السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير الاية (39) من سورة يس المباركة
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )
«و
القمر قدرناه منازل» و هي ثمانية و عشرون منزلا ينزل كل يوم و ليلة منزلة
منها لا يختلف حاله في ذلك إلى أن يقطع الفلك «حتى عاد كالعرجون القديم» أي
عاد في آخر الشهر
دقيقا كالعذق اليابس العتيق ثم يخفي يومين آخر الشهر و
إنما شبهه سبحانه بالعذق لأنه إذا مضت عليه الأيام جف و تقوس فيكون أشبه
الأشياء بالهلال و قيل إن العذق يصير كذلك في كل ستة أشهر روى علي بن
إبراهيم بإسناده قال دخل أبو سعيد المكاري و كان واقفيا على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
فقال له أبلغ من قدرك إنك تدعي ما ادعاه أبوك فقال له أبو الحسن ما لك
أطفأ الله نورك و أدخل الفقر بيتك أ ما علمت أن الله عز و جل أوحى إلى
عمران إني واهب لك ذكرا يبريء الأكمه و الأبرص فوهب له مريم و وهب لمريم
عيسى فعيسى من مريم و مريم من عيسى و مريم و عيسى شيء واحد و أنا من أبي و
أبي مني و أنا و أبي شيء واحد فقال له أبو سعيد فأسألك عن مسألة قال سل و
لا أخالك تقبل مني و لست من غنمي و لكن هلمها قال ما تقول في رجل قال عند
موته كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله فقال أبو الحسن ما ملكه لستة أشهر
فهو قديم و هو حر قال و كيف صار كذلك قال لأن الله تعالى يقول «و القمر
قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم» أسماه الله قديما و يعود كذلك لستة
أشهر قال فخرج أبو سعيد من عنده و ذهب بصره و كان يسأل على الأبواب حتى مات
المصدر كتاب مجمع البيان