رؤية الإمام المهدي (عليه السلام)

رؤية الإمام المهدي (عليه السلام)

من السعادة التي لا توصف هو لقاء صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ، قطب عالم الإمكان ، حجّة الله الأعظم مولانا الأكرم الإمام الثاني عشر ، المهدي من آل محمّد (عليهم السلام) ، القائم بالحقّ عجّل الله فرجه الشريف ، فلا يلقّى هذا الفوز العظيم إلاّ الأوحديّ من الناس . فعشّاق صاحب الأمر يعيشون لياليهم وأيامهم الندبة والشوق والانتظار : (إلى متى أحارُ فيك يا مولاي ، وإلى متى وأيّ خطاب أصف فيك ، وأيّ نجوى عزيز عليّ أن اُجاب دونك واُناغى ، عزيز عليّ أن أبكيك ويخذلك الورى ، عزيزٌ عليّ أن يجري عليك دونهم ما جرى ، هل من معين فاُطيل معه العويل والبكاء ، هل من جزوع فاُساعد جزعه إذا خلا) .
(هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى ؟ هل يتّصل يومنا بعدة فنحضى ، متى نرد مناهلك الرويّة فنروى ؟ متى ننتفع من عذب مائك ، فقد طال الصدى ؟ متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر ترى ؟ أترانا نحفّ بك وأنت تؤمّ الملأ وقد ملأت الأرض عدلا وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً وأبرت العتاة وجحدت الحقّ وقطعت دابر المتكبّرين واجتثثت اُصول الظالمين ونحن نقول الحمد لله ربّ العالمين)[1] .
فكلّ مؤمن موالي منتظر لدولة الإمام المهدي (عليه السلام) ، ومن أعظم آماله في الحياة هو زيارة مولاه وإمامه ووليّ نعمته صاحب الأمر (عليه السلام) ، وهناك أعمال لدرك هذا الفوز العظيم منها : الصلوات .
روي أ نّه من قال بعد صلاة الصبح والظهر ـ وقيل بعد الصلوات الخمسة : (اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم) فإنّه لا يموت إلاّ ويدرك القائم من آل محمّد (عليهم السلام)[2] .
ولمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون .
ومن الكتب القيّمة في صاحب الأمر (عليه السلام) ما كتبه العلاّمة المحقّق المرحوم السيّد محمّد تقي الموسوي الإصفهاني المسمّى بأمر من الإمام الحجّة (عليه السلام) (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام)) ، وإنّه موسوعة في الإمام المهدي (عليه السلام) فيها ما تشتهي الأنفس .
جاء في المجلّد الأوّل ، الصفحة 372 ، الباب الخامس في المكارم التي تحصل بالدعاء له (عليه السلام) المكرمة التاسعة عشرة : الفوز بشرف لقائه في اليقظة أو المنام .
« وقد وردت هذه المكرمة بالخصوص في حديث منصوص لدعاء مخصوص رواه المجلسي في صلاة البحار[3] ، نقلا عن كتاب الاختبار للسيّد عليّ بن حسين بن عبد الباقي عن الصادق (عليه السلام) أ نّه قال : من قرأ بعد كلّ فريضة هذا الدعاء فإنّه يرى الإمام الحجّة بن الحسن عليه السلام وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام : (بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهمّ بلّغ ـ إلى آخر الدعاء ـ وسنذكره في الباب الآتي ، الجزء 2 : 4 ، إن شاء الله تعالى ، وهو مشتمل على الدعاء لفرجه (عليه السلام) .
وفي البحار[4] ، عن جنّة الأمان للسيد ابن طاووس عن الإمام الصادق (عليه السلام)
أ نّه قال : من قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الظهر : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم ، لم يمت حتّى يدرك القائم من آل محمّد (عليه السلام) .
وروى الشيخ الجليل الحسن بن الفضل الطبرسي رحمه الله تعالى[5] مرسلا أنّ من دعا بهذا الدعاء عقيب كلّ فريضة وواظب على ذلك عاش حتّى يملّ الحياة ، ويتشرّف بلقاء صاحب الأمر عجّل الله فرجه الشريف وهو : (اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، اللهمّ إنّ رسولك الصادق المصدّق ... إلى آخر الدعاء ، وهو أيضاً دعاء في فرج مولانا الحجّة صلوات الله عليه ، وسنذكره بعدّة طرق وروايات (الجزء 2 : 5 ـ 6) ، عن معادن العلوم والعنايات في الباب الآتي ، في ذكر ما يتأكّد فيه الدعاء له من الأوقات إن شاء الله تعالى .
ثمّ قال المصنّف (قدس سره) : تنبيه فيه تشويق : اعلم أ نّي كنت اُواظب على هذا الدعاء منذ أوّل زمان التكليف ، وقد وقع لي الفوز في المنام بلقائه الشريف ثلاث مرّات إلى الآن ، بحيث حصل الجزم بأ نّه مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) . يذكر واحدة منها بالتفصيل فراجع ، ويقول في نهاية القصّة : هذا وقد اُفيض إليّ من البركات الباطنة والعلوم الكاملة الكامنة والمعارف الإيمانيّة والألطاف الربّانيّة بعد هذا المنام ما يتعسّر بيانه بلسان الأقلام ، وقد قدّمنا في ذكر سبب تأليف هذا الكتاب ما يكون فيه عبرة لاُولي الألباب ، وذكرنا في مقام آخر ما يكون تبصرةً لمن استبصر ـ انتهى كلامه رفع الله مقامه ـ .
هذا ويا حبّذا لعشّاق الإمام المهدي (عليه السلام) أن يندبوه ليل نهار .
أ يّها الأحباب قوموا واندبوا *** واطلبوا المهدي بدمع منهمل
سيّدي ومولاي : وليّ نعمتنا وإمامنا المنتظر عجّل الله فرجك الشريف ، وسهّل مخرجك المنيف ، يا ابن السادة الأطياب ، أين استقرّت بك النوى ، بل أيّ أرض تقلّك أو الثرى ، أبرضوى أم ذي طوى ، أم نجف أم كربلاء ، أم مكّة أم منى ، أم كاظمين أم سامراء ، أم طوس أم نينوى ، هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى ؟ هل يتّصل يومنا بعدة فنحضى ؟ متى نرد مناهلك الرويّة فنروى ؟ متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى .
بأبي واُمّي وأولادي وجميع ما في حياتي ما أعظمك ؟ ! وما أجملك ؟ ! يا طاووس أهل الجنّة ؟ ! أنت الذي قال فيك لسان الله الناطق الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : لو أدركته لخدمته أيام حياتي .
أسألك سيّدي أن تسأل الله سبحانه في صلاح حالي ، وغفران ذنوبي ، وأن أكون من خُلّص شيعتك والمستشهدين بين يديك ، ويوفّقني الله لخدمتك ، خدمة الله ودينه ، مذهبك الحقّ طيلة حياتي ، وأفوز بلقائك وجمالك يا جمال الله وجلاله وكماله .
فما أعلاك وما أعظمك يا ابن رسول الله ! ! حتّى يفديك أجدادك المعصومين الآباء والاُمّهات ؟ !
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأبي واُمّي سميّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران[6] .
عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : بأبي ابن خيرة الإماء[7] .
عن الإمام الباقر (عليه السلام) : أما إنّي لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا
الأمر[8] .
بأبي واُمّي المسمّى باسمي والمكنّى بكنيتي السابع من بعدي ، بأبي من يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً[9] .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : سيّدي غيبتك نفت رقادي ... سيّدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد[10] .
لو أدركته لخدمته أيام حياتي[11] .
عن الإمام الكاظم (عليه السلام) : بأبي المنبدح البطن ... بأبي مَن ليلُه يرعى النجوم ساجداً وراكعاً ، بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم ، بأبي القائم بأمر الله[12] .
عن الإمام الرضا (عليه السلام) : بأبي واُمّي سمّي جدّي (صلى الله عليه وآله) وشبيهي وشبيه موسى بن عمران[13] .
روحي وأرواح العالمين لك الفداء يا ابن الأئمة الميامين ، وإنّا بانتظار دولتك الحقّ ليل نهار ، وقد طال الانتظار وقلّ الاصطبار ...

--------------------------------------------------------------------------------
[1]دعاء الندبة من مفاتيح الجنان : 537 .
[2]سفينة البحار 2 : 49 .
[3]البحار 86 : 61 ، الباب 38 ، الحديث 69 .
[4]البحار 86 : 77 ، الباب 39 ، الحديث 11 .
[5]مكارم الأخلاق : 288 .
[6]كفاية الأثر : 158 ، بحار الأنوار 51 : 109 .
[7]غيبة النعماني : 228 ، البحار 51 : 36 .
[8]البحار 52 : 243 .
[9]البحار : 139 ، غيبة النعماني : 86 .
[10]غيبة الطوسي : 105 ، كمال الدين : 302 ، البحار 51 : 219 .
[11]البحار 51 : 114 ، غيبة النعماني : 86 .
[12]فلاح السائل : 20 ، البحار : 86 .
[13]البحار 51 : 152 ، العيون 2 : 6 ، دلائل الإمامة : 245 ، كمال الدين : 270 .

من كتاب آثار الصلوات في رحاب الروايات
عادل العلوي
حوزة قم المقدّسة ـ إيران
المؤسسة الإسلامية العامة للتبليغ والإرشاد

بارك الله بك أخي الطريبيلي وجزاك الله خير الجزاء

جزيت خيرا
بارك الله فيك
ودي

بارك الله فيكم اخي بوسجاد واختي طريقي زينبي على مروركم الكريم والمشاركة وحياكم الله
ودمتم بحفظ الرحمن وتوفيقة

» كتاب الإمام المهدي عليه السلام في جعفر بن علي
» حكم من أنكر الإمام المهدي ( عليه السلام
» كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام )
» أنصار الإمام المهدي عليه السلام
» إمامة الإمام المهدي ( عليه السلام ) المبكرة