سبب
نزول الآية (94) من
سورة النساء
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ
لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ
مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ
عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾
سبب النزول
لقد ذكرت الرّوايات والتفاسير الإِسلامية أسباب عدة لنزول هذه الآية، وكلها تتشابه مع بعضها الآخر، ومن ذلك أنّ الرّسول (صلى
الله عليه وآله وسلم) حين عاد من واقعة خيبر بعث أسامة بن زيد مع جمع من
المسلمين إِلى يهود كانوا يسكنون في قرية فدك، من أجل دعوتهم إِلى الإِسلام
أو الإِذعان لشروط الذمّة، مرداس اليهودي، وهو أحد الذين عرفوا بقدوم جيش
الإِسلام وكان قد أخذ أمواله وأولاده ولجأ بهم إِلى أحد الجبال، هبّ
لاستقبال المسلمين وهو يشهد بوحدانية
الله ورسالة النّبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) ، وقد ظن أسامة بن زيد أن هذا اليهودي يتظاهر بالإِسلام
خوفاً على نفسه وحفظاً لماله وأنه لا يبطن الإِسلام في الحقيقة فعمد أُسامة
إِلى قتل هذا اليهودي واستولى على أغنامه، وما أن وصل نبأ هذه الواقعة
إِلى النّبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) تأثر تأثراً شديداً منها وقال (صلى
الله عليه وآله وسلم) ما معناه إن أُسامة لم يكن ليعرف ما في نفس هذا الإِنسان فلعله كان قد أسلم حقيقة.
عند ذلك نزلت
الآية المذكورة فحذرت المسلمين من أن تكون الغنائم الحربية أو أمثالها سبباً في
رفض إِسلام من يظهر الإِسلام، مؤكدة ضرورة قبول إِسلام مثل هذا الإِنسان.