السلام عليكم
بارك الله بكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمل بالله والخوف من الذنب:
يجب على الإنسان أن لا يكون اتكاله أبداً ورجاؤه القلبي إلا على الله وبالله لا على علمه وقدرته هو أو شخص آخر بل يكون رجاؤه فقط قدرة ربه اللامتناهية كما أنه لا يصح أن يخاف أو يحزن من أي حادث مؤلم, بل يكون خوفه دائماً من أن يصبح مستحقاً لإعراض الله عنه بحيث أنه سبحانه لا يدفع عنه الشر الذي أصابه أو سيصيبه.
أخفى من دبيب النملة:
وقد يجعل الإنسان شريكاً لله دون أن يكون ملتفتاً لذلك أبداً ومن هذا الشرك تحويل الخاتم, فأحياناً يخرج الإنسان من بيته إلى السوق مثلاً وتكون له حاجة ما, يخاف أن ينساها فيحول خاتمه بحيث يصبح الفص داخل كفه, أو يربط خيطاً بإصبعه, أو يكتب شيئاًعلى يده على أمل أن تقع عينه في الأثناء على العلامة التي وضعها فيتذكر حاجته.طبعاً مجرد وضع العلامة وحده ليس شركاً ولا مانع منه.
التطير أيضاً شرك:
المورد الثاني من موارد الشرك الذي يذكر هنا هو الطيرة والإعتقاد بها, وقد اعتبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك شركاً بالله " الطيرة شرك ", أي أن الشخص الذي يعتبر الطيرة منشأ أثر في نظام العالم فقد جعل لله شريكاً في مقام التوحيد الأفعالي وروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: من رجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك وعن الصادق عليه السلام: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:كفارة الطيرة التوكل
معنى التطير وسبب كونه شركاً:
هناك أمور لم يجعلها الله سبحانه منشأ لأي شيء أو سبباً له, ولكن الإنسان بناء على وهمه وخياله وظنه الباطل يعتبره أسباباً مستقلة لحصول الخير أو الشر ويرتب أثراً على هذا التصور والوهم, هذه الحالة تسمى " التطير " وهي في الحقيقة جعل شريك لله سبحانه.مثلاً قد يريد الشخص فعل شيء طبقاً للموازين العقلية وفي الأثناء يعطس هو أو يعطس شخص آخر هنا إذا اعتبر هذه العطسة سبب شؤم هذا الفعل الذي كان يريد الإقدام عليه وتركه لهذا السبب فقد تطير وأشرك.
العطسة رحمة وشاهد صدق لا صبر:
وهذا التفكير الخاطيء أصبح شائعاً بحيث أن الناس أصبحوا يسمون العطسة بالصبر, وأحياناً عندما يعطس شخص يقولون جاء الصبر ولا يصح الإقدام على العمل الذي كان الحديث عنه أو مباشرته أثناء العطسة, مع أن العطسة عقلاً وشرعاً ليست منشأ أي شيء, بل هي شرعاً رحمة وعافية لصاحبها, وهي أيضاً شاهد صدق على القول الذي زامنها أو الفعل الذي عقدت النية عليه حينها.
ساعة النحس أيضاً من الخرافات:
ومثل ذلك من يعتبر الأوضاع الفلكية وحركات الكواكب مؤثرة في الحوادث ويعتبر الضرر والنفع منها, وإذا أراد فعل شيء ثم تركه اعتماداً على قول غيره أو على ظنه هو بأن ساعته ساعة نحس فقد أشرك.كما أنه إذا اعتبر أن النفع والضرر بيد الخالق القادر واستعان به متقرباً إليه بصدقةٍ أو دعاء ثم أقدم على فعله فذلك توحيد ولن يصيبه إلا الخير.
مقتطفات من كتاب القلبُ السَّليم للسَّيّد عَبْد الحُسَيْن دَسْتغيْب