أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: النبي أبراهيم عليه السلام وقصة الكبش العظيم الأربعاء يناير 30, 2013 12:40 am | |
| معجزة الكبش العظيم
قال تعالى : { فلما أسلما وتلّه للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدّقت الرؤيا , إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم } الصافات 103-107.
كان إبراهيم عليه السلام قد كبر ونالت منه الشيخوخة منالها ولم ينجب أبناء , وكان يدعو ربه دائماً أن يرزقه الولد فأحست سارة برغبته هذه فقالت له : يا إبراهيم , إني عاقر , وأحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فإنني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوّجها , فقد يرزقك الله بل ويرزقنا جميعاً منها ولداً تقرّ به أعيننا !! صمت إبراهيم قليلاً وحذر سارة من الغيرة إذا أتمّ هذا الأمر , فقالت سارة في ثقة واطمئنان تعودان إلى عاطفة وحنان متدفقين منها وهي أنثى شأنها شأن حواء على وجه الأرض , تحكم الأمور وتغلبها على الأرحج بعاطفتها , قالت : لا تخف يا إبراهيم , لا تخف .
تزوّج إبراهيم عليه السلام من هاجر التي وهبتها له سارة ومرّت أيام جميلة سعيدة فحملت هاجر وولدت لإبراهيم عليه السلام ولداً جميلاً وضيئاً سمّاه إسماعيل .
وجاء إسماعيل بفرحة كبيرة دخلت على نفس إبراهيم عليه السلام فأحب إبراهيم عليه السلام إسماعيل حباً كثيراً , فكم من مرّة حمله وداعبه , وأحبه حباً كثيراً .
واستمرّت الأحوال في البيت النبوي الكبير هانئة سعيدة بوليدهم الصغي ر, فأبو الأنبياء سعيد غاية السعادة يشكر ربه ليل نهار ويسبّح بحمده على ما أفاء عليه من نعمة الولد وهو في هذا السن المتقدم .
وفجأة دوت في البيت النبوي الكبير مفاجأة كان مصدرها السيّدة سارة , فقد خرجت الأنوثة لطبيعتها تعبّر عما يجيش في صدرها دون تكلف , دبّت الغيرة في نفس الأنثى سارة وهي شأنه شأن بنات جنسها لا تستطيع أن تكتم ما في نفسها ولا أن تغيّر فطرة النساء وبنات حوّاء , جاهدت نفسها وكظمت غيظها , وحاولت أن تفعل شيئاً ، كانت تعلم أن هذا الأمر سيزعج إبراهيم عليه السلام ولكن نفسها لم تقاوم جبروت الغيرة , اقتربت من إبراهيم قليلاً وتهاوت الدموع من عينيها قطرات وقالت في صوت متهدج : يا إبراهيم ؛ إني لا أستطيع أن أساكن هاجر وابنها بعد اليوم , فانظر لنفسك ولها أمراً .
صمتت سارة وقد انتابها حزن شديد من أجل خليل الله الذي شاركها الصمت أيضاً , نعم لا تستطيع سارة أن تكبح جماح الغيرة , وهذا ما كان يخشاه إبراهيم .
ظنّ إبراهيم عليه السلام في البداية أن الأمر بضع خطوات وينتهي الأمر بمسكن جديد قريب لهاجر وابنها , ولكن سارة ذهبت مذهباً بعيداً , قالت : إنني لا أريد أن تسكن هاجر بلداً أسكنه ..
هكذا لم تستطع الصبر على مجرد وجودهما بالقرب من إبراهيم فيراهما بين الحين والآخر عن قرب .
انصرفت مشيئة الله أن يكون هذا قول سارة , وحاول إبراهيم أن يترضى سارة على هاجر وولدها إسماعيل , ولكنها أبت وأصرّت , فوجد أن لا مناص من أن يباعد بينهما .
اصطحب إبراهيم هاجر وولده اسماعيل , وخرج بهما قاصداً مكاناً يؤويهما فيه , وسار ما شاء الله له أن يسير , فترك فلسطين , وقصد جهة الجنوب , ضارباً في صحراء الحجاز , كان ذلك على ما يبدو بوحي خفي , فكان يمشي طوال النهار ولا يستقر في مكان إلا اذا أحس بتعب واحتاج للراحة أو أحس بجوع أو عطش , ثم يستأنف المسير بهاجر وولده الطفل الصغير , وظلّ على هذه الحال إلى أن استقرّ به المقام بوادي مكة , ومكان ملتقى الطرق للقادم والذاهب من الشام إلى اليمن وبالعكس , وفي هذا الوادي أقام إبراهيم لأسرته الصغيرة الأم ووليدها خيمة , يأويان إليها إذا جنّ عليهما الليل ويضعان فيها ما معهما من زاد ومتاع .
التفتت هاجر يميناً ونظرت يساراً , وكان ما تراه لا يوحي بشيء مريح , فهو مكان مجدب مقفر , فلم تقع عيناها على زرع ولا ضرع , ولا ماء , ولا حتى بشر يؤنسون وحدتها .
ساد الصمت برهة من الزمن هاجر تنظر هنا وهناك , وقد أصابتها حيرة ودهشة , فكيف اختار إبراهيم هذا المكان المقفر الموحش مستقرّاً لإسرته , لا بد وأنه موحى إليه أو مأمور بذلك , وخطر ببالها أن تسأله حتى تجد تأكيد لخواطره وشكوكها , فرفعت رأسها وقالت في شغف : أأمرك ربك أن تتركنا هنا يا إبراهيم ؟!.
قال إبراهيم : نعم .
قالت هاجر المؤمنة بربها على الفور : إذن توكل على الله , فقد وكلتنا إلى من لايضيع عنده الرجاء .
وفي وداع يحمل هيبة الإيمان وجبروت المشاعر , ترك إبراهيم عليه السلام هاجر ووليدها الطفل الصغير إسماعيل ومضى وأحسب أن الدموع قد احتبست في حدقات هؤلاء البشر منها دموع طفل أنهكه السفر , وأقلقه أم ّ تضطرب أمام تجربة لم تعهدها من قبل .
ومضى إبراهيم منصرفاً عن زوجته وابنه , فلما صار على مرمى النظر منهما , رفع رأسه وابتهل في دعاء خاشع فقال : { ربنا إني أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } ابراهيم 37.
وكانت نظرة الوداع من إبراهيم بعد هذا الدعاء المبارك , الذي يعد دعاء الزمان, ومضى إبراهيم عليه السلام عائداً إلى بلاد الشام .
مرّت الايام وعطش إسماعيل وبكى وهرولت هاجر من وادي المروة إلى جبل الصفا وكررت , وتفجّر بئر زمزم , وشرب إسماعيل من عين عذبة خصصت لضيوف الرحمن , ولم تخف هاجر الضيعة فهنا سيبني خليل الله بيت الله .
وكانت عين زمزم التي تفجر ماؤها خير شيء في هذا المكان رغبة المارّة , فنزلوا بها , وأقاموا أوقاتاً إلى جوارها للاستراحة والاستسقاء .
وراق لإحدى قبائل العرب أن تنزل بجوار وادي مكة , وهي قبيلة جرهم , فاستأذنوا هاجر , فأذنت لهم , فوجدت إلى جوارها من تستأنس به , وتطمئن إلى جواره . وعمرت مكة بهذه القبيلة وأصبح الوادي عامراً بالناس والابل والماشية والطيور , وتحققت دعوة إبراهيم عليه السلام عندما دعا لها وهو مغادر هذا الوادي قاصداً بلاد الشام وفلسطين التي تسكنها سارة حين دعا ربه قائلاً : { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات } .
وفي بلاد الشام شعر إبراهيم عليه السلام بحنين لرؤية ابنه اسماعيل وزوجته هاجر , وجاء خليل الله إبراهيم ليرى ما فعل الله بوديعته , فوجد عمراناً وناساً وخياماً , وحياة تدب في كل مكان , حتى ظن أنه قد ضلّ عن وادي مكة الذي ترك فيه إسماعيل وهاجر بأمر ربه , فقد كان وادياً غير ذي زرع , حتى أنه سأل : أهذا وادي مكة , أهنا تسكن هاجر وإسماعيل ؟
عرف إبراهيم عليه السلام أنه وادي مكة .
ومضى خليل الرحمن يبحث عن خيمة هاجر وابنه اسماعيل بلهفة ما بعدها لهفة , وشوق ما بعده شوق , لقد كثرت الخيام وتعددت , ولكن خيمة هاجر شهيرة , معروفة لدى العامة في مكة . فأرشده الناس إليها .
نظر إبراهيم الخليل عليه السلام في وجه طفله المشرق , فسرّه سروراً كثيراً , وفرح به فرحاً وفرحت هاجر بلقاء زوجها وشكرا الله على ما أولاهما من نعم , وعلى ما حباهما من عطف .
وظلّ هذا حال إبراهيم عليه السلام يأتي إلى أسرته الصغيرة الجميلة بين الحين والحين لرؤية إسماعيل وأمه .
وفي كل مرّة كان إبراهيم يصلي ويسجد شكراً لله عز وجل الذي أقر عينه بجمال طفله وهو في هذه السن البعيدة والعمر المتأخر , ولم تكن هذه نعمة الله الوحيدة على إبراهيم الخليل عليه السلام , ولكن الله أفاء عليه بالكثير الكثير من النعم والعطايا . وأكبرها نعمة الإيمان .
| |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 47 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: النبي أبراهيم عليه السلام وقصة الكبش العظيم الأربعاء فبراير 06, 2013 12:38 am | |
| بوركت على القصه رررروعه ملاحظه بسيطه غير اللون والخط شويه خليه كبير | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: النبي أبراهيم عليه السلام وقصة الكبش العظيم الأربعاء فبراير 06, 2013 1:22 am | |
| شكرا" أختي العزيزة لمرورك الكريم | |
|