[size=29 في الحقيقة يجب علئ ا لانسان اان يبدأ، بنفسه فيعرف الله لكي يكون حكيماً كما يقول الشاعر، فالآن بهذه الأمور لا أخاطب غير نفسي. فإذا فهم الناس ما هو أوسع من ذلك أو ما يمكن ان ينطبق عليّ وعلى غيري فبها ونعمت. وإلا فالمسألة خاصة بي ولا أدعي أنها تشمل غيري.
بالحقيقة ان الإنسان حينما ينظر الى نفسه يجد أشكالا من الضعف في نفسه, الإنسان يدعي القوة ولكنه ضعيف غاية الضعف بالوجدان والحس, لكنه في الحقيقة ادعي لنفسي أني قوي ولكن الحال خلاف ذلك وهو إني ضعيف غاية الضعف ومع ذلك أكابر وأماطل على انه أنا قوي ولست ضعيفا.
في الحقيقة الإمارات والدلائل على ضعفي كثيرة :
أولا: الضعف أمام الشهوات التي أضعها طرفا للمزاحمة مع المستحبات, وأحيانا مع الواجبات.
يعني, ان قلت لنفسي انه أنا لا اتبع الشهوات الا بمقدار الضرورة, يجاب ذلك بأنه لا لو كانت بمقدار الضرورة لكانت الشريعة مقدمة على الشهوات بمستحباتها وواجباتها, مع العلم انك تقدم الشهوة على الشريعة بمستحباتها وواجباتها.
فلو فرضنا مثلا من جملة الأمثلة البسيطة جداً انه حينما يؤذن المؤذن, الإنسان لا يصلي وإنما يأكل، وكذلك المغرب حينما يؤذن المؤذن لا يصلي وإنما يأكل، فيقدم المصلحة الدنيوية على المصلحة الأخروية، وكثيرون يقدمون المصلحة الدنيوية حتى على الواجبات والمحرمات فضلاً عن المستحبات والمكروهات.
ثانيا: وكذلك أنا ضعيف تجاه الشيطان الرجيم تجاه وسوسة الشيطان ضعيف غاية الضعف، وذلك لأكثر من وجه واحد :
انني إذا علمت كما يقول الله سبحانه وتعالى: [إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً][ (1) ] فانا اضعف من الضعيف؛ لان الشيطان ضعيف وأنا أيضا ضعيف أمام الشيطان, إذن فانا بالغ الضعف ومتطرف في الضعف لو صح التعبير، إذن ماذا لي من القوة أما لكوني اعرفه وأطيعه وهذا ما يحدث كثيراً، وأما لأني أتوهم انه ليس كذلك ان هذا ليس من الشيطان وإنما هو نتاج حكمة وعقل وعدل ونحو ذلك، ولكنه في الواقع حينما تمخض مخاضه لا تجده شيئاً ــ هواء في شبك ــ إنما هو خداع الشيطان, مقدمة من مقدمات هذه البراهين التي يسطرها لنفسه شيطاني والنتيجة تتبع تلك المقدمات مع شديد الأسف.
ثالثا: شيء آخر إني ضعيف أمام النساء أكيدا, واستطيع ان أقول بان غالب أو لعله فوق الـ95% من الرجال ضعفاء أمام النساء؛ لأن كيد النساء [إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ][ (2) ] اقوي من كيد الشيطان في الحقيقة كيد الشيطان ضعيف وكيد النساء عظيم, فإذا كنت أنا ضعيف في الحقيقة أمام الضعيف, فكيف لا أكون ضعيفا تجاه العظيم والقوي والشديد.
والمكر الذي يمكرنه والأمور الأخرى التي من قبيل ان اغلبهن لا ورع لهن ولا تقوى ولا تفقه, فمن هذه الناحية الرجل يقع بين حدي السكين, مع ذلك هو يحاول ان يتبع هوى نسائه من قبيل زوجته أو بناته أو عماته أو أخواته أو أي شيء من هذا القبيل, مع العلم انه على القاعدة ان الطالب سواء كان ذكرا أو أنثى ان طابق كلامه القواعد نطبق كلامه ونحترمه وان خالف كلامه القواعد نعصيه, فالرجل اذا اتبع هوى المرأة يكون عبد عبده لماذا؟ لأنه بحسب الأصل[الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء][ (3) ] بهذا المعنى ان المرأة يملكها الرجل ملكاً جنسيا واقتصاديا واجتماعيا, لكنه هي تملكه فيكون عبدا لعبده لماذا لا، ليس هذا عيباً لأنه ينبغي ان نتكلم بصراحة.
رابعا:ضعيف أنا أيضاً تجاه الآمال في الدنيا والآخرة, تجاه جلب الخير في الدنيا والآخرة وتجاه دفع الشر في الدنيا والآخرة ضعيف.
صحيح أنا أحاول ولكن كثيراً ما افشل؛ لأن جلب الخير في الدنيا بالحقيقة ليس بيدي وإنما أولاً بيد الأسباب وثانياً بيد مسبب الأسباب.
__________
(1) سورة النساء: الآية 76.
(2) سورة يوسف: الآية 28.
(3) سورة النساء: الآية 34.
وكثيراً ما ــ كما يقول المثل ــ (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) ونحو ذلك من الأمور، فإذا جرت الرياح بما لا اشتهي ولا أريد.
ماذا يكون الحال: ينبغي ان اعترف بضعفي وقلة حيلتي واني لا املك لنفسي نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً وإنما التدبير بيد مدبر الأمور، وكذلك هل إني استطيع ان ادفع البلاء الدنيوي عن نفسي لعلي استطيع بمقدار ما الإنسان الرشيد يدبر نفسه بمقدار ما يستطيع, ولكنه إذا كان لا يستطيع يأتيه داهم من البلاءات من مرض أو فقر أو أي شيء آخر, فماذا يفعل ينبغي ان يسلِّم بضعفه, هذا دليل ضعفه ولو كان قويا لما ابتلى بطبيعة الحال, ولن يكون قويا؛ لأنه إنما الإنسان يكون قويا بالله سبحانه وتعالى, فإذا قال أنا قوي أي بالإرادة الاستقلالية, أوكله الله الى أرادته والى عمله والى نفسه فيفشل بطبيعة الحال ويبتلى بالسوء بدل ان يبتلى بالخير.
فمن هذه الناحية أيضا يكون الاعتراف بالضعف ضروريا فخير الدنيا لا يمكن جلبه أي كله او اغلبه, وكذلك شر الدنيا لا يمكن دفعه كله او اغلبه, واذا كان هذا البسيط المتناهي والقصير المدة انا لا اسيطر عليه ولا اقدر عليه, فكيف بالشيء الذي هو كبير وأساسي وعظيم الذي هو خير الآخرة وشر الآخرة.
طبعا أنا اقل من ان أكون قادرا على ذلك, وأحقر من ان أكون قادرا على ذلك, واجهل من ان أكون قادرا على ذلك, ليس بمعنى العجز التكويني الذي ينفي التكليف بطبيعة الحال لا, لكنه بمعنى انه يكون من قبيل هذا الذي ورد في الخبر : (لا يعملن عامل ولا يطمعن طامع – ما مضمونه – الا بعمل معه رحمة), الرحمة وحدها لا تأتي بدون عمل, والعمل لا يفيد بدون رحمة؛ لأن الله تعالى ليس بمجبور على ان يعطي حتى العاملين, ليس بواجب ان يعطي. والحكم العقلي العملي في شيء واحد وهو قبح ان يكون الإنسان محسنا ويعاقب, معاقبة المحسن هذا قبيح , أما إثابة المحسن ليس ضرورية لا يعاقبه ولا يثيبه, [َمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ][ (1) ] لا يعطيه الآخرة, ليس بواجب ان يعطيه ثوابا عظيما لا, مع ذلك هو يعطي ويعطي ويعطي, [وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ][ (2) ], [وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ] الى ما لا نهاية, هذا إنما هو من الرحمة وليس من العمل.
الإنسان يعمل في الدنيا ليبلغ ثمانين سنة، يذهب منها وقت النوم ويذهب منها وقت الصغر ويذهب منها وقت الطعام ويذهب منها وقت الشهوات، ماذا يبقى منها للعبادة إلا أقل القليل, مع ذلك يخلد في الجنة مادامت
__________
(1) سورة الإسراء: الآية 15.
(2) سورة ق: الاية 35.
السموات والأرض، فلذا يقول الإمام سلام الله عليه : (إذا نظرت إلى نفسي فزعت وإذا نظرت إلى رحمتك طمعت).
بالحقيقة هذا كله بالرحمة، العمل إنما هو جزء ضئيل, وإنما هو بتوفيق الله سبحانه وتعالى. لو ان الإنسان قدم عمله لله يقول له أنا أعطيتك هذا العمل، إنما عملت بالإحساس الذي أنا أعطيته، والفرصة التي أعطيتها، والمكان والزمان والإمكانيات التي عطيتها. فأتي بشيء أنا لم أعطيك إياه، لا يوجد شيء، تنقطع الحجة بطبيعة الحال. إذن فأعمال الدنيا والآخرة أنا في غاية الضعف عليها.
خامسا: الشيء الآخر الذي أنا ضعيف عليه, دفع هذا الشعور الضال وهو شعور موجود لعله لدى كل الناس الا من عصم ربي, وهو الشعور بالأنانية والتكبر, الى متى يبقى الإنسان في هذا الشعور؟ يبقى يدعي لنفسه ما لا يستحق وما ليس أهلا له لماذا؟ ينبغي للانسان من قبيل المثال (ان يمد رجله على قدر بساطه),( رحم الله من عرف قدره ولم يتعد طوره) ذلك يستحق الرحمة.
وأما الذي لم يعرف قدره بالغ في قدره فغير مستحق للرحمة بطبيعة الحال, يقال له [وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً)[ (1) ], [سَيٍّئُهُ] قيد احترازي, ولكنه قليل جدا 99% منه سيء وواحد بالمائة منه صحيح, من قبيل ان التكبر على المتكبر عبادة ونحو ذلك من الأمور، وإلا فيمكن أن نقول عامة هذه الظواهر أو الأساليب أو النشاط كله باطل, إلا ما ندر, إلا ما خرج بالاستثناء وهو قليل. يعني سيئه هو الأعم الأغلب, وصحيحه وحقه هو النادر.
لكنه كان لابد لله ان يقيمه حتى لا يكون هناك إطلاق لصور خارج الاستثناء لا اكثر ولا أقل وإلا هي نفس الشيء [إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً]. فحجمي ليس عشرة أمتار فضلاً عن عشرة كيلو مترات ليس هكذا، فمن هذه الناحية ان قلت انني أتكبر لا بجسمي، جسمي كجسم أي إنسان بل كجسم أي حيوان، الحيوانات أيضا تأكل وتمشي وتنظر وتشم وتسمع ... الخ، فليس لي فضل على الحيوانات من هذه الناحية, وإنما أتكبر بعقلي؛ لأنه عندي علم وعندي عقل وعندي دراية وعندي استنتاج وعندي ذاكرة ونحو ذلك من الأمور هذا أتكبر فيه، هل أنا الوحيد في ذلك أو كل الناس هكذا؟.
بطبيعة الحال كل الناس هكذا بحسب المقتضي لا يكون من ليس هكذا الا من خرج بدليل لو صح التعبير، واحد مجنون أو نحو ذلك أو سفيه أو قاصر له باب وجواب، وأما الأسوياء من الناس فأنا وهم كأسنان المشط ليس لي عليهم
__________
(1) سورة الإسراء: الآية 37, 38.
فضيلة، إذن فانا أتكبر بإنسانيتي, وكلنا بشر ليس لي عليك حق ولا لك عليَّ حق.
ان قلت: لا، أنا أيضا لي مزية زائدة وهو انني تعبت على نفسي بأي طريق كان تعبت على نفسي مالياً أو تعبت على نفسي علمياً أو تعبت على نفسي إيمانيا, كل هذا أنا فعلته، فإذا كان أنا فعلته, إذن أنا مجاهد, إذن أنا منتج, إذن أنا مستحق للمدح والثناء.
فرجع الإشكال جمعا كما يعبر الشيخ الأنصاري، في الحقيقة هذا أيضا وارد، على أقل من ان الله يستطيع ان يحول دون ذلك [إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ][ (1) ].
لا يتوفر له المعلم الذي يعلمه أو لا تتوفر له الفرصة التي يحصِّل فيها المال أو لا يحصِّل فيها الإيمان أو لا تقوم عليه الحجة الكاملة ونحو ذلك من الأمور، كل ذلك ممكن إذاً فجميع الخصائص التي أنا حصَّلت فيها هذا الشيء ليست لي المقتضي مائة بالمائة، وفرها الله سبحانه وتعالى، لعله إرادتي الجزء الأخير من العلة التي هي جزء ضئيل من العلة, هذا منتسب لي بمعنى من المعاني على انه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين، وإلا المطالب كلها ليست كذلك، الصفات كلها ليست لي، وإنما قائمة بالله ودائمة بالله لا اكثر ولا اقل، فمن هذه الناحية يستطيع الله ان يسحبها في أي وقت، فلذا أنا شعرت, وهذا الشعور موجود عند كثيرين في داخل الحوزة وخارجها حتى كان مثلاً جملة من متعلقينا هكذا يشعر بنفسه انه هو الحافظ لأسرته, انه هو الرازق لأسرته, انه هو الرأس لأسرته والشريف في أسرته ونحو ذلك من الأمور, بمعنى من المعاني استميحه العذر ان هذا كله من الشرك، الشرك الخفي طبعاً وليس الشرك الجلي والعياذ بالله، لا الإنسان إذا نسب إلى نفسه هذه الأمور ــ سبحان الله أنت الرازق أو الله الرازق أنت الحافظ أو الله الحافظ ــ ليس له معنى تنسب إلى نفسك ما الله مختص به، فإذا كنت تنسب إلى نفسك الأمور التي تسببها له باب وجواب، لكن لا بينه وبين نفسه يقول ماذا!!، فلذا مثلاً افترضوا ان احتمال سطو اللصوص على البيت موجود وهو يحاول ان يسيطر على البيت ويحضر ما هو ضروري للدفاع ويقفل الأبواب ويسهر طول الليل لأجل ماذا؟ انه أنا دافعت إنما نجا البيت من السطو بجهدي وجهودي وجهادي، إذن أنت معلون أو آنا معلون إذا ادعيت ذلك, في حين انه ما سطي على البيت بقي البيت سالماً، انه هذا الوهم الذي كان احتمال السطو عليه لم يحدث ولو سطي على البيت لكان أنا أول الفاشلين؛ لأنهم يأتون بمكر وخديعة وسلاح ... الخ، فمن هذه الناحية
__________
(1) سورة يس: الآية 82.
يدعي لنفسه كيت وكيت سوف يكون أول الكاذبين وعلى رأس القائمة، الكذب أنواع متعددة وهذا منه ومن أهمه.
فمن هذه الناحية أحسن شيء ان الإنسان يرفع يده تسليما لله سبحانه وتعالى انه لا, أنا ضعيف من جميع الجهات من أي شيء من أي خصوصية ما , هذا كله وهم.
وان كان ــ جل جلاله ــ بيّن هذا الوهم واقره واقر الأسباب في القران الكريم واقر الأوصاف ؛ لأجل ان يكلمنا على قدر عقولنا, من قبيل ما افهمه من قوله تعالى: [وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ][ (1) ] انه أنا ادعي ان عندي علم وعندي قدرة وعندي عقل وعندي استنتاج وعندي اجتهاد.
لا يهم أنت لك, بالرغم من انه كله هبات الله جل جلاله لا اكثر ولا اقل ليس لي منها شيء, أيضا اكثر من ذلك ادعي ان لي حسنات ادخل بها الجنة ( أجيدوا له كذبه وادخلوه الجنة ) هل يوجد أفضل من هذا الشيء هذا كله من الرحمة يتنازل ليرحمني:
الجواب الأول: انه ليس لك حسنات.
ولو تنزلنا كما بالتنزل ألبرهاني, انه لك حسنات ولكن هذه الحسنات أنا أعطيتك إياها.
ولو تنزلنا أيضا, انه أنا لم أعطها ولكن أنت فعلتها , إذن أنت اذهب بها الى الجنة, تنزل بعد تنزل بعد تنزل الى ان ينتج الاستحقاق, وإلا في حق المطلب أنا صفر لا اكثر ولا اقل، لا بل اكثر من ذلك أنا استحق جهنم؛ لأنه أنا قلت هذا اكثر من مرة, قلته كثيراً، وهذا مطلب مهم لو كررته ألف مرة لما كان حديث، وهو ان الذنب القليل إنما هو عصيان للكمال المطلق, عصيان للانهائي في تدبيره وفي نعمته وفي رحمته وفي خلقته وفي قدرته، إذا فيكتسب الذنب صفة أخلاقية لا متناهية من الجريمة عقلاً أو دقةً، إذن فاستحق عقاباً لا متناهياً على ذنب صغير على قتل ذبابة، فكيف على شيء كثير جداً، مثل الاعتداء على جماعة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فمن هذه الناحية ماذا يكون الحال؟ تكون الحالة ان العقوبة التي استحقها اكثر مما أتصور وأكثر مما أتحمل، فلذا يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه : (ارحموا أجسادكم فإنكم لا تتحملون عذاب القبر), فإذا كان عذاب القبر أنا لا أتحمله فكيف بعذاب جهنم الذي لا تقوم له السماوات والأرض.
وهناك معنى آخر موجود لربما لا تغفلون عنه: ان الجنة خلقت لإبراز رحمة الله لإبراز عظمة رحمة الله, انه من الكثرة الى حد عجيب بحيث تبهر الخلق كلهم حتى خير الخلق, ولكن جهنم خلقت لأجل إبراز عظمة انتقام الله سبحانه وتعالى وانه من الصعوبة ومن الألم بحيث لا تقوم له السموات والأرض, أعظم حتى من السماء السابعة أنا هكذا
__________
(1) سورة يس: الآية 57.
عن علم وعمد امشي له برجلي حاشا لله, مع العلم انه إذا أنا أعطيت الفرصة.
الله أتى بي حتى أتكامل وأسير نحو الكمال نحو النور نحو الجنة نحو الصحة, على ان أهمل ذلك إهمالا وأقول: من قام من قبره معذب.
هل أقول نعم رحمة الله واسعة الشفاعة موجودة والرحمة موجودة واترك التكامل لا, يجب ان اجعل نفسي مستحقا حتى أنال كل ذلك ليست المسألة بالجملة, ربما انه عاملني بعدله ولم يعاملني برحمته, وهذا أنا استحقه؛ لان الرحمة لطف وليس استحقاق, ان عاملني برحمته فهذا خارج عن استحقاقي.
فلذا من الضروري دائما ان يتعادل الخوف والرجاء في قلب المؤمن.
[/size]