منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
كبار علماء السنة استشيعوا  0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
كبار علماء السنة استشيعوا  0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كبار علماء السنة استشيعوا

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بشار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
بشار


رقم العضوية : 1
الجنــس : ذكر
المواليد : 11/05/1992
التسجيل : 07/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 31
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : القرد
عدد المساهمات : 3576
نقـــــــــاط التقيم : 7183
السٌّمعَــــــــــــــة : 29
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة
العمل/الترفيه مدير المنتدى
كبار علماء السنة استشيعوا  Jb12915568671

كبار علماء السنة استشيعوا  Hamsmasry-964539cfd9






كبار علماء السنة استشيعوا  Empty
مُساهمةموضوع: كبار علماء السنة استشيعوا    كبار علماء السنة استشيعوا  Emptyالثلاثاء مارس 19, 2013 1:31 am

كبار علماء السنة استشيعوا  Yaqoob
( أحمد حسين يعقوب (محامي) رحمه الله )

العودة لصفحة البداية
العودة لفهرس المستبصرين




البطاقة الشخصية



مولده ونشأته : ولد في الاردن ، مدينة جرش عام 1939 م ، في أسرة شافعية المذهب حصل على الثانوية العامة من مصر ، وأكمل دراسة الحقوق في جامعة دمشق وسجل للدراسات العالية ، دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية ، محامي وخطيب جمعة ورئيس بلدية.


الإنتقال : الى المذهب الشيعي الإمامي.


- من البديهي أننا في هذا العصر فتحنا أعيننا على كشكول من المذاهب والحركات الإسلامية والتي تدعى كلها : إنها على المحجة البيضاء ، وأن غيرها ضال مضّل ، فهذه الحركة ( ولا نعتبرها مذهباًً بذاتها ) ، خرجت على المسلمين في عصر إنحطاطهم فزادت طينهم بلة ، حيث رمت جميع الفرق الإسلامية بالمروق من الدين والخروج على التوحيد ، مع الإسلوب الفظّ والمعاملة البدوية مع ضيوف الرحمن ، وفي نفس الوقت لاقت هذه الحركة معارضة شديدة من طرف بقية فرق المسلمين ـ وهي أعرق منها ـ فكتبت الكتب في رد ضلالاتها ومنها :


- كتاب الإنتصار للأولياء الأبرار للشيخ طاهر سنبل الحنفي.
- كتاب تهذيب المقّلدين بمن أدعى تجديد الدين للشيخ المحقق محمد بن عبد الرحمن الحنبلي.
- خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام للسيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة الشهير.
- رد على محمد بن عبد الوهاب للشيخ إسماعيل التميمي المالكي التونسي.
- الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبدالوهاب شقيق.
- وكتب أخرى عديدة كتبها أبرز علماء الفرق الإسلامية في الطعن بهذه الحركة المشبوهة.


وقد قال رسول الله (ص) : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالك إلاّّ واحدة.
وعلى هذا الحديث فإن الإنقسام لم يكن لنا فيه دخل ولا عمل ، بل وجدنا الأمة مشتتة مقسمة : كل حزب بما لديهم فرحون.
ولأن الله تعالى ذم التقليد الأعمى وتقليد عقائد الأباء والأجداد ، فقد قال : في كتابه ذاماً لهذه العقلية : إنا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مهتدون.


لكن الأستاذ يعقوب عمل بقوله تعالى : الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه ، نعم هذا هو منطق العقل والقرآن الكريم ، ولم يكن تشيع الأستاذ نابعاً من الهوى ولا عن خوف أو طمع بل مال مع الدليل القوي الذي لايصمد أمامه دليل ( نحن أبناء الدليل حيث ما مال نميل ) ، فخواء العقيدة الأشعرية وتنازع المذاهب الأربعة في المسائل الفقهية لايدع مجال لمنصف أن يركن ويطمئن إلى أحداها ، خاصة وأن الأدلة التي توجب إتباع مذهب الشيعة ـ مذهب أهل البيت (ع) ـ لاتدع لباحث المجال للتردد ، ومازاد في طمأنينة من تشيعوا بها ، وهو وجودها حازمة واضحة كحضور الشمس في أمهات كتب ومصادر السّنة كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها ، وإذن فلماذا التردد ولماذا الحيرة ؟! هنا والحجة ملقاة على الجميع ، نعم إنّ التعصب وإتباع الأكابر يعمي ويصمي : وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا ....


تشيّع على بصيرة : لم يكتف الأستاذ بتقوله بقوله إلى المذهب الشيعي الإثني عشري فحسب ، بل إنه أنار الطريق لغيره من المظلّلين ليقول : كلمته ويتم الحجة وتستبيل سبيل المؤمنين ، فقد أغنى المكتبة الإسلامية بكتب عدّة ـ ولا زال ـ يغني ، نسأل الله التوفيق ونجاح الدارين.


وضع الإصبع على الدّاء : كالتيجاني وغيره من المستبصرين ، وضع الأستاذ يعقوب يده على الجراح ، أو الخطوط الحمراء والخطوط الضبابية التي كانت عقبة كأداء تقف إمام أي باحث منصف لتسد عليه الطريق ، من هذه الخطوط الحمراء مسألة الصحابة التي أخذت حجماً أكبر من حجمها وصارت حاجزا دون وصول الملايين من المسلمين والبشر للوصول إلى الإسلام المحمدي الأصيل وفهم منظومته كاملة.


يتساءل الأستاذ يعقوب في كتابه الذي خصصه لتحليل مسألة الصحابة وهو كتاب ( نظرية عدالة الصحابة ) ، قائلاًً : لماذا حدثت الإنهيارات ، لماذا توالت؟ حتى حولت النظام السياسي إلى هيكل عظمي وأخرجته ، عن معناه وصورته ، ثم أتت عليه ورفعته من واقع الحياة بعد أن أبطلت مفعول المنظومة الحقوقية الإلهية وحرمت الجنس البشري من التداوي بعلاج الإسلام ومن الإنتفاع بمنظومته؟.


أين يكمن بسبب ذلك كله ؟ : من المحال عقلاً أن يكون سبب هذه البلايا والمحن من المنظومة الحقوقية ذاتها لأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه ! إذن فمن المؤكد أن السبب في كل ذلك يكمن في الذين قادوا التاريخ السياسي الإسلامي ووضعوه ، أو في الأمة التي أشتركت معهم في صناعة هذا التاريخ وإخراجه أو بالأثنين معاً! ، عن كتابه المذكور ص 4 ـ 5.


نعم لقد جرت علينا جماعة الصحابة بما فعلوه بعد الرسول ـ إلاّّ الصالحون منهم ـ الويلات وتركوا الأمة تتخبط في ليل الفتن الدامية ـ ومازالت ـ إلى أن يفرج عنها الله ، نعم إن الصحابة هم الذين جعلوا الإسلام ممزقاً وإلاّّ فبأي عقل أم بأي شرع تخرج عائشة أم المؤمنين مجهزة للجيوش لتحارب علياًً؟!.


وبأي سابقة يسطو معاوية الطليق الذي أسلم يوم فتح مكة على زعامة المسلمين فيجعلها ملكاًً عضوضاًً بعد أن كانت خلافة ؟! وبأي حق يحكم يزيد الفاسقالفاجر شارب الخمور : ( إنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 279، عن الحسن البصري ) ، الأمة الإسلامية العريضة وهو وغيره من حكام بني أمية وبني العباس والعثمانيون لا يستفيقون من السكر ليلاًً ونهاراًًً ؟!.


بعد تعريفه .... الصحابي لغةً وأصطلاحاً ورأي أهل السنة وعلماءهم في ذلك يصل الأستاذ يعقوب الى أمثلة منهم ، فهذا الزبير يقتل في معركة الجمل ضد علي بن أبي طالب وكذلك طلحة بن عبيد الله وعمار بن ياسر يقتله جيش معاوية وعمار هو الذي قال : فيه رسول الله (ص) : عمار تقتله الفئة الباغية ، وهذا معاوية يأمر عمّاله بسب أبي تراب ، علي بن أبي طالب (ع) ؟!.


يقول الأستاذ في كتابه : وإبتغاء لمرضاة معاوية ، كان عماله يسبّون علياًً (ع) : لأنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 167 ، الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 413 ، المستدرك للحاكم النيسابوري ج 1 ص 385 وغيرها كثير.


وعلى هذا كيف يكون جميع الصحابة عدولاًً؟! وعلى هذا يتبين كذب الحديث الموضوع على رسول الله (ص) : الله الله في أصحابي ، لاتتخذوهم غرضا بعدي .... ، إنظر مسند أحمد ج 5 / 54 ، فلماذا كان معاوية يسب علياًًً ، وإستمر بنو أمية على لعنه (ع) طيلة سبعين سنة!.


يقول الأستاذ يعقوب في ذلك : لو كانت الصحابة كلهم عدول لما حدثت الفتنة ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًً لما تفرقت الأمة ، ولو كان الصحابة عدولاًً لما قتل الصحابي صحابياًً مثله ، لأن العادل لايقتل النفس التي حرم الله ألاّ بالحق ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًًً لما وسد الأمر لغير أهله ولما أصبحت الخلافة ملكاًً وغنيمة يأخذها الغالب ، عن كتابه ـ نظرية عدالة الصحابة ـ ص 69.


بعد هذا التحليل المنطقي للأحداث والشخصيات التي عاصرت الفتنة يأتي المحامي يعقوب إلى مسألة المرجعية الشرعية في الإسلام ، أي من الذي جعله الله خليفة وحاكماً للمسلمين بعد رسول الله؟ وما هي نظرية الإسلام في الحكم ، هل هي الشورى ، كما يدعي أم التعيين أم النص ، يقول هو في ذلك تحت عنوان : الدليل الشرعي على تعيين الله للمرجعية الفردية ص 190 مايلي :


- آية الولاية وهي ، الآية 55 من سورة المائدة : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، وقد نزلت هذه الآية في علي (ع) حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته ، عن كتابه ص 190.


- يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وبالفعل فقد نصب النبي (ص) أمير المؤمنين علياًً مرجعاً وخليفةً من بعده في جمع غفير ضم مائة الف مسلم في غدير خم ، وذلك يوم الخميس وقد نزل عليه جبريل بعد مضي خمس ساعات من النهار .... ، وقد نزلت هذه الآية يوم الغدير ، إنظر مثلاًً ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج 2 ص 86 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 187 ، أسباب النزول للواحدي النيسابوري ص 115 ، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج 2 ص 298 ، تفسير الفخر الرازي ج 12 ص 50.


ثم يعرض الأستاذ يعقوب مسالة الإنقلاب على هذه المرجعية الشرعية ونلخصها فيما يلي : نزع الخلافة والإمامة ، عن بني هاشم وتفريقها على بطون قريش ، فقد قال عمر لإبن عباس كرهوا ( قريش ) أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم ، فأختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت .... ، إنظر الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 24.


وعلى هذه الخطة طلعت نظريات عجيبة وغريبة لا غصل لها ولا فصل مثل نظرية الشورى المزعومة ، وقد أخبرنا : التاريخ ما وقع في سقيفة بني ساعدة من نزاع وسب وشتم فإنتخب أبوبكر خليفة دون إجماع ولا شورى المسلمين.


وعين أبوبكر عمر ولم يستثر أحداًًً وكذلك فعل عمر حيث عين ستة فأين الشورى ، بعد الشورى جاءت نظرية أخرى وهي نظرية الغلبة حيث الملك والخلافة لمن يغلب فحكم بنو أمية وبنوالعباس وكل الخلفاء في تاريخ المسلمين بالقوة والقهر ، وهذا إبن عمر يقول بنفسه مزكياً لخلافة يزيد وعبد الملك وغيرهما ، نحن مع من غلب ، إنظر طبقات بن سعد ، ترجمة عبد الله بن عمر.


- وللأستاذ أحمد حسين يعقوب كتب رائعة أخرى ، يحلل فيها بدقة فترة ما بعد وفاة رسول الله (ص) ليخرج بنتائج مهولة ، وهي مافعله الصحابة بهذه الأمة حيث مزقوها تخريقا وجعلوها طرائق قددا ، كل حزب بما لديهم فرحون.


حتى صارت الفرقة الشيعية ـ الواعية لهذه الحقائق والفاهمة لها كل الفهم ، فرقة ضالة وما ذاك إلاّّ لرفضها للسلاطين وحكام الجور وهذا التحريف التاريخي الكبير الذي حدث لمنظومة الإسلام ككل يقول المؤلف خاتماً كتابه.


وبالمقابل فإن السلطة القابضة بأيديها على زمام كل شيء في المجتمع ، صارت حرية الشيعة بطرح وجهة نظرها ، وإتهمت الشيعة بأنها خارجة على الجماعة ، وشاقة لعصا الطاعة ، وأحياناً أتهمتها بالمروق والرفض والزندقة والكفر .... الخ ، وكانت وجهة نظر السلطة بالشيعة متاحة للجميع ، وتنقلها وسائل أعلام السلطة بحرية ويروّج لها العلماء المتعاونون مع السلطة ، فصورت الشيعة بأبشع الصور وعمقت الهوة بين الشيعة والأمة ، وماتت أجيال وجاءت أجيال ، فتصورت الأجيال اللاّحقة أنّ التهم التي الصقتها السلطة بالشيعة صحيحة ، فأخذت تردّد نفس التهم وتعزف على ذات الوتر بحكم التقليد ، والشيعة محتسبة ، صابرة ومثابرة ، وواثقة أن اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ليس ببعيد ، نعم لم يعد هذا العصر ـ عصر الإنفتاع على الموروث وعلى الأخر ـ يسمح بهذه الأكاذيب والزيف التاريخي ، فأقبلت جماعات وأفراد حرة ، واعية بالإسراع نحو مذهب الشيعة ، مذهب أهل البيت الذين قال : فيهم رسول الله (ص) ، والحمد لله على هدايته وتوفيقه.


وأجرت معه مجلة المنبر حواراً جاء فيه : لم تكن المناظرة عقائدية ، أو شخصية علمائية ، أو تباحثا شخصيا ، أو كتاباًً شيعياً .... ذلك الذي دفع المحامي الأردني الشهير أحمد حسين يعقوب إلى التشيع وإعتناق عقيدة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، بل كانت الومضة الأولى التي قادته الى هذا المعين العذب كتاباًً أفجعه ، لكاتب سني هو خالد محمد خالد ، الأديب المعروف.


- أبناء الرسول في كربلاء : إن إسم هذا الكتاب الذي وقعت عيناً أحمد حسين يعقوب عليه ، فقرأه بشغف ، ليكتشف كيف أن الظالمين وثبوا لتبديل شريعة الله تعالى ، ومحو ذكر محمد وعلي صلوات الله عليهما ، بما إرتكبوه من جرائم يندي لهما جبين الإنسانية ، وإرهاب لم تعرف له مثيلاً البشرية ، وبما رسخوه في أذهان العامة من مضامين ثقافية جعلت الحلال حراماًًً والحرام حلالاًً ، وبدلت المعروف بالمنكر ، وآل البيت بالصحابة!.


- إنه الحسين .... سيد الأحرار والشهداء ، صلوات الله وسلامه عليه ، هو من فتح ذراعيه لأحمد حسين يعقوب الذي ظل يبكي الماً ويئن لوعة ، لما جرى على أبي عبد الله ، فكان حرحه النازف ودمعه الهادر طريقاًً سلك به الى بر الأمان ، حيث صاحب الزمان ، صلوات الله وسلامه عليه.


- يتحدث المحامي الذي عاهد ربه أن يترافع طوال حياته عن قضية أهل البيت عليهم السلام العادلة ، عن قصته ، وكيف تبين له أن شيعة آل محمد (ص) هم الفئة الناجية ، وكيف ووجه من المجتمع والناس ، الذين اتهموه بالكفر والإرتداد والرفض والمروق عن الملة والدين!


- إنها كلمات يسردها أحمد حسين يعقوب ، صاحب كتاب : ( المواجهة ) ، الذي حوكم بسببه ، في خطاب خاص أرسله الى ( المنبر ) ها هو نصه : أنتمي لعشيرة بني طه أبو عتمه إحدى بطون عشيرة العنوم ، ولدت في كفرخل الواقعة شمال جرش عام 1939 ، متزوج من إمرأة واحدة ولي عشرة أولاد ذكور ، وأربع بنات ، حصلت على الثانوية العامة من مصر ، وأكملت دراسة الحقوق في جامعة دمشق ، وسجلت للدراسات العالية / دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية وسجلت لدراسة الماجستير في جامعة الحكمة ، كنت موظفاً ومعلماً وخطيب جمعة ورئيس بلدية ، وأنا أعمل في مهمة المحاماة منذ 17 عاماًً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
بشار


رقم العضوية : 1
الجنــس : ذكر
المواليد : 11/05/1992
التسجيل : 07/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 31
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : القرد
عدد المساهمات : 3576
نقـــــــــاط التقيم : 7183
السٌّمعَــــــــــــــة : 29
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة
العمل/الترفيه مدير المنتدى
كبار علماء السنة استشيعوا  Jb12915568671

كبار علماء السنة استشيعوا  Hamsmasry-964539cfd9






كبار علماء السنة استشيعوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كبار علماء السنة استشيعوا    كبار علماء السنة استشيعوا  Emptyالثلاثاء مارس 19, 2013 1:33 am

البطاقة الشخصية



مولده ونشأته : ولد في المغرب مدينة ( مولاي إدريس ) سنة 1967م ، في أسرة مالكية المذهب لكنه من حيث النسب ينحدر من أصول إسماعيلية نسبة إلى إسماعيل إبن الإمام جعفر الصادق (ع) كاتب قدير له عدة مؤلفات وصحافي بارز كتب في العديد من الصحف ، تلقى دراسته الإبتدائية والثانوية بالمغرب ثم هاجر الى المشرق ودرس بالحوزة العلمية في الشام بعد تشيعه.



يقول الأخ ادريس : وقع بين يدي كتابين يتحدثان عن فاجعة كربلاء وسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ولأول مرة أجد كتاباًًً يحمل لهجة من نوع خاص - مناقضه تماماًً لتلك الكتب التي عكفت على قراءتها ، لم أكن أعرف إن صاحب الكتاب رجل شيعي ، لأنني ماكنت أتصور أن الشيعة مسلمون ! فكانت تختلط عندي المسألة الشيعية بالمسألة البوذية أو السيخية ، والوضع السني لايجد حرجاً في أن يملي علينا ذلك ، إنّه كان يكرس هذه النظرة لدى الأفراد ، ولايصحح مغالطاتهم.



وفجأة وجدت نفسي مخدوعاً ، لماذا هؤلاء لا يكشفون الحقائق للناس ، كما هي في الواقع ؟ لماذا يتعمدون إبقاءنا على وعينا السخيف ، تجاه أكبر وأخطر مسألة وجدت في تاريخ المسلمين ؟ ثم لماذا لايتأثرون بفاجعة الطف العظمى ، تلك التي ماجت في دمي الحار بالإنصاف والتوق إلى العدالة ، فتدفقت بالحسرة والرفض والمطالبة بالدم الضائع في منعطفات التاريخ الإسلامي.



كنت - قبل ذلك - ذا ثقافة آحادية الجانب هي ثقافة أهل السنة والجماعة ، وفجأة وجدتني ملتزماً بخط لا أعرف له أساساً تاريخياًً ، وصرت واحداًً من الإخوان المناضلين الذين ضاقوا بظلم الواقع ، وأرادوا أن يعيدو سيناريو العذاب التي جرت وقائعها في السجن الحربي ( ليمان طرة ) في مصر.



في تلك اللحظة غمرتني أدبيات الحركة الإسلامية ، وأخذت مني مأخذها وتملكني فكر المحنة لدى سيد قطب بكلماته المشعة أدباً والتي حملت في أحشائها تلك الظلال الوارفة بياناًً وبديعاً ، فأبيت ألا إن أغزو الظلم قبل أن يغزوني .. ولعلي تعثرت كثيراًًً بسبب الأدبيات التي عبثت بوعيي الصغير يومئذ ولا أنكر أني كنت من أنصار ( الهجرة والتكفير ) وإنني ما أزال أحفظ ، عن ظهر قلب تراتيل الفريضة الغائبة!.



وفي لحظة من عمري ذهبية طرحت على نفسي سوآلاًً : ترى ، ماهو هذا الظلم الذي مازلت كل حياتي أشتكي منه وأفرض من خلاله كل الأوهام على نفسي ؟ ، لم أجد جواباًً شافياً في ذهني ، سوى ماركز في نفسي من أدبيات حركية إستلهمتها من كتابات معينة وكلمات جميلة لم أجد لها في ثقافتي الجمهورية نسبة إلى الجمهور بديلاً.



( فاجعة الطف )



- هذه وحدها الحدث الذي أعاد رسم الخريطة الفكرية والنقية في ذهني ، إن هذا الظلم الذي أعاني منه ليس جديداًً على الأمة ، فلقد سبقه ظلم أكبر ، وعلى أساس هذا الظلم القديم قالت لي أفكاري : إن هؤلاء الظالمين اليوم يسلكون طريقاًًً أسسه رجالات كانوا يشكلون حجر عثرة إمام مسيرة الأمة من آل البيت (ع) حتى إذا ورد جيل المحنة حالياً ، فأراد أن ينظم مشروعاًً لمعارضة الظلم السياسي في الأمة على قاعدة الظلم نفسه الذي كان سبباًًً في التمكين لهؤلاء الظلمة سوآلاً غريب ، لكنه واقعي ! ترى تناقضاًً رهيباً بين تنزيه ظلمة الماضي وتثوير المجمتع على ظلمة الحاضر .. فما الفرق بين الماضي والحاضر.



كنت كلما طرحت سوآلاً على نفسي رأيت شيطاناًً يعتريني ويقول لي : دع عنك هذا السؤال ، فهل أنت أعظم من ملايين المسلمين الذين وجدوا قبلك وهل أنت أعلم من هؤلاء الموجودين حتى تحسم في هذه الحالة.



لقد كبرت في عيني هذه الكثرة الغالبة وصعب على مخالفتها ، لولا أن هداني الله ، بيد أن شيئاًًً واحداًًً جعلني أنتصر عليها ولا أبالي ، وهي عندما وجدتها جاهلة وتعلمت كيف أخالف المجتمع الجاهلي ، والصمود إمام الأمواج البشرية المتدفقة والتي ليس لها منطق في عالم الحقائق سوى كثرتها.



كنت أطرح دائماًً على أصدقائي ، قضية الحسين المظلوم ، وآل البيت (ع) لم اكن أطرح شيئاًًً آخر ، فإنا ظمآن الى تفسير شاف لهذه المآسي ، لم أكن أتصور ، وأنا مسلم في القرن العشرين ، كيف يستطيع هؤلاء السلف الصالح أن يقتلوا آل البيت (ع) تقتيلا!.



إن هذه الفكرة التي إنقدحت في ذهني باللطف الإلهي جعلتني أدفع أكبر ثمن في حياتي ، وكلفتني الفقر والهجرة والأذى .... وما زادني في ذلك إلاّ إيماناًً وإصراراً ، وتذكرت قولة شهيرة للإمام علي (ع) لما قال له أحد شيعته : إني أحبك يا أمير المؤمنين فأجابه : إذاً ، فأعد للفقر جلباباً! ، لم تكن عندي يومها المراجع الكافية لإستقصاء المذهب الشيعي .... لكنني أسندت ذلك القليل الذي أملكه من كتب الشيعة بدراساتي النقدية والمعمقة ، لكتب أهل السنة والجماعة.



قال لي أحد المقربين يوماًًً : من الذي شيعك ، واي الكتب إعتمدتها ؟ ! ، قلت له : أما بالنسبة ، لمن شيعني ، فإنّه ، جدي الحسين (ع) ومأساته الأليمة أما عن الكتب ، فقد شيعني ، صحيح البخاري والصحاح الأخرى ، قال : كيف ذلك ؟ ، قلت له : إقرأها ، ولا تدع تناقضاًً إلاّّ أحصيته ، ولا رطانة إلاّّ وقفت عندها ملياً .. إذ ذاك ستجد ، بغيتك!.



ويعلم الله ! أنني رسخت قناعاتي الشيعية ، من خلال مستندات أهل السنة والجماعة أنفسهم ، ومن خلال مارزحت به من متناقضات وكان الكتاب أحياناًًً يتعرض بالشتم والسباب للشيعة ، وإذا بي أزداد بصيرة ببراءتهم.



كنت وقتذاك أبحث عن شيء واحد ، هو إن أتأكد من حقيقة العلاقة والتلازم بين الفكر الشيعي ، والأئمة من أهل البيت (ع) وهل هم فعلاًً مصدر هذه الأفكار ؟ أو إن الفكر جديد كل الجدّة ، ولم يكونوا قد تداولوه في عصر الأئمة؟



إنني أدركت بعد ذلك أن الأئمة ، كانوا أكبر من أن يتبعوا غيرهم ، وما ثبت في التاريخ الإسلامي أن تعلّم إمام من أئمة أهل البيت (ع) على يد عامية ، بل هم كانوا أساتذة لأئمة أهل السنة والجماعة ، الذين مالبثوا أن مالوا وإستكانوا لرغبة الأمراء والخلفاء وسكتوا عن أشياء وضمّموا أخرى وأخضعوا فكر الأمة لعزيزة البلاط!.



والسؤال : هل ما عليه الشيعة اليوم من عقيدة وعبادات كان جارياً في عصر الأئمة ؟.

بينما أنا أتصفح تفسير إبن كثير ، إذا بي أعثر على تفسير الآية الكريمة : وإمسحوا برؤوسكم وأرجلكم ، حيث أورد وجهات النظر الفقهية المختلفة بين القائلين بالغسل والقائلين بالمسح إستحصر خطاباً للحجاج بن يوسف الثقفي ، يقول فيه بالغسل ، وكان هو الخطاب الحاسم في تفسير غبن كثير للآية الكريمة.



وأورد قصة ، عن أصحاب زيد بن علي (ر) قال إبن أبي حاتم ، حدثنا : أبي ، حدثنا : إسماعيل بن موسى ، أخبرنا : شريك ، عن يحيى بن الحرث التيمي يعني الخابر قال : نظرت في قتلى أصحاب زيد فوجدت الكعب فوق ظهر القدم وهذه عقوبة عوقب بها الشيعة بعد قتلهم تنكيلاًً بهم في مخالفتهم الحق وإصرارهم عليه ، وهكذا قتلوا في المعركة ومسخت جثثهم ، حيث إنقلبت أكعابهم الى ظهر الرجل.



الله أكبر ! وشهد شاهد من أهلها ، إن هذه الممارسة الفقهية والعبادية لم تأت من الأهواء اللاّحقة ، بل كانت متداولة في عصر الأئمة ، وتحت سمع واحد من قيادات بني هاشم والمقربين إلى الأئمة ، وهو زيد بن علي بن الحسين رضوان الله عليه فإذا كان زيد وأصحابه مسخوا في تفسير إبن كثير ، فيا تاريخ سجل ، إنني أول الممسوخين! إن هذا ليس هو أول لغم في تراث أهل الجماعة يفجر غضبي ، ففي مقدمة إبن خلدون ، حقيقة أخرى ، يجب الوقوف على وقاحتها ، إذ قال : وش أهل البيت في مذاهب إبتدعوها ، وفقه إنفردوا به!.



إن هذا يعني إن المتهم الأول هم آل البيت (ع) الذين قال : فيهم الرب سبحانه : إنما يريد الله ليذهب عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيرا.



هذان المثالان طمأناني ، على مدى تمازج الشيعة بآل البيت (ع) وكان أهل البيت (ع) أيضاًًً موضع إتهام مع أشياعهم.



خرجت الى الساحة بقوة ، بعد أن تشبعت بكل المقومات السجالية والكلامية ، وبعد إن وقفت على آخر تذرعات العامة ، وحصلت لي سجالات كثيرة ، وحوارات طوال مع مختلف طبقاتهم ويعلم الله إنهم كانوا في كل الأحوال ضعيفي الحجة ، سقيميها ، هزيلي المنطق ، عليليه ، لايصمدون إمام إبسط مقولة عقلية في الحوار ، كيف يراد لي أن أسلك مذهباًًً يقوم على الصنمية التاريخية ، إنني أدركت منذ البداية إنني لست على الإسلام كما كانوا يدعون ، وإنما على مذهب من الإسلام إسمه مذهب السنة والجماعة ، كيف يعقل أن تلغى المذاهب الأخرى ، ويبقى مذهب واحد مستبد بعقول الناس ، ولم تكن له : قدرة على الإستمرارية إلاّ لأنه بقي مذهباًًً رسمياً ، لكل الدول التي تعاقبت الخلافة في مابعد!.



- وأخيراًً .... نلخص من هذه الرحلة السريعة ، القاسية ، في رحاب المعتقد لنعلن أهمية الرجوع الى أصل المعتقدات لإعادة بناء القناعة ، على أسس علمية دقيقة ، بعيداًًً ، عن ذوي التقليد ، إنني لم اتذوق حلاوة العقيدة ، إلاّ في ظل الجولة ، عندما أوقفني البحث الطويل ، المضني على عتبة آل البيت النبوي ، الذين ظلمهم التاريخ - الأموي - ووضع بديلاً عنهم ، نماذج وهمية ، كانت هي حقاًً سبباًًً في تشتت الدين ضمن مذاهب متفرقة ، ادخلت المسلمين في فتن ضارية.



ولما قادني بحثي إلى الإمام الصادق (ع) شعرت بأنني كنت طيلة حياتي مخدوعاً بعظماء وهميين ، إذ أن العملاق المجهول الذي كان معلماً لمئات من علماء هذه الأمة ، لم يوفه تاريخ الجماعة حقه ، بالرغم من أن الأئمة الأربعة أخذوا عنه ، لقد خرجت من الضيق وشدته الى سعة الحق ورحابته ، ومن غبش المعاني الى الوضوح والجلاء.



لقاء المنبر مع ادريس الحسيني : البحث عن الحقيقة .. للوصول إلى شأو الأمل .. هذا هو محور لقاء المنبر مع الكاتب والصحافي الأستاذ : إدريس الحسيني ، الذي ولج إلى روضة الحق من بعد رحلة بحث طويلة في القرآن الكريم .. وبين أنقاض التاريخ المدفون ، وإستقر به المقام في هدى الأئمة الأطهار ليعلن أنها البداية فقط .. والبقية تأتي! أن يكون مسلماًً بإمتياز ورسالياً في طليعة الأمة هكذا بين أستاذنا كيف يكون المرء شيعياً .. وإعتقد أن المستقبل سيكون لمذهب آل البيت (ع) لأنه السنة التي يسير وفقها الكون .. وهو القانون الذي تدور بمعطياته الأفلاك والأجرام.



- وأخيراً القى السيد إدريس الحسيني مهمة تقع على عاتق كل مسلم .. وهي البحث عن الحقيقة ، مهما إعترت الإنسان من معوقات .. فعليه التحرر من قانون الأسر الموروث .. وعليه الصمود في درب الحقيقة المضني ، ثم أوضح لكل المتشيعين ، أن التشيع ليس صنعة سهلة ولا لعبة مذهبية أو طائفية إنما مسؤولية كبرى .. لن يتحملها إلاّ من كان حراً .. كحرية أبي الأحرار (ع).



وهذا هو نص لقائنا به :



المنبر : كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (ع) ، أين ومتى وعبر من؟.



الحسيني : ربما كنت قد وضحت شيئاًً من ذلك في كتاب ( الإنتقال الصعب ) فالبداية طبعاً ، كانت بالمغرب ، أنت تسأل عبر من ؟ وأنا أجيبك عبر نفسي ، لا أحد أخذ بيدي - بصورة مباشرة إلى هذه المدرسة ، لقد إندفعت الى ذلك بنفسي متعمداًً على إمكاناتي ، ربما كانت هناك ظروف وملابسات لها مدخلية كبيرة في هذا الإختيار ، كنت يومئذ شاباً غضاً طري العود ، لكن أسئلتي كانت كبرى ، لقد تعرفت على هذا المذهب عن طريق البحث والدراسة والإصرار على المعرفة ، والحمد لله أصبحت شيعياً موالياً.



المنبر : ماهي العوامل التي دفعتكم إلى إعتناق هذا المذهب وترك مذهبكم السني ، وكم طالت مدة هذه الرحلة؟.

الحسيني : لقد وجدت نفسي فجأة تحت سقف معرفي منيع ، وأنا بطبعي أكره الأماكن الضيقة ، وأهوى الفضاءات الأوسع ، تساؤلاتي الصغيرة كبرت معي ، لكنني لم أكن أجد جواباً شافياً ، كان الجواب بالهروب والتعتيم والتضليل والإرهاب ، أي لاتسأل .. إنها الفتنة ! طبعاً ، لست أنا من صنع الفتنة الكبرى ، ولست صانع تلك الأحداث ، ولكنني كنت أرفض أن أكون صنيعة لها ، أنا أتحدث عن إنتقال : صعب من الناحية النفسية والإجتماعية و .. و .. أما من الناحية العقلية ، أستطيع أن أتحدث عن إنتقال : سهل لأن الذين لم يكونوا يجيبونني عن تساؤلاتي ، وينصحونني بأن لا أقرأ التاريخ إطلاقاً ، كانوا بمثابة حافر لي لإلتماس الجواب بنفسي وبجهدي الخاص طبعاً ، لا أقول : إنني تركت المذهب السني ، إن كنت تعني بالمذهب السني ، ذلك المذهب التاريخي ، فأنا بكل تأكيد لست سنياً بهذا المعنى ، ولكنن سني بالمعنى الشرعي الأصيل ، وإلاّ ما معنى أن أكون شيعياً ؟ أنا كنت أبحث عن السنة ، ولما تبين لي بالأدلة القاطعة ، الأخذة بالأعناق ، أن لسنة الرسول (ص) طريقاًً واحد لا غير ، هو طريق أئمة أهل البيت (ع) وأنني ملزم بها تكليفاً عن هذا الطريق فقط ، إخترت ذلك .. فأنا سني بإمتياز! ، طبعاً كان لحدث الثورة الإسلامية في إيران وقع كبير في هذه التجربة ، لأنني رأيت النموذج حياً أمامي ، ورأيت الوجوه التي حدست فيها الخير كله ، وعلى فكرة ، أنا كنت أحب الإمام الخميني ( قدس سره ) مذ سمعت عنه وقبل البحث ، كنت أراه قديس هذا القرن على الرغم من كل الإشعاعات التي حيكت عبر الإعلام المضلل ، لقد ذاب رحمه الله في الإسلام وتحضرني عبارة للشهيد سماحة السيد باقر الصدر لما قال : ذوبوا في الإمام كما ذاب هو في الإسلام.



لقد قضيت فترة في البحث قاسية .. ياالله .. كم كان الأمر صعباً .. إنني كنت أشعر بالإنسلاخ .. إنه أشبه مايكون بالمخاض .. هذا بالاضافة الى وجود ذلك الحصار الكبير .. لا وجود للمصادر ولا للكتب .. لقد قرن التشيع بالإرهاب ، ورفعت الصحف وجف المداد .. الذين عاصروا تلك المرحلة يدركون صعوبة هذا الإختيار ، اليوم أتامل بعض التجارب وأراها سهلة سريعة ، وفي ظروف مواتية تماماً .. لقد قمت بكل ما يمكن أن يفعله باحث ، عن الحقيقة ، ومصر على المضي في دربها الوعر ، لكن ، المهم أنني وصلت إلى البداية حتى لا أقول النهاية !.



المنبر : كيف كانت ردود فعل أسرتكم وعشيرتكم ومجتمعكم تجاه هذا القرار الصعب ؟ وما مدى تأثير تشيعكم على المجتمع المغربي؟.

الحسيني : لقد لفت إنتباهي سؤالكم هذا ، قلتم عشيرتي ، ويبدو إنكم تتحدثون إلى بمعطيات الإجتماع الخليجي ، أنا لا أعرف ما معنى العشيرة ، وبالتالي لا وجود لأي ضغط أو مشكلة من هذا القبيل ، أما الأسرة ، فهي أمر لا يمثل خطورة أيضاًً ، نحن في المغرب ، الأمر يختلف من طبقة إلى أخرى ، ومن بيئة إلى أخرى.

وكما عبرت في كتاب : ( الإنتقال ) : أنني في إختياراتي المعرفية ، عشت مناخاً من الحرية ، لا أحد يجبر أحداًً على فعل شيء أو الإيمان به على سبيل الإكراه ، إذا عنيت بالعشيرة ، مجملة العائلة ، فلا سلطة لأحد على أحد ، والعائلة ليست إتجاهات أو تيار واحد .. هناك التقليدي الرسمي ، وهناك السلفي ، وهناك الصوفي ، وهناك الليبرالي ، وهناك اللينيني .. وسوف أفاجئك بالقول ، إن إحدى عماتي مقيمة بالديار الفرنسية تنصرت ، وهي من نشاط ( شهود يهوه ) ! إذن ، لست بدعاً في ذلك ، ربما هناك أسباب كثيرة ساهمت في ذلك لا مجال لذكرها ، نعم المجتمع ، وتحديداً الإسلاميين ، هؤلاء شوشروا علي ، وأزعجوني وبالغوا في ذلك .. الحمد لله أنني هاجرتهم مبكراً ، ولم يصلني منهم سوى القيل والقال : ولكن يبدوإن قسماً منهم - للأنصاف - متفهم ومتعقل ، وتربطني بهم صداقة.



هناك من صورني ( دانكشوطاً ) طائفياً ، ولكن كل هؤلاء لا يعرفون عني شيئاًًً ، الذين لهم صلة بي ، عن قرب ، يدركون تماماً إنني شخص متسامح ، وقلق على وحدة الصف ، والقضايا المصيرية للأمة.



التشيع عندي حاجة معرفية لتفعيل وضع الأمة ، وليس إنتشاء في هذه المراتع المذهبية ، إنني مع كل ما يبدو مني من قسوة وجدية في الظاهر ، لم أكفر أحداًًً ، قد أكفر ناكراً لمعلوم من الدين بالضرورة ، أو من تعرض للأئمة (ع) بسبّ أوقدح .. ما عدا ذلك ، فإنا أعرف حدودي ، وهناك في الإخوة من السنة أناس مؤمنون متقون لاشك في ذلك ، لقد كان لهذه التجربة تأثير ما على كثير من الأشخاص في ما بلغني ، هناك من تشيع من خلال قراءته لكتاب ( لقد شيعني الحسين (ع) ) سواء في البلد أو في أوربا أو في دول عربية .. هناك من وجد فيه سنداً عزز قناعاته بهذه المدرسة .. هناك إخوة من العامة أصبحوا أنصاف شيعة لو صح هذا الوصف .. على كل حال ، الناس أحرار هنا في أن يقبلوا أو لا يقبلوا ، وأنا كل ما يمكنني قوله : أعطني حرية للتعبير ، أشيع لك العالم بأكمله ولكنني أكره فرض العقيدة أو التحايل في ممارسة الإقناع ، أنا إنسان مسلم وحر ، وأؤمن بأن : لا إكراه في الدين.



المنبر : هل وقعت بينكم وبين علماء المذهب السني مباحثات أو مناظرات مذهبية؟.

الحسيني : لا .. ليس ذلك من عادتي .. أنا أكره المناظره ، ومزاجي لا يتحمل .. لكنني إذا دعيت إلى ذلك أجبت ، أنا أفضل الحوار الهادئ الذي يحكمه منطق ونظر .. هناك طبعاً أشخاص يستغلون غياب الشيعة ، فيغامرون بنقوض فجة مشحونة بالإسفاف .. وأنا لا إدخل معهم في نقاش ولا حتى أرد عليهم ولا أعطي أهمية لما يقولونه .. هناك آخرون أضفوا عليهم صفة العلماء ، وما هم كذلك في قناعتي .. لقد بلغني أن أحدهم القى محاضرة بأحد الجوامع بطنجة ، تحت عنوان ( المتشيعون للشيعة ) .. فعل ذلك ، لأنه أحس أو سمع بوجود أشخاص قيل له أنهم متشيعون .. هذا الشخص هو : ( عبد البارئ الزمزمي ) .. لقد حمسني بعض الأخوة الى زيارته قصد إجراء حوار معه بهذا الخصوص .. لكنني رأيت ذلك مخالفاًً للبروتوكول .. ثم إنني رأيت فيه رجلاًًً متعصباً وظلامياً ، يقول : ما لا يليق ، لقد أعاد لوك تلك الأسطوانة التي حفظها ، عن ظهر قلب - كحافظ - عن الباكستاني المجدف ، إحسان إلهي ظهير.

على كل حال ، كان كتابي ( هكذا عرفت الشيعة ) جواباً عما طرحة من إشكالات دون أن أشير اليه ، نعم حصلت لي حوارات - حتى لا أقول مناظرات - مع عدد من أبناء العامة .. منهم من آمن بما أقول ، ومنهم من فل هارباًً ، ومنهم من فضل الحياد .. ما لاحظته ، أنهم يفضلون النقوض السهلة ، والقدح من بعيد .. وهم يفرقون من مناقشة صغارنا فأما لهم الصمود إمام المجربين المختصين .. أنا لا أريد أن أتحدث بسوء عنهم.. ولكنني لا أخاف تهديدهم وإرهابهم ، بل إني أخاف عليهم من نفسي!



المنبر : كتابكم : ( لقد شيعني الحسين (ع) ) .. أحدث ضجة واسعة.. ما أبعادها؟.

الحسيني : بالنسبة لكتاب ( لقد شيعني الحسين ) .. عبرت بما فيه الكفاية ، بأنه كتاب لم أكن أظن أنه سيثير كل هذه الزوبعة .. لقد أزعج الكثير .. وبلغني ما لحق البعض من محاكمات ، وصلت إلى حد الحد والحجز .. وفي أماكن أخرى لحرق كميات كبيرة منه .. كل ما أقوله للإخوه الذين تعرضوا لذلك : أنا آسف .. وأجركم على الله.. لكن مثل هذه الإجراءات لا تمنع دخول الكتاب وإنتشاره .. لقد بلغ كل المناطق العربية والآسيوية والأوروبية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية .. إنها بركة الإمام (ع) ذلك الرجل العظيم ، الذي صنع كربلاء في المكان والزمان وفي نفوسنا ..



ربما أظهرت بعضاًً من القسوة في تناول الموضوع .. ولكنني مع كل ذلك ورغم الحالة الإنفعالية الشديدة ، لم أكفر أحداً من العامة ، لقد كان أسرع كتاب يقدمه مؤلف لقرائه .. في بعض أسابيع ، فجرت ما كان يخالجني من تساؤلات .. إنني لست قدرياً بالمعنى الجبري ، ولكنني أقول في هذا الموضع أنني كتبت ( لقد شيعني الحسين ) جبراً ، لقد شيعني الحسين (ع) حقيقة ، لأنه وضعني على عتبة التشيع ، وأتمنى أن يشيعني مرة ثانية ، لينطلق بي إلى الفضاءات الأوسع في عالم التشيع.



المنبر : بعد تشيعكم وسيركم في هذا الصراط المستقيم .. ما هي نظراتكم للتشيع .. بمعنى ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً؟.

الحسيني : في الحقيقة ، لا أخفي عليكم ، أن هذا هو أهم سؤال طرح عليّ حتى الآن ، ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً؟ ، حينما أتأمل جيداًً هذا السؤال ، أجد نفسي في دوامة من القلق ، وكان التشيع أصبح ذلك الشيء الذي نسعى اليه أبداً ، التشيع بشكل عام ، هو إن أكون مسلماًً بإمتياز أي رسالياً في طليعة الأمة ، حينما نقرأ في تعاليم أئمتنا (ع) نجد تعريفاً حقيقياً للشخصية الشيعية ، وللأسف هي تعاريف غائبة وربما مغيبة ومسكوت عنها في واقعنا.

لو سألت الإمام الصادق (ع) ، عن من هو الشيعي : لقال : لك بأنه أعبد وأورع من في الحي .. وهو الأكثر ذوباناً في ذات الله ، وبالتالي فهو في ولائه ، يوالي الأئمة ، بما إنهم الأفضل ، وفي عقيدتنا أن الأسبقية للأفضل علي المفضول حكم شرعي وعقلي ملزم وبالتالي الأعلم والأفقه ، ربنا جل وعلا يقول : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلاّ أن يهدى مالكم كيف تحكمون.

إذن التشيع في جوهره هو نهج الأفضل وولاء للأفضل ، إن مسؤولية الشيعي مضاعفة ، وهو في خطر عظيم ، أن أكون شيعياً ، ليس معناه أن أضرب أخماس في أسداس ، وأحترف المناظرة والثرثرة ، الإمام الصادق (ع) ندب أناساًًًً مخصوصين للدعوة ، بل وكما يقول (ع) : كونوا دعاة لنا بغير السنتكم ، ومنع آخرين من الدعوة لأنهم غير مؤهلين لها ، وقال : كونوا لنا زينا ولا تكونوا لنا شينا ، أقولها بصراحة : أنا لست راضياًً على ما أراه ، خصوصاً بالنسبة للحوزات العلمية ، أنا متفق تماماً مع السيد الخميني ( قدس سره ) على أن يكون درس الأخلاق ، درساً أساسياً في الحوزة ، أستطيع أن أقول لك ، وبكل ألم ، أنني أتمنى أن أكون شيعياً ، شيعي بالمعنى العلوي ، الذي يرضى الله ورسوله وأئمة أهل البيت (ع) وهنا أقول للمتشيعين خصوصاًً ، خصوصاًً لأولئك الذين يفهمون التشيع كهروب من المسؤولية وتحرر من التكاليف ، وعقيدة رخوة، حتى يصبحوا عرضة للشيطان .. إنني حقيقة لا أنظر الى عقيدة الشيعي أو المتشيع بقدر ما أنظر إلى ورعه وتقواه وإخلاصه ، وأخوف ما أخافه وأمقته ، داء العجرفة والنفاق والتضخم المهول والمسرف في البروتوكول الآخوندي والروزخوني إلى حد الشطط .. وفي إعتقادي ، إن من أراد أن يكون شيعياً نموذجياً حقاً ، ليجعل من الأربعين حديثاًًًًً للسيد الخميني برنامجاً عملياً.



المنبر : كيف هو وضع الشيعة في المغرب وما هو تاريخهم؟.

الحسيني : إذا كنت تقصد الشيعة بالمعنى الإصطلاحي الخاص .. هناك أناس أقتنعوا بهذه المدرسة ، مثل ما إن آخرين إختاروا مذاهب أخرى ، أما لو كنت تتحدث عن التشيع بالمعنى العام ، فإنني أرى المغرب بلداً ذا ثقافة شيعية ، فالسادة الأشراف هنا مكانتهم المحترمة ولأئمة أهل البيت (ع) وتحديداً علي وفاطمة والحسين (ع) مكانة خاصة جداًً في وجدان المغاربة ، لا يوجد في المغرب من يناصبهم عداء.

إن أكبر الدول الشيعية في التاريخ الإسلامي ، تأسست بالمغرب .. لقد تأسست هناك دولة الأدارسة ، والفاطميين ، والموحدين .. هل تعلم أن في التصور المغربي التقليدي ، أن علياًً (ع) مرفوع إلى السماء ؟ ! هل تعلم أن المغاربة يسمون قوس الرحمن ( حزام فاطمة الزهراء ؟ ) إن حكاية علي (ع) قاطع رأس الغول وكثير من الحكايات الشعبية في بطولة الإمام علي (ع) شحن بها ذهن المغاربة منذ نعومة أظفارهم ، أما عن المتشيعين فانني أراهم مغاربة ، والمغربي شخص منفتح ومتسامح بطبعه ، لا أستطيع أن أنقل لكم واقع أي شخص يختار له فكراً أو طريقاًً هنا .. نحن في مجتمع مدني نوعا ما معافى من هذه الناحية ، أن تختار لك فكراً ، لا يعني أن المسألة أصبح له مدلولاً طائفياً ، كما هو الوضع في بلدان أخرى ، الكل حر في أن يختار طريقة ، دون أن يذهب به ذلك إلى الإخلال بالأمن العام.

فهذا الأمر فقهياً نحن لا نراه ، عندنا إسلاميون ويسار ومحايدون وتقليديون وحداثيون .. نحن في وضع ( باناشي ) ، لا وجود لمشكلة ، بل إنني أرى في إستضافة المغرب لأحد المشايخ الشيعة - الشيخ : سعيد النعمان - في الدروس الحسنية خطوة مهمة على طريق التقريب ، وأيضاً إستضافة سماحة الشيخ : الإمام شمس الدين ، والشيخ : التسخيري في مؤتمر الصحوة .. كل هذا أراه إيجابياً ، لقد ولى ذلك الزمان الذي لعب فيه الإعلام المضلل لعبته القذرة ، حيث رسخ في الوجدان ، أن كل شيعي هو إرهابي بالضرورة ، إنها لازمة قدحية من إختراع إمريكي وبنكهة هوليودية ، ففي عرفنا السياسي من الضروري أن يكون الملك من سلالة شريفة ، أي من سلالة علوية ، وهذه الخاصية المغربية لها جذورها الشيعية ، ولا علاقة لها بأي إتجاه آخر.



المنبر : هل أنتم من مناصري مقولة : المستقبل للتشيع؟.

الحسيني : طبعا ، وإلاّ لماذا أكون شيعياً ، إذا كان المستقبل سيكون لغيري .. إنها إحدى البديهيات الكبرى ، المستقبل كله يتجه نحو الخلاص .. وهو خلاص ننتظره بفارغ الصبر .. وهو المستقبل الذي يصنعه الإمام الحجة (ع) هذه حقيقة أحدثها بأقدس قدساتي .. إنظر معي ، فما كانوا يعتبرونه من جفر الشيعة وخرافاتهم ، أصبح واضحاً اليوم ، إننا نعيش عصر الثورة الرقمية ، وأسلافنا تحدثوا ، عن ( الزمر الرقمية ) و ( الصورة الرقمية ) .. وإختزلوا العلوم في الحرف ، وصنعوا بها الخوارق ، أئمتنا يقولون : بأن من علامات ظهور الحجة ، أن يكلم من في المشرق من في المغرب ، وكل قوم يسمعون الكلام بلغتهم ، قالوا : بإن من علامات الظهور أيضاًً ، إن الإنسان يكلم أخاه ويرى صورته في كفه .. وذكر أمير المؤمنين (ع) إن من تلك العلامات أن يتحدث إنسان من على القمر .. وبأن ذلك العصر ، هو عصر إختزال العلوم ـ العلم قطرة كبرها الجهلاء كما يقول الإمام علي (ع) إن مايقوله أئمتنا له علاقة بالحرف ، وفي الأخبار أن قصارى ماتوصلت اليه البشرية من العلم كله حرفين وسيأتي الحجة بأكثر من ذلك .. إنظروا معي ، إلى أن المعلومات كلها تختزل في حرفين أو بالاحرى في رقمين ( 0 ، 1 ) هذا ما نلمسه في ما تقوم عليه الثورة الرقمية ، أي النظام الثنائي ( system - biniai ).

إن عصر العولمة ، وهو ليس نهاية التاريخ ، بل بداية لتاريخ جديد ، هو عصر الإمام ـ كان أمير المؤمنين يقول لهم ، لو شئت لغرفت من هذا الماء وجعلت لكم منه نور .. أو أخذت قبضة من هذا التراب وخسفت الأرض أو من في الأرض .. إنه يتحدث عن صناعة الكهرباء وتحويله وعن القنبلة النووية .. كان جابر بن حيان الكيميائي الكبير تلميذاً للإمام الصادق (ع) وكان يتحدث عن أمر لا يمكن أن تقوم به إلاّ الطبيعة نفسها .. أي تحويل التراب إلى معدن آخر ..



وعن شيء نسميه التكامل ( integration ) إذا كان الغرب اليوم إستطاع تفجير الذرة وعجز عن السيطرة عليها أو أعادة تركيبها ، فإن الإمام الصادق (ع) أدرك سر ذلك .. وكونه لم يعلمه الناس ، لأن القضية لها علاقة بالتراكم العلمي ، وهنا نفهم كلام أمير المؤمنين (ع) : لو شئت لفعلت ذلك .. أي أنه لم يشأ .. ترك الأمر للإمام الحجة (ع) الذي سيأتي بهذه الحقائق في زمن التراكم العلمي والمعرفي.

ذلك ، وكما تخبرنا الأخبار أنه ( عجل الله فرجه ) سيرقى في أسباب السماوات والأرض ، ومعنى ذلك أنه سيأتي بمعجزة يفهمها العالم المعاصر ، لقد كان الناس زمان الأئمة (ع) يعتبرون ذلك سحراً .. ولكن اليوم لا يمكننا أن نسمي ذلك سحراً ، بل سبقاً علمياً ، وتفوقاً رقمياً .. هذا هو عصر العولمة ، والثورة الرقمية ، وتلك هي الصفة التي تحيط بالامام الحجة ( عجل الله فرجه ) ألم أقل أن المستقبل للشيعة .. إنني أرى ذلك رأي العين !.

إذن ، جاء دور الشيعة .. الزمان زمانهم ، إذا فقهوا وصمدوا وأخلصوا .. والحمد لله أن مظاهر هذه الحقيقة نراها اليوم ، فجزء من كرامتنا العربية والإسلامية إسترجع على أيدي شيعة الجنوب اللبناني .. وحق فيهم قول الله تعالى تفسيرا وتأويلا : إذا جاء نصر الله .... ! نحن طليعة الأمة ، ويكفينا هذا شرفاًً ، إنما أنا أنبه الى شيء واحد ، هو إن هذا الدور الرسالي ينبغي أن يمارس بتواضع تام ، وعلى طريقة أبي عبد الله الحسين (ع) : إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر.



المنبر : كيف يمكن نشر التشيع في العالم وما هي أفضل صيغة لتقوية شوكته ؟.

الحسيني : التشيع كما أفهمه ، بإعتباره ، الإسلام الأمثل ، أي الإسلام النبوي ، يمتلك مقومات القوة والأنتشار في قوة منطقه ، وقدرته على الإقتناع لسبب بسيط ، وهو أنه مدرسة عقلانية وبرهانية ، ولذلك كنت صريحاًً مع نفسي ، فإما إن أكون مسلماًًً أولاًًً أكون .. وإذا كنت مسلماًًً ، فأما إن أكون شيعياً أو لا أكون ، ولكن في ما يتعلق بموضوع إنتشاره ، أقول : إن الطريق المناسب هو الدعوة ، لا أقول الدعوة بالمعنى الحصري الذي يتبادر إلى الأذهان.



إنني أعني الدعوة بواسطة النموذج .. الدعوة بالسلوك الحسن ، والأخلاق الحميدة وقوة المنطق والإقناع ، وأهم من كل ذلك ، فهم الحياة ، الإمام علي (ع) يقول : العارف بزمانه لاتهجم عليه اللوابس ، على التشيع أن يخرج من عقدة الماضي وكهوفه ، ليتحول الى رافد معرفي للمستقبل ، التشيع في جوهره عقيدة المستقبل ، لهذا تحديداًً ، علينا تقديمه بصورته المشرفة والمحترمة التي تأخذ في الحسبان ملابسات الواقع ومتطلباته ، علينا أن نقدم للأمة فكراً حقيقياً ، يحل معضلتها في النهضة وفي الأنماء الإجتماعي والسياسي والإقتصادي .. ما يقدمه الأخوة في حزب الله مثلاًً ، مشرف للأمة العربية والإسلامية ، وهو في الوقت ذاته مشرف للشيعة ، إن أفضل صيغة لتقوية شوكة التشيع ، هي في مزيد من تعقيل سلوكنا ، وأيضا بلم الشعث ورأب الصدع بنهج التنازل في مابين الفرقاء ، الكيان الشيعي اليوم ، هو خريطة كاملة مجزأة ، من الحزبيات والكانتونات والعشائر والقبائل .. لو توحد الشيعة ، لصنعوا معجزة العصر!.



المنبر : كيف يمكن تقريب الإتجاهات المرجعية .. هل تجدون أطروحة شورى الفقهاء كفيلة بذلك؟.

الحسيني : أنت الآن بسؤالك هذا ، وضعت اليد على الجرح النازف ، إنها المرجعية ، نحن نرى أن المرجعية لعبت دوراً إستراتيجياً في تماسك الكيان الشيعي وقيادة الأمة ، لكن ثمة تلك الإفرازات السامة التي سببها تضخم النزعة الحزبية كما قلت سابقاً .. إنني أنا شخصياً حائر جداً ، لقد إعتقدت في يوم من الأيام بأنني سوف أكون ( محنكاً ) أو ( شاكراً ) للحفاظ على علاقات طيبة مع كل الأطراف.

لكنني إكتشفت بأن إرضاء الجميع ، هو بمثابة أسطورة أو خرافة لا تصدق ، سأحكي لك قصة واقعية ، أحدهم تقدم مرة نحو شخصية علمية وسياسية بارزة ، ومعروفة بإستقلالها .. قدم نفسه وسأله هذا الأخير : من أي جماعة أنت ؟ ، قال : الأول بكثير من التزلف : إنني مستقل ، أي غير منتمي ، أجابه الشيخ : إذهب يا إبني أنت ضايع ! إذن ، هذه هي القصة ، إذا لم تنتم فأنت ضايع ! وإذا انتميت ، فلابد أن تحدد موقعك حتى تستعدي عليك الطرف الآخر ، إنك لا تستطيع أن تعيش بسلام ، لقد حاول الكثير منهم إدخالي في هذه المعمعة.



ولكنني ، أولت أن أتحرر منها قدر المستطاع .. عليهم أن يكفوا ، عن ذلك ويرحمونا .. ويكفوا عن إحراج المتشيعين ، وخصوصاً منهم أولئك الذين لم يغامروا داخل أقبية الحوزات العلمية ، إنهم يصدمونهم بهذه الحزبية المقيتة ، دعني أتحدث بصراحة ، إن تقارباً بين الإتجاهات المرجعية لا يمكن أن يتم بسهولة ، أنا هنا أحترم المراجع لمقامهم العلمي ولزهدهم .. ولكن المسألة لها صلة بالوكلاء ومن ثمة بحقائب الأخماس وفن تدبيرها بما ينفع الناس ، وللإنصاف ، لا أقول كل الوكلاء ، لكن بعضهم واقع بوعي أو بدون وعي في هذا المأزق ، وهذا أمر طبيعي جداًً ، إذا سألتني عن حل لهذه المعضلة ، فانا أقول ، بأن الأمانة وحدها لاتكفي ، كما إن حسن التدبير لا يكفي لوحده .. يتعين الجمع بين الأمانة وحسن التدبير ، وهذا معناه ، تغيير نظام الوكالات رأساً ، إعتقد أن أفضل طريقة لذلك ، هي مشروع إدارة جماعية للوكالة ، يتم فيه تدبير الشأن المالي والديني والإجتماعي بشفافية وحرفنة إدارية ، أي أنه تتأسس الوكالة وتصبح شخصاًً معنوياً يدار من قبل لجنة جماعية ، وليس فرداً ، ونهج مزيد من العقلنة في هذا الشأن ، هذه وجهة نظر ، قد تكون خاطئة !.



أما عن الاتجاهات المرجعية ، فإنا لا أرى هناك إتجاهات ، هناك في الواقع إتجاهات تكاد تكون متقاربة ، إن كل ما تسمونه خلافات بين الإتجاهات المرجعية ، قد لا يرقى إلى درجة الخلاف في حزب ديمقراطي واحد ومنسجم ، ولا إلى درجة الخلاف في مدرسة فكرية أو علمية كمدرسة فرانكفورت ، نعم هناك خلاف يمس بعضاًً من الجوانب الفرعية يعمقها أشخاص لا أدري ما هي دوافعهم.

لقد تحدثتم ، عن مفهوم ( شورى الفقهاء ) ومع ذلك أقول إسمح لي ، فإن هذه العناوين لا ترهبني ، لأن لدي حساسية مفرطة تجاه المفاهيم ، أنت تحدثني ، عن مشروع نظري لو بقينا نحلله : لن ننتهي البتة. ولكنني أنا أتحدث ، عن الواقع ، وعن منطق السلطة وعن ضرورات إلاً من القومي والإسلامي وعن التنمية وعن النهضة .. لا أريد أن أجازف في النظري أكثر مما يستحقه النظري ، أريد أن تفهم قصدي ، فالكلام صعب وحساس .. أنا مع دولة القانون والحريات والتعددية وحقوق الإنسان بما يعني المجتمع المدني .. ولكنني أيضاًًً أقدر ضرورات الدولة ، هناك بالطبع إطروحات مختلفة .. هناك المرجعية الرشيدة كما عبر عنها سماحة الشهيد الصدر .. وهناك من يرى المطلقة ، وهناك من يطرح مشروع فاتيكان .. المهم هي إطروحات إجتهادية.



دعني أتحدث قليلاً عن الذي يجري اليوم في الجمهورية الإسلامية ، أنا جد متفائل بما يجري.. إنها مخاضات الولادة الميمونة .. هناك أرضية مناسبة اليوم في إيران لقيام مجتمع مدني بملامح إسلامية ، هذا معطى منه أنطلق ، لأنني أنظر إلى المسألة بمنطق الأحوال وطبيعة العمران ، أنا في رأيي أولاًًًً وقبل كل شيء ، المرجع الذي لا يصل مشروعاً للأمة من الأفضل أن يتنحى ، أمامي الآن درزينة من الرسائل العملية ، أكاد أجزم بأنها نسخ متشابهة ، ما الخالف إذن؟ سامحني ، إنها السلطة؟ الماسكون بالسلطة - بكل أشكالها - لا يمكنهم التنازل عنها ، وهذه طبيعة في العمران كما يرى إبن خلدون ، والذين لا سلطة لهم يبحثون عنها ، وفي معترك السلطة وحقائب الأخماس ، كانت المرجعية هي الضحية. على كل حال ، أنا لن أغوص أكثر ، ولكن كل ما أقوله ، إلاّ نقع في المازق ، عندنا مشروع جاهز وقائم ، لو سألتني شخصياً ماذا تختار ، أقول لك إختار الموجود وأعمل على تطويره ، وأدعمه وأتنازل عن كل شيء مزعج للواقع القائم ، إذا لم يكن هذا الواقع مخالفاًً لمبادئي ، انا أدعو إلى وعي سياسي يفتح الأذهان على القضايا الكبرى والإستراتيجية ، عندي ، أن نجاح الجمهورية الإسلامية في تجربة إطلاق صاروخ ( شهاب (2) ) تنسيني كل الخلافات الأخرى لأنها تمثل إنجازاً إستراتيجياً وحضارياً للأمة ، أنا أطالب الآخرين أن يلينوا من مواقفهم ، مع أنني أؤمن بحرية الرأي ،

إن الذي يقرب بين الأمة حقيقة ليس هذه ولا تلك ، بل إرادة الوحدة والروح الإيجابية ، إنني بالتاكيد لا أستطيع الخوض كثيراًً في ذلك ، حتى لا أزيد في الطين بلة ، ولكن كل ما أقوله للفرقاء : شيئاًً من التهدئة ، ثم أنا بكل صراحة ، ما يزعجني هو إن أنقل نشاطي المناهض للجمهورية إلى بريطانيا أو غيرها .. إناضد ذلك على الإطلاق. وبلغة الفقهاء ، أنا أقول : حرام ، حرام ، ولنكف ، عن أن نتحرك بعواطفنا وإنفعالاتنا.

المنبر : هل من حادثة طريفة تعرضتم لها ؟.

طريفة : وقعت قبل فترة .. أحد أئمة المساجد لم يكف لسانه عن الشيعة والتشيع .. قدحاً وسبّاً وتحريضاً .. بلغني ، أن كلباً أسود دخل المسجد ، وإخترق صفوف المصلين ، حتى إنتهى إلى المحراب ، فانقض على الشخص المذكور وعضه بعنف ، حتى سقط صاحبنا أرضاً وعلا صياحه .. لقد كفانا الكلب شره!



المنبر : كلمتك الأخيرة ؟.

الحسيني : أن أقول لكل المتشيعين ، إن التشيع ليس صنعة سهلة .. ولا لعبة مذهبية أو طائفية .. إنها مسؤولية كبرى .. إنها أرضية مناسبة للتصدي الحسن ، والفكر الخلاق ، ومعراج الروح .. ليكون التشيّع رحلة إلى المستقبل لا إنزواء في الماضي ، وليكون ديناميكة لنهضة الأمة ونموها ، وليس إستقالة ، أو نبشاً في بقايا الرميم والحفريات!.




مؤلفاته :



1 ـ لقد شيعني الحسين (ع) ، الإنتقال الصعب في رحاب المعتقد والمذهب ، صدر عام 1414 ه- عن دار النخيل / بيروت ، ترجمه الى الفارسية مالك محمودي تحت عنوان ( رآه دشوار أز مذهب به مذهب ) ، وصدرت الترجمة عام 1416 ه- عن دار القرآن الكريم / قم ، والكتاب دراسة عقائدية وتاريخية ، إعتمد فيه المؤلف التحليل الموضوعي المنصف إعتماداً على العقل والنقل وتوصل فيها أن المنهج الأفضل هو منهج أهل البيت (ع) وغستلهم من ملحمة كربلاء الحسين (ع) الهداية إلى الطريق والوفاء للآل.



2 ـ هكذا عرفت الشيعة و توضيحات وردود ، صدر عام 1418 ه - عن دار النخيل ردود علمية على شبهات قديمة وحديثة جمعتها الوهابية لإطفاء نور الإسلام كالأصل السبئي للتشيع و وقرآن الشيعة المحرف و وقضية المتعة و زيارة القبور و أصول الدين المختلف فيها ، والحق الكتاب بوثائق عن فتاوى الوهابية بتكفير الشيعة ومحاربتهم.



3 ـ الخلافة المغتصبة و أزمة تاريخ أزمة مؤرخ ، صدر الطبعة الأولى عن دار الخليج ثم طبع طبعة ثانية في دار النخيل سنة 1416هـ.

تعرض في كتابه إلى تاريخ الخلفاء بعد الرسول (ص) وإلى أبن خلدون كمؤرخ أرخ الأحداث إستجابة لرغبات مذهبية جامحة وتزلفاً للسلاطين فوقع في مآزق تاريخية زيف فيها الكثير من الحقائق ، ثم تعرض إلى عبقريات العقاد ووضعها في الميزان تحريراً للناس من أوهام عبقريات الثلاثة الصنيمة ، وإستخلص أخيراًً إننا أمام أزمة تاريخ ومؤرخ معاًًَ.



4 ـ محنة التراث الآخر و النزعات العقلانية في الموروث الامامي ، صدر عن دار الغدير / بيروت سنة 1419 هـ.

دراسة في تراث المسلمين ، فسمه إلى أربعة فصول ، الأول : الكتابة التاريخية ، الثاني : علم الكلام ، الثالث : الحكمة ، الرابع : أصول التشريع ، وعرض فيها الفكر العقلاني المغيب للشيعة عن بقية المسلمين.





المقالات :



1 ـ في نقد الإسطورة السبئية ، نشرته مجلة المنهاج التي تصدر عن مركز الغدير / بيروت العدد الثالث ـ خريف 1417 ـ 1996.

نقاش ورد لما أورده بعض المتعصبين : بالأصل السبئي للتشيع تلك الخرافة التي لم يزدها تكرار الألسن لها إلاّ إنفضاحاً وتهرءاً ، وقد ركز الكاتب نقاشه مع صاحب كتاب ( أصول مذهب الشيعة ) ناصر بن عبد الله القفاري.

يقول الكاتب : وسوف إقتصر في النقاش على كتاب ( أصول مذهب الشيعة ... ) لجمعه تلك الإفتراءات ولإشتباهه في الكثير من الأمور في هذا المجال ! ، ويقول الكاتب في نهاية المقال : إن غاية ما نصبو إليه ، وزبدة بحثنا في الموضوع ، هو العمل على دحض الفكرة القائلة بالأصل السبئي للتشيع ، لقد إكتظت رفوف المكتبات والخزانات بما يخرس الألسنة في الأصل النبوي للتشيع.



2 ـ الجابري .. واللاّمعقول الشيعي ، نشرته مجلة المنهاج ـ العدد الثامن ـ شتاء 1418 هـ ، 1997 م ، والجابري هو الكاتب المغربي صاحب كتاب : نقد العقل العربي.

جاء في إحدى هوامش المقالة بشأن الجابري : التركيز هنا على الجابري له : ما يسوّغه ، فهو أول مغامر جازف في قراءة التراث قراءة لم تسئ إلى المنهج العلمي فحسب ، بل تم فيها التركيز على الشيعة ، كما لو إنهم الفنئة المنبوذة التي لم تظفر في التراث العربي والإسلامي بعقل أو أي فضيلة ، حتى كان أشد عليهم من السلفية وأكثر حقداًً ، فلم يخل كتاب من كتبه هذه من تشنيع على الشيعة وتعريض بهم.

وجاء في أول المقالة : الخاصية التي تتبادر إلى الذهن ونحن نقرأ أبحاث الدكتور الجابري حول الفكر الشيعي وتاريخه السياسي ، هي تلك المحاولة التي لم تقطع مع طرائق الجدل ، ونعني بها طرائق الخطابة القائمة على كثرة الأقيسة الناقصة والمصادرات على المطلوب ، والمغالطات .... ، حتى وهي تتستر وراء مناهج ومفاهيم ، تبدو - في مظاهرها - علمية وبرهانية ، على أنه لا يكفي ، في التحليل العلمي ، إيراد المفاهيم العلمية هذه التي من اليسير تحويلها الى أساس لرؤية مفارقة ، حينما لا نحسن إستخدامها أو توظيفها.



3 ـ الإنطلوجيا المشائية في أفق إنفتاحها ، ومقاربة لنظرية الوجود منذ صدر المتألهين الشيرازي ، نشرته مجلة المنهاج ـ العدد التاسع ـ ربيع 1418 هـ _ 1998 م ، جاء في بداية المقالة : إذا جاز الحديث عن تيار وجودي بإمتياز داخل حقل الثقافة الإسلامية ، فليس هناك من هو أجدر بهذا الوصف من الفيلسوف صدر الدين الشيرازي ، المعروف بـالملا صدرا ، وصدر المتألهين ، إذ إنه جعل أشكالية الوجود مدار فلسفته وإنشغالاته المعمقَّة ، إنطلاقاً من أن الوجود هو أشرف الأشياء عنده وحتى نكون موضوعيين يجب أن نضع فلسفة ملأ صدراًً بخصوص أشكالية الوجود في إطارها التاريخي ، من حيث أنها مثلت ثمرة عمل لجيل كامل من الفلاسفة ، غير أن هذه المسيرة من النظر في أشكالية الوجود لم تجد مخرجاًً لها إلاّ مع مجيء " ملأ صدراًً ، ونستطيع التحدث عند مذهبية إمامية متجانسة - بإستثناء السهروردي - في مجال البحث الوجودي ، تلك التي دشنها الخواجة نصير الدين الطوسي ، وبلغت قمة نضجها مع ملأ صدراًً ، وأصبحت ، بعد ذلك تمثل وجهة النظر الفلسفية الإمامية.

وجاء في ختام المقالة : إذا جاز أن تنسب نظرية ملأ صدراًً في الوجود إلى جهة ما ، فإنما إلى جوهر التصور الإسلامي ، الذي يثبت موضوعية العالم ، ويقر بحقيقة الموجود ، مع التأكيد على عالم المثل ، غير الخاضع لقانون الطبيعة ، وهو عالم الروح.



4 ـ مع إبن تيمية في ردوده على المنطقيين ، نشرتها مجلة المنهاج ـ العدد الرابع عشر صيف 1420 هـ ـ 1999 م.

جاء في بداية المقالة : ليس إبن تيمية خصماً أشعرياً تقليدياً للفلسفة ، على غرار أبي حامد الغزالي أو الشهرستاني أو إبن خلدون ، أولئك الذين وغن وقفوا منها موقفاًً سلبياً ، فهم ممن مارس إحدى كيفياتها بصورة ما ، لكننا الآن إمام حالة فارقة في عالم النقض على الحكماء والمناطقة ، إنه المدعو إبن تيمية الحراني ، ذلك المحدث السلفي الذي حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن الحديث ، وعقيدة السلف من وجهة النظر الظاهرية ، وهو موقف صريح وواضح في إنتصاره للسماع ، ودحضه للعقل.



وجاء فيها أيضاًًً : لقد صنف إبن تيمية كتابه الشهير نقض المنطق دفاعاًً عن أهل الحديث ودحضا لمزاعم المتكلمين والفلاسفة وأهل المنطق طبعاً ، وعلى طريقة أهل التجريح من المحدثين ، لم يرض شيخ الإسلام شيئاًًً من الذم والقدح إلاّّ وجاد به في مصنفه ، حيث نعت الفلاسفة بالكفر والزندقة والبدعة ... لقد ربط إبن تيمية بين المنطق والإلهيات ، وبما إنه جعل المنطق سليل الإلهيات اليونانية فإنه لا مناصة من الحكم بضلال هذه الصنعة المتكلفة وفسادها ، فمن حسن الظن بالمنطق وأهله إن لم يكن له : مادة من دين وعقل يستفيد بها الحق الذي ينتفع به ، وغلا فسد عقله ودينه.



5 ـ آفاق النهضة في الفكر العربي المعاصر وجدلية العلاقة مع الغرب من منظار نقدي ، نشرتها مجلة البصائر / بيروت ـ العدد 10 ـ ربيع 1413 هـ - 1993 م.

جاء في بداية المقالة : أثيرت ولا تزال ـ في الآونة الأخيرة ـ زوبعة من الإحتمالات بمستقبل العالم في ظل نظام عالمي جديد ، رسم الغرب مبادئه ، وحدد آلياته ، مستقبل الحداثة وما بعدها في عالم متغير ، وفي تاريخ بعيد المسار ، تحاول الأيدلوجية الليبرالية ـ عبثاًً ـ إيقافه أو الإسئثار به ، ذلك المستقبل كما يتحدد في الرؤية الغربية للعالم المعاصر ، وفي هذا الإفق المختنق بدخان كثيف ، يصدر عن ذلك الغرب المستهتر ، والممعن في التفوق والسيطرة ، وتلك الشعوب التي خضعت قهراً وتغريراً ، لنمط من الإرغام والقسر على ثقافة واحدية ، جاءت مع البضاعة الغربية ... في هذا الأفق الضيق المختنق ، تعلو إحتجاجات ، للتأكيد على التميز ، ومناهضة الثقافة العالمية الجيدة ، التي تسيرها أجهزة الغرب ، من أجل خلق نوع من المركزية الحضارية ، ونبذ التميز والتنوع لغايات تسلطية ، وجاء في اواخر المقالة : من أجل التفاعل الحقيقي مع الحياة ، في إنتعاشها المتواصل ستكون الأمة ، أما مسؤوليتين :



أولاًًًً : كيف تبعث إسلامها الحضاري من تحت قرون من الإنحطاط والتمزق وتجعله يقفز من زمن الإنحطاط إلى مرحلتنا بعد توقف زمن طويل لم يمارس فيه البعد الحضاري من الإسلام توقف شل جزءاًً هائلاً من إمكانيات الإسلام الحيوية في عملية التفاعل مع الحياة.

ثانياًً : كيف تواجه الأمة بإسلامها ، كيانات حضارية تؤمن بالخصوصية لنفسها وتلغيها عن الآخرين ، بل وتجعل من خصوصيتها محوراً كونياً لباقي الشعوب.



6 ـ المقبول واللاّمقبول في أصوليات روجيه غارودي " ، نشرته مجلة البصائر ـ العدد 10 ربيع 1413 هـ - 1993 م.

قراءة في كتاب : الأصوليات المعاصرة أسبابها ومظاهرها ، لروجية غارودي الكاتب الفرنسي المعروف جاء في مقدمة القراءة : لعل ما يميز الكتابة عند روجية غارودي هو أنها ليست من جنس الكتابات الإستهلاكية ، ذات الطابع الحرفي إنها إنتاج يعكس جهد الباحث المخلص للمعرفة ، ويتميز بالعمق والتحليل والمتابعة ، يضاف الى ذلك عمق التجربة التي خاضها غارودي على طول إحتكاكه بالفكر الغربي ، الماركسي والمسيحي ، وسعة إطلاعه على الفلسفات القديمة والحديثة ، ولا تزال الرحلة الغارودية مستمرة إلى أن إستقرت راحلتها على واحة العقيدة الإسلامية حيث باتت تلك هي أرضية في كل إبدأع يصدره للوجود.



ذكر غارودي إن الأصولية التي يتهم الغرب بها الإسلاميين لا تختص بهم بل هناك أصولية علمانية وأصولية مسيحية فاتيكانية واصولية يهودية إسرائيلية وأصولية ماركسية ستالينية ، وجاء في قراءة الكتاب ع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو سجاد
الرتبــــــة
الرتبــــــة
أبو سجاد


رقم العضوية : 9
الجنــس : ذكر
المواليد : 15/05/1973
التسجيل : 19/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 50
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : الثور
عدد المساهمات : 10278
نقـــــــــاط التقيم : 14107
السٌّمعَــــــــــــــة : 6
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام
كبار علماء السنة استشيعوا  1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
كبار علماء السنة استشيعوا  Jb12915568671

كبار علماء السنة استشيعوا  1338424567981
كبار علماء السنة استشيعوا  T20659-8





كبار علماء السنة استشيعوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كبار علماء السنة استشيعوا    كبار علماء السنة استشيعوا  Emptyالثلاثاء مارس 19, 2013 4:53 pm

بارك الله بك أخي بشار الربيعي
ودمت برعاية الله وحفظه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الوفاء
الرتبــــــة
الرتبــــــة
عهد الوفاء


رقم العضوية : 44
الجنــس : انثى
المواليد : 25/06/1977
التسجيل : 21/01/2013
العمـــــــــــــــــر : 46
البـــــــــــــــــرج : السرطان
الأبـراج الصينية : الثعبان
عدد المساهمات : 8799
نقـــــــــاط التقيم : 11721
السٌّمعَــــــــــــــة : 3
علم بلدك : كبار علماء السنة استشيعوا  Female42
100%
كبار علماء السنة استشيعوا  1%20(35)
العمل/الترفيه مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
كبار علماء السنة استشيعوا  Jb12915568671

كبار علماء السنة استشيعوا  MItD6

كبار علماء السنة استشيعوا  Images?q=tbn:ANd9GcTmdd7lEt3SCZnI-S7PidJBH88XnslrtqVLFfZ1MDK3aauoJjvd




كبار علماء السنة استشيعوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كبار علماء السنة استشيعوا    كبار علماء السنة استشيعوا  Emptyالخميس مارس 21, 2013 2:46 am

شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من الابداع من اقلامكم الرائع
تحيتي وتقديري لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريبيلي
الرتبــــــة
الرتبــــــة



رقم العضوية : 11
التسجيل : 20/12/2012
عدد المساهمات : 3314
نقـــــــــاط التقيم : 5593
السٌّمعَــــــــــــــة : 8
100%
كبار علماء السنة استشيعوا  1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف الاقسام العلمية
كبار علماء السنة استشيعوا  Jb12915568671

كبار علماء السنة استشيعوا  86

كبار علماء السنة استشيعوا  T20659-8

كبار علماء السنة استشيعوا  1263


كبار علماء السنة استشيعوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كبار علماء السنة استشيعوا    كبار علماء السنة استشيعوا  Emptyالجمعة مارس 22, 2013 12:52 am

اللهم زد وبارك

بارك الله فيك اخي بشار الربيعي وجزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كبار علماء السنة استشيعوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 550 شخص من كبار علماء السنة والمثقفين من بقيه الاديان تشيعوا
» احد كبار علماء السنة الكبيسي يصرح بتجنب الفرقه الوهابيه
» رسالة الإمام إلى واحد من كبار علماء الشّيعة في قـم
» كبار علماء المخالفين ، يكذبون، ويدلسون ، ويتلاعبون بالروايات .
»  كتاب آراء علماء السنة في الوهّابيّة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: ~ إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت"~ الاسلامية :: منتدى المستبصرون-
انتقل الى: