منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي احمد الوائلي
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
علي احمد الوائلي


رقم العضوية : 52
الجنــس : ذكر
المواليد : 01/03/1972
التسجيل : 06/02/2013
العمـــــــــــــــــر : 52
البـــــــــــــــــرج : السمك
الأبـراج الصينية : الفأر
عدد المساهمات : 979
نقـــــــــاط التقيم : 2363
السٌّمعَــــــــــــــة : 0
علم بلدك : العراق
100%
15000
الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1 Jb12915568671

الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1 Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1   الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1 Emptyالخميس مايو 30, 2013 5:19 am

حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وأفتح علينا أبواب رحمتك، وأنشر علينا خزائن علومك.

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:

﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ
الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ/ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ
بَارِدٌ وَشَرَابٌ/وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ
رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ﴾(1)

ذكر الله تعالى أيوب
(ع) في عدة مواضعَ من القرآن الكريم، فقد ذكره في سورة النساء، وذكره في
سورة الأنعام، وذكره في سورة الأنبياء، وكذلك في سورة ص وهي الآيات التي
تلوناها.

أيوب (ع) من الأنبياء

أيوب (ع) كان من أنبياء بني إسرائيل، والأشهر بين المؤرخين أنَّه كان من
سلالة إبراهيم الخليل (ع)، أي انَّه ينحدر من سلالة إبرهيم عن طريق ابنه
إسحاق، وثمة أقوالٌ أخرى إلا أنَّ هذا القول هو الأصح على الظاهر كما
يُستفاد ذلك من القرآن الكريم حيث عدَّ أيوب
من ذرية إبراهيم في قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا
إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ –إلى أن قال- وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ
وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى
وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾(2)، فالظاهر من ضمير
﴿كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ﴾،
الضمير في قوله: ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِهِ﴾ يعود على إبراهيم كما هو الظاهر،
فعليه يكون الأصح هو أنَّ أيوب
(ع) من سلالة وذرية إبراهيم (ع)، في مقابل ذلك ذهب البعض إلى أنَّه رجل
رومي -أي انَّه ينحدر من سلالة رومانية-، وهناك من ذهب إلى غير ذلك إلا
انَّ الأصح على الظاهر هو انَّه من أنبياء بني إسرائيل ومن سلة نبيِّ الله إبراهيم (ع) ويذكر المؤرخون أنَّ أمَّ أيوب (ع) تنحدر من سلالة لوط (ع)، طبعاً نبي الله لوط (ع) لم يكن له بنين وإنَّما كان له بنات، فإذا كان كما ذكر المؤرخون فأمُّ أيوب تنحدر من سلالة لوط بمعنى أنَّها من بنات بنات لوط (ع).

إدعاء من التوراة والرد عليه

وعلى أيِّ حال، فالتوراة الموجودة فعلاً تدَّعي أنَّ أيوب
(ع) لم يكن من الأنبياء وإنَّما كان رجلاً من المحسنين وكان من الأثرياء
المتمولين، فكان يملك الكثير من الأموال وكان محسناً إلى الناس، أما أنَّه
من الأنبياء فلم يكن كذلك، أما القرآن الكريم فينفي هذه الدعوى ويُثبت أنَّ
أيوب
(ع) كان من الأنبياء، والجدير بالذكر ان اليهود ينفون النبوة عند عددٍ من
الأنبياء الذين أثبت القرآن نبوَّتهم كأيوب وكسليمان أيضاً، ويقولون أنَّ
سليمان ملك ولم يكن نبيِّاً وكذلك فإنَّ أيوب
كان رجلاً ثرياً محسناً ولم يكن من الأنبياء، وأما القرآن فيقول: ﴿إِنَّا
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ –الخطاب موجَّه للرسول الكريم (ص)- كَمَا أَوْحَيْنَا
إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ
وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا
دَاوُودَ زَبُورًا / وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ
وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾(3)، فهذه الآيات المباركات عدَّت أيوب (ع) في سياق الأنبياء الذين أوحى الله عزوجل إليهم، نعم لم يتصدَ القرآن الكريم لبيان أحوال أيوب
وأحوال قومه وإلى ما بعث وإلى مَن بعث ولم تتحدَّث الآيات عن أيوب(ع) إلا
من جهة بلائه الذي ابتلي به فجُعل مثلاً للصابرين، هذا ما ركَّز عليه
القرآن الكريم من سيرة وحياة أيوب
(ع)، ذكره في سورة ص التي تلونا آياتها في صدر الحديث، وذكره أيضاً في
سورة الأنبياء في قوله تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ / فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم
مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾(4).

ويظهر أن البلاء الذي ابتُلي به أيوب لم يُبتلَ به أحد ممن سبقه من الأنبياء، لذلك جُعل أيوب (ع) مثالاً للصابرين وسلوةً لهم وأنموذجاً يُحتذى به في الصبر والتفويض والاحتساب عند الله عزَّ اسمه وتقدس.

نبيُّ الله أيوب (ع) قبل البلاء

كان أيوب
-كما يذكر المؤرخون وكما تؤكد الروايات - كثير المال، فكان له الكثير من
الإبل، وكان له الكثير من المواشي من الأبقار والأغنام، وكانت له مساحاتٌ
شاسعة مزروعةٌ بمختلف الزروع، وكان له من العبيد والإماء والخدم والحشم
الشيء الكثير، وكان له بنون وبنات، هكذا كانت حال أيوب(ع) وقد بقي على هذه
الحال إلى أنْ بلغ عمره كما يذكر المؤرخون والرواة سبعين أو ثلاث وسبعين
سنة، فكان على حالة الرخاء واليسر والثراء والنعيم طيلة هذه المدَّة
ولكنَّه كان كثير الشكر لله عزوجل، كثير الأوبة إلى الله
عزوجل كما وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى: { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ
أَوَّابٌ} أي كثير الرجوع لله عزَّ اسمه وتقدَّس، فكان كثير السجود، كثير
الصلاة، وكان (ع) لا يجلس على مائدةٍ إلا ويكون عليها يتيم، فهو يأبى أن
يأكل قبل أن يتفقد يتامى قومه، ولقد كان يرعاهم ويُحسنُ إليهم، وكان لا
يلبس قميصاً جديداً قبل أن يتأكَّد من أنَّ أحداً من بني قومه لا يُعوزه
قميص، كان رؤوفاً رحيماً كثير الشفقة والرفق على قومه وعلى الضعفاء منهم،
وكان يكفل الأرامل والأيامى والمساكين واليتامى، ويُقري الضيوف، هذه هي
سيرته كما تؤكِّد ذلك الروايات وكما يؤكِّد المؤرخون.

هذا الرجل كان ينبزه بعض المرضى –مرضى القلوب- وعلى رأسهم الشيطان، كانوا يقولون : إنَّ أيوب إنَّما يشكر ربَّه ويحسن للناس لأنَّه كثير المال فلو ابتُلي في ماله لم يشكر ولسخط على ربِّه وتبرَّم وشكاه، فأراد الله عزوجل أنْ يُريهم أن هذا الرجل لا يختلف عنده الحال أن يكون ثريَّاً أو يكون فقيراً.

أيوب (ع) وفصول البلاء:

وبدأ فصل البلاء على أيوب
(ع)، فنفَقتْ كلُّ أبله دون استثناء حتى لم يبقَ عنده منها واحدة، فقال:
هي عاريةٌ يملكها ربُّها وقد أعارني إياها ثم قبضها إليه فله الحمد وله
الشكر، فنفقتْ ماشيتُه فلم تبقَ مِن بقرةٍ ولا مِن شاةٍ عنده في مدةٍ يسيرة
فكان شأنه الحمد والشكر، يأتيه بعضُ خدمه فيُخبرونه عن ذلك فيسجد لله
تعالى، فكما كان يسجد حينما تتناسل إبلُه فإنَّه سجد حينما نفقت إبلُه،
وكان يسجد كلما ازدادت ماشيتُه فسجد حينما نفقت وهلكت ماشيتُه، وجاء الحريق
على كلِّ زروعه والتهمها فلم يبقَ له من زرع، فازداد شكراً لله تعالى، لم
يقف البلاء عند هذا الحد.

فقد يصبر الإنسان على الفقر ولكن يشقُّ عليه أنْ يصبر على الفقد، فمات أحدُ أبنائه فحمِد الله
تعالى وصبر واحتسب، فما أفاق من ألَمِ فراقه حتى مات الآخر، وهكذا مات
الثالثُ والرابع حتى غيَّب الموت كلَّ بنيه السبعة، فلم يبقَ له من بنين،
وكان ذلك في وقتٍ متقارب ومات معهم البنات، فلا بنين ولا بنات، ولا إبل ولا
شياه، ولا زروع، ولم يبقَ له من شيء، حتى أنَّه لم يكن يجد ما يتقوَّت به
ويأكله، وكان عزيزاً يأبى أن يتكفَّف وأن يتسوَّل وأنْ يقبل الصدقة، وكانت
زوجته من بنات الأشراف، واسمها -كما قيل- رحمة بنت أفرائيل بن يوسف
الصدِّيق (ع ) فكانت إذن من بنات الأشراف فعزَّ عليه أن تكون على هذه الحال
وأن يكون هو على هذه الحال لا يتمكن من أن يتقوَّت، فقد يولد الإنسان
فقيراً ويعتاد على الفقر أما أن يُمسي ثريَّاً غنياً ملياً ويُصبح فقيراً
لا قوت عنده فهذا من أشدِّ البلاء، ثم انَّه قد يفتقر الإنسان ويفقد كلَّ
ماله فيصبر على مضض لأنَّ حوله أبناءه وبناته، أما ان يُبتلى بالفقر
المذقِع بعد الغنى فلا يلبث حتى يُفاجئه الموت بخطف كلِّ أبنائه وبناته
فذلك من البلاء الذي لا يكاد أن يُطاق .

الفصل الأخير من بلاء أيوب:

وجاء الفصل الأخير من البلاء والذي هو أشدُّ ما يكون على أيوب
(ع)، ابتُلي في جسده بأمراضٍ متعدَّدة ومختلفة حتى ما بقيَ له عضوٌ إلا
وهو موجوع، مألوم، فكلُّ جسده كان يستشعر منه الألم الفظيع، هكذاأفادت
الروايات وأكدت انَّه قد ابتُلي بالسقم والمرض في كلِّ بدنه سوى عينيه
ولسانه وأذنه وقلبه وعقله، وأما سائر أعضائه الباطنيَّة منها والظاهرية فقد
ابتليت بالمرض والسقم والوجع والألم حتى اقعدته عن أن يسترزق بل عن أن
يقوم بشؤونه، والإنسان إذا وقع مريضاً وكان أولاده حوله فإنَّه يجد مَن
يمرِّضه فهو يجد من يحمله ومن يسقيه ومن يطعمه ومن يبحث له عن الدواء ومن
يناوله وأما مَن فقد كلَّ أولاده فلا بنين ولا بنات فإنَّه يُمسي ويُضحي
ولا حيلة له خصوصاً إذا لم يكن له أموال يستأجر بها مَن يمرِّضه، ويشتري
بها دواءً لعلاجه كذلك كان حال أيوب
(ع) إذ لم يبق له ومعه سوى امرأة عجوز لا تستطيع حيلةً ولا تملك سبيلاً لا
لرفع المرض عنه بل ولا لتمريضه ولا لجلب طعامٍ وشرابٍ له، فهي امرأة ضعيفة
إلا ان هذه الظروف القاسية اضطرتها إلى أن تخدم في بيوتات بني إسرائيل
لتأتيه كلَّ يوم برغيفٍ يتقوَّت به أو نصف رغيف.

والأشدُّ على أيوب
من كلِّ ذلك أنَّ الذين كانوا حوله هجروه، أما خدمه فمات منهم مَن مات
وهرب منهم مَن هرب ولم يبق معه من أحد، وأما أصدقاؤه وعشيرته فلم يبقَ له
منهم من أحد إلا وقد هجره وجفاه، ويُقال أنَّ له أخوين فكانا ممن هجره
وتنكَّر له، فلم يبق معه سوى زوجته التي ضربت أروع الأمثلة في الوفاء فهي
لم تكتفِ بالبقاء إلى جانب زوجها لمواساته بل أخذت تعمل في بيوتات بني
إسرائيل لتجلب له في كلِّ يوم رغيفاً هو ثمن خدمتها، لكن مرضى القلوب لم
يكتفوا بالتنكُّر لأيوب وزوجته بل جهدوا من أجل منع زوجته من العمل فأخذوا
يبثُّون التوجُّس في قلوب الناس من شأن أيوب وزجته، فكانوا يقولون : لعلَّ المرض الذي أصاب أيوب
مُعدياً ولعلَّ العدوى انتقلت لزوجته فهي التي تُباشره لذلك فإنا لا نأمن
على أولادنا وزجاتنا من ان تنتقل العدوى منها إليهم فالأجدر هو منعها من
أنْ تخدم في بيوتات بني إسرائيل. وهكذا فالبلاء في كلِّ يومٍ تتضيَّق
حلقاته على أيوب(ع).

هذه هي خلاصة ما وقع لنبي الله أيوب
(ع) وبقيَ على هذه الحال سبع سنين كما ذكر بعضهم، وذكر آخرون أنَّه قد بقي
على هذه الحال ثمانية عشر سنة، وأقلُّهم ذكر أنَّه بقي على ذلك ثلاث سنين،
والأرجح أنَّ بلاءه امتدَّ سبع سنين .

أيوب (ع) كما تصفه الإسرائيليات

ثم إنَّ مما ينبغي التنبيه عليه هو انَّ ما ذكرناه هو أقصى ما كان قد وقع على أيوب
(ع) من البلاء، وأما غير ماذكرناه مما تسمعونه فأكثره من المخاريق وممَّا
تمَّ دسُّه من الإسرائيليات، فأيوب(ع) شأنُه شأن سائر الأنبياء أُدخلت على
قصصهم وأحوالهم الكثير من الروايات المكذوبة التي تسرَّبت إلى تراثنا ممن
أسلم من أهل الكتاب مكايدةً، وقد كان لقلة الوعي والتبصُّر أو الرقَّة في
الدين لدى العديد من الرواة أثرٌ واضح في رواج هذه الأكاذيب فمثلاً ذكروا
أنَّ أيوب (ع) إنَّما وقعت عليه كلُّ هذه البلاءات لأنَّه قد ارتكب ذنباً،، وذلك الذنب هو أنَّ أيوب
(ع) لم يكن يأمر بالمعروف لذلك ابتُلي بهذا البلاء، وروى بعضُهم أنَّه كان
قد داهن فرعون فأصابه ما أصابه من البلاء، وقد تصدى أهل البيت (عليهم
السلام) لرد هذه المفتريات، وأكدوا أنَّ الإبتلاء الذي أصاب أيوب (ع) لم يكن عن ذنب ارتكبه، فالبلاء نوعان بلاءُ استحقاق، وبلاءُ اختصاص، وإنَّما ابتُلي أيوب لأنَّ الله تعالى قد اختصَّه واجتباه وأراد له المقام السامي وأراد أن يجعله مثلاً يُحتذى للصابرين المحتسبين ولم يكن قد أذنب من ذنب .

دعوى إنَّ أيوب أذنب فابتُلي كاذبة:

فممَّا ورد عن أهل البيت (ع) في ذلك ما روي عن الإمام الصادق (ع) قال : "إنَّ أيوب ابتُلي من غير ذنب"(5)، وقال (ع) فيما روي عنه : "ابتُلي أيوب (ع) سبع سنين بلا ذنب"(6)، وروي عنه (ع) انَّه قال: "إنَّ الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب (ع) بلا ذنبٍ فصبر حتى عُيِّر وإنَّ الأنبياء لا يصبرون على التعيير"(7)، وسوف نقف على هذه الفقرة فيما بعد إن شاء الله.

إذن فدعوى انَّ أيوب
(ع) قد ابتُلي لأنَّه كان قد إرتكب ذنباً هي دعوى كاذبة وقد تسرَّبت إلى
تراثنا الإسلامي من الإسرائيليات التي دسَّها الوضاعون من أهل الكتاب وممن
تأثر بمفترياتهم، وقد تصدَّى أهل البيت (عليهم السلام) لتفنيد ذلك والكشف
عن زيفه .

هل ابتُلي أيوب في جسده بالقروح والدماميل؟!

ومن الأمور التي ذكرها بعض الرواة من غير طريقنا، ونقلها بعض مشايخنا إلى
كتبهم تسامحاً هو أن أيَّوب (ع) ابتُلي في جسده بالدماميل حتى انَّه كانت
تخرج من كلِّ جسده دماميل كبيرة ثم تفقأ فيخرج منها القيحُ والدمُ والدود،
وإنَّ جسد أيَّوب أصبح كقرحةٍ واحدة من رأسه إلى أخمص قدميه، وكان الدودُ
يعبثُ في جميع بدنه من رأسه إلى أخمص قدميه، لذلك رماه قومُه في كناسةٍ
تُسمى بكناسة بني إسرائيل، فظلَّ في تلك المزبلة يُصارع الدود الذي كان
يخرج من جسده والقوارض والحشرات والدواب التي صارت تعبث حوله وعلى جسده،
وزعموا انَّه بقيَ على هذه الحال مدة سبع سنين، فكان الناس لا يطوفون من
ذلك الطريق تنفُّراً من رائحة أيَّوب حتى أنَّه إذا مرَّت الدابة بالقرب من
أيوب
(ع) نفرت من شدة نتن الرائحة المنبعثة من جهته، هكذا يقولون!! وقد تسمعون
بعض الخطباء يتسلَّون بنقل هذه المخاريق، فلم يكن الأمر كذلك، فأيوب قد
ابتُلي في جسده فهذا صحيح، وكانت الأسقام التي أصابت جسده شديدةً جداً حتى
أقعدته عن القيام بشؤونه فهذا صحيح أيضاً، أما إنَّه ابتُلي بقروحٍ في جسده
حتى خرج الدود من جسده فهذا من الكذب، وكذلك من الكذب ما ادَّعاه بعضهم من
أنَّه ابتُلي بالجذام، والجذام مرض جلدي يترتَّب عنه تيبُّسٌ في أطراف
الجسد مثل الأصابع والأنف والأذن حتى تتقطع شيئاً فشيئاً، فقد ادَّعى هؤلاء
انَّ أيوب
قد تساقطت من أثر الجذام أصابع يديه وقدميه وأذناه وأرنبةُ أنفه وحواجبُه
وأشفارُ عينيه بل انَّ الجذام بلغ منه مبلغاً ترتَّب عنه تناثر جلده ولحمه،
وكلُّ ذلك من الكذب وليس له حظٌ من الواقع.

وقد تصدَّى أهل البيت (عليهم السلام) لنفيه، فمن ذلك مارواه الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن أبيه الباقر (ع)، قال: "إنَّ أيوب
(ع) ابتُلي سبع سنين من غير ذنب، وإنَّ الأنبياء لا يُذنبون لأنَّهم
معصومون مطهَّرون، لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنباً، صغيراً ولا
كبيراً"(Cool. وقال (ع): "إنَّ أيوب
(ع) مع جميع ما ابتُلى به لم ينتن له رائحة –هنا يتصدَّى لتزييف مخاريق
الرواة أمثال وهب بن منبِّه وكعب الأحبار والذي تسرَّبت مخاريقهم إلى
تراثنا الإسلامي في كتب التفسير وغيرها خصوصاً في كتب العامة وتفاسيرهم،
فالإمام يتصدَّى لنفي كل هذه الأكاذيب-قال (ع): إنَّ أيوب (ع) مع جميع ما ابتُلى به لم ينتن له رائحة، ولا قبُحتْ له صورة –بقي وجهه كما كان حسناً يُقال أنَّ أيوب
كان جميل المنظر وبقي على حاله رغم مرضه الشديد لم تتشوه صورته ولم
يتغيَّر حسنه كما أفاد الإمام الباقر-،قال (ع) : ولا خرجت منه مَدَّةٌ من
دم –يعني انَّ أسقامه لم تنشأ عنها قروحٌ ولا جراحات، فالإمام يقول انَّه
حتى مقدار مدةٍ من دم لم يكن قد خرج من جسده-قال (ع): ولا خرجت منه مَدَّةٌ
من دم ولا قيح، ولا استقذره أحدٌ رآه، ولا استوحش منه أحدٌ شاهده، ولا
يُدود شئ من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرَّمين عليهم السلام"(9)، إلى آخر الرواية.

إذن كلُّ ما يذكره هؤلاء من أنَّ أيوب (ع) قد ابتُلي في جسده بالدماميل حتى تقيَّح وتقرَّح وخرج الدود من قروحه فهو من الكذب وليس له في الصحة من نصيب.

ونستكمل الحديث حول أيوب (ع) فيما بعد.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- سورة ص/41-43.

2- سورة الأنعام/83-84.

3- سورة النساء/163-164.

4- سورة الأنبياء/83-84.

5- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج 1 ص 75.

6- الخصال -الشيخ الصدوق- ص 399.

7- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج 1 ص 76.

8- الخصال -الشيخ الصدوق- ص 399.

9- الخصال -الشيخ الصدوق- ص 400.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ محمد صنقور - مصاحبة الهماز ومشاورته
» الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها
» سماحة الشيخ محمد صنقور - لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً؟
» سماحة الشيخ محمد صنقور - القرآن أوجب مسح القدمين وليس غسلهما
» وصايا آية الله الشيخ محمد العمري قدس سره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: ~ إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت"~ الاسلامية :: منتدى القرأن الكريم وتفسيرة-
انتقل الى: