اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
أدعية
الإمام العسكري (
عليه السلام )
حفلت الأدعية التي أُثِرت عن
الإمام العسكري (
عليه السلام ) بالدروس التربوية الهادفة إلى بناء صُرُوح العقيدة ، والإيمان بالله ،
وتنمية الخوف والرهبة من الله في أعماق نفوس الناس ، لِتصدُّهُم عن
الاعتداء ، وتمنعهم عن الظلم والطغيان .
وقد كان اهتمام أهل البيت ( عليهم
السلام ) بهذه الجهة اهتماماً بالغاً ، ولم يُؤثَر عن أحد من خِيَارِ المسلمين من الأدعية مثل ما أُثِر عنهم ( عليهم
السلام ) .
وإِنَّها لَتُعَد من أروع الثروات الفكرية والأدبية في الإسلام ، فقد حَوَت
أصول الأخلاق ، وقواعد السلوك والآداب ، كما ألَمَّتَ بفلسفة التوحيد
ومعالم السياسة العادلة وغير ذلك .
ونشير هنا إلى قسم من أدعيته (
عليه السلام ) :
1ـ دعاؤه (
عليه السلام ) للاحتراز من المخاوف :
عن سهل بن يعقوب ، قال : قلت للعسكري (
عليه السلام ) ذات يوم : يا سيّدي ! قد وقع إليّ اختيارات الأيّام عن سيّدنا الصادق (
عليه السلام ) ، ممّا حدّثني به الحسن بن عبد الله بن مظفر ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيّدنا الصادق (
عليه السلام ) في كلّ شهر ، فأعرضه عليك ؟ فقال لي : ( افعل ) .
فلمّا عرضته
عليه وصحّحه ، قلت له : يا سيّدي في أكثر هذه الأيّام قواطع عن المقاصد لما ذكر
فيها من النحس والمخاوف ، فتدلّني على الاحتراز من المخاوف فيها ؟ فإنّما
تدعوني الضرورة إلى التوجّه في الحوائج فيها .
فقال لي : ( يا سهل ! إنّ لشيعتنا بولايتنا لعصمة ، لو سلكوا بها في لجّة
البحار الغامرة ، وسباسب البيداء الغائرة ، بين سباع وذئاب ، وأعادي الجنّ
والإنس ، لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا ، فثق بالله عزّ وجلّ ، وأخلص في
الولاء لأئمّتك الطاهرين ، وتوجّه حيث شئت ، واقصد ما شئت ، إذا أصبحت وقلت
ثلاثاً : ( أصبحت اللّهم معتصماً بذمامك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول
من شرّ كلّ طارق وغاشم ، من سائر ما خلقت ، ومن خلقت من خلقك الصامت
والناطق في جنّة ، من كلّ مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيّك ، محتجزاً
من كلّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقّهم ،
والتمسّك بحبلهم جميعاً ، موقناً بأنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم ، أوالي
من والوا ، وأجانب من جانبوا .
فأعذني اللّهم من شرّ كلّ ما أتقيه يا عظيم ، حجزت الأعادي عنّي ببديع
السماوات والأرض ، أنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ، ومن خلفهم سدّاً ،
فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) .
وقلتها عشيّاً ثلاثاً ، حصنت في حصن من مخاوفك ، وأمن من محذورك ، فإذا
أردت التوجّه في يوم قد حذّرت فيه ، فقدّم أمام توجهك : الحمد لله ربّ
العالمين ، والمعوذتين ، وآية الكرسي ، وسورة القدر ، وآخر آية في سورة آل
عمران ، وقل :
( اللّهم بك يصول الصائل ، وبقدرتك يطول الطائل ، ولا حول لكل ذي حول إلاّ
بك ، ولا قوّة يمتارها ذو قوّة إلاّ منك ، بصفوتك من خلقك ، وخيرتك من
بريتّك ، محمّد نبيّك وعترته وسلالته
عليه وعليهم
السلام ، صلّ عليهم ، واكفني شرّ هذا اليوم وضرره ، وارزقني خيره ويمنه .
واقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة ، وبلوغ المحبّة ، والظفر بالأمنية ،
وكفاية الطاغية الغوية ، وكلّ ذي قدرة لي على أذيّة ، حتّى أكون في جنّة
وعصمة من كلّ بلاء ونقمة ، وأبدلني من المخاوف فيه أمناً ، ومن العوائق فيه
يسراً ، حتّى لا يصدّني صادّ عن المراد ، ولا يحلّ بي طارق من أذى العباد ،
إنّك على كلّ شيء قدير ، والأمور إليك تصير ، يا من ليس كمثله شيء ، وهو
السميع البصير ) .
2ـ دعاؤه (
عليه السلام ) :
( اللّهم إنّي أشهدك بحقيقة إيماني ، وعقد عزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي
، وخفيّ سطوات سرّي ، وشعري وبشري ، ولحمي ودمي ، وصميم قلبي وجوارحي
ولبّي ، بأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت ، مالك الملك ، وجبّار الجبابرة ،
وملك الدنيا والآخرة ، تعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء ، بيدك الخير إنّك على
كل شيء قدير .
فأعزّني بعزّك ، واقهر لي من أرادني بسطوتك ، واخبأني من أعدائي في سترك ،
صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون ، وجعلنا من بين أيديهم سدّاً ، ومن خلفهم سدّاً
، فأغشيناهم فهم لا يبصرون .
بعزّة الله استجرنا ، وبأسماء الله إيّاكم طردنا ، وعليه توكّلنا ، وهو
حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ، والحمد
لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبي وآله الطيبين
الطاهرين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وهو نعم المولى ونعم النصير ، ومالنا
إلاّ نتوكّل على الله ، وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرنّ على ما آذيتمونا ،
وعلى الله فليتوكّل المتوكّلون ، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ، إنّ الله
بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شيء قدراً ) .
2ـ دعاؤه (
عليه السلام ) في رفع الضر :
( اللّهم أنت
السلام ، ومنك
السلام ، واليك يرجع
السلام ، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام ، والمنن العظام والأيادي الجسام
، الهي مسنّي وأهلي الضر ، وأنت أرحم الراحمين ، وأرأف الأرأفين ، وأجود
الأجودين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل الفاصلين .
اللّهم إنّي قصدت بابك ، ونزلت بفنائك ، واعتصمت بحبلك ، واستغثت بك ،
واستجرت بك ، يا غياث المستغيثين أغثني ، يا جار المستجيرين أجرني ، يا اله
العالمين خذ بيدي ، إنّه قد علا الجبابرة في أرضك ، وظهروا في بلادك ،
واتخذوا أهل دينك خولاً ، واستأثروا بفيء المسلمين ، ومنعوا ذوي الحقوق
حقوقهم التي جعلتها لهم ، وصرفوها في الملاهي والمعازف ، واستصغروا آلائك ،
وكذّبوا أوليائك ، وتسلّطوا بجبروتهم ليعزوا من أذللت ، ويذلّوا من أعززت ،
واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة ، أو من ينتجع منهم فائدة ، وأنت مولاي سامع كل
دعوة ، وراحم كل عبرة ، ومقيل كل عثرة ، سامع كل نجوى ، وموضع كل شكوى ،
لا يخفى عليك شكوى ، لا يخفى عليك ما في السماوات العلى ، والأرضين السفلى ،
وما بينهما وما تحت الثرى .
اللّهم إنّي عبدك ابن أمتك ، ذليل بين برّيتك ، مسرع إلى رحمتك ، راجٍ
لثوابك ، اللّهم إنّ كل من أتيته فعليك يدلّني ، وإليك يرشدني ، وفيما عندك
يرغّبني ، مولاي وقد أتيتك راجياً ، سيّدي وقد قصدتك مؤملاً ، يا خير
مأمول ، ويا أكرم مقصود ، صل على محمّد وعلى آل محمد ، ولا تخيّب أملي ،
ولا تقطع رجائي ، واستجب دعائي ، وارحم تضرّعي ، يا غياث المستغيثين أغثني ،
يا جار المستجيرين أجرني ، يا اله العالمين خذ بيدي ، انقضني واستنقذني ،
ووفّقني واكفني .
اللّهم إنّي قصدتك بأمل فسيح ، وأملتك برجاء منبسط ، فلا تخيّب أملي ، ولا
تقطع رجائي ، اللّهم إنّه لا يخيب منك سائل ، ولا ينقصك نائل ، يا ربّاه يا
سيّداه ، يا مولاه ، يا عماداه ، يا كهفاه ، يا حصناه ، يا حرزاه ، يا
لجآه .
اللّهم إيّاك أمّلت يا سيّدي ، ولك أسلمت مولاي ، ولبابك قرعت ، فصل على
محمّد وآل محمّد ، ولا تردّني بالخيبة محروماً ، واجعلني ممّن تفضّلت
عليه بإحسانك ، وأنعمت
عليه بتفضّلك ، وجدت
عليه بنعمتك ، واسبغت
عليه آلائك .
اللّهم أنت غياثي وعمادي ، وأنت عصمتي ورجائي ، مالي أمل سواك ، ولا رجاء غيرك .
اللّهم فصل على محمّد وآل محمّد ، وجد عليّ بفضلك ، وامنن عليّ بإحسانك ،
وافعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، يا أهل التقوى وأهل
المغفرة ، وأنت خير لي من أبي وأمي ، ومن الخلق أجمعين .
اللّهم إنّ هذه قصّتي إليك لا إلى المخلوقين ، ومسألتي لك إذ كنت خير مسؤول
، وأعز مأمول ، اللّهم صل على محمّد وآل محمّد ، وتعطف عليّ بإحسانك ، ومن
عليّ بعفوك وعافيتك ، وحصّن ديني بالغنى ، وأحرز أمانتي بالكفاية ، واشغل
قلبي بطاعتك ، ولساني بذكرك ، وجوارحي بما يقرّبني منك .
اللّهم ارزقني قلباً خاشعاً ، ولساناً ذاكراً ، وطرفاً غاضّاً ، ويقيناً
صحيحاً ، حتّى لا أحب تعجيل ما أخّرت ، ولا تقديم ما أجّلت يا رب العالمين ،
ويا أرحم الراحمين .
صل على محمّد وآل محمّد ، واستجب دُعائي ، وارحم تضرّعي ، وكفّ عنّي البلاء
، ولا تشمت بي الأعداء ، ولا حاسداً ، ولا تسلبني نعمة البستنيها ، ولا
تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ أبداً يا رب العالمين ، وصل على محمّد النبي وآله
وسلّم تسليماً ) .
أسألكم الدعاء
بالصلاة على محمد وآل محمد
أدعية
الإمام العسكري عليه السلام