هشام الحيالي الرتبــــــة
رقم العضوية : 12 الجنــس : المواليد : 15/08/1969 التسجيل : 23/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 55 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 616 نقـــــــــاط التقيم : 1318 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك :
| موضوع: القياس عن الإمام الصادق عليه السلام الثلاثاء فبراير 12, 2013 5:53 am | |
| القياس عن الإمام الصادق (عليه السلام) قرب الاسناد ـ قال قال جعفر بن محمد من افتى الناس برأيه، فقد دان بما لا يعلم. الكافي ـ عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي شيبة الخراساني قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن اصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلاّ بعدا، وان دين الله لا يصاب بالمقاييس. الكافي عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شإذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن السنّة لا تقاس، إلاّ ترى أن المرأة تقضي صومها، ولا تقضي صلاتها، يا أبان إن السنة إذا قيست، محق الدين. أمالي المفيد ـ قال أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعد أبادي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لعن الله أصحاب القياس فانهم غيروا كلام الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) واتهموا الصادقين (عليهم السلام) في دين الله. كنز الكراجكي ـ عن الصادق (عليه السلام) قال اياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس، قد جعل الله للقرآن أهلا، أغناكم عن جميع الخلائق لا علم إلاّ ما أمروا به قال الله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ايانا عنى. الوسائل عن كتاب درست ابن أبي منصور عن أبي الغراء عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله قال قلت جعلت فداك، إن أناسا من أصحابك قد لقوا أبائك وجدك وقد سمعوا منهما الحديث، وقد يرد عليهما الشيء ليس عندنا فيه شيء وعندهم مايشبهه، فيقيسوا على احسنه، قال فقال ما لكم والقياس إنما هلك من هلك بالقياس، قال قلت اصلحك الله ولم ذاك، قال لانه ليس من شيء إلاّ وقد جرى به كتاب وسنة، وإنما ذاك شيء اليكم، إذا ورد عليكم أن تقولوا قال، فقال انه ليس من شيء إلاّ وقد جرى به كتاب وسنة، ثم قال إن الله قد جعل لكل شيء حدا ولمن تعد الحد حدا. المحاسن ـ البرقي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علما، ورووا أحاديث فيرد عليهم الشيء فيقولون فيه برأيهم فقال لا، وهل هالك من مضى إلاّ بهذا واشباهه. الوسائل. عن أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن خالد البرقي عن صفوان عن سعيد الاعراج قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن من عندنا ممن يتفق، يقولون يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في السنة، نقول فيه برأينا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) كذبوا، ليس شيء إلاّ وقد جاءت في الكتاب وجاءت في السنة. الكافي ـ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال، قلت لأبي عبد الله، ترد علينا اشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا السنة، فننظر فيها؟ قال لا، اما انك أصبت لم توجر، وان أخطأت، كذبت على الله عزوجل. الكافي ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا قاسم بن علاء عن إسماعيل بن لعي القزويني عن علي ابن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن إسماعيل بن جابر (في باب إن السنة النبوية حجة) (في حديث رسالة أبي عبد الله إلى أصحابه) ايتها العصابة المرحومة المفلحة، إن الله اتم لكم ما آتاكم من الخير واعلموا انه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى، ولا رأي ولا مقاييس، قد انزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء وجعل للقرآن ولتعلم القرآن لا يسع اهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه: بهوى ولا رأي ولا مقاييس، أغناهم الله عن ذلك بما اتاهم الله في علمه وخصهم به ووضعه عندهم، كرامة من الله أكرمهم بها، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم، وهم الذين من سألهم وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم، ارشدوه واعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه، والى جميع سبل الحق، وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسئلتهم وعن علمهم، الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم، إلاّ من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الاظلة، فأولئك الذين يرغبون عن سؤال اهل الذكر، والذين آتاهم الله علم القرآن، ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم، وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقاييسهم، حتى دخلهم الشيطان لانهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين، حتى جعلوا ما أحلّ الله في كثير من الأمر حراما، وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالاً فذلك أصل ثمرة أهوائهم، وقد عهد إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل موته فقالوا، نحن بعدما قبض الله عز وجل رسوله، يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس، بعدما قبض الله عزوجل رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد عهده الذي عهد الينا وأمرنا به، مخالفا لله ولرسوله، فما أحد اجرأ على الله ولا أبين ضلالة، ممن أخذ بذلك وزعم أن ذلك ليسعه، والله إن لله على خلقه أن يطيعوه ويتبعوا أمره في حياة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد موته، هل يستطيع أولئك اعداء الله، أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد، أخذ بقوله ورأيه ومقاييسه فان قال نعم، كذب على الله وضل ضلالا بعيدا، وان قال لا، لم يكن لاحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقاييسه؟ فقد أقر بالحجة على نفسه وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول الله، وقد قال الله تعالى وقوله الحق (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) وذلك لتعلموا أن الله يطاع ويتبع أمره في حياة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد قبض الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وكما لم يكن لاحد من الناس مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافا لأمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكذلك لم يكن لأحد من الناس من بعد محمد، أن يأخذ بهواه ولا آرائه ولا مقاييسه (الى أن قال) واعلم أن ما أمر الله به، أن تجتنبوه فقد حرمه واتبعوا آثار رسول الله وسنته فخذوا بها، ولا تتبعوا اهواءَكم وأراءَكم فتضلوا فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله (الى أن قال) وقد قال أبونا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وان قل، ارضى لله وانفع عنده في العاقبة من الاجتهادات البدع واتباع الاهواء، ألاّ إن الاهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال، وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار (الحديث) اختصاص المفيد عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إنما مثل علي بن أبي طالب ومثلنا من بعده في هذه الامة، كمثل موسى النبي والعالم حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتص
الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتابه وذلك أن الله قال لموسى (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ثم قال (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الالواح وكان موسى (عليه السلام) يظن أن جميع الاشياء التي يحتاج إليها في نبوته، وجميع العلم قد كتب له في الالواح، كما يظن هؤلاء الذين يدَّعون انهم علماء فقهاء وانهم قد اوتوا جميع الفقه والعلم في الدين، مما يحتاج هذه الأمة إليه، وصح ذلك لهم عن رسول الله وعلموه وحفظوه، وليس كل علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علموه ولا صار إليهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا عرفوه، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون، فطلب الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله كل بدعة ضلالة، فلو انهم إذ سئلوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ردوه إلى الله والى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد (عليهم السلام). الوسائل عن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: لبعض أصحابه في حديث، أن أول من قاس ابليس، وان أول من سن لهذه الامة القياس المعروف الكافي: ـ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن مياح عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ابليس قاس نفسه بآدم فقال (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياءا من النار. العلل عن أبي رحمة الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أحمد بن علي عن عيسى بن عبد الله القرشي رفعه قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له يا أبا حنيفة بلغني انك تقيس، قال نعم أنا اقيس فقال ويلك لا تقس، إن أول من قاس ابليس، قال خلقتني من النار وخلقته من طين، قاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنور النار عرف فضل ما بين النورين، وصفاء أحدهما على الآخر، ولكن قس لي رأسك من جسدك أخبرني عن إذنيك ما لهما مرتان؟ وعن عينيك ما لهما مالحتان؟ وعن شفتيك ما لهما عذبتان؟ وعن أنفك ما له بارد؟ فقال لا أدري. فقال له أنت لا تحسن أن تقيس رأسك أتقيس الحلال والحرام! فقال يابن رسول الله اخبرني كيف ذلك، فقال إن الله تبارك وتعالى جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شيء إلاّ مات، ولولا ذلك لقتلت الدواب ابن آدم، وجعل العينين مالحتين لانهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا، وجعل الشفتين عذبتين، ليجد ابن آدم طعم الحلو والمرن وجعل الانف باردا سائلا، لئلا يدع في الرأس داءً إلاّ أخرجه، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود. قال أحمد بن أبي عبد الله ورواه معاذ بن عبد الله عن بشير بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى قال دخلت أنا والنعمان على جعفر بن محمد (عليه السلام) فرحب بنا وقال، يابن أبي ليلى من هذا الرجل؟ قلت جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأي ونظر ونقاد، قال فلعله الذي يقيس الاشياء برأيه، ثم قال له يا نعمان هل تحسن تقيس رأسك؟ قال لا: قال فما اراك تحسن تقيس شيئا ولا تهتدي؟ إلاّ من عند غيرك، فهل عرفت مما الملوحة في العينين، والمرارة في الاذنين؟ والبرودة في الممنخرين؟ والعذوبة في الفم؟ قال: لا. قال فهل عرفت كلمة اولها كفر وآخرها ايمان؟ قال لا. قال ابن أبي ليلى، فقلت جعلت فداك لاتدعنا في عمى مما وصفت لنا قال نعم حدثني أبي عن آبائه إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إن الله تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم على شحمتين فجعل فيهما الملوحة، ولولا ذلك لذابتا ولم يقع فيهما شيء من القذى إلاّ إذابهما، والملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى، وجعل المرارة في الاذنين، حجابا للدماغ، فليس من دابة تقع في الاذنين إلاّ التمست الخروج، ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ، وجعل البرودة في المنخرين حجابا للدماغ، ولولا ذلك لسال الدماغ، وجعل الله العذوبة في الفم، منّاً من الله على ابن آدم، ليجد لذة الطعام والشراب، وأما كلمة اولها كفر وآخرها ايمان نقول لا اله إلاّ الله واولها كفر وآخرها ايمان، ثم قال يا نعمان، إياك والقياس، فإن أبي حدثني عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أول من قاس ابليس، ومن قاس شيئاً من الدين برأيه، قرنه الله مع ابليس في النار، فإنه اول من قاس حين قال: (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فدعوا الرأي والقياس، وما قال قوم ليس له في دين الله برهان، فإن دين الله لم يوضع بالآراء والمقاييس. العلل قال جعفر بن محمد (عليه السلام) لأبي حنيفة في حديث طويل: ويحك ايهما أعظم قتل النفس أو الزنا، قال قتل النفس، قال فإن الله عز وجل قد قبل في قتل النفس شاهدين، ولم يقبل في الزنا إلاّ أربعة، ثم قال (عليه السلام) ايهما أعظم الصلاة أو الصوم، قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة، فكيف يقوم لك القياس فاتق الله ولا تقس. وفي رواية قال (عليه السلام) له: فإنما نحن وانتم غدا ومن خالفنا بين يدي الله عزوجل، فنقول قلنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول انت وأصحابك اسمعنا وأرينا، فيفعل بنا وبكم ما شاء الله عزوجل وقال (عليه السلام) له: أي نعمان ايهما اطهر المني ام البول، فقال المني قال فإن الله عزوجل قد جعل في البول الوضوء، وفي المني الغسل، ولو كان يحمل على القياس لكان الغسل في البول، وأيهما أعظم عند الله الزنا؟ وذكر نحوه، إلاّ أنه قال وتقول أنت وأصحابك رأينا وقسنا. المحسان: البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال كنت عن أبي عبد الله (عليه السلام) بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له، فاستأذن على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن له، فلما جلس قال لأبي عبد الله إني أريد أن أقايسك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) ليس في دين الله قياس. الحديث. علل الشرائع: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي قال حدثنا أبو زهير بن شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه غلام من كندة، فأستفتاه في مسئلة فأفتاه فيها، فعرفت الغلام والمسألة، فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة، فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله (عليه السلام) فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة، اني كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) مسلّما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها، فأفتاه بخلاف ما افتيته فقال، وما يعلم جعفر بن محمد (عليه السلام) انا أعلم منه، انا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم وجعفر بن محمد صحفي، أخذ العلم من الكتب، فقلت في نفسي والله لا حجَّنَ ولو حبوا، قال فكنت في طلب حجة، فجاءَتني حجة، فحججت، فأتيت أبا عبد الله فحكيت له الكلام، فضحك ثم قال: عليه لعنة الله: اما في قوله غني رجل صحفي، فقد صدق قرأت صحف آبائي ابراهيم وموسى، فقلت ومن له بمثل تلك الصحف؟ قال فما لبثت إن طرق الباب طارق، وكان عنده جماعة من أصحابه فقال الغلام انظر من ذا، فرجع الغلام فقال أبو حنيفة، قال أدخله فدخل فسلم على أبي عبد الله (عليه السلام) فرد عليه، ثم قال أصلحك الله أتاذن لي في القعود فاقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه، ثم قال الثانية والثالثة فلم يلتفت إليه، فجلس ابو حنيفة من غير إذنه، فلما علم انه قد جلس التفت إليه فقال اين أبو حنيفة؟ فقال هو ذا اصلحك الله، فقال انت فقيه أهل العراق؟ قال نعم، قال فيما تفتيهم، قال بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته؟ وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال نعم؟ قال يا أبا حنيفة ادعيت علما؟ ويلك ما جعل الله ذلك إلاّ عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلاّ عند الخاص من ذرية نبينا، وما ورثك الله من كتابه حرفا، فإن كنت كما تقول ـ ولست كما تقول ـ فاخبرني عن قول الله عز وجل (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) أين ذلك من الارض؟ قال أحسبه ما بين مكة والمدينة؟ فالتفت ابو عبد الله إلى أصحابه فقال تعلمون إن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا نعم قال فسكت أبو حنيفة، قال (عليه السلام) يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) أين ذلك من الارض؟ قال الكعبة قال أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ فسكت ثم قال يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة، كيف تصنع؟ فقال أصلحك الله اقيس وأعمل فيه برأيي قال يا أبا حنيفة إن أول من قاس ابليس الملعون، قاس على الله تبارك وتعالى فقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فسكت أبو حنيفة، فقال يا أبا حنيفة أيما أرجس، البول أو الجنابة؟ فقال البول، فقال فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول؟ فسكت فقال يا أبا حنيفة ايما افضل الصلاة ام الصوم؟ قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي الصلاة؟ فسكت (الحديث). احتجاج الطبرسي وفي رواية أخرى إن الصادق (عليه السلام) قال لأبي حنيفة لما دخل عليه من أنت؟ قال، قال أبو حنيفة، قال (عليه السلام) مفتي أهل العراق؟ قال نعم، قال (عليه السلام) بما تفتيهم؟ قال بكتاب الله، قال (عليه السلام) وإنك لعالم بكتاب الله ناسخة ومنسوخة ومحكمه ومتشابهة؟ قال نعم قال فأخبرني عن قول الله عز وجل (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) أي موضع هو؟ قال ابو حنيفة، هو ما بين مكة والمدينة، فالتفت ابو عبد الله إلى جلسائه وقال ناشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة ولا تأمنوا على دمائكم من القتل، وعلى أموالكم من السرق؟ فقالوا كلهم نعم، فقال أبو عبد الله ويحك يا ابا حنيفة إن الله لا يقول إلاّ حقا، أخبرني عن قول الله عز وجل (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) أي موضع هو؟ قال ذلك بيت الله الحرام، فالتفت ابو عبد الله (عليه السلام) إلى جلسائه فقال ناشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير، وسعد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قالوا اللهم نعم، فقال ابو عبد الله ويحك يا ابا حنيفة إن الله لا يقول إلاّ حقاً، فقال ابو حنيفة ليس لي علم بكتاب الله، إنما انا صاحب قياس، قال ابو عبد الله فانظر في قياسك، إن كنت مقيسا، أيما أعظم القتل أو الزنا، قال بل القتل، قال فكيف رضي في القتل بشاهدين، ولم يرضَ في الزنا إلاّ بأربعة؟ ثم قال له الصلاة أفضل أم الصيام؟ قال بل الصلاة أفضل، فيجب على القياس قولك قضاء لما فاتها على الحائض من الصلاة في حال حيضها دون الصيام؟ وقد أوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم، دون الصلوة، ثم قال له البول أقذر أم المني، قال البول أقذر، قال (عليه السلام) يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول، قال إنما انا صاحب رأي، قال فما ترى في رجل كان له عبد، فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة، فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد، فولدتا غلامين، فسقط البيت عليهم، فقتل المرأتين وبقي الغلامان، أيهما في رأيك مالك وأيهما المملوك، وأيهما الوارث وأيهما الموروث، قال إنما انا صاحب حدود، قال فما ترى في رجل أعمى، فقأ عين صحيح، واقطع قطع يد رجُل، كيف يقام عليهما الحد، قال إنما انا رجل عالم بمباحث الأنبياء، قال فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى (عليه السلام) وهارون حين بعثهما إلى فرعون لعله يتذكر أو يخشى، لعل منك شك، قال نعم قال، وكذلك من الله شك، إذ قال لعله، قال ابو حنيفة لا علم لي، قال (عليه السلام) تزعم انك تفتي بكتاب الله، ولست ممن ورثه، وتزعم انك صاحب قياس، وأول من قاس ابليس، ولم يُبْنَ دين الإسلام على القياس، وتزعم انك صاحب رأي، وكان الرأي من رسول الله صوابا ومن دونه خطأ لأن الله تعالى قال (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) ولم يقل ذلك لغيره، وتزعم انك صاحب حدود، من أنزلت عليه أولى بعلمها منك، وتزعم انك عالم بمباحث الأنبياء، وخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، لولا ان يقال دخل على ابن رسول الله فلم يسأله عن شيء، ما سئلتك عن شيء، فقس إن كنت مقيساً، قال أبو حنيفة ما قلت بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس، قال كلا إن حب الرياسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك، إلى اتمام الخبر. اختصاص المفيد، عن محمد بن عبيد عن حماد عن محمد بن مسلم قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال اني رأيت ابنك موسى يصلي، والناس يمرون بين بيديه (الى أن قال) فقال ابو عبد الله (عليه السلام) يا ابا حنيفة، القتل عندكم أشد أم الزنا؟ فقال بل القتل، فقال ثم كيف أمر الله في القتل بشاهدين، وفي الزنا بأربعة، كيف يدرك هذا بالقياس يا أبا حنيفة، ترك الصلاة أشد أم ترك الصيام، قال بل ترك الصلاة، قال فكيف تقضي المرأة صيامها ولا تقضي صلاتها، كيف يدرك هذا بالقياس؟ ويحك يا أبا حنيفة، النساء أضعف على المكاسب أم الرجال، قال بل النساء، قال فكيف جعل الله للمرأة سهماً وللرجال سهمين؟ كيف يدرك هذا بالقياس يا أبا حنيفة؟ الغائط أقذر أم المني؟ قال بل الغائط، قال فكيف يستنجي من الغائطن ويغتسل من المنين كيف يدرك هذا بالقياس؟ ويحك يا أبا حنيفة، تقول سأنزل مثلما أنزل الله؟ قال أعوذ بالله أن أقوله، قال بلى تقوله أنت واصحابك من حيث لا تعلمون. رجال الكشي حدثني محمد بن مسعود قال حدثني اسحق بن محمد البصري قال حدثني احمد بن صدقة عن ابي مالك الاحمسي قال كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق، والمجلس غاص بأهله، فقال الشاري، وددت اني رأيت رجلا من أصحابك أكلمه، فقال ابو عبد الله (عليه السلام) لمؤمن الطاق، كلِّمهُ يا محمد، فكلَّمه به فقطعه سائلاً ومجيباً، فقال الشاري لأبي عبد الله، ما ظننت إن في أصحابك أحدا يحسن هكذا، فقال ابو عبد الله إن في أصحابي من هو أكثر من هذا، قال فأعجب مؤمن الطاق نفسه، فقال يا سيدي سررتك، قال والله لقد سررتني، والله لقد قطعته، والله لقد حصرته، والله ما قلت من الحق حرفاً واحدا، قال وكيف، قال لأنك تكلم على القياس، والقياس ليس من ديني. المحاسن عن البرقي عن بعض أصحابنا عمن ذكره عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) في مسجد الخيف، وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل فيهم عبد الله بن شرمه، فقال يا أبا عبد الله انا نقضي بالعراق، فنقضي ما نعلم من الكتاب والسنة، وترد علينا المسألة، فنجتهد فيها بالرأي، قال فانصت الناس، جميع من حضر للجواب، وأقبل ابو عبد الله على من على يمينه يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض، وتركوا الإنصات، ثم إن شبرمة مكث ما شاء الله ثم عاد بمثل قوله، فاقبل أبو عبد الله (عليه السلام) فقال أي رجل كان علي ابن ابي طالب (عليه السلام)؟ فقد كان عندكم بالعراق، ولكم به خبر، قال فأطراه ابن شبرمة، وقال فيه قولاً عظيماً، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) فإن علياً أبى أن يدخل في دين الله الرأي، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس، فقال أبو ساسان فلما كان الليل، دخلت على أبي عبد الله فقال لي، يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته، ثم قال لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقاييس ولا عمل بها. الكافي ـ عنه (عليه السلام) عن عبد الله بن مسكان عن أبي العباس قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ادنى ما يكون به الإنسان مشركاً، قال فقال من ابتدع رأيا فاحب عليه أو أبغض عليه. الكافي ـ عن أبان بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال أدنى ما يخرج به الرجل عن الإسلام، أن يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه، ثم قال (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ). الكافي ـ عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سئل عن الحكومة فقال من حكم برأيه بين اثنين، فقد كفر ومن فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر. الوسائل ـ عن أحمد بن محمد السياري في كتاب (القراءات) عن محمد بن الجمهور عن غيره يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال من رأيتم من الشعراء، إنما عني بهذا الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل، وهم الشعراء الذين يتبعون بصائر الدرجات. حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) يعني من يتخذ دينه رأيه بغير إمام هدى من أئمة الهدى. وفيه عنه عن الحسين عن أحمد بن محمد ابن أبي الحسن (عليه السلام) نحوه. وفيه حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه أيضا. المحاسن: عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في رسالته إلى أصحاب الرأي و القياس، أما بعد، فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقاييس، لم ينصف و لم يصب، حظه لأن المدعو إلى ذلك، لا يخلو أيضا من الارتياء والمقاييس، و متى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو، لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل لأنا قد رأينا المتعلم الطالب، ربما كان فائقا لمعلم، و لو بعد حين، و رأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأى من يدعو، و في ذلك تحير الجاهلون و شك المرتابون وظن الظانون، و لو كان ذلك عند الله جائزا، لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل، و لم ينه عن الهزل، ولم يعب الجهل، ولكن الناس لما سفهوا الحق، وغمطوا النعمة، واستغنوا بجهلهم و تدابيرهم، عن علم الله واكتفوا بذلك دون رسله، والقُوَّام بأمره، و قالوا لا شيء إلا ما أدركته عقولنا، وعرفته ألبابنا، فولاهم الله ما تولوا وأهملهم وخذلهم، حتى صاروا عبدة أنفسهم، من حيث لا يعلمون، ولو كان الله رضيَ منهم اجتهادهم وارتياءَهم فيما ادعوا من ذلك، لم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم، ولا زاجرا عن وصفهم، وإنما استدللنا أن رضا الله غير ذلك، ببعثه الرسل بالأمور القيّمة الصحيحة، والتحذير عن الأمور المشكلة المفسدة، ثم جعلهم أبوابه وصراطه والأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي والقياس، فمن طلب ما عند الله بقياس ورأى، لم يزدد من الله إلاّ بعدا، و لم يبعث رسولاً قط، وإن طال عمره، قابلا من الناس خلاف ما جاء به، حتى يكون متبوعا مرة و تابعا أخرى، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياساً، حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله، وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى، أن أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون، وإنما الاختلاف فيما دون الرسل، لا في الرسل فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين، إحداهما القذف بما جاش به صدرك، واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد، والأخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك، وإياك وترك الحق، سأمة وملالة، وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة، لأنا لم نجد تابعا لهواه جائزاً، عما ذكرنا قط رشيداً، فانظر في ذلك. المحاسن عنه عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن حبيب الخثعمي والنضر بن سويد عن يحي الحلبي عن ابن مسكان عن حبيب قال، قال لنا ابو عبد الله (عليه السلام) ما أحد أحب الي منكم، إن الناس سلكوا سبلا شتى، منهم من أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وانكم أخذتم بأمر له أصل. الكافي عن محمد بن يحي عن بعض أصحابه وعلي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبد الله وعلي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محجوب رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال، إن من ابغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين، رجل يكله إلى نفسه، فهو حائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة، فهو فتنةٌ لمن افتن به، ضال عن هدى من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته، ورجلا قمش جهلا في جهال الناس، عان باغباش الفتنة، قد سماه اشباه الناس عالما، ولم يغن فيه يوما سالماً، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من اجن، واكتنز من غير طائل، جلس بين الناس، قاضيا لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضيا سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات، هيأ لها حشوا من رأية، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يدري اصاب أم اخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أن وراء مابلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره، وإن اظلم عليه امر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عثرات، ركّاب شبهات، خبّاط جهالات، لايعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعضَّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لاملأ باصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق. الدعائم عن علي (عليه السلام) انه خطب الناس فقال، أما بعد فذمتي رهينة وانا به زعيم، لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولا يظما على التقوى سنخ أصل، وإن الحق والخير فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلاً، أن لا يعرف قدره، وإن من أبغض الخلق إلى الله تعالى، رجلين وذكر نحوه وزاد بعد قوله باصدار ماورد عليه ولا هو أصلٌ فوّض إليه أيها الناس، أبصر واعيب معاون الجور، وعليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته، فإن العلم الذي نزل به آدم (عليه السلام) وجميع ما فضل به النبيون (عليهم السلام)، في محمد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عترته الطاهرين (عليهم السلام) فأين يتاه بكم بل اين تذهبون؟. عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال من فسر القرآن برايه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خر أبعد من السماء. الكافي عن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى ربعي بن عبد الله عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ). فقال والله ما صاموا لهم، ولا صلوا لهم، ولكن احلوا لهم حراما، وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم. عن جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة، إلاّ انهم احلوا لهم حلالا فأخذوا به، وحرموا حراما فأخذوا، به فكانوا أربابهم من دون الله. الكافي: عن محمد يحي عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن أيوب عن أبي عقيل الصيرفي قال، حدثنا كرام عن أبي حمزة الثمالي، قال، قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) إياك والرياسة، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال، قال قلت جعلت فداك، أما الرياسة فقد عرفتها وأما أن أطأ اعقاب الرجال، فما ثلثا ما في يدي، إلاّ مما وطئت اعقاب الرجال، فقال لي ليس حيث تذهب، اياك أن تنصب رجلا دون الحجة، فتصدقه في كل ما قال.
من كتاب القياس في الشريعة الاسلامية صادق مهدي الحسيني
| |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: القياس عن الإمام الصادق عليه السلام الثلاثاء فبراير 12, 2013 3:56 pm | |
| بارك الله بك أخي العزيز على الموضوع القيم | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: القياس عن الإمام الصادق عليه السلام الأربعاء فبراير 13, 2013 9:40 pm | |
| بارك الله فيك اخي هشام الحيالي وجزاك الله خير الجزاء
| |
|