هشام الحيالي الرتبــــــة
رقم العضوية : 12 الجنــس : المواليد : 15/08/1969 التسجيل : 23/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 54 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 616 نقـــــــــاط التقيم : 1318 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك :
| موضوع: قصة الاحياء والموتى الإثنين مايو 06, 2013 6:15 pm | |
| قصة الاحياء والموتى
جلست على أحد المقاعد الوثيرة في عيادة الدكتور الشهير , وبدأت فى مرحلة تمقتها للغاية وهي الأنتظار , فما أقسى الأنتظار !
فقد كانت ترى أن الأنتظار هو أصعب موقف يمر به الأنسان فى حياته ، خاصة و أنها أنسانة مندفعة , و متسرعة .
ظلت ترمق تفاصيل العيادة الفخمة بعيون أصابها الملل ، ثم نظرت إلى سجل التحاليل الخاص بحالتها الصحية ، حينها أبتسمت فى مرارة ، وتذكرت كيف خضعت لهذا التحليل الطبي الأسبوع الماضي ، تذكرت من كان معها ، لقد كان ( هو ) معها !
كان هو بمثابة كل شيء لها , حبيبها وصديقها و رفيق دربها , صمم ان يذهب معها لأجراء التحاليل الطبية ، كان القلق ينطق على كل خلجات وجهه , كان صوته مرتجف , و لكنه كان يبعثها الطمأنينة بأبتسامته الحنون .
غرست الممرضة أبرة الحقن فى وريدها ، فتألمت جداً , ولكن سرعان ما أختفى ألمها بمجرد أن نظرت فى بحر عيونه الدافيء , فأبتسمت له بكل أمتنان الدنيا , لأنه لجوراها .
أفاقت من شرودها و نظرت لساعتها لتكتشف ان الوقت يمر بتثاقل غريب ، فأبتسمت وهى تقول لنفسها : _ و ما الذي لم يفقد طبيعته بعد أختفائه من حياتي ؟
زفرت في ضيق ، و عدلت من جلستها فى مقعدها الوثير , وعادت مرة أخرى لشرودها تتذكر آخر لقاء لهم , فلقد اعادها فى هذا اليوم إلى منزلها وتركها على أستعجال ، فقلد كان ملتزم بموعد ما ، تذكرت حينها تلك المكالمة التى جائتها لتخبرها بأن أطهر إنسان على وجه الأرض (( خائن )) !
إنسابت دمعة دافئة على وجنتيها ، فمسحتها في شرود ، وتذكرت كيف لجأت إلى أحدى صديقتها لتعينها فى محنتها , وأقترحت صديقتها عليها أن تقوم بعمل حيلة نسائية تتأكد بها من صدقه أو خيانته , وطلبت منها رقم هاتفه , و قامت هي بالأتصال به , وبدأت تتحدث إليه بطريقة أنثوية مثيرة , و ماهى الا دقائق قليلة حتى وقع فى فخ صديقتها , و أغدقها بحلو القول و الأحساس ، وطلب منها أن يراها عاجلاً , ليعرف من هى صاحبة أرق و أجمل صوت .
أبتسمت في مرارة وهى تغمض عيونها بقوة محاولة الأفاقة من شرودها المؤلم , نظرت لساعتها مرة أخرى , وظهرت على ملامحها معالم التذمر والضيق , حينها نادت الممرضة على أسمها : _ آنسة ........, دورك .
فنهضت وسحبت حقيبتها الصغيرة و ملف تحاليلها , ودلفت إلى غرفة الطبيب , رحب بها الطبيب بعيون قلقة , فلقد كانت شاحبة للغاية , و مظهرها يوحي بأعياء شديد !
سألها الطبيب : _ كيف حالك ؟ أجابت في هدوء : - الحمد لله على كل حال يا دكتور ! الطبيب : _ أتسمحين أن أرى تحاليلك ؟ أعطته التحاليل بهدوء , ظل الطبيب يتبادل النظرات بينها وبين ملف التحاليل فترة من الزمن , كانت نظراته توحي بالأستنكار والتعجب , و كأنه لا يصدق عيونه !
قال الطبيب فى تعجب : _ التحاليل امامي تشير إلى انكِ فى أتم صحة وعافية , و أنا لا أرى أي دلائل على صدقها أمامي ! ثم أردف قائلاً : _ متى خضعت لهذا التحليل ؟ _ منذ أسبوع .
وكيف تنسى التاريخ و قد كان هذا التاريخ هو آخر يوم نظرت فيه لعيونه , كانت النظرة إليه تدب الحياة في اوصالها , كان وجوده فى حياتها كفيل جداً لأن تتجاوز محنة مرضها , لقد كان هو دمائها التي تجرى في أوردتها !
قال الطبيب على الفور : _ أنا متأكد أن التحليل به خطأ ما , لذلك معذرة سأطلب منك اعادة التحليل للتأكد من صحة النتائج !
أومأت برأسها إيجاباً , ثم نهضت من جلستها , وأخذت التحليل من على مكتب الطبيب , و أتجهت نحو الباب قائلة : _ و أنا متأكدة أن التحليل الجديد سيصيبك بعجب أكبر ! ثم أردفت قائلة وهى تفتح باب الغرفة : _ حينها ستتعجب , كيف يسير الأموات
| |
|
ضياء الرتبــــــة
رقم العضوية : 73 التسجيل : 01/03/2013 عدد المساهمات : 220 نقـــــــــاط التقيم : 308 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 15000
| موضوع: رد: قصة الاحياء والموتى الثلاثاء مايو 21, 2013 2:12 pm | |
| سلمت يداك أخي الكريم ودمت بحفظ الله | |
|