مدينة مشهد المقدسة
التعريف:
مشهد، أو طوس قديماً، من كبريات مدن إيران، ومن أعظم مدن خراسان، فتحت في أيام الخليفة الثالث، فيها الكثير من الآثار والمزارات والمقامات، وأهمها إطلاقا مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، ومشهده الذي به سميت مشهد مشهدا.
الموقع:
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
تقع في أقاصي إقليم خراسان، على بعد بضعة كيلو مترات من مدينة طوس القديمة، وتبعد عن العاصمة طهران نحو 924 كم.
وتقع المدينة على ارتفاع 985 م فوق سطح البحر، وعلى خط طول 59 درجة، و37 دقيقة، وعلى خط عرض 36 درجة و16دقيقة.
التأسيس:
كانت مشهد قرية صغيرة تابعة لطوس القديمة، ولما اندرست معالم طوس بهجوم الأمير تيمورلنك المغولي، هاجر من بقي من أهلها وتحصّـنوا بمرقد الإمام الرضا (ع)، وعمروا حوله دورا وأبنيه ليأووا إليها.
وفي سنة 808 هـ/ 1406 م عين الأمير شاهرُخ ابن الأمير تيمور الكوركاني، الخواجة سيد ميرزا، ليهاجر بالمتحصنين حول المرقد الشريف إلى مقامهم الأول طوس، فامتنعوا، فأمر الأمير شاهرخ أن يبني حول دورهم سورا، فبنى حصنا حصينا، وصار هذا المكان الشريف بلدة ذات أهمية، واشتهرت بطوس، وكان لوجود مرقد الإمام الرضا (ع) الفضل في جعل هذه المدينة القديمة أن تصبح مدينة واسعة، تعد قاعدة بلاد خراسان.
التوسعة والإعمار:
إن عمران مدينة مشهد مرتبط بعمران المشهد الرضوي، فكل ما رافق المدينة من عمران يرجع إلى الاهتمام بإعمار المشهد المقدس وتجديده.
- باني طوس الأول هو (طوس بن نوذر منوجهر)، عندما أقام في خراسان على أثر هزيمته أمام كي خسرو، وذلك قبل نحو 900 سنة، وقيل: إن جمشيد بيشدادي أعاد بناءها بعد أن خربت.
- سنة 428 هـ بنى (سوري بن معتز) أقدم سور حول المدينة، بأمر من السلطان محمد الغزنوي.
- سنة 511 هـ أقام الأمير علاء الدين الملقب بـ (عضد الدين) سوراً آخر حول المدينة، بدلا من السور القديم، على إثر توسعة المدينة.
- سنة 808 هـ أمر الأمير خواجة ببناء سور أكبر وأوسع من السور القديم.
- سنة 950 هـ بنى الملك طهماسب الصفوي سوراً حول المدينة، فيه 141 برجا، وستة أبواب، لازالت آثاره موجودة إلى الآن.
- في زمن الملك نادر شاه وصلت المدينة إلى أوج عظمتها من ناحية العمران والبناء.
- في عهد الملوك القاجاريين تم توسعة المدينة، حيث أُضيفت إليها أحياء جديدة، وعُرّضت شوارعها، وذلك في زمن الملك (أعلى حضرت فقيد).
- سنة 1673 م أصلحت المباني الرئيسية في المدينة، بعد وقوع الزلزال الشديد في أيام الشاه سليمان الصفوي.
- سنة 1330 هـ/ 1912 م قام (نير الدولة) بحفر قناة، وفتح نهر يعبر من الصحن الشريف، وعمر الطريق الواقع بين شريف آباد وطوس.
- سنة 1403 هـ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بدأت عمليات توسعة الروضة الشريفة، فتم إنشاء عمارة جامعة العلوم الإسلامية الرضوية، وكذلك إنشاء عمارة المكتبة الجديدة، ومشروع تيسير المرور، وإنشاء مرافق الراحة والخدمات، يسع إلى عشرة آلاف نسمة، وإنشاء دار الشفاء، ومراكز الاستعلامات، وشعب للبنوك.
المعالم:
تحيط بالمدينة مجموعة جبال، تمتد على طول وادي (كشف رود)، تفصل مدينة طوس القديمة عن سهل نيسابور.
تبلغ مساحة المدينة نحو 27487 كم2، يمتد وسطها شارع رئيسي مركزي، من الجهة الشمالية الشرقية، الى الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، وهذا الشارع تقع عليه بوابتان، يستطيع الزائر منها دخول المشهد الرضوي المقدس.
أحياؤها السكنية الحديثة:
باقر آباد، سناباد، نوقان، حي السجاد، مهرآباد، شادكن، محمود آباد، حي الشهيد دكتور بهشتي، مدينة الإمام الخميني (ره)، حي 72 تن.
شوارعها:
إمام رضا (ع)، نواب صفوي، طبرسي، آية الله الشيرازي، الشهيد قرني، آية الله مطهري، دكتور علي شريعتي، خيام، حافظ، خواجة ربيع، آزادي، ابن سينا، الشهيد أشرفي أصفهاني، الإمام الخميني (ره)، وغيره.
مراقدها وقبورها:
- مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).
- إمام زاده يحيى بن زيد بن علي بن الحسين (ع).
- مزار الخواجة ربيع بن خثيم الأسدي الكوفي (ت سنة 63 هـ).
- مزار الخواجة أبي الصلت الهروي (خادم الإمام الرضا (ع)).
- قبر الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب مجمع البيان (ت سنة 548هـ).
- قبر الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي البهائي (ت سنة 1031هـ).
- قبر الشيخ محمد بن حسن، المعروف بـالحر العاملي (ت سنة 1104 هـ).
- مقبرة قتلكاه، فيها قبور مئات المسلمين الذين أمر جنكيزخان بقتلهم جميعا.
- مقبرة شاهزاده محمد (من أولاد الإمام زين العابدين (ع)).
- مقبرة السيد أحمد، مع ثلاثه من أولاد الإمام الكاظم (ع).
- مقبرة ميرزا إبراهيم الرضوي.
- قبر الشيخ مهدي الخالصي (ت سنة 1343 هـ).
- قبر الفردوسي.
- مقبرة بيربالاندوز.
- قبر عمر الخيام.
- قبر الملك الشاه طهماسب الصفوي.
- قبر الملك نادر شاه.
- قبر هارون الرشيد.
مساجدها:
- جامع كوهر شاد، مسجد (بيرزن)، مسجد الإمام الرضا (ع)، مسجد نائب، مسجد بالا سر، مسجد آب أنبار.
مكتباتها:
- مكتبة الحرم الرضوي المطهر (المكتبة الرضوية)، مكتبة نواب صفوي، مكتبة مهدية، مكتبات الحوزة العلمية، مكتبة التربية الفكرية للأطفال والشباب.
مدارسها:
مدرسة ميرزا جعفر، مدرسة مستشار، مدرسة دودر، مدرسة بريزاد، مدرسة فاضل خان، مدرسة نواب، المدرسة الباقرية، المدرسة البهزادية، مدرسة عباس قلي خان، مدرسة خيرات حسان، مدرسة سليمان خان، مدرسة بالا سر، مدرسة السيد أبو القاسم الخوئي، مدرسة السيد هادي الميلاني، مدرسة رضوان، مدرسة الشيخ محمد صدوقي اليزدي، مدرسة أمير المؤمين (ع)، مدرسة نزاد.
آثارها:
دار الحفاظ، دار السيادة، قبة (الله يارخان)، عين الإمام الرضا (ع)، قدم الإمام الرضا(ع).
مؤسساتها الحديثة:
جامعة العلوم الإسلامية الرضوية، جامعة الإمام الرضا(ع)، المؤسسة الثقافية الرضوية، مؤسسة القدس الثقافية، مؤسسة طبع ونشر المشهد الرضوي المقدس، شركة به نشر (ومعناه افضل نشر)، مركز إدارة الإمور الثقافية، مؤسسة عاشوراء، مؤسسة آل البيت (ع)، وغيرها.
من ذاكرة التاريخ:
- كانت طوس إحدى مدن خراسان، التي تشتمل على مدينتين: إحداهما طابران، والأخرى نوقان، فتحت أيام عثمان بن عفان.
- سنة 203 هـ دفن فيها الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا (ع).
- سنة 548 هـ غزت قبائل الغزّ المدينة، فقتل العديد من علمائها، وخربت مساجدها جميعاً، ما عدا قبة المشهد الرضوي.
- سنة 617 هـ هاجم المغول المدينة، وقتلوا أهلها، ودمروا معالمها.
- سنة 695 هـ/ 1295 م هجم داود بن البراق - من احفاد جنكيز - على طوس، ونهبها.
- سنة 791 هـ حاصر مدينة طوس ميران شو بن تيمور لنك، للقضاء على حركة الحاج بك، فدمر المدينة، وفر الناس إلى مشهد الإمام الرضا(ع).
- سنة 981 هـ وقعت المدينة بيد الصفويين.
- سنة 996 هـ/ 1587 م حاصر طوس عبد المؤمن خان أوزبك، حاكم بلخ، مدة أربعة أشهر وقتل أهلها قتلا عاما، ونهب جميع ما في الحرم الشريف من قناديل وخزائن وكتب، ومن جملة ما نهبه قطعة ماس ثمينة.
- سنة 1160 هـ وقعت المدينة بيد علي قليخان، بعد قتله نادر شاه.
- سنة 1266 هـ قامت فتنة سالار، وفي يوم الأحد 9 جمادى الأولى فتحت طوس بيد حسام السلطنة.
- في أوائل القرن الثالث عشر وقعت تحت حكم القاجاريين.
- سنة 1673م ضرب زلزال مشهد، فدمر ثلثها، وضرب (نيكابور) وقرية صغيرة بقربها فدمرها، ولقد أصاب التدمير قبة المشهد على الأخص.
- سنة 1912 م قصف الروس المشهد الرضوي المقدس، وأصبحت مدينة مشهد ميدانا لتدخلهم السافر.
- سنة 1994 انفجرت قنبلة مفخخة داخل مشهد الإمام الرضا (ع)، وأدت إلى مصرع أكثر من 20 شهيدا، وجرح المئات...، وهي من جملة الأعمال التخريبية للمنافقين.
من العلماء المدفونين فيها:
الميرزا محمد باقر بن محمد مؤمن، المولى محمد بن حسن الشيرواني (ت 1098 هـ)، الشيخ شمس الدين البهبهاني، العالم مير محمد تقي الرضوي، السيد علي علم الهدى الخراساني (ت 1366 هـ)، السيد مهدي الطباطبائي ابن السيد حسين الطباطبائي (المتوفى سنة 1403 هـ)، الشيخ رجب حافظ البرسي (ت 801 هـ).
المصادر:
1 - جعفر الخليلي، موسوعة العتبات المقدسة (لبنان - بيروت، ط2، 1987م)، ج11، ص: 75 وما بعدها.
2 - السيد إبراهيم الزنجاني، جولة في الأماكن المقدسة (لبنان - بيروت، ط1 1985 م).
3 - الشيخ محمد حرز الدين، مراقد المعارف (العراق - النجف، ط1، سنة 1986 م)، ج 1.
4 - كي لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية (إيران - قم، ط1، 1431 هـ).
5 - د. علي شريعتي، راهنمائي (إيران - خراسان، فارسي).
6 - حرم، مروري بر فعاليتهاي آستان قدس رضوي، فارسي.
7 - نقشه راهنماي شهر مشهد مقدس/ طبع (كيتاشناسي).