أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: النظرية السياسية للأمام زين العابدين عليه السلام الخميس يناير 31, 2013 12:18 am | |
| لـقـد اسـتـطـاع عـلي بن الحسين زين العابدين (ع ) ان يجمع بين الشؤون ,الروحية والمنطلقات السياسية , جمعا لا يخامره التعسف ولا يشوبه الريب . العابد المتهجد, الزاهد, الخاشع , الاواب . والسند القوي للمستضعفين , ليشهد العالم ان الاسلام :. دين الروحية والعقيدة . ودين القيادة والسياسة . فلا فصل بين العبادة والسياسة في الاسلام , بل هما وحدة متكاملة بمنزلة الروح والجسد. والامبريالية ومصالح المستغلين . يا ويل الذين لا يفهمون الاسلام او لا يريدون ان يفهموه الا من خلال العاطلين المتبطلين والفئات الغافلة عما يراد بها بمناى عن السياسة والنظم الحيوية الرائدة لاسلامنا العظيم . يـا ويـل الذين لا يفهمون الاسلام او لا يريدون ان يفهموه الا من خلال جهول او حقود او كل متكبر جبار لا يؤمن بيوم الحساب . يـا ويـل الذين لا يفهمون الاسلام او لا يريدون ان يفهموه الا من خلال ذلك التطبيق الشائن الابتر للدول التي تدعي الاسلام , والاسلام منها بري . مـن اسـرار سياسة الامام علي زين العابدين (ع ) انه ذلك الانسان الذي تكن له الجماهير كل اجلال واكبار وحب عميق , ولا ادل على ذلك من قصة الامواج البشرية التي ارتادت بيت اللّه الحرام والتي مـا ان رات عـلـي بـن الـحسين (ع ) يريد ان يشق طريقه حتى انفرجت له وافترقت , فكان كل فرق كـالـطـود الـعظيم , من غيراتفاق سابق ومن دون امر صادر لها في الوقت الذي كان فيه هشام بن عـبـدالـمـلك مع موكبه الرسمي محتفظا بموطئ قدم له منتظرا ان يخف الزحام ليؤدي مناسك الحج . ومـن اسـرار سـيـاسة علي زين العابدين (ع ) انه المتمكن من الضمير الشعبي حتى في حالة انتهاج الـمـواقف الصلبة والحدية , وانه الموقر المهيب وان توشح باللين والتواضع , وهذا هو السحر الحلال في السياسة والمجتمع . ومن اسرار سياسة علي زين العابدين (ع ) انه قام بالمنجزات الكبيرة بعيداعن الوسائل الاعلامية . وتمجده طوعا اوكرها. الذي قد ورد في احدى الابتهالات الدينية الرفيعة المستوى : وكم من ثنا جميل لست اهلا له نشرته . مـا تـمـتـاز به سياسته الفضلى انها تستند الى قاعدة فكرية وقانونية عظمى تكاد ان تكون منقطعة النظير اذ انه الاوحدي من علما عصره استلهاما للفكرالاسلامي واستيعابا لقواعد التشريع . مـن براعة سياسة علي زين العابدين (ع ) انه لم يكن منصرفا الى ا لسياسة كل الانصراف , وانما كانت السياسة شانا من شؤونه لا اكثر ومع هذا فقد حقق من المكاسب السياسية ما يدهش الذين انصرفوا الـيـهـا انـصـرافا تاما وكانت شغلهم الشاغل طيلة الحياة من ذوي العبقرية السياسية , والاضطلاع , والجد, وقوة الاحتمال . اذا كـان بـعـض مـهرة القادة يفرضه العدو والصديق على الحق , فان الامام زين العابدين (ع ) فرضه الحق على الصديق والعدو. الحق شمسا في كبد السما لا يراها الا من رفع الراس اليها. ان الـمـؤلـفات حول الامام علي زين العابدين (ع ) التي تتحدث عن حياته وشخصيته وسلوكه العام قليلة جدا واما التي تتحدث عن خصوص سياسته فليس لها وجود. المكتبة الاسلامية , وسد ثغرة من ثغرات السياسة والتاريخ . ان مـنـهـجـنا في البحوث عن الامام زين العابدين (ع ) قائم على كتابة بحوث كثيرة وعلى مختلف الاصعدة فيما يتعلق به تتضمن فيما تتضمن : سياسته , تفسيره للقرآن الكريم , انشطته الادبية وغير ذلـك , ثـم قـمـنـا بعملية انتزاعية للبحوث التي تتعلق بخطه السياسي , فجات في كتاب مستقل .. وهكذا صنعنا بالنسبة للبحوث الاخرى . لقد ضم الكتاب عن سياسة زين العابدين مواضيع مثل :. مع الحسين في الثورة الخالدة . موقفه من القيادة السياسية . سياسة تحرير العبيد. توجيه العلما. المنعطفات السياسية في ادعية الامام زين العابدين (ع ). حركة الرسائل السياسية , وغيرها. اي اننا اردنا ان نعرف خطه السياسي من ثنايا هذه المواضيع التي هي مصاديق او ملامح للخط. ان الـخـط الـسـياسي للامام زين العابدين (ع ) هو خط الاسلام بلا ريب , بيدان للخط السياسي في الاسـلام شـعـبـا ومـيادين كثيرة قد اقتصر منها الامام زين العابدين (ع ) على ما يوافق الملابسات , والـظـروف الـسـياسية , والاجتماعية , مع فرضه وادخاله جملة من الارا والمواقف على الملابسات والظروف . لـم تـكـن سـياسة الامام زين العابدين (ع ) سياسة غامضة فحسب , بل غامضة جدا وعليها الف ستار وسـتـار مـن الـتغطية والتمويه التي خلقها الامام زين العابدين (ع ) نفسه , فقد وضع لمسات خطه السياسي بما ينسجم مع الظروف القاهرة , والاهوال المحيطة ويتناسب وحدتها, وشدة توترها. ان هذه هي العلة في عدم انكشاف خطه السياسي الى الان , حتى اعتقدالناس عامة بان لا سياسة له مـعللين ذلك بعدم امكانية اتاحة فرصة للعمل السياسي , فان الظروف السياسية الضاغطة والقاسية الـتي اكتنفت حياة قوى المعارضة السياسية وواجهتها بشدة وعنف قد لوحت بالعصا الغليظة لاقل افرادالمعارضة , اذا فما يكون مصير القائد المؤمل ؟. واذا مـا كـشـفـت خـطـوط سياسة ما, وشخص الكثيرون من رموز المعارضة ,فان الدقة المتناهية لسياسة الامام زين العابدين (ع ) ابت الا ان تكون لغزا من الالغاز, بل اشد خفا وتمويها. الرصد والترقب ما استطاعت التوصل الى اكتشافها. الـهيروغليفية التي لم تكن يعار لها اهمية , ولم يكن يظن ان لها مفادا ومعنى حتى اكتشف اسرارها شبوليون , فاذا بالمعاني تنهال عليه وهكذا كانت سياسة الامام زين العابدين . فـهـلـم الـي لـنسير معا في مجاهيل السياسة , واصبر نفسك معي فكاننا قدتوصلنا الى حل العقدة وكشف اللغز وعشنا في رحاب سياسة الامام زين العابدين (ع ). (ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ). محمود البغدادي . المنعطفات السياسية في ادعية زين العابدين .الظروف السياسية والاجتماعية :.ان دراسـة الـظـروف الـسـيـاسـيـة الـحـاكمة في عهد الامام زين العابدين واستيعاب المتغيرات الاجـتـمـاعـيـة الـمـعاصرة له لتلقي الضؤ على بعض الركائزالاساسية في انفجار تيار من الادعية والمناجاة على لسان علي زين العابدين (ع )ومن قلبه وضميره وفكره وسياسته . لـقـد عم الفساد آنذاك , وانتشر الترف , وساد اللهو الفاحش والغنا الخليع والمجون وغرق المجتمع في نهر الخمر الجاري من قصور الخلفا الى بيوت الاما. مـراجعة تاريخهم السياسي والاجتماعي ليوقفنا على ذلك ولسنا الان بصدد ذكرالتفاصيل فانها لا حـدود لها مودعة في بطون التواريخ المختلفة ولكن يكفي ان نشيرالى بعضها اشارة العابر ولنتخذ قطعة صغيرة ولكنها كبيرة الدلالة من كتاب مروج الذهب . ((... وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب , وجلس ذات يوم على شرابه وعلى يمينه ابن زياد, وذلك بعد قتل الحسين , فاقبل على ساقيه فقال :. اسقني شربة تروي عظامي چ ـــــ ثم مل فاسق مثلها ابن زياد. صاحب السر والامانة عندي ـــــ ولتسديد مغنمي وجهادي . ثم امر المغنين فغنوا به . وغـلـب عـلـى اصحاب يزيد وعماله ماكان يفعله من الفسوق , وفي ايامه ظهرالغنا بمكة والمدينة , واستعملت الملاهي , واظهر الناس شرب الشراب . وكـان لـه قـرد يـكـنى بابي قيس يحضره مجلس منادمته ويطرح له متكا, وكان قردا خبيثا, وكان يـحمله على اتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام ويسابق بها الخيل ... وعلى ابي قيس قبا من الحرير الاحمر والاصفر مشمر,وعلى راسه قلنسوة من الحرير ذات الوان بشقائق وعلى الاتان سرج من الحريرالاحمر منقوش ملمع بانواع من الالوان )) ((1)) . ومـما يدل على اللهو العابث والضياع ان شعر عمر بن ابي ربيعة ـ المعاصرلزين العابدين ـ وهو شعر كـثـير وقلما يوجد في شعرا زمانه من يضاهيه في الكثرة .. اقول يكاد ان يكون شعره كله جميعا في التغزل والتشبيب ومحاورة النساوذكر اسما العاشقات والمعشوقات والتفكه باعراضهن . ان عـمر بن ابي ربيعة وان كان قد فتح في محاورته واسلوبه القصصي بابافنيا واسعا لم يسبقه اليه سابق في هذه الصورة ولكن موضوع شعره يعبر عن الفراغ واللهو العابث الذي كان المجتمع منغمسا فيه . ولـعـل الامـام زيـن الـعابدين (ع ) قد اوما ايماة خفية الى هذا الانحطاطوالملذات المزرية , والفراغ القاتل . كفى بالمر عارا ان تراه ـــــ من الشان الرفيع الى انحطاط. على المذموم من فعل حريصاـــــ عن الخيرات منقطع النشاط. يشير بكفه امرا ونهيا ـــــ الى الخدام من صدر البساط. يرى ان المعازف والملاهي ـــــ مسببة الجواز على الصراط. لقد خاب الشقي وظن عجرا ـــــ وزال القلب منه عن النياط ((2)) . ان الابـيـات تـوضح انه قد راى اشخاصا ممن كان عليهم المعول قد انساقوامع المغريات و جرفهم الـتـيـار السياسي والاجتماعي الى مالا تحمد عقباه فاذا هم من الشان الرفيع الى الانحطاط, والى الاقامة على الافعال الذميمة , والانقطاع عن الخير, وقد شغلتهم المعازف والملاهي . في مثل هذه الظروف والمتغيرات الاجتماعية الدكنا قد انبثقت ادعية علي زين العابدين (ع ) حمما بـركانية ضد الركام الهائل من الفساد الاجتماعي والانحطاطالاخلاقي والاحباط الروحي والتدهور السياسي . لقد كانت ادعية الامام زين العابدين (ع ) ندا عاليا ان يا ايها الناس اذكروااللّه وملائكته وانبياه ورسله كذكركم سعيدة ومية وعزة وبثينة وليلى ولبنى اواشد ذكرا. الصوت الملائكي الجميل :.ومن اجود ما يقوله وهو يوجه المجتمع الى اللّه تعالى ويدعوهم الى العيش الرغيد في سبحات ذكره هذه الترنيمة الرائعة , والصوت الملائكي الجميل المؤثر,الذي يشد الخلق الى اللّه والمثل الاعلى :. الـهـي فـالهمنا ذكرك في الخلا والملا, والليل والنهار والاعلان والاسرار, وفي السرا والضرا وآنسنا بالذكر الخفي , واستعملنا بالعمل الزكي , والسعي المرضي ,وجازنا بالميزان الوفي . الـهـي بـك هـامت القلوب الوالهة , وعلى معرفتك جمعت القلوب المتباينة , فلاتطمئن القلوب الا بـذكـراك , ولا تـسـكـن النفوس الا عند رؤياك انت المسبح في كل مكان , والمعبود في كل زمان , والـمـوجود في كل اوان , والمدعو بكل لسان والمعظم في كل جنان .. واستغفرك من كل لذة بغير ذكـرك , ومـن كل راحة بغير انسك , ومن كل سرور بغير قربك , ومن كل شغل بغير طاعتك , الهي انت قلت وقولك الحق يا ايها الذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرا كثيرا # وسبحوه بكرة واصيلا). بذكرك ووعدتنا عليه ان تذكرنا تشريفا لنا وتفخيما واعظاما وها نحن ذاكروك كماامرتنا, فانجز لنا ما وعدتنا, يا ذاكر الذاكرين , ويا ارحم الراحمين ((3)) . الدعا رسالة مفتوحة الى المجتمع :.لقد كانت ادعية الامام زين العابدين (ع ) رسالة مفتوحة الى المجتمع ؟:. يا من اتقيتم سلطان الارض الا تتقون سلطان السما؟. يا من ارهبكم عذاب الدنيا, الا ترهبون عذاب الاخرة اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون ؟. اتخشون ملكا اذ تعصونه مرة واحدة , ولا تخشون ملك الملوك وانتم في كل يوم له عاصون ؟. تسي اليكم الحكومات وانتم تطيعونها؟ ويحسن اليكم رب الارباب وانتم تخالفونه اتقوا اللّه . الـلـهـم ان ملائكتك مشفقون من خشيتك , سامعون مطيعون لك وهم بامرك يعملون , لا يفترون الليل والنهار يسبحون وانا احق بالخوف الدائم لاساتي على نفسي وتفريطها الى اقتراب اجلي . متحير. الـلـهـم انـي قد اكثرت على نفسي من الذنوب والاساة واكثرت علي من المعافاة سترت علي ولم تـفـضـحني بما احسنت لي النظر واقلتني العثرة واخاف ان اكون فيها مستدرجا فقد ينبغي لي ان اسـتـحي من كثرة معاصي ثم لم تهتك لي سترا... يا الهي انا الذي لم اعقل عند الذنوب نهيك ولم اراقب عند اللذات زجرك ولم اقبل عند الشهوة نصيحتك . العلم ... اللهم انك تجد من تعذبه غيري ولا اجد من يرحمني سواك , فلو كان لي مهرب لهربت , ولو كـان لـي مـصـعد في السما لصعدت او مسلك في الارض لسلكت ولكنه لا مهرب لي ولا ملجا ولا منجى ولا ماوى منك الا اليك ((4)) . هـذا مـن جـهـة خـشـية المجتمع من القيادة السياسية واجهزتها القمعية , وامامن جهة الطلبات الاسـتـجـدائيـة الـتـي تـقدم للسلطة آنذاك بل في غير ذلك من الازمان , فكم يرى الرائي الخلق متوجهين الى ارباب الحكم متوسلين اليهم ,ولطالما كان دعاؤهم اياهم اكثر من دعائهم اللّه الواحد القهار. الاموي بالذات توجهت اكثر الطبقات الاجتماعية صوب الامويين بالدعاوالتوسل لاستدرار اموالهم وقضا حوائجهم المختلفة حتى تلك التي تصير بهم الى المذلة والاستكانة . لقد قال جرير الشاعر المعروف الذي كان معاصرا لزين العابدين (ع )يستجلب عطف الخليفة :. هذي الارامل قد قضيت حاجتهاـــــ فمن لحاجة هذا الارمل الذكرونحن نسوق هذا الشاهد لا لانه يـمـثـل نفسية احد الرجال فحسب , وانماباعتباره يمثل حالة نفسية وظاهرة عامة لدى الكثير من البشر, بما في ذلك المعاصرون للحكم الاموي . ذلك ايما توضيح . لـقـد عـلـم علي زين العابدين (ع ) بالوضع الماساوي المذكور آنفا وسمع مل اذنيه الادعية الطويلة العريضة التي توجه صوب قبلة القيادة السياسية . يـنـاجـي اللّه تـبارك وتعالى ويدعوه دعا الموقظ للمجتمع , والذي يزرق في عضلاته مصل التنبيه والاحـسـاس : ((فـصـل على محمد و آل محمد وتول قضا كل حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلـك عـليك وبفقري اليك وغناك عني فاني لم اصب خيرا الا منك ولم يصرف عني سؤا قط احد غـيرك , ولا ارجو لامر آخرتي ودنياى سواك ... اللهم من تهيا وتعبـا واعد واستعد لوفادة الى مخلوق رجـارفـده ونـوافـلـه وطـلب نيله وجائزته , فاليك يا مولاى كانت اليوم تهيئتي وتعبئتي واعدادي واستعدادي رجا عفوك ورفدك وطلب نيلك وجائزتك ))((5)). المنطلقات الاجتماعية والسياسية :.لـقـد سـبـق الـى الاذهان البعد الشخصي من ادعية الداعين ـ بشكل عام ـومن بينهم الامام زين العابدين (ع ). واسـتدرارا للرحمة والكرم الالهيين وتهذيبا للنفس ونحو ذلك , ولكننا اذا راجعناالصحف السجادية الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة سوف نقع على الجما الغفير من الادعية والابتهالات التي تـخـرج عـن ساحة البعد الشخصي الى حيث المنطلقات الاجتماعية وغير ذلك , فكما انه لم يغفل الـبعد الشخصي من الدعا كذلك قد ركز وبكل تاكيد على المنعطفات الاخرى اذ ان الادعية ادوية لاحصر لها لامراض لا حصر لها. فـتارة يدعو زين العابدين لنفسه ادعية كثيرة , وتارة يدعو لولده واخرى لجيرانه واوليائه ورابعة في الاسـتسقا, ومن ذلك دعاؤه لاهل الثغور ودعاؤه على الظالمين كما سياتي الحديث عنهما, وهكذا فهو ينتقل من دائرة لاخرى ومن منحى الى منحى , لتعم الفائدة المرجوة من الدعا ويسعد الجميع . من اختار على عمد الشقا وارتاى منهج الضلالة والانحراف . فـهـل يمكن مثلا الارتياب في النزعة السياسية لهذا الدعا الذي كان يناجي به امام المجتمع حيث الحشود المتقاطرة في عيد الاضحى والجمعة :. ((الـلـهم ان هذا المقام لخلفائك واصفيائك ومواضع امنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها... قد ابتزوها وانت المقدر لذلك لا يغالب امرك ولايجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت وانى شـئت ولما انت اعلم به غير متهم على خلقك ولا لارادتك , حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين , مـقـهـورين , مبتزين ,يرون حكمك مبدلا, وكتابك منبوذا, وفرائضك محرفة عن جهات اشراعك , وسنن نبيك متروكة ))((6)). ثلاث نظرات :.هناك ثلاث نظرات فيما يتعلق بالبعد الشخصي للدعا وفي تفسيره . ان النظرة الثالثة هي الصحيحة . الـنـظـرة الاولـى : ان الداعين بما فيهم القادة الرساليون كالرسول واهل بيته ,انما يدعون من اجل انفسهم لا اكثر باعتبارهم بشرا تكتنفهم مختلف الاحتياجات الشخصية للّه عزوجل فدعاؤهم اذا دعا شخصي خالص . الـنـظرة الثانية : ان دعا الرسول واهل بيته وغيرهم من القادة الرساليين انما هو من اجل المجتمع فـحـسـب , ولا صـلـة لاشخاصهم في ذلك باعتبارهم قدوصلوا الى درجة عليا من الوعي الرسالي والاجتماعي وتحمل اعبا المسؤولية الجماعية ونكران الذات , فهم يفكرون بالمجتمع لا غير, غافلين اومـتـغـافلين عن ذواتهم اي ان الغاية الوحيدة من الدعا هي التربية غير المباشرة والمباشرة احيانا للمجتمع وتعليمه كيفية الدعا وعمليات التطهير لشوائب النفس وصورة الادب مع اللّه . الـنـظـرة الـثـالـثـة : وهي النظرة الجامعة بين النظرتين , الا وهي الدعا من اجل النفس ومن اجل المجتمع ايضا. في كثير من الاحيان كانت تصحب ادعية زين العابدين وغيره دموع ساخنة , ولهفات لاذعة . تـلـك الدموع واللهفات مجرد قضية تمثيلية فقط, وزين العابدين واولئك الداعون اجل وازكى من ذلك كما هو واضح . واذا كانت جميع ادعية زين العابدين وغيره من اجل نفوسهم لا اكثر من ذلك , فلماذا كانوا يعلمون المجتمع الوانا من الدعا والمناجاة ؟. وعـلـى سـبيل المثال , لماذا املى الامام زين العابدين (ع ) الصحيفة السجادية الكاملة جميعها على ولده ابي جعفر محمد الباقر(ع ). كـمـا ان تـلـك الادعية في حالة الانفراد وفي حالة الاجتماع تصحح النظرة الثالثة الجامعة ما بين النظرتين . دلائل العموم :.يـعـرف عـمـومـهـا من جهة صيغ الجمع كقول الامام زين العابدين (ع ): ((الهي فاجعلنا من الذين ترسخت اشجار الشوق اليك في حدائق صدورهم ))((7)). ذلك كثير. ابـواب رحمتك ...)) (() فهو دعا لمطلق الموحدين من الاولين والاخرين .ومن هذا القبيل ما مر من الاشارة الى مصاديق من ادعيته التي تتصف بالصيغ العمومية . يـنـبـغـي لـفـت الـنـظر والقول بكل تاكيد الى ان نفس الادعية التي تتسم بالطابع الشخصي في مـواضـيـعـها او صيغها وتعبيرها, هي ايضا ادعية عامة من زاوية اخرى , اذ انها سياسة تربوية ومنهج نفسي يرتفع بالمجتمع ـ في حالة استلهامه وتطبيقه عمليا ـ الى حيث المواقع المتقدمة التي تنفع النفع الكبير على صعيد الحياة الدنيا والاخرة . يرتفع بالمجتمع الى حيث :. سمو الذات . والثرا الروحي . وسعة الافاق السياسية . والتحرر من الجمود. من امثلة الادعية العامة :.مـن دعـا الثغور: ((اللهم صل على محمد وآله وحصن ثغور المسلمين بعزتك وايد حماتها بقوتك , واسبغ عطاياهم من جدتك . عـدتهم , واشحذ اسلحتهم , واحرس حوزتهم , وامنع حومتهم , والف جمعهم , ودبرامرهم , وواتر بين ميرهم , وتوحد بكفاية مؤنهم , واعضدهم بالنصر واعنهم بالصبر, والطف لهم بالمكر. اللهم صل على محمد و آله وعرفهم ما يجهلون , وعلمهم ما لا يعلمون ,وبصرهم ما لا يبصرون . اللهم صل على محمد وآله وانسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور, وامح من قلوبهم خطرات المال الفتون , واجعل الجنة نصب اعينهم , ولوح منها لابصارهم ما اعددت فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة , والحورالحسان , والانهار المطردة بانواع الاشربة , والاشجار المتدلية بصنوف الثمر حتى لايهم احد منهم بالادبار, ولا يحدث نفسه عن قرنه بالفرار. الـلـهـم افـلـل بـذلـك عدوهم , واقلم عنهم اظفارهم , وفرق بينهم وبين اسلحتهم , واخلع وثائق افـئدتـهـم ,وبـاعـد بينهم وبين ازودتهم , وحيرهم في سبلهم ,وضللهم عن وجههم , واقطع عنهم الـمـدد, وانقص منهم العدد, واملا افئدتهم الرعب , واقبض ايديهم عن البسط, واخزم السنتهم عن الـنـطـق , ونـكـل بـهـم مـن وراهم , واقطع بخزيهم اطماع من بعدهم .. .اللهم اغز بكل ناحية من المسلمين على من بازائهم من المشركين ,وامددهم بملائكة من عندك مردفين , حتى يكشفوهم الى منقطع التراب , قتلا في ارضك , واسرا, او يقروا بانك انت اللّه لا اله الا انت وحدك لا شريك لك .. .الـلـهـم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول اطراف المسلمين , وخذهم بالنقص عن تنقصهم , وثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم . الـلهم اخل قلوبهم من الامنة , وابدانهم من القوة , واذهل قلوبهم عن الاحتيال , واوهن اركانهم عن مـنـازلـة الرجال , وجبنهم عن مقارعة الابطال ,وابعث عليهم جندا من ملائكتك بباس من باسك كفعلك يوم بدر, تقطع به دابرهم , وتحصد به شوكتهم , وتفرق به عددهم . اللهم وامزج مياههم بالوبا, وبالادوا, وارم بلادهم بالخسوف , والح عليها بالقذوف , وامرعها بالمحول , واجعل ميرهم في احص ارضك , وابعدهاعنهم , وامنع حصونها منهم . الـلـهـم وايـما غاز غزاهم من اهل ملتك او مجاهد جاهدهم من اتباع سنتك ليكون دينك الاعلى , وحـزبـك الاقـوى , وحـظك الاوفى , فلقه اليسر, وهيئ له الامر, وتوله بالنجح , وتخير له الاصحاب واسـتقو له الظهر, واسبغ عليه في النفقة , ومتعه بالنشاط, واطف عنه حرارة الشوق , واجره من غم الـوحـشـة ,وانسه ذكر الاهل والولد, وآثر له حسن النية , وتوله بالعافية , واصحبه السلامة ,واعفه من الـجـبـن , والـهمه الجراة , وارزقه الشدة .. .اللهم وايما مسلم خلف غازيا او مرابطا في داره , او تعهد خـالـفـيـه فـي غـيـبـتـه ,او اعانه بطائفة من ماله , او امده بعتاد, او شحذه على جهاد, او اتبعه في وجـهه دعوة , او رعى له من ورائه حرمة , فاجر له مثل اجره وزنا بوزن , ومثلا بمثل وعوضه من فعله عـوضـا حـاضـرا, يتعجل به نفع ما قدم , وسرور ما اتى , الى ان ينتهي به الوقت الى ما اجريت له من فضلك , واعددت له من كرامتك . الـلـهـم وايما مسلم اهمه امر الاسلام , واحزنه تحزب اهل الشرك عليهم ,فنوى غزوا, او هم بجهاد, فـقعد به ضعف او ابطات به فاقة , او اخره عنه حادث ,او عرض له دون ارادته مانع , فاكتب اسمه في العابدين , واوجب له ثواب المجاهدين , واجعله في نظام الشهدا والصالحين )) ((9)) . مـن منهج القرآن : هل من الممكن بالنسبة لعلي زين العابدين وهو من ائمة تفسير القرآن , وحليفه ان يـغـفـل عـن منهج القرآن , واسلوبه في الادعية والتوجه الى اللّه شدا للمجتمع , واخذا بيديه الى الـحـق الـمـطـلق , او في توجيه الحوارق والخوارق من الادعية ضد المجرمين والمستبدين وعبد الطاغوت ؟. نوح يبتهل الى اللّه :. ( رب لا تـذر عـلـى الارض مـن الـكـافـريـن ديارا # انك ان تذرهم يضلواعبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) ((10)) . ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) ((11)) . الانـبـيـا بدليل الاية السابقة (وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير...) اي ان هنالك تلاحما مصيريا وتوجهات موحدة بين الضمائر والافكار والابتهالات لمختلف الذين يجمعهم الدرب اللاحب للجهاد مع شتى الانبيا. وقال على لسان الحواريين ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ((12)) . مـنـار لـلامة : هذا من ناحية التوجه العام لجملة من آيات الادعية العامة فيه والتي كان الامام زين العابدين عارفا بها بلا ريب كما اشرنا قبل قليل , واما من ناحية ثانية فان من يعرف شخصية علي زين الـعـابدين (ع ) او يطلع على الخطوطالعريضة فيها يدرك بوضوح ذلك البعد النفسي الرائع بل اكثر من بعد من حيث التضحية والفدا والايثار وحب الانسانية والرفق والتحنن لها. وحدها واراد لها الخير وحدها, تاركا للاخرين من غير التفات واحساس بحالاتهم , واوضاعهم , ومسار حياتهم , وتوجهاتهم ؟. كما ان زين العابدين منار للامة , وزعيم عقائدي , ورائد من رواد الخيروالفضيلة . فـكما ان عليه ـ من منطلق المسؤولية الكبرى ـ ان يدلهم على الصواب والاستقامة , وياخذ بايديهم الى حيث السياسة الالهية , والنزعة الروحية ,ويدعوهم الى اللّه , فكذلك عليه ان يدعو لهم بالتوفيق والخير والصلاح . ان اقوله :. ينبغي للقادة المبدئيين ان يعينوا اللّه على الناس , ويعينوا الناس على اللّه .ان يعينوا اللّه عليهم , بان يرشدوهم اليه , ويعينوهم عليه بان يسترحموه لهم . اللّه , واستعطافه . وبعبارة اخرى :. ان على قادة الشعوب ان يدعوهم الى اللّه ويدعوا اللّه لهم . ومن امثلة الادعية العامة هذا الدعا الذي دعا به زين العابدين في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك وهو دعا على الظالمين . ان شـهر رمضان افضل الشهور عند اللّه وفيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر وهو شهر العبادة والـصيام والانابة الى اللّه تعالى او كما قال زين العابدين : ((وهذا شهر الصيام وهذا شهر القيام , وهذا شهر الانابة , وهذا شهرالتوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة , وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة )). فاذا اخذنا بنظر الاعتبار الايحاات الروحية والاجوا العبادية لشهررمضان المبارك , وكذلك الاعمال العبادية الخاصة , والوان التزلف الى اللّه التي كان يقوم بها الامام زين العابدين في شهر رمضان , فان هـذا يـكفي للتدليل على ان زين العابدين (ع ) وهو يدعو اللّه على الظالمين في مثل هذا الشهر انما كـان يـجـمـع بـيـن الـتـهـجـد والانابة الى اللّه , وبين التصدي والمقاومة , وبين الدعا من جهة و بين السياسة من جهة ثانية . وهـكـذا قـال الامـام زيـن الـعابدين (ع ): ((اللهم ان الظلمة جحدوا آياتك ,وكفروا بكتابك , وكذبوا رسلك , واستنكفوا عن عبادتك , ورغبوا عن ملة خليلك , وبدلوا ما جا به رسولك , وشرعوا غير دينك , واقـتـدوا بـغـيـر هداك ,واستنوا بغير سننك , وتعدوا حدودك , وسعوا معاجزين في آياتك , وتعاونوا عـلـى اطـفـا نـورك , وصدوا عن سبيلك , وكفروا نعماك , وشاقوا ولاة امرك , ووالوااعداك , وعادوا اولـيـاك , وعـرفـوا ثـم انكروا نعمتك , ولم يذكروا آلاك , وامنوامكرك , وقست قلوبهم عن ذكرك , واجترؤوا على معصيتك , ولم يخافوا مقتك , ولم يحذروا باسك , واغتروا بنعمتك . اللهم انهم اتخذوا دينك دغلا, ومالك دولا, وعبادك خولا. الـلـهـم افـتـت اعـضـادهم , واقهر جبابرتهم , واجعل الدائرة عليهم , واقضض بنيانهم , وخالف بين كـلـمتهم , وفرق جمعهم , وشتت امرهم , واجعل باسهم بينهم ,وابعث عليهم عذابا من فوقهم ومن تحت ارجلهم , واسفك بايدي المؤمنين دماهم , واورث المؤمنين ارضهم وديارهم واموالهم . الـلـهـم ضلل اعمالهم , واقطع رجاهم , وادحض حجتهم , واستدرجهم من حيث لا يعلمون , وائتهم بـالعذاب من حيث لا يشعرون , وانزل بساحتهم مايحذرون , وحاسبهم حسابا شديدا, وعذبهم عذابا نكرا, واجعل عاقبة امرهم خسرا. اللهم انهم اشتروا بياتك ثمنا قليلا, وعتوا عتوا كبيرا. اللهم انهم اضاعوا الصلوات , واتبعوا الشهوات . الـلـهـم ادفـع عـن ولـيـك , وابن نبيك , وخليفتك , وحجتك على خلقك ,والشاهد على عبادك , المجاهد المجتهد في طاعتك ...)) .ومن هذا الدعا:. ((الـلـهم اشعب به صدعنا, وارتق به فتقنا, والمم به شعثنا, وكثر به قلتنا,واعزز به ذلتنا, واقض به عن مغرمنا واجبر به فقرنا, وسد به خلتنا, واغن به عائلنا, ويسر به عسرنا, وكف به وجوهنا, وانجح به طـلـبتنا, واستجب به دعانا,واعطنا به فوق رغبتنا, واشف به صدورنا, واهدنا به لما اختلف فيه من الحق , يارب انك تهدي من تشا الى صراط مستقيم . الـلـهـم امـت به الجور, واظهر به العدل , وقو ناصره , واخذل خاذله , ودمرمن نصب له , واهلك من غشه , واقتل به جبابرة الكفر, واقصم رؤوس الضلالة ...)) ((13)) .فضح الهوية السياسية :. يتصدى هذا الدعا لفضح الهوية السياسية والعقائدية للظالمين , والكشف عن اساليبهم ومخططاتهم في المجتمع والدولة . زيـن الـعـابدين معروف برؤيته السياسية والعقائدية لهم , وفي عدة مواقع من هذاالكتاب ما يوضح ذلك لا سيما في بحث مواقفه من القيادة السياسية . ولكن الامام زين العابدين (ع ) قد وصف الجماعة الحاكمة بالكفر: ((وكفروابكتابك )) وهل يمكن ان يوصف بالكفر من يشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه ؟. والـجواب اننا اذا عرفنا رؤية زين العابدين (ع ) لمعاصريه من الحكام لااستغرب اطلاقه الكفر عليهم اخذا بقوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما انزل اللّه فاولئك هم الكافرون ) ((14)) . وامـا ادا شـعائر اسلامية من قبيل الصلاة والصيام والحج , فقد قال وهويصف الجماعة : ((اللهم انهم اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات )). والـظاهر انه يقصد من ذلك ان لا اعتبار بادا الشعائر بعد تفريغها من المحتوى , وقد قال تعالى : (ان الصلاة تنهى عن الفحشا والمنكر) ((15)) , فاذا لم تنه عن الفحشا والمنكر فليست بصلاة . ومن قبيل السؤال السابق حول وصف الجماعة بالكفر وصفه لها بتكذيب الرسل , ((وكذبوا رسلك )). والجواب ان التكذيب قسمان :. الـقـسـم الاول : هـو الاعتقاد بان اللّه تعالى لم يبعث الرسل وانما ادعوا امراليس لهم , اي نفي اصل الرسالات الالهية . الـقـسـم الـثـانـي : هـو عـدم الاقـتـدا بهم والعمل على خطهم وسنتهم وهداهم , اوكما قال زين العابدين (ع ): ((ورغبوا عن ملة خليلك , وبدلوا ما جا به رسولك )). لـم يـكـن الـحـكـام فـي عصر الامام زين العابدين (ع ) كلهم على وتيرة واحدة من جميع الجهات الاعـتـقـاديـة والـعـملية ,فلذا لا نعرف على وجه القطع والتفصيل ماذا يقصد بابعاد فقرة ((وكذبوا رسلك )). فربما قد جعل بعض الحكام ضمن القسم الاول وجعل بعضهم ضمن القسم الثاني . بين سياسة الدعا وسياسة القرآن :.ان محاربة الظالمين وفضح مخططاتهم التمرية جز لا يتجزا من رسالة المسلم . ان عدا الظالمين والتصدي لهم سياسة قرآنية , لا لبس فيها, ولا غبارعليها. في القرآن الكريم آيات كثيرة في القدح بالظالمين ولعنهم والدعوة الى اعلان الحرب عليهم . رسـالـة الامـام زيـن الـعـابدين (ع ) وسياسته انما تستند الى مبادئ من رسالة القرآن وسياسته في مواجهة الظالمين . بـخـصـوص الـدعـا عـلـى الظالمين المذكور قبل قليل نلاحظ عليه سيما القرآن ,فهو بين فقرات مستمدة من سياسة القرآن وبين فقرات منسجمة معها, وبين فقرات ناظرة اليها. 1 ـ سياسة الدعا:. ان الظلمة حجدوا آياتك . سياسة القرآن :. (فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بيات اللّه يجحدون ) ((16)) . 2 ـ سياسة الدعا:. وكفروا بكتابك .سياسة القرآن :. (ومن لم يحكم بما انزل اللّه فاولئك هم الكافرون ) ((17)) . 3 ـ سياسة الدعا:. وتعدوا حدودك . سياسة القرآن :. (ومن يتعد حدود اللّه فاولئك هم الظالمون ) ((18)) . 4 ـ سياسة الدعا:. واقطع دابرهم . سياسة القرآن :. (فقطع دابر القوم الذين ظلموا الحمد للّه رب العالمين ) ((19)) . 5 ـ سياسة الدعا:. واشف صدور المؤمنين . سياسة القرآن :. (قاتلوهم يعذبهم اللّه بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدورقوم مؤمنين ) ((20)) . ويمكن ان نضيف لما سبق الدعا التالي . 6 ـ سياسة الدعا:. وحاسبهم حسابا شديدا وعذبهم عذابا نكرا واجعل عاقبة امرهم خسرا. سياسة القرآن :. (وكاين من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديداوعذبناها عذابا نكرا # فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا)منقول | |
|