وحش البحار الضاري طرجود باشا
العثماني
الملك الغير
المتوج للبحر الأبيض المتوسط أحد أفضل جنرالات عصره كان موجودا في كل مكان ، ولا تجده في أي مكان
القائد الذي لا يتراجع ولا
يهزم كان على مستوى
بربروس من حيث إمارة البحر ، ويفوق دوري اسلوا عنه البحر المتوسط بأسره بجميع شواطئه وجميع موانيه
وجميع جزره ، بل كل صخرة
فيهالأسبان ،
الفرنسيين ، الإيطاليين ، اليونانيين ، بل كل أوروبا ليبيا بأسرها ، تونس الخضراء ، بل الشمال
الإفريقي كلهشارلكان
ملك إسبانيا فلطالما أوجعه وأضج مضجعه فيليب ملك إسبانيا الذي ضاق ولم يهنأ له
نوم بسبب أخبار انتصاراته على قواده أندريا دوريا فخر البحرية الصليبية الذي
مات غما وكمدا من انتصاراته عليه
جين دوريا ( ابن أخ اندريا دوريا ) يجيبكم
وما جِربة عنا ببعيد دون جوان أمير البحر الصليبي وما فعله الوحش به من
أفاعيل لافاليت المعلم
الأعظم لفرسان مالطا الذي نذر حياته كلها لقتال الوحش
الضاري
اسمه في
المصادر التركية طرغود ، وفي المصادر العربية درغوث ، وفي أخرى طرغول
.
- ولد طرغود في
قرية تابعة للواء منتشة ( موغلة ) في سنة ( 890 هـ - 1485م ) .- دخل في البحرية كجندي بحري ( لوند ) عادي
في سن مبكرة جدا تقارب سن الطفولة ، وفي الوقت الذي لفت فيه انتباه السلطان قرقرود
( الأخ الأكبر للسلطان سليم الأول ) ، كان شابا عمره 25 سنة ملاحا لسفينة
.- كان قد اندفع في
شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات ، فاشتغل طرغود أولا ملاحا بسيطا ثم
مدفعيا ، واشتهر في أعماله كلها واظهر تفوقا ومقدرة ، ثم سرعان ما وجه غزواته ناحية
البحار الشرقية للبحر المتوسط باعثا الرعب في سفن البندقية في بحر الأرخبيل ،
وسرعان ما انضم إلى الإخوة بربروس وأصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروس
.خير الدين بربروس
- كان رحمه الله يهاجم سواحل إيطاليا وكورسيكا سردينيا إذا لم يجد في البحر
ما يهاجم أو يأسره ، ولا يرجع أبدا إلى قاعدته إلا وسفنه محملة بالأسرى والغنائم من
النصارى .
- أصبح أولا قائدا لسفينة عروج بربروس ثم (
خير الدين باشا ) ثم أصبح قائدا لقطعة من الأسطول .- قدم خير الدين باشا ( عند مجيئه على
استانبول لتعيينه قائدا للقوات البحرية ) في سنة ( 941هـ - 1534م ) طرغود الذي
تعاظمت شهرته ، على السلطان سليمان القانوني كأحد أميرلاته الـ19 ، كان عمره آنذاك
48 سنة - منح القانوني
، طرغود رئيس رتبة لواء بحري وأصبح اسمه في الوثائق العثمانية الرسمية ( طرغود جه
بك ) . قام بإدارة الصاعقة البحرية لسنوات طويلة ، يلي بربروس خير الدين باشا
مباشرة من حيث الشهرة ، وكان صهر لبربروس كذلك ( زوج ابنته )
.
نظرا لمزاجه
وعدم رعايته قواعد التشريفات ، لم يحصل على رتبة قبودان دوريا ( مشير – قائد القوات البحرية ) ، ولم
يتمكن من دخول الديوان الهمايوني ، لكنه بقى محافظا على صفته كرئيس حقيقي للبحارة
الأتراك .- رافق خير
الدين بربروس في حملاته وغزواته وكان الساعد الأيمن طوال حياته وكان قائد الاحتياط
في الأسطول العثماني في معركة ( بروزة البحرية ) الخالدة
.
- في سنة (947هـ - 1540م ) وفي أثناء إحدى
غاراته على جزيرة كورسيكا سقط طرغود أسيرا في يد ( جانيتينو دوريا ) حفيد دوريا
أميرال الأسطول الاسباني . سيق طرغود مكبلا أمام الأميرال الصغير فوق سفينة القيادة
، وكان دوريا الصغير لم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره ، واستصغر طرغود هذا القائد
وغضب وحنق أن يقع أسيرا في قبضة هذا الفتى الأمرد مكبل الرجلين بالحديد
.
- ولا حظ دوريا
الصغير استخفاف طرغود به فقام بضربه بالسياط فضربه ضربا مبرحا وأهينت كرامته وربط
بالسواري ، وبقي طرغود في الأسر أربع سنوات مربوطا في مجاديف أندريا دوريا
.- ظلت حكومة الأستانة
تلح على شارل كوينت في إطلاق سراح طرغود ، وكان السلطان نفسه والوزير الأكبر مهتمين
اهتماما بالغا بأمر تخليص طرغود من الأسر .
- نتيجة لذلك قام ( خير الدين بربروس )
بقيادة 100 سفينة من سفن الأسطول ورسى أمام سواحل ليقوريا ( إيطاليا ) ليجبر حكومة
جنوة على تسليم طرغود مهددا إياها بضربها ودك مينائها ومهاجمة سفنها إذا امتنعت عن
تسليمه .
أمام هذا التهديد وخوفا من التعرض لنقمة العثمانيين قام الجنويين
بإطلاق سراح الوحش من الأسر ، وعاد البطل إلى أسطوله ورجاله ولم يزده الأسر والضيم
الذي لاقاه غلا إصرارا على المضي في عمله دون هوادة أو خوف ، فقام بتكوين أسطولا
قوامه 14 سفينة غزا به سواحل نابولي ، ثم طرد الأسبان من سوسة ، والمنسيتر وسفاقص (
التونسية ) واحتلها وكان يسعى إلى احتلال المهدية ليجعل منها قاعدة لأعماله البحرية
.- في سنة ( 953هـ -
1546م ) فقدت الأمة الإسلامية جمعاء أسطورة البحار ( رعب البحر المتوسط ) قائد
أساطيل الإسلام ( خير الدين بربروسة ) رحمه الله رحمة واسعة ، ودفن في ضريحه الذي
بناه في استانبول مطلا على البحر ( سبحان الله عاش حياته كلها في البحر ، ويموت
ويدفن بجانبه ) وظل الأسطول العثماني كلما خرج للغزو يحي خير الدين رحمه الله بضرب
مدافعه كلها وظل هذا الأمر إلى قبل سقوط الخلافة بفترة بسيطة .- وبالرغم من ذلك لم تنكسر شوكة العثمانيين
بموت الأسطورة ، وقيد ( الله عز وجل ) من يقوم بالأمر من بعده وكان الوحش الضاري
طرغود باشا رحمه الله .
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 626x477 وحجمها 74
كيلو بايت .
قبر وحش وحوش البحار خير الدين بربروس
وبجانبه ابنه الامير حسن بن خير الدين
- في فبراير (1550م – 957هـ ) خرج طرغود في
36 سفينة واتجه بها نحو المهدية واحتلها دون صعوبة بمساعدة سكانها العرب
.- كانت قاعدته جزيرة
( جربة ) . تمكن على مر الزمن من الاستيلاء على أربعة أخماس القطر التونسي وحشر
السلطان الحفصي في مدينة تونس وضواحيها .- احتل ميناء بنزرت . لكنه أولى اهتماما
خاصا بتحصين قلعة مهدية في الجنوب كقاعدة بحرية ، بصورة ممتازة
.
- كان عروج رئيس
قد فتح من قبل مدينة مهدية ( مدينة العرش الفاطمية القديمة ) . فشلت كل المحاولات
الاسبانية – الحفصية المختلفة حتى ( 957هـ - 1550م ) في إخراج طرغود من مهدية . كان
طرغود في ربيع هذه السنة ، أولا في خليج ( بلنسية ) ثم في جزر البليئار . كان في
مهدية كل من عيسى رئيس ، وابن أخ طرغود ( حصار رئيس ) . شوهد عند ذلك أسطول (
اندريا دوريا ) المكون من 47 قطعة أمام مهدية ( 28يوليو1550م – 957هـ ) وكان طرغود
يقض الشتاء في جربة .
خريطة لتونس
- في سنة ( 957هـ - 1550م ) قام ( شارل
كوينت ) بإرسال قائده الأثير ( أندريا دوريا ) في 47 سفينة وقيل 43 لمطاردة طرغود
وكسر شوكته وإضعاف قوته .- جاء دوريا إلى مهدية بعد أن اخذ ( المنستير ) من الأتراك ومعه جيش بقيادة
نائب الملك في صقلية ( دون جوان دوفيجا ) ، وكان السلطان الحفصي قد انضم كذلك إلى
هذا الجيش . أما حامية عيسى رئيس كانت تتكون من 2300 جندي بحري تركي و5000 خيال
عربي .- أطلقت مدافع
الأعداء حتى 26 أغسطس 7000 قذيفة .- كان يوم 10 من سبتمبر اليوم الـ 43 من
الحصار . كانت قد انفتحت ثغرات واسعة . دل ( إبراهيم برات ) من تجار المهدية
المشهورين الصليبيين على أماكن الأسوار التي تركها الأتراك مفتوحة ، لقاء دراهم
.
- دخل العدو إلى
القلعة وذبح وقطع المسلمين . وأسر عيسى رئيس مع 70 من جنود بحريته وهم مثخنون
بالجراح .( سيتخلصون من الأسر بعد مدة عن طريق المبادلة ) .- أخذ سكان الصليبيون سكان المدينة البالغ
عددهم 7000 كعبيد .-
أدرك الأسبان بعد ذلك عدم إمكان احتفاظهم بمهدية ،مما جعلهم يقومون بهدم قلعتها من
أساسها في بداية سنة ( 962هـ - 1554م ) وانسحبوا عنها.
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد
الصورة الأصلية 524x600 وحجمها 132 كيلو بايت .
تأثر الديوان الهمايوني من سقوط مهدية وأرسل إلى شارل
كوينت رسالة شديدة اللهجة . فأجاب الإمبراطور بأن حربه ضد قرصان وليست ضد الأتراك
.
- في ( مارس
1551م – 958هـ ) وبعد سقوط المهدية حاول اندريا دوريا القبض على طرغود فقام بضرب
جربة وهاجمها بـ150 سفينة ولكن وبالرغم من أن طرغود لم يكن مستعدا للقتال استعدادا
كافيا ، فإنه لم يقف مكتوف اليدين فقام بجمع رجاله واستعان بسكان الجزيرة وأخذ يصب
نيران مدافعه على الأسطول الصليبي وفاجأ أسطورة البحيرة الصليبية بعمل لم يكن
يتوقعه في أبشع كوابيسه ، ففي ظلام الليل قام طرغود ببناء قلعة صغيرة في رأس
الجزيرة ونصب عليها المدافع وأخذ يصلي أسطول دوريا بنيران مدافعه
.- وجد دوريا نفسه في
خطر داهم فبعث إلى ( نائب الملك في صقلية ) طالبا إمداده بأسطوله وطلب الطلب ذاته
من ملك نابولي ، فلم يتأخر رؤوس الصليبين في نجدة دوريا وبعثوا بجميع قطع أساطيلهم
ورجالهم لمساعدته .-
كان وحش البحار عظيما حقا ، فقد كان يتتبع حركت أسطول دوريا وكان واقفا على جميع
أسراره ، وكان ينتظر أن يقوم دوريا بحملة قوية عليه في الجزيرة ، فلجأ وحش البحار
إلى حيلة تظهر جليا براعته ومقدرته الفائقة في الشئون الحربية وقام بالانسحاب
بأسطوله إلى الناحية الأخرى من الجزيرة بواسطة مزالق مدهونة ولم يستطع دوريا القبض
عليه مما أثار دهشته وجنونه مما فعله طرغود به ( فكان رحمه الله موجودا في كل مكان
ولا تجده في أي مكان لله دره ) .
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x413 وحجمها 42
كيلو بايت .
حصار جربة- في ( ربيع 1551م – 958هـ ) تم استدعاء
طرغود إلى الديوان الهمايوني مع عقدائه السبعة إلى استانبول وكان معهم ( قلج علي
الذي سيصبح قائد الأسطول العثماني في المستقبل القريب ) ، وتم وضع تحت إمرته ( 90
سفينة حربية – 90 سفينة نقل ) وتم تكليفه بالإغارة على سواحل النصارى في البحر
المتوسط .
- قام طرغود بالإغارة على
صقلية وقام بإنزال 1500 مقاتل من جنود البحرية واحتل ميناء ( أوجتا ) على مقربة من
شمال ( سيرا قوسا ) وذلك بعد مقاومة استمرت يومين مما أسفر عن هزيمة القوات
الصليبية التي جائت لدعم صقلية بقيادة ( دون هيرنان دو فيجا )
.
- في (
16يولية1551م – 958هـ ) قام طرغود بالإغارة على مالطا وقام بالاستيلاء على جزيرة (
جوزو ) وأسر كافة سكانها البالغ عددهم ( 7000 شخص ) ، واركبوا البواخر ووضعت في
الجزيرة حامية عسكرية .- في أثناء ذلك حاولت اسبانيا دعم مالطا فهبت عاصفة شديدة أغرقت 8 سفن من
الأسطول الأسباني وغرق 1500 اسباني بالقرب من جزيرة ( لامبيدوسا )
.
- سقطت
طرابلس الغرب في أيدي الأسبان في سنة ( 916هـ - 1510م ) ، وظلت بحوزتهم إلى أن قام
البابا بالتوسط لدى ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا في إعطائها لـ ( فرسان مالطا ) ألد
أعداء المسلمين تقديرا لجهودهم في الحملات والحروب الصليبية وذلك بعد خروجهم مكللين
بعار الهزيمة والخزي من رودس على يد السلطان سليمان القانوني
سنة ( 939هـ -1522م ) .- استدعى السلطان سليمان القانوني طرغود إلى اسطنبول وطلب منه فتح
طرابلس تحت قيادة
(سنان باشا ) الذي زوده بأسطول قوي بلغ 120 سفينة ، وأهدى طرغود مصحفا شريفا وسيفا
مرصعا ، فقبل طرغود هذه المهمة الغالية خصوصا لعلمه ما يعانيه أهل طرابلس من قسوة
اليوحنيين الحاقدين ، وقام بالتبرع بخمسين سفينة حربية من ممتلكاته الخاصة لدعم
الأسطول .
قام سنان
باشا وطرغود ببدء الحملة ،في هذه الأثناء استطاع المسلمون العثمانيون السيطرة على
غالبية ليبيا بما في ذلك ( برقة ) ونجحوا في تأسيس قاعد في( تاجورا ) التي تبعد
مسافة 20كم عن طرابلس وظلت تحت ولاية ( مراد أغا ) .- كان قائد ( تاجورا ) القائد الهمام (
مراد أغا ) الذي ظل يشن الهجمة تلو الأخرى على المدينة ، وبالرغم من ذلك لم يستطع
أخذها من النصارى ، ولكنه ومع ذلك منع وحد من تقدم النصارى إلى الأجزاء الداخلية
للبلاد .- بدأت الحملة
على طرابلس في أيام 9-10-11 ، وضرب الحصار حول طرابلس بقيادة سنان باشا يساعده
طرغود ومراد أغا في إدارة العمليات الحربية ، وظل العثمانيون يقذفون المدينة ليلا
ونهارا حتى اضطر الفرسان إلى التسليم بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب والخوف من
العثمانيين .
- في
( 15أغسطس1551م – 958هـ ) استطاع طرغود باشا بـ ( 40 مدفعا – 6000 جندي ) الاستيلاء
على طرابلس وهزم الفرسان هزيمة ساحقة وأجلاهم عنها ، بالرغم من الدفاع المستميت
لحاكمها الفرنسي ( جاسبر دي فالير ) ومعاونه ( داشكو سيشي )
.
- ومنذ هذا
التاريخ أصبحت طرابلس الغرب ثان إيالة عثمانية بحرية في المغرب الإسلامي ، وتولى
إمرتها ( مراد أغا ) ، ومن بعده طرغود باشا رحمهما الله .
بونزا وما
أدراك ما بونزاوحش البحار يهزم دوريا أسطورة البحرية الصليبية ويجبره على
الفرار
أندريا دوريا- توطئـــــــــــة -- في ( 28سبتمبر1551م – 958هـ ) أعلن (
شارل كوينت ) ملك إسبانيا الحرب على فرنسا ، فخرج طرغود من مركز لوائه ببروزة ،
وأقلع بأسطول مكون من 112 قطعة بحرية ورسى بـ ( بوزولي ) ضاحية نابولي الغربية
.- كان بصحبته السفير
الفرنسي ( دار مونت ) ، وكلف طرغود من الباب العالي بالدفاع عن فرنسا وتقديم الدعم
البحري لها ضد اسبانيا ( بالرغم من أن طرغود كان يكره الفرنسيين جدا لنكثهم
العهود بصفة مستمرة ) .
- بــــونــزا -- نتيجة للتحالف العثماني الفرنسي سار (
أندريا دوريا ) بأسطوله والتقى بالأسطول العثماني بناحية جزيرة ( بونزا ) في مياه
خليج ( جيتا ) في ( 5أغسطس1552م – 960هـ ) .- دارت رحى المعركة بين الطرفين ، وظل
الأمر كذلك حتى هزم الأسطول الصليبي هزيمة نكراء على أيدي الأسطول العثماني ، ولقن
طرغود دوريا درسا قاسيا ، من خلال اسر 7 سفن وتدمير العديد من سفن أسطوله ، جاء
نتيجة ذلك أن قام دوريا بالانسحاب تفاديا لزيادة الخسائر في الأرواح والمعدات
.
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 800x414 وحجمها 65
كيلو بايت .
- مـا بـعـد بـــونــزا -- بعد انتصار بونزا قام طرغود بفتح جزيرة (
كابري ) المواجهة لنابولي بعد أن سيطر على بحر ( تيران ) مدة شهرين
.- في سنة (961هـ -
1553م ) فتح طرغود باشا مدينة قفصة التونسية .
*
طرغود يفتح ( كاتانيا ) ثان جزر صقلية و( كورسيكا ) ويبيد 7000مقاتل صليبي ، ويحرر
7000 أسير مسلم لله دره *
- تــوطــئـة –- في ( 1فبراير1553م – 961هـ ) تم إبرام معاهدة ( استانبول ) بين الدولة
العثمانية وفرنسا والتي بموجبها تم وضع الأسطول الفرنسي تحت قيادة العثمانيين في
مقابل المساعدات البحرية العثمانية لفرنسا .- على إثر ذلك تم ضم الأسطول الفرنسي إلى
أسطول طرغود في بلاد المورة ( اليونان حاليا ) وارتفع عدد سفنه إلى 150 قطعة
بحرية
.- فـتـح
كـاتـانـيـا – بـاسـتـيـا –
- قام وحش البحار بالإغارة على ( كاتانيا )
بصقلية ، و( باستيا ) مركز كورسيكا ، واستطاع الاستيلاء على المدينة والقلعة بعد
إبادة الجيش الصليبي المدافع عنها والبالغ عدده ( 7000 مقاتل ) إبادة تامة وقام
بتخليص ( 7000 ) أسير مسلم كانوا مسجونين في الجزيرة لله دره من بطل
.- بعد السيطرة التامة
على الجزيرة عاد طرغود إلى استانبول بعد أن سلم الجزيرة للفرنسيين ( للأسف ) الذين
لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا فقد قام دوريا باستعادتها في أواخر سنة ( 1553م –
961هـ ) ولم يتمكن الفرنسيين من استعادتها إلا بعد مرور 200 سنة
.
- في سنة
( 962هـ - 1554م ) عين بيالة باشا قائدا للقوات البحرية وناظرا للبحرية ( قبودان
دوريا ) برتبة لواء بحري وكان عمره 38 سنة .
<p>
- خرج بيالة في عام ( 962هـ -
1554م ) بموجب أمر سلطاني لاسترداد كورسيكا مرة أخرى وإعطائها للفرنسيين ، الذين
كانوا قد أراقوا الكثير من ماء وجههم حتى يقدم لهم العثمانيون المساعدة
.- التقى بيالة باشا
بأسطول طرغود ثم أسطول صالح رئيس ( والي الجزائر ) ، والأسطول الفرنسي بقيادة ( دو
لاجارد ) ، فرسى في ميناء ( بومبنينو ) الإيطالي فقام بإنزال 3000 جندي وحاصر (
كالفي ) ، ولكنه غضب على الفرنسيين وجلى عن كورسيكا ولم يتمكن الفرنسيون من أخذها
.- في سنة ( 965هـ -
1557م ) استقال دوريا أسطورة البحرية الصليبية الذي تقدم في السن من قيادة القوات
البحرية ، خصوصا بعد تخلي ( شارل كوينت ) عن العرش وانسحب إلى قصره الكبير في جنوه
وأسند قيادة القوات البحرية الاسبانية إلى ابن أخيه ( جين دوريا ) الذي سيذوق
العديد من الهزائم المريرة على أيدي وحوش البحار العثمانيون .- وفي نفس العام ( 965هـ - 1557م ) فتح
طرغود القيروان .
- في سنة ( 966هـ - 1558م ) التقى بيالة باشا مع طرغود باشا بأسطول مكون من
150 قطعة بحرية واحتل كامل جزر الباليئار
.<p><p>