العقيلة زينب غيرت مجرى التأريخ

ترى المفكرة والكاتبة المصرية الراحلة عائشة عبدالرحمن المعروفة بـ «بنت الشاطئ» في كتابها الشهير «تراجم سيدات بيت النبوة» أن عقيلة بني هاشم السيدة زينب(ع) استطاعت خلال فترة قصيرة من حياتها بعد وفاة أخيها الحسين (ع) أن تُغير مجرى التاريخ؛ فبالإضافة إلى دورها الكبير في كربلاء قامت بحماية السبايا من الهاشميات وناضلت مستميتة عن الإمام علي زين العابدين بن الحسين (ع) وكان حينها غلاما مريضا فكاد أن يُذبح لولاها فتفنى يومئذ سلالة الإمام الحسين (ع)، ثم كان عليها بعد ذلك ألا تدع دم أخيها الشهيد يذهب هدرا. وتعتقد بنت الشاطئ بأن الدور العظيم الذي قامت به زينب بعد الواقعة هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة وجعل من يوم مصرع أخيها الشهيد مأتما سنويا للأحزان والآلام، وترى أن زينب استطاعت أن تثأر لأخيها الشهيد العظيم وأن تسلك معاول الهدم في دولة بني أمية فتغير مجرى التاريخ.

وتمضي بنت الشاطئ: «فلم تكد زينب تغيب لحظة طوال مشهد الواقعة المفجع والتي ظلت مع الجريح تداويه والمحتضر تواسيه والشهيد تبكيه، وهي التي رؤيت إلى جانب الإمام منذ بدأ القتال حتى انتهى»، وبينت الكاتبة الدور الإعلامي الذي مارسته زينب خلال رحلة السبي ودور خطبها في مجلس يزيد وابن زياد في تأجيج الثورة على الحكم الأموي الجائر.

وأضافت «مما لا شك فيه لدى المؤرخين أن دم الحسين لم يذهب هدرا فما هي إلا ثلاث سنوات حتى كانت جذوة الغضب الكامنة قد نضجت في بطء واحتدمت مستعرة وهبت الكوفة بأسرها تصيح (يالثارات الحسين) والتي توالت الثورات بعدها».

وتناولت بنت الشاطئ في فصل كامل سيرة عقيلة بني هاشم السيدة زينب وتفاصيل حياتها ونشأتها منذ ولادتها في العام السادس للهجرة وحتى زواجها وأمومتها وصولا إلى رحلتها مع أخيها الحسين (ع) ودورها قبل وأثناء وبعد واقعة كربلاء وانتهاء بوفاتها في العام 62 للهجرة بحسب أرجح الأقوال وذلك في أسلوب أدبي قصصي مسترسل، كما ذكرت ما تلا وفاة العقيلة من انشغال الناس بالحديث عن استجابة السماء لدعائها، وأكدت أن المؤرخين لم يتركوا أحدا ممن شارك في كربلاء إلا وجاؤوا بقصة عما سلط عليه من غضب السماء فروى الطبري وابن الأثير الكثير من هذا القبيل، مثل ذلك الرجل من بني دارم عندما حال بين الشهيد وبين الماء فدعا عليه الشهيد بالظمأ، فقال من رآه بعد ذلك «فو الله ما لبث إلا يسيرا حتى صب عليه الظمأ فجُعل لا يروى... وكان يقول: اسقوني، قتلني الظمأ، ورجل آخر دعا عليه الحسين (ع) اللهم اقتله عطشا، فتحدث من عاده في مرضه قال: «فو الله الذي لا إله إلا هو، لقد رأيته يشرب ثم يتقيأ ثم يشرب فلا يروى حتى مات»، وغيرهم.

ولفتت بنت الشاطئ في كتابها إلى الكثير من السمات التي ميزت زينب (ع) من بينها ما كشفته الأحداث من قوة جنانها وثبات فؤادها وما أبدته من أروع صور الشجاعة والإباء، وسمعها أهل عصرها في كربلاء وفي مجلس الكوفة ومجلس يزيد فروعتهم بلاغتها وشهدوا لها بسحر البيان.

وتشير المفكرة بنت الشاطئ إلى أحقية الإمام الحسين (ع) بالخلافة من يزيد، فقالت: «فإن يكن الأمر وراثة فالحسين غذي النبوة وابن بنت الرسول (ص)، وإن يكن الاختيار للأصلح فالإمام الحسين هو التقي النقي والعالم الفقيه».

كل الشكر والاحترام
اقدمه لك
على هذا الموضوع الرائع
وعلى مجهودك

شكرا" لك أختي العزيزة على تنويرك الموضوع

» العقيلة زينب عليها السلام
» العقيلة زينب مع الأمام زين العابدين عليهما السلام
» في خبر مؤلم :استهداف قبة العقيلة زينب (ع) من قبل بقايا ال امية
» العقيلة زينب عليها السلام المتهجدة العابدة
» خطبة العقيلة زينب (ع ) في مجلس يزيد الملعون .