أهمية الروضة لبناء شخصية الطفل
مقدمة .
يتطلب التفجر المعرفي الهائل الذي يشهده العصر الحاضر أن يستغل الإنسان شطرا كبيرا من عمره في طلب العلم، فقد عدّ الخبراء التربية عملية بناءة تتواصل طيلة عمر الإنسان من المهد إلى اللحد، ومن هنا برزت الحاجة إلى إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال. وقد أكّد علماء النفس والخبراء التربويون الذين اهتموا بقضايا الطفولة على أهمية السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل على تكوينه النفسي والجسمي، فما أهمية رياض الأطفال لتنشئة الأطفال تنشئة متوازنة ؟ وهل تستطيع هذه المؤسسات التربوية أن تسد الفراغ الذي تتركه الأم الغائبة أو المنشغلة عن رعاية صغيرها ؟
يتميز الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم بمجموعة من الخصائص التي تتطلب وضع برنامج تربوي خاص بهم لتأهيلهم إلى مراحل تعليمية تالية ، ومن هذه
الخصائص :
- النشاط الزائد لتفريغ الطاقة المتولدة عن النمو .
- الولوع باللعب الذي ينمي عقولهم وأجسادهم.
- كثرة الأسئلة التي تنمي معارفهم.
- الرغبة في تحقيق الذات.
وتعمل رياض الأطفال على تهيئة الأطفال ليكونوا عناصر فاعلة ومبدعة ونافعة للمجتمع ؛ وذلك عبر تسليحهم بالقيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لتحقيق هذه الغاية وصقلها وتنميتها تمشياً مع عمر الطفل واستعداداته.
أهمية الروضة للطفل .
يتفاوت أطفال الروضة في أعمارهم العقلية وإن تقاربت أعمارهم الزمنية، لذلك فقد تميّزت رياض الأطفال بمجموعة من الخصائص أهمها المرونة ، حيث إن الخبرات المقدمة فيها قابلة للتعديل بحيث تراعي الفروق الفردية بين الأطفال ، وتحقق الحاجات التي تتطلبها جميع المستويات. كذلك فإن الطفل في هذه السن قابل للتعليم والتوجيه إذا أحسنت المعلمة التعامل معه ، وتقديم له الخبرات المناسبة لعمره العقلي. وهي فترة الاستطلاع والتساؤل والرغبة في معرفة كنه الأشياء، وهي فترة تكوين العادات مع استجابة للتوجيه الإيجابي السلوكي من القوى المحيطة في البيئة، كما أنها فترة الميل إلى الإبداع. وهي فترة التقبل والتماس التشجيع من الآخرين ، والحرص على أن تكون الذات موضع رضاهم .. ".
لكل هذه الخصائص فإن رياض الأطفال تتبوأ أهمية كبيرة في تهيئة نفس الصغير لتعلم لاحق، وتكون الفائدة عظيمة إذا كانت المعلمة مؤهلة، وكانت الوسائل التعليمية متاحة.