شمعة تقضي على عائلة بأكملها بمدينة غزة وتخمد أحلام أطفالها الصغار تحت التراب بسبب انقطاع الكهرباء

شمعة تقضي على عائلة بأكملها بمدينة غزة وتخمد أحلام أطفالها الصغار تحت التراب بسبب انقطاع الكهرباء
حكومة حماس حملت الاحتلال المسؤولية .. ومواطنون هاجموا مقر شركة الكهرباء وسط تحذيرات من 'الغضب الشعبي'

شمعة تقضي على عائلة بأكملها بمدينة غزة وتخمد أحلام أطفالها الصغار تحت التراب بسبب انقطاع الكهرباء WLjs4

غزة ـ 'القدس العربي' من أشرف الهور: هزت فاجعة جديدة سببها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي قطاع غزة يوم أمس، بوفاة عائلة بأكملها تضم أربعة أطفال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة احتراقا، جراء نيران نشبت بمنزل العائلة يعتقد أنها من شمعة أوقدت لإضاءة سواد الليل الحالك.
وأسفر الحريق الذي طال منزل عائلة ظهير بحي الشجاعية عن احتراق المنزل بالكامل، والقضاء حرقا بالنيران على أفراد الأسرة الستة، الذين جرى نقلهم جثث متفحمة إلى مشفى الشفاء بالمدينة.
وأفراد العائلة هم رب الأسرة حازم ضهير (32 عاما)، وزوجته سمر (30 عاما) وأطفالهم قمر 'أربعة شهور'، وفرح (3 أعوام)، ونبيل (5 أعوام)، ومحمود (6 أعوام).
قالت سرايا القدس الجناح المسلح حركة الجهاد الإسلامي أن حازم ضهير، يعد أحد أبرز ناشطيها في لواء غزة. وجرى نقلهم الجثث بعد أن تمكنت طواقم المسعفين والدفاع المدني من الوصول لداخل المنزل المحترق، وسط حالة من الحزن الكبير من هول الموقف خيمت على سكان الحي، الذي سرعان ما تسرب مع ساعات الصباح الأولى لباقي سكان القطاع بعد توارد أنباء الحريق.
وهاجم عدد من السكان الغاضبين في ساعات الصباح مقر شركة الكهرباء بمدينة غزة، بعد أن اتهموها بالتسبب في مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن السكان، وأحدث الهجوم أضرارا مادية في ممتلكات الشركة.
وتشير بعض الروايات أن شركة الكهرباء كانت قد فصلت التيار الكهربائي عن منزل ظهير قبل أيام لعدم تسديدهم قيمة الاستهلاك.
ويروي سكان من المنطقة تفاصيل الحادثة بالقول ان الحريق شب في ساعات الليل، خلال نوم أفراد الأسرة، ويعتقد أنه جراء شمعة أوقدت في أحد زوايا المنزل بغرض الإنارة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وأن الحريق اكتشف بعد أن تفاقم بشكل كبير، والمنزل هو بيت صغير أعلى بناية سكنية تضم أفرادا آخرين من أقارب العائلة.
وفتحت وزارة الداخلية تحقيقا لمعرفة أسباب الحريق، أصدر النائب العام تعليماته بمباشرة التحقيق في حادث الحريق الذي وصفه بـ 'المؤسف'.
وهذه هي الفاجعة الرابعة من هذا النوع التي تصيب عائلات من غزة، حيث سبق وأن قضى أطفال من عائلات برغوث وبشير والبغدادي في حوادث مشابهة. ويستعين سكان قطاع غزة بالشموع، أو بأضواء تعمل بالبطاريات أحيانا، أو المولدات الكهربية صغيرة الحجم لإنارة منازلهم خلال فترة الانقطاع اليومي للتيار الكهربي، ويستخدمون في هذه الأوقات مواقد بدائية في التدفئة.
ولجأ الغزيون لهذه الأساليب منذ وقوع مشكلة الكهرباء قبل ستة أعوام، والتي تتفاقم مع مر الوقت، إذ يتم فصل التيار بمعدل ثمان ساعات مرة في فترة الصباح، ومرة في فترة المساء، عن السكان، لنقص كمية الطاقة التي يحتاجها القطاع، التي يتم استيرادها إما من إسرائيل أو مصر، أو توليدها من محطة الطاقة.
فمن بين أكثر من 350 ميغاوط يحتاجها السكان يوميا، يصل السكان فقد ما مقداره 240 ميغاوط فقط من المصادر الثلاثة.
وتعد أزمة الكهرباء من أكثر المشاكل التي تؤرق سكان قطاع غزة الساحلي البالغ عددهم أكثر من 1.6 مليون نسمة.
واحتلت الفاجعة الجزء الأكبر يوم أمس من حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، حيث انصبت معظم تعليقاتهم على مطالبة المسؤولين بحل المشكلة بشكل جذري وكتب أحدهم 'يجب أن يقف المسؤولون لحظة تفكير واحدة، فمشكلة الكهرباء أصبحت اكبر من إشكالية المصالحة'، وكتبت احدى الناشطات 'فيما تستمر أزمة انقطاع التيار الكهربائي ولا يبذل أولو الأمر رغماً عنا أي جهود حقيقية لإنهاء هذه الأزمة'.
ويمكن أن تحل أزمة الكهرباء جذريا في قطاع غزة من خلال ربط غزة بشبكة الربط الثماني، ومصدرها مصر، وقال في وقت سابق فتحي الشيخ خليل نائب رئيس سلطة الطاقة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة، أنه سيتم تنفيذ مشاريع جديدة لزيادة القدرة الكهربائية أهمها مشروع الربط الثماني.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الحادثة تعد 'فاجعة كبيرة' وتستدعي من كافة الأطراف التي لها علاقة بحصار غزة والتسبب في أزمة الكهرباء النظر بعين المسؤولية لما تتسبب به نتيجة المماطلة والتأخير غير المفهوم في وضع حد لهذه المعاناة الانسانية.
وحمل الإسرائيلي مسؤولية هذه المأساة كونه المتسبب الأساسي في حصار غزة وأزمة الكهرباء منذ قصفه لمحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة.
لكن الجبهة الشعبية التي وصفت الحادثة بالمفجعة، طالبت على لسان عضو لجنتها المركزي الدكتور ذو الفقار سويرجو المسؤولين بـ 'عدم تعليق كل مآسينا على شماعة الحصار'.
ودعا الحكومة المقالة للوقوف أمام مسؤولياتها بالعمل الجاد من أجل إنهاء هذه المشكلة بشكل عاجل ونهائي في القطاع بالتعاون مع رام الله، وحذر من مغبة' الغضب الشعبي' الذي قد يسببه استمرار هذه الحوادث.

» ليبيا لأمير قطر.. الصغار يبقون صغاراً ؟!!
» أم الدببة مع أطفالها
» كيف يعامل الأسد المفترس أشباله الصغار
» عائلة يهودية تملك نص ثروات العالم
» المسجد الأزرق بمدينة مزار شريف