سبب
نزول الآيات رقم (59 – 60 - 61) من
سورة آل عمران
﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ
ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن
الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ
الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ
وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾
النزول:
قيل نزلت
الآيات في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما قالوا لرسول الله هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزل ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم﴾
الآيات فقرأها عليهم عن ابن عباس وقتادة والحسن فلما دعاهم رسول الله إلى
المباهلة استنظروه إلى صبيحة عد من يومهم ذلك فلما رجعوا إلى رجالهم قال
لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته وإن
غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء فلما كان الغد جاء النبي (صلى الله
عليه وآله وسلّم) آخذا بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن (عليه
السلام) والحسين (عليه السلام) بين يديه يمشيان وفاطمة (عليها السلام) تمشي
خلفه وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي (صلى الله عليه وآله
وسلّم) قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب
الخلق إليه وهذان ابنا بنته من علي (عليه السلام) وهذه الجارية بنته فاطمة
أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه وتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلّم) فجشا على ركبتيه قال أبو حارثة الأسقف جثا والله كما جثا الأنبياء
للمباهلة فكع ولم يقدم على المباهلة فقال
السيد ادن يا أبا حارثة للمباهلة فقال لا إني لأرى رجلا جريئا على المباهلة وأنا
أخاف أن يكون صادقا ولئن كان صادقا لم يحل والله علينا الحول وفي الدنيا
نصراني يطعم الماء فقال الأسقف يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك
فصالحنا على ما ينهض به فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على
ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى
حساب ذلك وعلى عارية ثلاثين درعا وثلاثين رمحا وثلاثين فرسا إن كان باليمن
كيد ورسول الله ضامن حتى يؤديها وكتب لهم بذلك كتابا وروي أن الأسقف قال
لهم إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا
تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة وقال النبي
والذي نفسي بيده لو لا عنوني لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم
نارا ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلهم قالوا فلما رجع وفد نجران
لم يلبث
السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين وأسلما.