر ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، بل قال: {و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفاً} .. و لم يأمر بحبهما على كل حال ، فالله لم يأمرنا بعبادة الوالدين ، لكن أن نقدِّر حقهما و نشكرهما على ما قدَّما ، و الشكر ليس بالكلام فقط ، والشكر من الأخلاق .. أما مشاعر الإنسان فليست بيده و تحت تصرفه ، ولو كانت كذلك لضاع الإنسان و ضاعت الحقيقة والفضيلة .. المشاعر مرتبطة بالفضيلة أينما وجدت عند الوالدين أو عند غيرهما ، مثل ارتباط البوصلة بجهة الشمال ، بدليل أننا نجد من يفضل أمه على أبيه ، و العكس ، أقصد بمشاعره ، أو يحب شخصاً آخر أكثر من والديه ، و ليس الأمر بيده .. تخيل أن أحداً يأمره والده أو والدته بمعصية و عمل غير إنساني ولا أخلاقي ، فهل يحبه و هو على هذه الحال؟ إن كان يحبه فقد أحب المعصية ووقع في غضب الله .. الوالدان من البشر و ليسا من الملائكة ، و هما داخلان في اختبار الخير و الشر ، مثل الأبناء ، و بالتالي فقد يقعان في الشر أو يعملان الخير ، بل واجب الأبناء النصح للوالدين على بعض الأفكار الخاطئة التي قد يتمسكون بها ، مثلما هو واجب الآباء ، ولا يعتبر هذا تطاولاً عليهما بل حق لهما ، بعبارة أخرى: حقهما كوالدين قدّما المعروف لنا ، والفضل للمتقدِّم ، و هذا يجب أن يستمر في كل الأحوال ، حتى لو دعونا إلى الشرك .. فلا يجب أن نقول لهم أف ولا ننهرهما ، ونصاحبهما في الدنيا معروفاً ، و لو كانوا أكفر الناس .. لكن الحب ليس بأيدينا .. و كلام الطالبة إذن ليس عارياً من الصحة بشكل دائم؛ لأن كلمة "حب" هدفها الأساسي أن توصل إلى الله، لأن الفضيلة توصل إلى الله و الحب مبني على الفضيلة .. كذلك في خضم الدعوة لبر الوالدين ، يجب أن تُقدَّم نصيحة للوالدين بألا يستغلوا النصوص ويجعلون منها سوطاً يلهبون بها ظهور أبنائهم و يلغون بها شخصياتهم و كرامة ذواتهم .. فالإنسان عبد لله في الأصل وليس عبداً لوالديه تتحكم فيه غريزة التملك لديهما، فالوالدان وسيلة لوجوده على الدنيا . كثير من الوالدين يعتبرون أن حق الأبناء هو رعاية أجسامهم و تغذيتهم و علاجهم و سكنهم وانتهى الأمر ، وهذا غير صحيح ، فللأبناء حق الرعاية و التربية الشعورية واحترام آدميتهم .. يجب أن يشعر الأبناء بمحبة والديهم لهم حتى يحبوهم ، و لا يعاملوهم بفوقية ، فالعطاء المادي ردّه عطاء مادي مثله ، و العطاء المعنوي هو الذي يستوجب العطاء المعنوي .. و لا يفيد العطاء المادي إلا إذا كان دافعه معنوياً .. فيعطي مقابلاً مادياً و معنوياً .. حينها تتحقق الأبوة والأمومة ، مادياً ومعنوياً .. والله أمرنا بالبر ولم يأمرنا بالتقديس .. و كثرة ترديد الوالدين ماقدموه لأبنائهم يُشعر الأبناء بمنة المعطي و كأنهم يستكثرون ما قدموا و يستخسرونه على فلذات أكبادهم ، بل إن بعض الأمهات أو الآباء يشترط من مهر ابنته لقاء ما أنفق عليها ، و كأن آلام المخاض والتربية لها سعر مادي ، بينما الله يقول: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} . و بعض الآباء يستغلون قدرهم عند أبنائهم و ضعفهم و وقوف المجتمع مع الوالدين ، فيستغلون ذلك و يتدخلون في اختياراتهم ، بل و يسيئون إليهم لحد الإهانة أحياناً ، و الويل لمن يغضب أو يثور ، لأنه سيوصم بالعقوق و يـُدعى عليه دعوة مستجابة .. على الوالدين أن يعرفا ما قدما ، و ينتظرا مثله من رعاية و حنان و اهتمام و إنفاق ، ولا ينتظروا أكثر من ذلك إلا ما كانوا يستحقونه بصفتهم الشخصية لا بصفتهم والدين .. كالأب المتفهم لأبنائه ، سيحبونه حتى لو كان شخصاً آخر .. فأساس العلاقة هو رد المعروف ، و على حسب ذلك المعروف يتوجب الرد .. وهو حق أخلاقي ، و الدين أخلاق . الأطفال ضعاف و بحاجة إلى رعاية الوالدين ، ولا يجوز التفريط بذلك ، كذلك الوالدان عندما يضعفان يتوجب أن يرد الإحسان إليهما ، قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} .. المسألة مسألة حق و رد ذلك الحق ، هذه هي العلاقة بين الآباء والأبناء ، و ليست حالة امتلاك وعبودية و سيطرة و برمجة ، او استغلال مادي لغير حاجة .. كبعض حال الأمهات التي تعتبر أبنائها ملكاً لها تتصرف بهم كما تريد كالدمى ، و تذكر دائماً لأولادها فضل البر ، والبر لا يأتي بالمطالبة ، لأنه عمل أخلاقي وليس حقوقي ومادي ، لأن الشخص الأخلاقي الذي قدم لك معروفاً ليس من اللائق أن يطالبك بشكره ، بل أنت الذي تطالب نفسك بنفسك ، بدافع من ضميرك وأخلاقك .. أما ما بين ذلك فيبقى دور الأخلاق و الفضيلة ، كلما تمتع بها الوالدان كلما حظيا بمحبة أكبر من الأبناء ..
| [/size] | |
|
طريقي زينبي الرتبــــــة
رقم العضوية : 33 الجنــس : المواليد : 20/08/1994 التسجيل : 11/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 30 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3643 نقـــــــــاط التقيم : 4443 السٌّمعَــــــــــــــة : 5 علم بلدك : الموقع : https://albeet.alafdal.net/ المنتدى ومراقب عام
| موضوع: رد: محبة الوالدين وطاعتهما الخميس فبراير 14, 2013 10:05 pm | |
| موضوع حلو اخي الكريم بارك الله فيك | |
|