الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: النبي الأكرم (ص) مع الملائكة والنبيّين في السماء الخميس يناير 31, 2013 7:32 pm | |
| النبي الأكرم (ص) مع الملائكة والنبيّين في السماء قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب، وسوّى الآخر عليه ثيابه، فرقيت به ورفعته ارتفاعاً ليس بالكثير، ومعه جبرائيل يريه الآيات من السماء والأرض قال النبيّ: فبينا أنا في مسيري إذ نادى منادٍ عن يساري: يا محمّد، فلم أجبه ولم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كلّ زينة الدنيا فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك، فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتاً أفزعني فجاوزت. فنزل بي جبرائيل فقال: صلّ، فصلّيت، فقال: تدري أين صلّيت؟ فقلت: لا، فقال: صلّيت بطيبة، وإليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثمّ قال لي: انزل وصلّ، فنزلت وصليت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ فقالت: لا، فقال: صلّيت بطور سيناء حيث كلّم الله موسى تكليماً، ثمّ ركبت فمضينا ما شاء الله، فقال لي: انزل فصلّ، فنزلت وصلّيت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ قلت: لا، فقال: صلّيت في بيت لحم - وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم (عليه السلام) - ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس. فدخلت المسجد ومعي جبرائيل إلى جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إليّ وأقمت الصلاة ولا أشك إلاّ وجبريل يستقدمنا، فلّما استووا أخذ جبرائيل بعضدي فقدّمني وأممتهم، ولا فخر، ثمّ أتاني الخازن بثلاثة أوانٍ: إناء فيه لبن وإناء فيه ماء وإناء فيه خمر، وسمعت قائلاً يقول: إن أخذ الماء غرق وغرقت أمّته، وإن أخذ الخمر غوي وغويت أمّته، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمّته، فأخذت اللبن وشربت منه، فقال لي جبرائيل: هديت وهديت أمّتك، ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت: ناداني مناد عن يميني، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال، ذلك داعي اليهود، لو أجبته لتهوّدت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني منادٍ عن اليسار، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال: ذلك داعي النصارى، لو أجبته لتنصرت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها، عليها من كلّ زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك. قال لي: أفكلّمتها؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليها، فقال: تلك الدنيا، ولو كلّمتها لاختارت أمّتك الدنيا على الآخرة، ثمّ سمعتُ صوتاً أفزعني فقال لي جبرائيل: أتسمع يا محمّد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً، فهذا حين استقرّت. فصعد جبرائيل وصعدت معه إلى السماء الدنيا وعليها ملك يقال له: إسماعيل وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل: (إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ)([1])، وتحته سبعون ألف ملك، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرائيل من هذا معك؟ فقال: محمّد، قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبيّ الصالح، وتلقتني الملائكة حتى دخلت السماء الدنيا. فما لقيني ملك إلاّ ضاحكاً مستبشراً حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقاً منه، كريه المنظر، ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلاّ أنّه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممّن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فإنّي قد فزعت منه، فقال: يجوز أن تفزع منه، وكلّنا نفزع منه، إن هذا مالك خازن النار، لم يضحك قطّ ولم يزل منذ ولاّه الله جهنم يزداد كلّ يوم غضباً وغيظاً على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك لأحد كان قبلك أو كان لأحد بعدك لضحك لك، ولكنه لا يضحك، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ، وبشّرني بالجنّة، فقلت لجبرائيل - وجبرائيل بالمكان الذي وصفه الله (مطاعٍ ثمّ أمينٍ)([2]) -: ألا تأمرني أن يريني النار؟ فقال له جبرائيل: يا مالك أر محمّداً النار، فكشف عنها غطاءها وفتح باباً منها فخرج منها لهب ساطع في السماء، وفارت وارتفعت حتى ظننت لتتناولني ممّا رأيت، فقلت: يا جبرائيل قل له: فليردّ عليها غطاءها، فأمرها فقال لها: ارجعي، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه، ثمّ مضيت فرأيت رجلاً آدم([3]) جسيماً فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو يعرض عليه ذريّته فيقول: روح طيّب، وريح طيّبة من جسد طيّب، ثمّ تلا رسول الله سورة المطففين([4]) على رأس سبع عشرة آية: (كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين وما أدراك ما علّيّون * كتابٌ مرقومٌ * يشهده المقرّبون)([5]) إلى آخرها، قال: فسلّمت على أبي آدم، وسلّم عليّ، واستغفرت له، واستغفر لي وقال: مرحباً بالابن الصالح، والنبيّ الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح. ثمّ مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه، وإذا بيده لوح من نور، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً مقبلاً عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك الموت دائب([6]) في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرائيل أدنني منه حتى أكلّمه، فأدناني منه فسلّمت عليه، وقال له جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد، فرحّب بي وحيّاني بالسلام وقال أبشر يا محمّد فإنّي أرى الخير كلّه في أمّتك، فقلت: الحمد لله المنّان ذي النعم على عباده، ذلك من فضل ربّي ورحمته عليّ، فقال جبرائيل: هو أشد الملائكة عملاً، فقلت: أكلّ من مات أو هو ميّت فيما بعد هذا يقبض روحه؟ فقال: نعم، فقلت: ويراهم حيث كانوا ويشهدهم بنفسه؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلّها عندي فيما سخّرها الله لي ومكّنني عليها إلاّ كالدرهم في كفّ الرجل يقلّبه كيف يشاء، وما من أحدٍ إلاّ وأنا أتصفّحه كلّ يوم خمس مرّات، وأقول: إذا بكى أهل الميّت على ميّتهم لا تبكوا عليه فإنّ لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالموت طامّة([7]) يا جبرائيل، فقال جبرائيل: إنّ ما بعد الموت أطمّ وأطمّ من الموت. ثمّ مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيّب ولحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث ويدعون الطيّب، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من أمّتك يا محمّد، ثمّ رأيت ملكاً من الملائكة جعل الله أمره عجباً، نصف جسده من النار والنصف الآخر ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بصوت رفيع ويقول: سبحان الذي كفّ حرّ هذه النار فلا تذيب الثلج، وكفّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرّ هذه النار، يا مؤلف بين الثلج والنار ألّف بين قلوب عبادك المؤمنين. فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك وكّله الله بأكناف السماء وأطراف الأرضين، وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، ورأيت ملكين يناديان في السماء أحدهما يقول: (اللهمّ أعط كلّ منفق خلفاً) والآخر يقول: (اللهمّ أعط كلّ ممسك تلفاً)، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم، ويلقى في أفواههم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الهمّازون اللمّازون. ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً. ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، وإذا هم بسبيل آل فرعون: يعرضون على النار غدوّاً وعشيّاً، يقولون: ربنا متى تقوم الساعة؟ ثمّ مضيت فإذا أنا بنسوان معلّقات بثُديّهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهنّ أولاد غيرهم، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اشتدّ غضب الله على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم فاطّلع على عوراتهم، وأكل خزائنهم. ثمّ مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل، خلقهم الله كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلاّ وهو يسبّح الله ويحمده من كلّ ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرائيل عنهم، فقال: كما ترى خلقوا، إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلّمه قطّ ولا رفعوا رؤوسهم إلى ما فوقها ولا خفضوها إلى ما تحتهم خوفاً من الله وخشوعاً، فسلّمت عليهم فردّوا عليّ إيماءً برؤوسهم لا ينظرون إليّ من الخشوع، فقال لهم جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولاً ونبيّاً، وهو خاتم النبيّين وسيّدهم، أفلا تكلّمونه؟ فلمّا سمعوا ذلك من جبرائيل أقبلوا عليّ بالسلام وأكرموني وبشّروني بالخبر لي ولأمّتي. ثمّ صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرائيل؟ فقال لي: ابنا الخالة يحيى وعيسى (عليهما السلام)، فسلّمت عليهما وسلّما عليّ واستغفرت لهما واستغفرا لي وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلاّ يسبّح الله ويحمده بأصوات مختلفة. ثمّ صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية، وقال لهم جبرائيل في أمري مثل ما قال للآخرين وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون. ثمّ صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكاناً عليّاً، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي. ثمّ صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلاٌ أعظم منه حول ثلاثة صفوف من أمّته، فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى. ثمّ صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنّه من شعر ولو أنّ عليه قميصين لنفذ شعره فيهما، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله مني، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى. ثمّ صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلاّ قالوا: يا محمّد احتجم، وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية، جالس على كرسيّ، فقلت: يا جبرائيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمّد أبوك إبراهيم، وهذا محلّك ومحلّ من اتّقى من أمّتك، ثمّ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين)([8])، فسلّمت عليه، وسلّم عليّ، وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح، والابن الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الستّ، فبشّروني بالخير والرحمة لي ولأمّتي، ورأيت في السماء السابعة بحاراً من نور يكاد تلألؤها يخطف الأبصار، وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد، فلمّا فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرائيل فقال: أبشر يا محمّد واشكر كرامة ربّك، واشكر الله بما صنع إليك، قال: فثبّتني الله بقوّته وعونه حتى كثر قولي لجبرائيل وتعجّبي، فقال جبرائيل: يا محمّد تعظّم ما ترى؟ إنّما هذا خلق من خلق ربّك، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى؟ وما لا ترى أعظم من هذا. إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء. ثمّ مضيت مع جبرائيل فدخلت البيت المعمور فصلّيت فيه ركعتين، ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد وآخرون عليهم ثياب خلقان، فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثمّ خرجت فانقاد لي نهران: نهر يسمّى الكوثر، ونهر يسمّى الرحمة، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة، ثمّ انقادا لي جميعاً حتى دخلت الجنّة وإذا على حافتيهما بيوتي وبيوت أزواجي، وإذا ترابي كالمسك، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنّة، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة. فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطيرها كالبخت وإذا رمّانها مثل دليّ العظام، وإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة، وليس في الجنّة منزل إلاّ وفيه غصن منها، فقلت: ما هذه يا جبرائيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى، قال الله: (طوبى لهم وحسن مآبٍ)([9]). فلمّا دخلت الجنّة رجعت إليّ نفسي فسألت جبرائيل عن تلك البحار وهولها وأعاجيبها، فقال: هي سرادقات الحجب التي احتجب الله تبارك وتعالى، بها، ولولا تلك الحجب لتهتّك نور العرش وكلّ شيء فيه. وانتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظلّ أمّة من الأمم فكنت منها كما قال الله تعالى: (قاب قوسين أو أدنى)، فناداني: (آمن الرسول بما أنزل إليه)، فقلت أنا مجيباً عني وعن أمتي: (والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله)، وقلت: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير). فقال الله: (لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، فقلت: (ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، فقال الله: لا أؤاخذك، فقلت: (ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا)، فقال الله: لا أحمّلك. فقلت: (ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)، فقال الله: تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولأمّتك. فقلت: يا ربّ أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، ولا منجى منك إلاّ إليك، وعلّمتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت: (اللّهمّ إنّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّتك، وفقري أصبح مستجيراً بغناك، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى). -------------------------------------------------------------------------------- [1] - سورة الصافات الآية: 10. [2] - سورة التكوير: 21. [3] - الآدم: الأسمر. [4] - السورة: 83. [5] - الآيات: 17 - 21. [6] - دائب في عمله: مستمر في عمله. [7] - الطامة: الداهية تغلب ما سواها. [8] - سورة آل عمران: 68. [9] - سورة الرعد: 29. بقلم بولس سلامة
| |
|
حبيبة امي الرتبــــــة
رقم العضوية : 41 الجنــس : التسجيل : 18/01/2013 عدد المساهمات : 711 نقـــــــــاط التقيم : 812 السٌّمعَــــــــــــــة : 1 علم بلدك : مشرفة قسم الاحاديث واللعاب والشخصيات التارخية والبرمجة اللغوية
| موضوع: رد: النبي الأكرم (ص) مع الملائكة والنبيّين في السماء الخميس يناير 31, 2013 8:27 pm | |
| بارك الله فيك ع النقل الرائع | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: النبي الأكرم (ص) مع الملائكة والنبيّين في السماء الجمعة فبراير 01, 2013 6:40 pm | |
| بارك الله فيك اختي حبيبة ماما على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|