منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
أبو طالب مؤمن قريش 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
أبو طالب مؤمن قريش 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو طالب مؤمن قريش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو سجاد
الرتبــــــة
الرتبــــــة
أبو سجاد


رقم العضوية : 9
الجنــس : ذكر
المواليد : 15/05/1973
التسجيل : 19/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 51
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : الثور
عدد المساهمات : 10278
نقـــــــــاط التقيم : 14107
السٌّمعَــــــــــــــة : 6
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام
أبو طالب مؤمن قريش 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
أبو طالب مؤمن قريش Jb12915568671

أبو طالب مؤمن قريش 1338424567981
أبو طالب مؤمن قريش T20659-8





أبو طالب مؤمن قريش Empty
مُساهمةموضوع: أبو طالب مؤمن قريش   أبو طالب مؤمن قريش Emptyالثلاثاء فبراير 05, 2013 9:10 pm





الفصل الخامس :

أبو طالب مؤمن قريش




إيمان أبي طالب (ره) :

ولا بدَّ لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ وردّ بين المسلمين . ألا وهو إيمان أبي طالب رحمه الله فمن مؤيد ، ومن منكر .

فأما أهل البيت وشيعتهم ، فانهم مجمعون على إسلامه (رحمه الله) ، (1) بل في بعض الأحاديث : أنه من الأوصياء (2). وأن نوره يطغي في يوم القيامة على كل نور ، ما عدا نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والأئمة ، وفاطمة (عليها السلام) (3).

ونحن وإن كنا لم نستطع أن نجزم بصحة هذه الأحاديث ، إلا أن إيمانه بالله ، وتصديقه برسالته ، (صلى الله عليه وآله وسلم) وانقياده للأوامر والزواجر الالهية ، كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار .

والأحاديث الدالة على ايمانه ، والواردة عن أهل بيت العصمة كثيرة ، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة (4).

وواضح : أن أهل البيت أدرى بما فيه ، من كل أحد . يقول ابن الأثير : (وما أسلم من اعمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير حمزة والعباس ، وأبي طالب أهل البيت )(5).

وعدا عن ذلك ، فان الأدلة الدالة على إيمانه كثيرة ، وقد ألف في إثبات ايمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء . وقد انهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : أبو طالب مؤمن قريش للأستاذ عبدالله الخنيزي ، الذي كاد ان يدفع حياته ثمناً لهذا الكتاب ؛ حيث حاول الوهابيون في السعودية تنفيذ حكم الإعدام فيه ، بسبب كتابه هذا ؛ فتداركه الله برحمته ، وتخلص من شرّهم .

هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموساعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في الغدير للعلامة الاميني قده ج7و8 .

وقد نقل العلامة الاميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كلبرزنجي في أسنى المطالب ص6-10 والاجهوري ، والاسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الأخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم .

بل لقد حكم عدد منهم –كابن وحشي والاجهوري ، والتلمساني بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو يذكره بمكروه فهو كافر (6).



بعض الأدلة على ايمان أبي طالب :

وقد استدل من قال بإسلامه بعدة أدلة ، مثل :

أ- ما تقدم مما روي عن الأئمة (عليهم السلام) ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يدل على ايمانه ، وهم أعرف بأمر كهذا من كل أحد .

ب- ما تقدم من مناصرته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتحمله تلك المشاق والصعاب العظيمة ، وتضحيته بمكانته في قومه ، وحتى بولده ، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الاخضر واليابس . ولو كان كافراً ؛ فلماذا يتحمل كل ذلك ؟! ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرّه عليه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!.

واحتمال : أنه كان يطمع بمقام أعظم .

غير وجيه ، فانه كان حينئذٍ قد بلغ من الكبر عتيّاً ، حيث إنه قد توفي عن بضع وثمانين سنة ، وهو يرى : موقف قومه منه ، ومن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف هو ، ولا يأمل أن يعيش إلى حيث يبلغ مثل ذلك المقام ، كما أنه لا يجد الفرصة كبيرة لنيل ابن أخيه لذلك المقام بعده .

ج- وقد استدل سبط ابن الجوزي على ايمانه بأنه –كما نقل- لو كان أبو عليّ كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه ، والزبيريون وأعوانهم ، وسائر أعدائه (عليه السلام) كان يذمهم ويزري عليهم بكفر الآباء والامهات ، ورذالة النسب (7).

د- تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً ؛ فانها كلها ناطقة بايمانه وإسلامه . ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الاشعار قد جاءت مجيىء التواتر ، من حيث مجموعها (Cool.

ونحن نذكر هنا اثني عشر شاهداً من شعره ، على عدد الائمة المعصومين من ولده عليه وعليهم السلام ، تبركاً وتيمناً ، والشواهد هي :

1-ألم تعلموا : أنا وجدنـا محمـداً نبياً كموسى خط في أول الكتب

2-نبي أتاه الوحي من عنـد ربــهومن قال:لا ، يقرع بها سنّ نادم

3-يا شاهـد الله علـي فاشهــدإني علـى دين النـبي أحمــد

4- أنت الرسول رسول الله نعلمـه عليك نُزِّل من ذي العزة الكتب

5-أنــت النــبي محمـــد قـــوم أغـــر مســود

6-أو تؤمنوا بكتاب منزل عجـب على نبي كموسى أو كذي النـون

7-وظلم نبي جاء يدعو إلى الهـدىوأمر أتى من عند ذي العرش قيـم

8-لقد أكرم الله النـبي محمــداً رسول الإلــه علــى فتــرة

10-والله لا أخـذل النــبي ولا يخذلــه من بـني ذو حسـب



11- وقال رحمه الله يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه إلى الإسلام .

أتعلم ملك الحبش أن محمـــداً نبياً كمـوسى والمسيح ابن مـريم

أتى بالهدى مثـل الذي أتيـا بـهفكل بأمـر الله يهـدي ويعصـم

وانكــم تتلونـه في كتابكــمبصدق حديث لا حديث الترجـم

فلا تجعلـوا لله نـداً فأسلمــوا فان طريق الحـق ليـس بمظلـم



12- وقال مخاطباً ولده حمزة رحمه الله :

فصبراً أبا يعلى على ديـن أحمـد وكن مظهراً للدين وفقت صابـراً

وحط من أتى بالحق من عند ربـه بصدق وعزم لا تكن حمز كافـرا

فقد سرني أن قلت : انك مؤمـن فكن لرسـول الله في الله ناصـراً

وباد قريشاً في الذي قـد أتيتـه جهراٍ ، وقل : ما كان أحمد ساحراً



وأشعار أبي طالب الناطقة بايمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؛ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ، ويقال في هذا الموضوع .

هـ – قال المعتزلي : (قلت : كان صديقنا علي بن يحيى البطريق (رحمه الله) يقول : لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب ، وهو شيخ قريش ، ورئيسها ، وذو شرفها ، يمدح ابن أخيه محمداً وهو شاب قد ربي في حجره . وهو يتيمه ومكفوله ، وجار مجرى أولاده بمثل قوله :

وتلقوا ربيع الابطحين محمــداًعلى ربوة في رأس عنقاء عيـطل وتأوي إليه هاشم إن هاشمــاً عرانين كعب آخـر بعـد أول

ومثل قوله :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهـه ثمال اليتامى عصمـة للارامـل يطيف به الهلاك من آل هاشـم فهم عنده في نعمـة وفواضـل

فان هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس ، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء . فإذا تصورت : أنه شعر أبي طالب ، ذاك الشيخ المبجل العظيم في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهو شاب مستجير به ، معتصم بظله من قريش ، قد رباه في حجره غلاماً ، وعلى عاتقه طفلاً ، وبين يديه شاباً . يأكل من زاده ، ويأوي إلى داره ، علمت موضع خاصية النبوة وسرّها ، وأن أمره كان عظيماً (9).

كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها : وابيض يستسقى الخ . وهي طويلة ، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق ، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير ، وغيرهم .

و- لقد رأينا أبا طالب الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام ، هو الذي دعا ولده جعفراً وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة . وهو ايضاً الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام (10) وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين ، وأظهر سروره بإسلامه ، وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين (عليه السلام) . إلى غير ذلك مما يجده المتتبع لكلامه ومواقفه في المناسبات المختلفة .

ز- وقد صرح أبو طالب في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وان ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قبله الجنان وانكره اللسان ؛ مخافة الشنآن . واوصى قريشاً بقبول دعوة الرسول ومتابعته على امره ، ففي ذلك الرشادة والسعادة (11).

ح- ثم هناك ترحم النبي (ص) عليه ، واستغفاره له باستمرار ، وجزعه عليه عند موته (12) وواضح : أنه لا يصح الترحم إلا على المسلم ، ولأجل ذلك قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لسفانه بنت حاتم الطائي : لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه (13).

ط- وكيف يحكمون لزيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب ، ولولده سعيد بن زيد ، ولورقة بن نوفل ، وقيس بن ساعدة . ولأبي سفيان الذي ما زال كهفاً للمنافقين ، والذي ستأتي لمحه عن تصريحاته ومواقفه في أواخر غزوة أحد كيف يحكمون لهؤلاء بالإسلام .

بل يروون عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه قال عن أمية بن أبي الصلت : انه كان أن يسلم في شعره (14).

نعم ، كيف يحكمون لكل هؤلاء بالإسلام ، وهم لم يدركوا الإسلام ، أو أدركوه ولم يسلموا ، أو اظهروا الإسلام ، وأبطنوا الكفر .

ثم يحكمون بالكفر على أبي طالب الذي ما فتىء يؤكد ويصرح عشرات المرات ، في أقواله وفي افعاله ، ويعلن بالشهادة لله بالوحدانية ، ولنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة والرسالة ؟! .

وان حال أبي طالب مع الأمويين وأشياعهم مثل حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المشركين الذين حكى القرآن عنهم بقوله : (وقالوا : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً . أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا . أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً ، أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو تَرقى في السماء ، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه الخ..)(15).

والأمويون وأشياعهم يقولون : لن نقرّ بإيمان هذا الرجل ولو تضافرت على ذلك كل الأدلة والشواهد ، وحتى لو نص الله ورسوله عليه ، فبئس الخلف من الأمويين وأشياعهم لبئس السلف من طواغيت الجاهلية وعتاتها .



ي- وبعد كل ما تقدم نقول :

إن إسلام أي شخص أو عدمه ، إنما يستفاد من أمور أربعة :

1-من مواقفه العملية ، ومواقف أبي طالب ، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على اخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين .

2- من اقراراته اللسانية بالشهادتين ، ويكفي أن نشير إلى ذلك القدر الكثير منها في شعره في المناسبات المختلفة .

3- وإما من موقف ممثل الإسلام ورائد الحق النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) منه . والموقف الرضي أيضاً ثابت منه (عليه السلام) تجاه أبي طالب على اكمل وجه .

4- من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب ، وعن حس ، كاهل بيته ، ومن يعيشون معه . وقد قلنا :انهم مجمعون على ذلك .

بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية ، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية ، حاولوا : أن يشبهوا على العامة بكلام مبهم ، لا معنى له ؛ فقالوا : ( إنه لم يكن منقاداً ) (16)!! .

كل ذلك رجماً بالغيب ، وافتراء على الحق والحقيقة ، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وامثاله من أعداء آل أبي طالب كما سنشير إليه حين الكلام على الأدلة الواهية إن شاء تعالى .

ومن أجل أن توفي أبا طالب بعض حقه ، نذكر بعض ما يدل على إيمانه – من مصادر غير الشيعة عموماً – ونترك سائره ، وهو يعد بالعشرات ، لأن المقام لا يتسع لأكثر من أمثله قليلة معدودة ، وهي .

1- قال العباس : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب ؟قال : كل الخير أرجوه من ربي (17).

2- جاء ابو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوده ، وهو شيخ أعمى ، يوم فتح مكة . فقال رسول الله . ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه ؟! قال : أردت أن يؤجره الله .لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ، التمس بذلك قرة عينك الخ (18).

والعلامة الاميني في الغدير ، لا يوافق على أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال لأبي بكر ذلك ، وقد بحث ذلك بحثا جياً ، ونحن نوافقه في ذلك أيضاً . وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين ، كما عودونا في امثال هذه المناسبات .

3- قال المعتزلي : ( باسأنيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المُطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب مامات حتى قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) (19) .

وتقدم في شعره تصريحات كثيرة بذلك أيضاً .

4- ولقد ترحم عليه ودعا له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واسغفر له ، حتى في المدينة حينما استسقى لاهلها فجاءهم الغيث فذكر أبا طالب ، واستغفر له على المنبر (20) ولما مات أبو طالب تبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازته مع انهم يروون النهي عن المشي في جنازة المشرك . كما أنهم يروون أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر عليا بأن يغسّله ويكفنه ويواريه (21) ، وانما لم يأمره بالصلاة عليه لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد ولاجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما توفيت ، مع انها سيدة نساء العالمين .

5- لقد رثاه ولده علي (عليه السلام) حينما توفي بقوله :

أبا طالب عصمة المستجــير وغيث المحـول ونـور الظلـم

لقد هدّ فقدك أهـل الحفـاظ فصـلى عليـك ولـي النعـم

ولقّـاك ربـك رضوانـــهفقد كنت للطهر من خير عـم (22)

5- وكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها : (ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) (23).

فإذا كان أبو طالب كافراً وأبو سفيان مسلماً ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ثم لا يردّ عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان ؟ .

ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ؛ فان أبا سفيان هو الذي قال : (إنه لا يدري ما جنه ولا نار ) كما سيأتي في أواخر غزوة أحد .

ويلاحظ هنا أيضاً : أن أمير المؤمنين يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر .

7- وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه (24).

8- وورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية (25).

9- وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمة ، يعني أبا طالب ، وفاطمة بنت أسد . وبمعناه غيره مع اختلاف يسير (26) .

10- وسئل الإمام السجاد (عليه السلام) عن إيمان أبي طالب ، فقال : واعجبا ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات (27).

ونزل آية النهي عن الامساك بعصم الكوافر في المدينة ، لا يضر ولا يوجب بطلان هذه الرواية ، لا مكان أن يكون النهي عن ذلك بالقول على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول القرآن . وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذٍ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك .

11- وأخيراً ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن إسلام أبي طالب ، فانه قد شك في ذلك ، فكتب (عليه السلام) إليه : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين(28) الآية . وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(29) .

11- وسيأتي في غزوة بدر : ان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرّض بعمه أبي طالب ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه :

كذبتم وبيت الله يبـزى محمـدولمّا نطاعـن دونـه ونناضـل

ونُسْلِمُه حتى نُصَـرَّع دونــه ونُذهل عن أبنائنـا والحلائـل

فإذا كان النبي يغضب ولو لمثل هذا التعريض ، فهل تراه سوف يكون مسروراً بمن يحكم على عمه بالشرك ، ويجعله في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ؟ آخر ما هنالك؟!.

وحسبنا ما ذكرناه من الامثلة الناطقة بإسلام أبي طالب ، ومن أراد التوسع فعليه بالكتب المعدة لذلك .

الأدلة الواهية :

وقد استدل القائلون بكفر أبي طالب –والعياذ بالله – بروايات وأدلة واهية ، ونحن نشير هنا إلى عمدة ما اعتمدوا عليه في ذلك ، وهي :



1- حديث ابن الضحاح :

عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد ذكر عنده عمه ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه . وحسب نص آخر : ان العباس قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما أغنيت عن عمك ، فوالله ، كان يحوطك ويغضب لك ، قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار (30).



ونقول :

أ- لقد ناقش كل من الاميني والخنيزي (31)جميع أسانيد هذه الرواية ، وبينا وهنها وضعفها ، وتناقض نصوصها العجيب . ونحن نحيل القارئ الذي يرغب في التوسيع إلى ما ذكره هذان العالمان حول هذا الموضوع .

ب- إنه إذا كان (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نفع أبا طالب ، وأخرجه من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؛ فلماذا لا يتمم معروفه ، ويخرجه من هذا الضحضاح أيضاً ؟!.

وايضاً هل تكون الشفاعة في الدنيا ؟!.

ج- لقد رووا : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طلب منه حين وفاته : أن يقول كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ؛ ليستحل له بها الشفاعة يوم القيامة ، فلم يعطه إياها . فهذا يدل على أنه قد أناط (صلى الله عليه وآله وسلم) مطلق الشفاعة بكلمة لا إله إلا الله (32). فلماذا استحل هذه الشفاعة ، مع أنه لم يعطه الكلمة التي توجب حليتها؟!.

ثم أو ليس يروون : أن الشفاعة لا تحل لمشرك ؟ فلماذا حلّت لهذا المشرك بالذات ، بحيث أخرجته من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؟ (33).

د- قال المعتزلي ، نقلاً عن الامامية والزيدية : (قالوا : وأما حديث الضحضاح ؛ فانما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد ، وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبنى هاشم ، وعلى الخصوص لعلي (عليه السلام) مشهور معلوم ، وقصته وفسقه غير خاف ) (34).

ولكننا نجدهم يروونه عن غير المغيرة أيضاً ، كما في البخاري وغيره ، فلعل رواية غير المغيرة قد حدثت في وقت متأخر ، فان من غير المعقول أن يورد الشيعة على غيرهم بذلك إن لم يكن له واقع .. وقد سكت المعتزلي على ردّهم هذا ، وكأنه يحتمل ما احتملناه ولو وسعه الرد لفعل .

هـ – وسئل الإمام الباقر (عليه السلام) عما يقوله الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار ؛ فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وايمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح ايمانه . ثم قال : ألم تعلموا : أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) كان يأمر أن يحج عن عبدالله ، وابنه ، وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم (35).

و- سئل علي (عليه السلام) في رحبة الكوفة عن كون ابيه معذباً في النار أولا ، للسائل : مه ، فضّ الله فاك ، والذي بعث محمداً بالحق نبياً ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم . أبي معذب في النار ، وأبنه قسيم الجنة والنار ؟(36)

ز- يلاحظ : وجود التناقض في روايات الضحضاح ، فواحدة تقول : لعله تنفعه شفاعتي ؛ فيجعل في ضحضاح يوم القيامة . واخرى تجزم بأنه قد جعل في الضحضاح بالفعل . فراجع .



2- إرث عقيل لأبي طالب :

واستدلوا : بأن ولده عقيل هو الذي ورثه ، ولم يرثه علي وجعفر ،لأنه كان مشركاً وهما مسلمان . فهما من ملتين مختلفتين ، وأهل ملتين لا يتوارثان (37).

ولكن ذلك لا يصح أيضا .

فأولاً : من أين لهؤلاء : أن علياً وجعفراً لم يرثاه .

وثانياً : إن قوله أهل ملتين لا يتوارثان .

نقول بموجبه ؛ لأن التوارث تفاعل ، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما ، واللفظ يستدعي الطرفين ، كالتضارب ، فانه لا يكون إلا من اثنين ، فان الصحيح هو مذهب أهل البين من أن المسلم يرث الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم (38).

وثالثاً : لقد روي عن عمر قوله : ( أهل الشرك نرثهم ولا يرثونا (39)) وقد حكم كثير من العلماء بأن ميراث المرتد للمسلمين لا يصح ؛ وقالوا : نرثهم ولا يرثونا(40) .

ورابعاً : إنهم يقولون : ان الميراث في وقت موت أبي طالب لم يكن قد فرض بعد ، وإنما كان الامر بالوصية ؛ فلعل أبا طالب قد أوصى لعقيل محبة له (41).

3- وهم ينهون عنه ، وينأون عنه :

لقد ذكروا : أن آية : وهم ينهون عنه ، وينأون عنه ، قد نزلت في أبي طالب ، الذي كان ينهى الناس عن أذى الرسول ، وينأى عن أن يدخل في الإسلام (42) .

ونقول :

أ- لقد تحدث الأستاذ الخنيزي حول أسانيد هذه الرواية بما فيه الكفاية (43) فليراجعه من أراد .

ب- إن هذه الآية لا تنطبق على أبي طالب بأي وجه ؛ حيث إن الله تعالى يقول قبلها : ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، حتى إذا جاؤوك يجادلونك ، يقول الذين كفروا : إن هذا إلا أساطير الولين . وهم ينهون عنه الخ .. )(44) .

فضمائر الجمع ، ككلمة : (هم) ، وفاعل (ينهون) و(ينأون) كلها ترجع إلى من ذكرهم الله في تلك الآية . وهم المشركون ، الذين إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، ويجادلون الرسول في هذه الآيات ، ويصفونها من عنادهم بأنها ليست سوى اساطير الأولين . ولا يقف عنادهم عند هذا وحسب ، بل يتجاوزه إلى أنهم : ينهون اعن الاستماع إلى النبي ، كما أنهم هم أنفسهم يبتعدون عنه .

وهذه الصفات كلها لا تنطبق على أبي طالب ، الذي لم نجد منه إلا التشيجيع على اتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والنصرة له باليد واللسان . بل يطلب من غيره أن يدخل في هذا الدين . وان يتمسك به ويبصر عليه ، كما كان الحال بالنسبة لزوجته ، ولحمزة ، وجعفر ، وعلي ، وملك الحبشة حسبما تقدم .

كما أن المفسرين قد فهموا من الآية عمومها لجميع الكفار ، وان معناها : ينهون عن استماع القرآن ، واتباع الرسول ، ويتباعدون عنه .

وهذا هو المروي عن ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، وابي معاذ ، والضحاك ، وابن الحنفية ، والسدي ، ومجاهد ، والجبائي ، وابن جبير (45).

ج_ ويقول الأميني : إن تلك الرواية تقول : إن آية الانعام : (وهم ينهون عنه إلخ ..) قد نزلت حين وفاة أبي طالب (عليه السلام) ، وتقول رواية أخرى : إن آية : (إنك لا تهدي من أحببت إلخ ..) قد نزلت حين وفاته أيضاً ، مع أن هذه الاية قد وردت في سورة القصص التي نزلت قبل الانعام ،- التي نزلت جملة واحدة – (46)بخمس سور . وهذا يدل على أن سورة الأنعام قد نزلت بعد وفاة أبي طالب بمدة .

إذن ، فما معنى قولهم : إنهم نزلت حين وفاته (عليه السلام) ؟!.

د- انهم يقولون : ان سورة الانعام قد نزلت دفعة واحدة وكانت أسماء بنت يزيد ممسكة بزمام ناقته (صلى الله عليه وآله وسلم ) (47)وذلك انما كان بعد بيعة العقبة ، التي كانت بعد وفاة أبي طالب بمدة طويلة .

4- آية النهي عن الاستغفار للمشرك :

روى البخاري ومسلم ، وغيرهما : عن ابن المسيب ، عن ابيه ، رواية تتلخص في أن النبي طلب من أبي طالب حين وفاته أن يقول كلمة لا إله إلا الله ليحاج بها له عند الله . فقال له أو جهل ، وعبد الله بن أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل الرسول يعرضها عليه ، ويقولان له ذلك ، حتى قال أبو طالب آخر كلمة : على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لاإله إلا الله .

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : والله لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك . فأنزل الله : (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ، ولو كانوا أولي قربى ، من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) )(48) .

ولا نريد أن نناقش في أسانيد هذه الرواية (49)، المقطوعة ، ولا نريد أن نفيض في الدلائل والشواهد على أن ابن المسيب فضلاً عن غيره متهم على علي (عليه السلام) ، كما نص عليه البعض (50).ولكننا نشير إلى ما يلي :

أولاً : إن آية النهي عن الاستغفار للمشرك قد وردت في سورة التوبة ، ولا ريبفي كونها من أواخر ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم ) في المدينة ، بل لقد ادّعى البعض أنها آخر ما نزل (51). ولا يعقل أن تكون هذه الآية قد بقيت أكثر من عشر سنوات منفردة ، والقرآن ينزل ، حتى نزلت سورة التوبة ، فأضيفت إليها ، لأن الآيات التي كانت تُلْحَق بالسور انما تلحق بما نزل سابقاً عليها ، وكان ذلك في الأكثر في السور الطوال ، التي كانت تنزل أجزاء متتابعة دون سائر السور التي كانت تنزل دفعة واحدة .

فكيف بقي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يستغفر لابي طالب طيلة هذه المدة ، ويترحم عليه ؟! مع أن ذلك من اظهار مصاديق المودّة للكافر ، وقد نهى الله عن مودتهم في آيات كثيرة ، ونزلت قبل سورة التوبة كما في قوله تعالى : (لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر ، يوادّون من حادّ الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم ، أو إخوانهم ، أو عشيرتهم)(52).

وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين )(53) .

وقوله تعالى : (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبغون عندهم العزة ) (54).

وقوله تعالى : (لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين )(55) إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه .

ثانياً : قال تعالى : في المنافقين ، التي نزلت في غزوة بني المصطلق ، سنة ست على ما هو المشهور ، ونزلت قبل سورة التوبة على كل حال : (سواء عليهم ، استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ).

فإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرف ان الله لن يغفر لهم ، سواء استغفر لهم أم لا ، فلماذا يتعب نفسه في أمر لا نتيجة له ؟؛ فان ذلك أمر لايقرُّه العقلاء ، ولا يقدمون عليه .

ثالثاً : إننا نجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه يقول : ( اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة ) (56).

كما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ردّ هدية حكيم بن حزام ؛ لأنه كان مشركاً ، قال عبيد الله : حسبت انه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئاً ، ولكن ان شئت اخذناها بالثمن (57).

وردّ أيضاً هدية عامر بن الطفيل ، لأنه لم يكن قد أسلم بعد . ورد أيضاً هدية ملاعب الأسنة ، وقال : لا أقبل هدية مشرك (58).

عن عياض المجاشعي : انه اهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها ، وقال : اني نهيت عن زيد المشركين (59).

ولم يكن ذلك منه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا لأنه يوجب احتراماً ومودة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له .

إلا ان الكشي ذكر رواية تقول : ( ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني ) (60).

وهذا إن صح يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك فكان (ص) يرد هدية الثاني دون الأول وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم : إنه (ص) في هدنة الحديبية استهدى أبا سفيان أدماً (61).

وقد يكون ذلك لأجل الفرق بين المشرك والكتابي – لو صحت هذه الرواية – فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل هدية الثاني دون الأول .

وبعد ما تقدم ، فإننا نعرف عدم صحة قولهم ان النبي قد استهدى من أبي سفيان أدما ، وذلك أيام هدنة الحديبية .

ورابعاً : لقد روي بسند صحيح – كما يقول الأميني – عن علي : أنه سمع رجلاً يستغفر لأبويه ، وهما مشركان ؛ فذكر علي (عليه السلام) ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت الآية المذكورة (62).

وفي أخرى : ان المسلمين قالوا : ألا نستغفر لآبائنا ؟ فنزلت (63).

وفي رواية : انها نزلت حينما استأذن (صلى الله عليه وآله وسلم) الله في الاستغفار لأمه فلم يأذن له ، ونزلت الآية ، فسأله أن يزور قبرها ، فأذن له (64).

وإن كنا نعتقد : أن الرواية الأخيرة بعيدة عن الصحة لاعتقادنا بأن أم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت مؤمنة موحدة ، كما أسلفناه في بحث ايمان آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم) . ولكنها على أي حال مناقضة لما تقدم فلعل الرواة طبقوها على هذا المورد ، اجتهاداً عمدياً أو سهوياً منهم ، والصحيح هو النص المتقدم عن علي (عليه السلام) . وإلا فلماذا نسي النبي الاستغفار لأمه إلى آخر أيام حياته ؟ هذا عدا عما تقدم .

وخامساً : إن آية لا تهدي من أحببت ، يقال : إنها نزلت يوم احد ، حينما كسرت رباعيته ، وشج وجهه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون ، فانزل الله : إنك لا تهدي من أحببت إلخ (65).

وقيل : إنها نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل ، الذي كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يرغب في إسلامه ، بل لقد ادّعي الاجماع على ذلك (66).

وسادساً : إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب إيمان أبي طالب فالله يحب ذلك أيضاً ، لأن الرسول لا يحب إلا ما أحب الله ، وقولهم : كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يكره إيمان وحشي ، ثم آمن ، لا يصح ؛ لأن هذا من نوع التضاد بين الرسول والمرسل ، لو لم يتوافقا ، وإذا توافقا ، فكيف يمكن أن يكره الله ورسوله إيمان أحد (67).

وسابعاً : ان قوله تعالى : لا تهدي من أحببت لا يمنع من إيمان أبي طالب ، فإن الله قد شاء الهداية لأبي طالب أيضاً كما دلّت عليه النصوص . والآية انما تريد تعليم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :ان محبته لهداية شخص غير كافية . بل لا بد معها من مشيئة الله سبحانه .

وأخيراً ، فان عبد المطلب لم يكن كافراً ولا مشركاً حسبما قدمنا ،بل كان مؤمناً على دين الحنيفية . وقد صرح المسعودي في بعض كتبه بانه قد مات مسلماً (68).فقول أبي طالب : بل على ملة عبد المطلب لا يدل على كفره ؛ فلو كان قد قال ذلك حقاً . فلا بد أن يكون قد قال ذلك تعمية على قريش ، لمصالح يراها لا بد من ملاحظتها في تلك الفترة .

الوجبة الأخيرة :

كان ما تقدم هو عمدة ما استدل به القائلون بكفر أبي طالب ، والعياذ بالله ، وقد رأينا : أنه لا يستطيع أن يثبت أمام النقد الواعي والدقيق . وقد بقيت بعض الروايات ، التي يمكن الاستدال بها على ذلك . وليس فيها أيضاً ما ينفع أو يجدي ونحن نشير إليها باختصار شديد ؛ فنقول : إنهم قد رووا أيضاً :

أن الرسول قال لأبي بكر حول ما ينجي من الوسوسه : ( ينجيكم من ذلك : أن تقولوا مثل الذي أمرت به عمي عند الموت؛ فلم يفعل ، يعني شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ) (69).

وفي رواية عن عمر : إن كلمة التقوي التي ألاص عليه نبي الله عمه أبي طالب عند الموت : شهادة إلخ (70).



ونقول :

أ- ان من الواضح : ان الذين يسألونه عما ينجي من الوسوسهة كانوا يقولن تلك الكلمة ، ويشهدون الشهادتين ، ولكنهم كانوا – مع ذلك – مبتلين بالوسوسة فكيف يأمرهم (صلى الله عليه وآله وسلم ) بقولها للنجاة من ذلك ؟! .

إلا ان يكون المراد : كثرة التلفظ بها وتكرارها .

ولكن ربما يقال : إن ارادة هذا المعنى بعيد عن مساق الرواية .

ب- إن نفس هذه الرواية مروية بسند صحيح ، وتفيد : أن الخلاف كان بين سعد وعثمان ، وأن الذي حكم بينهما هو عمر بن الخطاب ، وذكر : دعوة ذي النون : ( لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ) .ولم يذكر أبا طالب (71).

2- لما مدّ أبو قحافة يده ليسلم بكى أبو بكر ، فقال له (ص) : ما يبكيك ؟ قال : لأن تكون يد عمك مكان يده ، ويسلم ، ويقر الله به عينك أحب إلي من أن يكون (72).

ونقول :

قد تقدمت هذه الرواية بنحو يدل على إيمان أبي طالب عن عدد من المصادر ، فلا نعيد .

ب- قد جاء أنه لما أسلم أبو قحافة لم يعلم أبو بكر بإسلامه ، حتى بشره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك (73)فكيف يكون أبو بكر قد قال ذلك حين مدّ يده ؟!.

3- لما توفي أبو طالب ، جاء علي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال له: إن عمك الشيخ الضال قد توفي .

وفي رواية أن علياً رفض ما أمره به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) تغسيله ، ودفنه ، فأمر أن يتولى ذلك غيره (74).

ونقول :

أ- قد روى أحمد في مسنده هذه الرواية ، وفيها : إن عمك الشيخ قد توفي ، من دون ذكر كلمة (الضال) (75).

ولو لم يكن مؤمناً فلماذا يأمر يتغسيلة ؟.

ثم كيف يأمر علياً بتغسيلة ولا يأمر عقيلاً ، أو طالباً اللذين كانا مشركين ؟ . إلا أن يقال : إنهما لم يكونا على استعداد لإطاعته .

ج- كيف يتناسب هذا مع كونه (صلى الله عليه وآله وسلم ) قد حزن ، وترحم عليه ، ودعا له ، وعارض جنازته ، ومشى فيها ، مع أنهم يروون : أنه لا يجوز المشي في جنازة المشرك ؟!(76).

د- هل صحيح : أن علياً (عليه السلام) رفض تنفيذ ما أمره به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حتى احتاج لأن يأمر بأن يتولى ذلك غيره ؟ فهل كان علي يملك نفسه متمردة كهذه النفسية ؟ حاشاه !

هـ – ماذا يصنع هؤلاء بما ورد عن كثير من المصادر من أن علياً عليه السلام هو نفسه قد تولى تغسيله ودفنه ، واغتسل بعد تغسيله إياه غسل المس الواجب من مس كل ميت مسلم (77).

خطابيات وأرجاز المديني :

وبعد ما تقدم ، إذا كان أبو طالب مسلماً مصدقاً ؛ فلا يصغى لأرجاز وخطابيات أمثال المديني ، غير الموافقة للعقل والدين . ولا يفيدهم تملقهم البادر ، ولا تظاهرهم بالصلاح ، حتى ليقول المديني : (وددت أن أبا طالب كان أسلم ، فسرّ به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأني كافر ) (78)!!.

سرّية إيمان أبي طالب :

إننا إذا تتبعنا سير الدعوة ، ومواقف أبي طالب فاننا نجد : أنه كان بادئ ذي بدء يكتم إيمانه ، تماماً كمؤمن آل فرعون ، والظاهر أنه قد استمر يظهر تارة ، ويخفيه أخرى إلى أن حُصِرَ الهاشيمون في الشعب ، فصار يكثر من اظهار ذلك .

وقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله : (إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرُّوا الايمان واظهروا الشرك ، فآتاهم الله اجرهم مرتين ) (79).

وعن الشعبي ، يرفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : كان والله أبو طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف مؤمناً مسلماً يكتم إيمانه ؛ مخافة على بني هاشم أن تُنَلبِذَها قريش . وكذا عن ابن عباس (80).

وقد تقدم : أن محمد بن الحنفية حمل في حرب الجمل على رجل من اهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي اراد كففت عنه (81).

وثمة أحاديث أخرى عديدة بهذا المعنى لا مجال لذكرها (82).

ولكن لا بد أن نذكر رواية أخرى ، ولعلها هي الأقرب إلى واقع الأمر ، وهي ما ذكره الشريف النسابة العلوي ، والمعروف بالموضح ، باسناده : أن أبا طالب لما مات لم تكن الصلاة على الموتى ، فما صلى النبي عليه ، ولا على خديجة ، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب ، وعلي وجعفر(83) ، وحمزة جلوس ، فقاموا وشيعوا جنازته ، واستغفروا له .

فقال قوم : نحن نستغفر لموتانا وأقاربنا المشركين أيضاً –ظنا منهم أن أبا طالب مات مشركا ؛ لأنه كان يكتم إيمانه فنفى الله عن أبي طالب الشرك ، ونزّه نبيه ، والثلاثة المذكورين (رحمهم الله) عن الخطأ في قوله Sad ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين للمشركين ، ولو كانوا أولي قربى ) .

فمن قال بكفر أبي طالب ، فقد حكم على النبي بالخطأ والله تعالى قد نزهه عنه في أواله وافعاله الخ (84).

ضرورة سرية إيمان شيخ الأبطح :

ونستطيع أن نقول : إن سرية إيمان أبي طالب كانت ضرورة لا بد منها ؛ لأن الدعوة كانت بحاجة إلى شخصية إجتماعية قوية تدعمها ، وتحافظ على قائدها ، شرط أن لا تكون طرفاً في النزاع. فتتكلم من مركز القوة لتتمكن الدعوة من الحركة ، مع عدم مواجهة ضغط كبير يشل حركتها ، ويحد من فاعليتها .

قال ابن كثير وغيره : ( إذ لو كان أسلم أبو طالب (ونحن نقول : أسلم ، ولكنه كتم إيمانه وإسلامه) ؛ لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ، ولا كلمة ، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ، ولا جترؤا عليه ، ولمدوا أيديهم والسنتهم بالسوء إليه ) (85).

لماذا الإفتراء على أبي طالب :

وأخيراً .. فلعل ذنب أبي طالب الوحيد ، هو أنه كان أبا لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، فالمستهدف بهذه النسبة الشنيعة في الحقيقة هو ولده ، الشوكة الجارحة في أعين الأمويين ، والزبيريين ، وكل أعداء الإسلام . فهم يريدون النيل من علي في كل أمر يرتبط به حتى وصلت النوبة إلى أخيه جعفر ، وابيه أبي طالب (رحمه الله) ، ثم إلى كل شيعته ومحبيه ، بل إننا لا نكاد نرى فضيلة ثبتت له بسند صحيح عند مختلف الفرق الإسلامية الا ولها نظير في الخلفاء الثلاثة ، ولكن بسند ضعيف عندهم على الأكثر ، والله الحمد وله الحجة البالغة .

ويقينا لو كان أبو سفيان أو أي شخص آخر ، من آباء مخالفي علي (عليه السلام) قد عمل معشار ما عمله أبو طالب ، لرأيت من الثناء العاطر عليه ، والتبجيل والتقدير ، والأحاديث في فضله ، وماله من الكرامات والشفاعات ، إن دنيا ، وإن آخرة ، ما يفوق حدّ الحصر ، ويزيد ويتضاعف باستمرار في كل مصر ، وعصر .

والغريب في الأمر : أن أبا سفيان ، أبا معاوية الذي يقول لعثمان حينما صارت إليه الخلافة : قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة ، واجعل اوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار (86) إن أبا سفيان هذا مؤمن تقي عادل ، معصوم ، وأبو طالب – أو فقل : أبو علي –كافر مشرك ، وفي ضحضاح من نار ، يبلغ كعبه ، ويغلي منه دماغه !! ما عشت أراك الدهر عجباً !!.

أبو لهب ونصرة النبي (ص) :

ونشير أخيراً هنا إلى أنهم يذكرون : أنه بعد أن توفي أبو طالب أعلن أبو لهب استعداده لنصرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) . فاحتالت قريش فأخبرته أنه يقول : إن اباك عبد المطلب في النار ، فسأله عن ذلك ، فأخبره بما طابق ما أخبروه به ؛ فتخلى عن نصرته ، وانقلب ليكون عدواً له ما عاش (87).

ونحن لا نشك في كذب هذه القضية .

فأولاً : كيف لم يعلم أبو لهب طيلة عشر سنين من عدائه للنبي ، ومحاربته له : أن هذا هو رأيه ورأي الإسلام في كل من يموت مشركاً بالله تعالى ؟! وعلى أي شيء كان يحاربه طيلة هذه المدة إذن ؟!.

وثانياً : لماذا عاداه في حياة أبي طالب ، ثم عاد إلى حمايته ونصرته بعد وفاته ؟!. ولماذا لم يفعل أبو طالب كما فعل أبو لهب ؟ ، أو لماذا لم يفعل أبو لهب مثل أبي طالب !

ثالثاً : قد أسلفنا أن عبد المطلب لم يكن مشركاً ، بل كان على دين الحنيفية مؤمناً صادق الإيمان .



سر افتعال الرواية :

ولعل سر افتعال هذه الرواية هنا هو إظهار : أن حماية أبي طالب لم تكن إلا بدافع العصبية والحمية القبلية ، أو الحب الطبيعي .

ولكن أين كانت حمية وعصبية أبي لهب قبل هذا الوقت ، وأين كان حبه الطبيعي لابن أخيه ؟ ولا سيما حينما حصرت قريش الهاشميين في الشعب ، وكادوا يهلكون جوعاً ؟!.

وأين ذهبت حميته بعد ذلك ؟ وهو الذي كان يتتبع محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكان إلى مكان يؤذيه ، ويصد الناس عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .

وقد قدمنا بعض الكلام في ذلك ، حين الكلام على تضحيات أبي طالب ، فلا نعيد .


1 - روضة الواعظين ص138 ، وأوائل المقالات ص13 والطرائف لابن طاووس ص298 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص165 ، والبحار ج35 ص138 والغدير ج7 ص384 عنهم ، وعن : التبيان ج2ص398 ، وكتاب الحجة لابن معد ص13 ، ومجمع البيان ج2 ص287 .

2 - الغدير ص389 ج7 .

3 - الغدير ج7 ص387 عن مصادر كثيرة .

4 - وكان من الكتب الأخيرة كتاب : منية الراغب في ايمان أبي طالب للشيخ الطبسي .

5 - البحار ج3 ص139 والغدير ج7 ص369 .

6 - راجع : الغدير ج7 ص382 و383 وغير ذلك .

7 - راجع : أبو طالب مؤمن قريش 272/273 ط سنة 1398هـ . عن تذكرة الخواص .

8 - شرح النهج ج14 ص78 والبحار ج35 ص165 .

9 - شرح النهج للمعتزلي ج14 ص63 وماذا في التاريخ ج3ص196/197 عنه .

10 - راجع : الاوائل لابي هلال العسكري ج1 ص154 ، وروضة الواعظين ص140 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص269 والسيرة الحلبية ج1 ص287 والغدير ج7 ص357 .

11 - الروض الأنف ج2 ص171 وثمرات الأوراق ص94 وتاريخ الخميس ج1 ص300/301 والسيرة الحلبية ج1 ص352 والبحار ج35 ص107 والغدير ج7 ص366 عن مصادر أخرى .

12 - تذكرة الخواص ص8 .

13 - السيرة الحلبية ج3 ص205 .

14 - صحيح مسلم ج7 ص48-49، والأغاني ط ساسي ج3 ص190 . والتراتيب الإدارية ج1 ص213 .

15 - الإسراء : 90-93 .

16 -راجع : سيرة دحلان ج1 ص44-47 ، والاصابة ج4ص116-119.

17 - الاذكياء ص128 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص68 ، وطبقات ابن سعد ج1 قسم 1 ص79 ، والبحار ج35 ص151 و109 .

18 - مجمع الزوائد ج6 ص174 عن الطبراني والبزار ، وحياة الصحابة ج2 ص344 عن المجمع ، الاصابة ج4 ص116 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص69 .

19 - شرح النهج للمعتزلي ج14 ص71 ، وراجع : الغدير ج7ص369 عن البداية والنهاية ج3 ص123 ، وسيرة ابن هشام ج2 ص87 والاصابة ج4ص116 ، وعيون الأثر ج1 ص131 ، والمواهب اللدنية ج1 ص71 والسيرة الحلبية ج1 ص372 والسيرة النبوية لدحلان بهامشها ج1 ص89 ، واسنى المطالب ص20 ودلائل النبوة للبيهقي وتاريخ أبي الفداء ج1 ص120 وكشف الغمة للشعراني ج2 ص144 .

20 - راجع : عيون الانباء ص 705 .

21 - راجع : في كل ذلك تذكرة الخواص ص8 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص81 ، والسيرة الحلبية ج1 ص147 والمصنف ج6 ص38 ، والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص87 ، وتاريخ اليعقوبي ج2ص35 ، وطبقات ابن سعد ج1 ص78 وتاريخ بغداد للخطيب ج3 ص126 ، وج13 ص196 وتاريخ ابن كثير ج3 ص125 ، والطرائف لابن طاووس ص305 عن الحنبلي في نهاية الطلب والبحار ج35 ص151 والتعظيم والمنه ص7 ولسان الميزان ج1 ص41 . والاصابة ج4 ص116 ، والغدير ج7 ص372 و374/375 عمن ذكر ، وعن : شرح شواهد المغني للسيوطي ص136 ، واعلام النبوة للماوردي ص77 ، وبدايع الصنايع ج1 ص283 ، وعمدة القاري ج3 ص435 ، واسنى المطالب ص15و21و35 وطلبة الطالب ص43 . ودلائل النبوة للبيهقي والبرزنجي ، وابن خزيمة ، وابي داود ، وابن عساكر .

22 - تذكرة الخواص ص9 .

23 - وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 471 والفتوح لابن أعثم ج3 ص260 ، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده ج3 ص18 الكتاب رقم 17 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص117 للزمخشري باب 66 ، وعن مروج الذهب ج2 ص62 . وراجع أيضاً : الفتوح لابن اعثم ج3 ص260 ومناقب الخوارزمي الحنفي ص 180 .

24 - طبقات ابن سعد ج5 ص67 ط ليدن .

25 - ذخائر العقبى ص7 عن تمام الرازي في فوائده ، والدرج المنيفة للسيوطي ص8 ومسالك الحنفا ص14 عن ابي نعيم وغيره وذكره أن الحاكم صححه ، وتفسير القمي ج1 ص380 وتفسير البرهان ج2 ص358 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص35 وتاريخ الخميس ج1 ص232 .

26 - أصول الكافي ج1 ص3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الوفاء
الرتبــــــة
الرتبــــــة
عهد الوفاء


رقم العضوية : 44
الجنــس : انثى
المواليد : 25/06/1977
التسجيل : 21/01/2013
العمـــــــــــــــــر : 47
البـــــــــــــــــرج : السرطان
الأبـراج الصينية : الثعبان
عدد المساهمات : 8799
نقـــــــــاط التقيم : 11721
السٌّمعَــــــــــــــة : 3
علم بلدك : أبو طالب مؤمن قريش Female42
100%
أبو طالب مؤمن قريش 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
أبو طالب مؤمن قريش Jb12915568671

أبو طالب مؤمن قريش MItD6

أبو طالب مؤمن قريش Images?q=tbn:ANd9GcTmdd7lEt3SCZnI-S7PidJBH88XnslrtqVLFfZ1MDK3aauoJjvd




أبو طالب مؤمن قريش Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو طالب مؤمن قريش   أبو طالب مؤمن قريش Emptyالأربعاء فبراير 06, 2013 12:58 am

بوركت على طرحك المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو سجاد
الرتبــــــة
الرتبــــــة
أبو سجاد


رقم العضوية : 9
الجنــس : ذكر
المواليد : 15/05/1973
التسجيل : 19/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 51
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : الثور
عدد المساهمات : 10278
نقـــــــــاط التقيم : 14107
السٌّمعَــــــــــــــة : 6
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام
أبو طالب مؤمن قريش 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
أبو طالب مؤمن قريش Jb12915568671

أبو طالب مؤمن قريش 1338424567981
أبو طالب مؤمن قريش T20659-8





أبو طالب مؤمن قريش Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو طالب مؤمن قريش   أبو طالب مؤمن قريش Emptyالأربعاء فبراير 06, 2013 3:09 pm

شكرا" أختي العزيزة

لتنويرك هذه المساهمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو طالب مؤمن قريش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامام علي ع مؤمن قريش
» دعاء صنمي قريش
» لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة
» خصلتان لا تجتمعان في مؤمن..
» كيف تواضب على صلاتك يا مؤمن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: ~ إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت"~ الاسلامية :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: