المسلسلات التركية تعمل على جذب الأشخاص نحو معتقدات الغرب

المسلسلات التركية تعمل على جذب الأشخاص نحو معتقدات الغرب
بعد أن انحسرت موجة المسلسلات المصرية التي سادت المجتمع العربي عامة والعراق خاصة وحلت محلها موجة المسلسلات السورية ردحا من الزمن، ظهرت ومنذ سنوات مسلسلات تركية، تروج للثقافة الغربية وتشجع على الانحلال الخلقي.

المسلسلات التركية تعمل على جذب الأشخاص نحو معتقدات الغرب AU1Mx

بغداد (فارس)
ويؤكد المستشار القانوني العراقي المحامي محسن الجبوري لوكالة انباء فارس قائلا "نعم صادفتني حالات غريبة عجيبة لزوجات يطلبن الانفصال عن أزواجهن رفضها القاضي ومنها على ما أذكر إحدى الزوجات طلبت الانفصال عن زوجها وسألها القاضي ما هو السبب الذي جعلك تطلبين ذلك قالت «طلبت من زوجي أن يكون مثل مهند في المسلسل التركي ورفض ذلك» علماً ان زوجها لديه التزامات عشائرية وله مركزه في محيطه العشائري".
وهذا مثل بسيط لتأثير المسلسلات التركية على الأسرة العراقية والبيت العراقي، وحدوث حالات طلاق كثيرة بسببها "حيث يعيش بعض الفتيان والفتيات حالة من التوحد بين الشخصية الدرامية الافتراضية والواقع مما يثير ذلك حالة انفصام مرضية في بعض الأحيان بين التخيل والحقيقة، ليعيش الشباب واقعا افتراضيا، يستمد قيمه وتفاصيله من الدراما".
وتقول الفنانة العراقية إنعام الربيعي لوكالة أنباء فارس ان "هناك تأثيرا كبيرا للمسلسلات التركية على المجتمع العراقي، لكل مجتمع له عاداته وتقاليده، فتركيا بلد متحرر ونحن بلد محافظ، فمن غير الممكن أن نمارس ما يمارسونه في حياتهم، برغم من انهم مجتمع مسلم، لكن حتى الإسلام يختلف تطبيق مفاهيمه بين مجتمع وآخر، فنحن نطبقه بمفهوم صحيح مستمد من كلام الله ولنا عاداتنا وتقاليدنا التي بنيت على هذا المفهوم"، مؤكدة انه "مهما تطور مجتمعنا ومهما تقدم الزمن ستبقى هذه العادات والتقاليد متجذرة بنا، لأننا بلد تسوده العشائرية والتقاليد الفلاحية، فكثرة المسلسلات التركية تؤثر على المراهقين من الجنسين، الذين يصعب السيطرة عليهم، ومنهم من يعيش في بيئة هشة لا يمكن السيطرة عليهم، ومنهم من يعيش بازدواجية، حيث يظهر طبيعي أمام أهله في البيت، ولكنه في خارجه كالشارع أو المدرسة يظهر تأثره بهذه المسلسلات، كالملبس والعلاقات التي تهدم الأسرة وتصدعها".
وأشارت الى ان "هناك قنوات من خارج العراق تبث هذه المسلسلات لا يمكن منعها، والستلايت دخل إلى العراق بفترة متأخرة، ولا يزال تأثيره كبير على مجتمعنا، لأن لديه لهفة لاكتشاف الأشياء، وحتى الأجهزة الكهربائية قد أصبح في كل غرفة من غرف البيت تلفزيون خاص بها يتحكم به الأطفال والمراهقين، بينما في السابق كان تلفزيون واحد يمكن لرب الأسرة السيطرة على القناة فيه، أما الآن فلا يمكن له ذلك، ولكن يبقى الأمر منوط بالتربية، فالأب والأم يمكنهما السيطرة على أبنائهما، وأحيانا تجدهما يشجعان على هذه المتابعة وبالتالي التأثر بها".
ويقول احمد الإعلامي لفارس ان "المسلسلات التركية لها تأثير كبير جدا على المجتمع العراقي، لان المجتمع العراقي كان مجتمعا منغلقا قبل عام 2003 ؛ مجتمع تسوده العادات والتقاليد الشرقية البحتة، لكنه بدا يتغير وينفتح على العالم الخارجي، ومن ثم بدأت المسلسلات التركية تدخل إلى العراق وللعالم العربي من أعوام 2006 وما تلاها، وبدأت تؤثر على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، وربما قام جيل المراهقين بتقليد الشخصيات وما تحدث من أمور لا أخلاقية فيها، ولا ينحصر تقليد الناس للشخصيات التركية في باب الأكل والملبس بل تعدى ذلك حتى في تصرفاته، فنرى أشخاصا يقلدون "مراد علم دار" (شخصية درامي) وغيرها من شخصيات، كما وان حالات فراق و طلاق في الأسر العراقية كثيرة حدثت بسبب العشق في المسلسلات التركية.
وبين احمد انه "من خلال اطلاعي على الانترنت وجدت قرابة 10-15% من حالات الطلاق كانت نتيجة لمشاهدة المسلسلات التركية التي تؤثر سلبا على المجتمعات العراقية"، مشيرا الى ان "المسلسلات الإيرانية تختلف بشكل جذري عن المسلسلات التركية، فالعادات التركية عادات منفتحة، نصف شرقية ونصف أوروبية، وهو مغاير لمجتمع إيران؛ فالمسلسلات الإيرانية هادفة، تعالج مشاكل اجتماعية، مثلا قصة شاب مريض بالإدمان يحاول التخلص من مرضه، أو قصة طفل يعيش بمحرومية، بينما في المسلسلات التركية نجد قصة فتاة تحب احد محارمها، فالاختلاف كبير جدا وصورته مغايرة تماما لموضوع المسلسلات".
ويقول زيد الموظف في مجال التنسيق لوكالة انباء فارس انه "بشكل عام، المسلسلات التركية جميلة وفكرتها جميلة وجديدة، فنحن كمشاهدين لا نحب الروتين السائد في المسلسلات التي عرفناها وعرفنا روتينها، ولاسيما أن المسلسلات العراقية تكاد تكون معدومة، طابعها قريب من الطابع الأوروبي الجميل، الشبيه بالرومانسية، لكن تأثيرها في المجتمع العراقي تأثير سلبي لأنني أرى أن الأعمار التي تتراوح مابين 10-15 سنة بالنسبة للشباب يقلدون هذه الشخصيات، ومجتمعنا متحفظ لا يقبل مثل هذا التقليد".
بينما تقول المدرسة في قطاع التعليم ندى، ان "هذه المسلسلات جريئة ولا تخدم واقعنا العراقي وهي بعيدة كل البعد عن تقاليد مجتمعنا الإسلامية، ونأسف على الفضائيات في الدول العربية الإسلامية، التي تبث مثل هذه المسلسلات التي تحطم بنية المجتمع وروابطه الأسرية، بما تطرحه من قضايا غير أخلاقية، وتشجع أولادنا وبناتنا على ارتكاب الرذائل التي لا يقرها عرف ولا شرع".
وأضافت المدرسة العراقية انه "قد سمعت حالة إن هناك شجارا حدث في بيت من البيوت، أدى إلى مقتل أخٍ على يد أخيه الذي سجن بجريمة القتل، وكان السبب ان القتيل من متابعي مسلسل «العشق الممنوع» وكان أخوه القاتل لا يرضى بمتابعة هذا المسلسل داخل البيت، ما أدى الى شجار وصل إلى حد ارتكاب جريمة قتل، ناهيك عن ان كثيرا من التلاميذ يقومون بتقليد شخصيات المسلسلات التركية، ويعتبرونها مثلا أعلى لهم من حيث قضايا الحب والملابس التي تحمل صور أبطال هذه المسلسلات وقصات شعرهم، والتصرفات التي يقوم بها داخل المدرسة، من تمثيل مشاهد وأحداث المسلسل كتقليد الحركات والكلام وتقمص الشخصية، هذا التأثير السلبي على جيلنا الناشئ تأثير خطير جدا، ويحتاج لمتابعة من قبل الأهل، لمراقبة ما يشاهدونه أولادهم، سواء على التلفاز أو الانترنت".
ويقول المخرج محمد خالد لمراسل فارس: بالفترة الأخيرة ظهرت مسلسلات تركية بالساحة العراقية ولها تأثير سلبي على المجتمع لما تطرح من عنف وقد تأثر بها الكثير من فئات المجتمع الشرقي الذي له تقاليده وعاداته الإسلامية والعربية وهذه المسلسلات جاءت من مجتمع يعيش حالة انفتاح بعيد كل البعد عن هذه التقاليد والعادات، لذلك أثرت سلبا عليه".
وفي المجال الأدبي يقول الأستاذ حميد صاحب لمراسل فارس: قد أجريت دراسات عدة في الجامعات العربية ومنها جامعات العراق، في السنوات السابقة، حيال هذه المسلسلات التركية التي من جانب هي شرقية الشخوص ومن جانب آخر غربية الفكر، وخلصت إلى نتائج وتوصيات منها:
1- إن جوهر المشكلة التي تعاني منها قطاعات واسعة من مجتمعاتنا في العراق أو في العديد من المجتمعات العربية هي التعرض لثقافات جديدة وافدة عبر الفضائيات الأجنبية والعربية، تختلف عن الثقافة المحلية السائدة ووجودها في هذه الحالة قد يؤدي إلى حالة من الصراع في نفوس وسلوكيات الأفراد في العديد من الأسر العربية.
وما تعرضه من مضامين تصور للفرد ان الحياة بدون قيود دينية تكون أجمل وان كل ما يرغب فيه الفرد العربي يمكن أن يحصل عليه بشتى الطرق وان كانت تتنافى مع معتقداته العربية الإسلامية وبذلك فهي تعمل على جذب الأفراد نحو معتقدات الغرب وتضعف الاتصال بالمعتقدات العربية الإسلامية.
2- إنها تحمل قيما هدامة تضر بمجتمعنا وتدعو إلى استثارة الإعجاب بالحياة الاجتماعية الحادثة في تلك المسلسلات لكنها تثير الإعجاب في الوقت نفسه بالشخصيات ضمن شريحة المراهقين ما يدعوهم لتقليدها.
3- تعمل المسلسلات المدبلجة عموما والتركية خصوصا على نشر ثقافات أجنبية غريبة عن مجتمعنا وتشكل تحديا واضحا للقيم السائدة في المجتمع و تؤدي إلى إشاعة التقليد المظهري (الاستهلاكي) كالملبس والمأكل وغيرها من مظاهر وهذا يدل على ان من وراء عرض هذه المسلسلات أغراض عدة منها الأغراض التجارية كالترويج للبضائع والسلع والسياحة.
4- تدعو المسلسلات المدبلجة إلى إقامة علاقات غير شرعية، والى الانحلال الأخلاقي، والعنف فـمشاهدة المسلسلات التي تنطوي على العنف قد ينعكس مستقبلا على سلوك الأفراد وخصوصا الشباب فان ما يفسر نتيجتها إن الفرد وفق نظرية باندورا (نظرية التعلم الاجتماعي أو التعلم بالملاحظة) يعمل على تقليد نموذج معين من السلوك بعد أن تعلم تفاصيل هذا النموذج وان هذه المسلسلات من خلال ما تعرضه من مشاهد لا أخلاقية او قتل وعنف تعلم الأفراد الأساليب المتنوعة للعنف والجريمة وتشكل سلوكا سلبيا لديهم.
وقد أوصت الدراسات بضرورة مراقبة الجهات المسؤولة عن ما يعرض في القنوات الفضائية للبرامج والمسلسلات وان تكون هنالك رقابة مبنية على أسس علمية وأخلاقية متوازنة مع تكثيف البرامج التلفزيونية الثقافية المتنوعة التي تعزز انتماء الفرد لثقافة بلده وأمته وتقوية انتمائه لتاريخه وحضارته وضرورة مراقبة الأهل للبرامج والمسلسلات التي يشاهدها أبناؤهم وإرشادهم للبرامج التي تتناسب مع قيمنا العربية الإسلامية وتكثيف الجهود من رجال الدين والتربويين لتوعية الشباب على عدم الانبهار بهذه البرامج لما تحمله من قيم هدامة تضر بمجتمعنا العراقي.

بارك الله على المعلومه المهمه

بارك الله بك اخي الطربيلي وجزاك الله كل خير

بارك الله بجهودك أخي الطريبيلي

وجزاك الله خير الجزاء

» معتقدات ليست صحية
» المسلسلات وشهر رمضان
» السلطة التركية
» خفايا وتفاصيل تكشف لأول مرة.. المخابرات التركية تقف وراء مجزرة حلب ؟!!
» ثلاجة تعمل بالابتسامة