إن من أعظم سمات العبودية، هو
الاستغفار المتكرر في اليوم والليلة .. فإن مَثَل
الاستغفار كمَثَل من يغسل بدنه من دون التفات إلى قذارته، فهو بعمله هذا (يضمن)
طهارة بدنه ، وإن تدنس بما لم يعلم به ولم يلتفت إليه .. وبقليل من التأمل
يلتفت العبد إلى أنه لو خليت جوارحه عن المعصية، فإن جوانحه لا تخلو من
(الغفلة) المتكررة إن لم تكن المطبقة، وهذا كافٍ بنفسه لإيجاب مثل هذا
الاستغفار المتواصل .. وقد روي عن سيد الأنبياء (ص) - على قرب منـزلته من الحق وعدم
غفلته عنه أبداً - أنه قال : (إنه ليغان على قلبي، وإني لاستغفر بالنهار
سبعين مرة) البحار-ج25ص204