أصل البث: التفريق وإثارة الشيء كبث الريح التراب، وبث النفس ما انطوت عليه
من الغم والسر، يقال: بثثته فانبث، ومنه قوله عز وجل: ﴿فَكَانَتْ هَبَاء
مُّنبَثًّا﴾ الواقعة/6، وقوله عز وجل: ﴿وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ﴾
البقرة/164 إشارة إلى إيجاده تعالى مالم يكن موجودا وإظهاره إياه. وقوله
عز وجل: ﴿كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ القارعة/4 أي: المهيج بعد ركونه
وخفائه.
وقوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي﴾ يوسف/86 أي: غمي الذي
أبثه عن كتمان، فهو مصدر في تقدير مفعول، أو بمعنى: غمي الذي بث فكري، نحو:
توزعني الفكر، فيكون في معنى الفاعل.
بجس
يقال بجس الماء وانبجس: انفجر، لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء
ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عز وجل:
﴿فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ الأعراف/160، وقال في
موضع آخر: ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ البقرة/60،
فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان (قال أبو جعفر بن الزبير: إن الواقع في
الأعراف طلب بني إسرائيل من موسى عليه السلام السقيا، والوارد في البقرة
طلب موسى عليه السلام من ربه، فطلبهم ابتداء فأشبه الابتداء، وطلب موسى
غاية لطلبهم لأنه واقع بعده ومرتب عليه، فأشبه الابتداء الابتداء والغاية
الغاية، فقيل جوابا لطلبهم فانبجست، وقيل إجابة لطلبه: فانفجرت، وتناسب على
ذلك. وقال: الانبجاس: ابتداء الانفجار، والانفجار بعده غاية له. راجع ملاك
التأويل 1/67 - 68)، قال تعالى: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا﴾
الكهف/33، وقال: ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا﴾ القمر/12 ولم يقل:
بجسنا
بحث
البحث: الكشف والطلب، يقال: بحثت عن الأمر، وبحثت كذا، قال الله تعالى:
﴿فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ﴾ المائدة/31. وقيل: بحثت
الناقة الأرض برجلها في السير: إذا شددت الوطء تشبيها بذلك.