منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الطريبيلي
الرتبــــــة
الرتبــــــة



رقم العضوية : 11
التسجيل : 20/12/2012
عدد المساهمات : 3314
نقـــــــــاط التقيم : 5593
السٌّمعَــــــــــــــة : 8
100%
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف الاقسام العلمية
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Jb12915568671

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 86

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار T20659-8

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 1263


 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Empty
مُساهمةموضوع: الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار    الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Emptyالخميس يناير 17, 2013 7:31 pm


الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار

الأديب الراحل سليمان كتاني
أيها الحضور الكريم، نحن في اليوم الخامس من مجزرة كربلاء. بعد خمسة أيام أُخر، يُسدل الستار على المأساة الممدودة فوق صفحة الرمل بنقلها من حزام كربلائي الخشبة، يئنّ فوقها الموت المجبول بصرخات الدم والذّل الممرّغ بآهات العطش، إلى حزام ملحمي الامتداد، تموج فيه الحياة بأسرار البقاء وينِّزُ عليه العزّ الملقح بأمجاد العنفوان.
إنّ لي كتاباً ألفته أفتخر بالإشارة إليه، أحرز الجائزة الأولى في مضمار التأليف عن الإمام الحسين عليه السلام، ليس لأنه انخط بحرف من حروفي الأدبية، بل لأنه ازدان بلون الصدق المطرّز بالإمام الحسين عليه السلام، عنوان الكتاب "الإمام الحسين في حلة البرفير".والبرفير أو الأرجوان، هو الأحمر الزاهي الذي تضرجت به جبة الحسين عليه السلام وهو يخوض غُمار المعمعة الوسيعة التي نقلته من خشبةٍ حزينة رُسمت لمسرح كربلائي، إلى امتداد ملحمي يحيى فيه أبطال الملاحم من دون أن تمسهم لا هفوات المكان ولا لهوات الزمان، بل تنشرهم إلى علاء أُبهة الفضاء وصفوة الضياء.
يحلو لي أن أشير إلى ثلاث صفحات وردن في هذا الكتاب، أركز على كل واحدة منها موضوع حديثي المتواضع الموجّه إليكم في هذه الأمسية العاشورائية، علّكم ولعلّي معكم نسرح في هيامٍ صادق، ندور به في فضاءٍ حسيني مُستخلص من الحزن الممسوح بطعم المكاره، ولكنه المُدبّج بأريج من طيب لا يُشيعه علينا إلا عنفوانٌ زرعه في مدانا نهج الحسين عليه السلام، حتى نحقق به طموحات مدانا.
جاء في الصفحة 152 من هذا الكتاب قطعة عنوانها "كربلاء" ما يلي: والملاحم إنها نادرةٌ في الشوق والتطبيق، لهذا بقيت حصة من حصص المتشوقين إليها، وإنهم ما قدروا


أن يعالجوها ويقدموا أنماطاً عنها إلا في صنيع أدبي مجنح بالخيال، هرقوا عليه جهداً واسعاً وسنوات طويلة في البحث، والتدقيق والتنقيح حتى يجيئ قريباً من الواقع الإنساني إلا انه بقي تعبيراً عن واقع آخر لا يقدر الانسان ان يحياه إلا بشوقه وخياله واحلامه إن ملحمة الأُلياذة تشهد لهوميروس كيف خصص عمره كله لها، فإذا هي صنيغٌ أدبيٌ شعري خيالي، ليس فيه غير أبطال آلهة خاضوا الأجواء كلها، وربطوها بالميدان الأوسع، وأجّجوا الصراع وألهبوه بالبروق والرعود، وبقي القرّاء وحدهم المشاهدين كيف يتم زرع البطولات الخارقة، وكيف يتم الانتصار في المعركة الإلهية التي يحاول أن يُقلدها الإنسان.
ما أروع الحسين عليه السلام يجمع عمره كله ويربطه بفيضٍ من معاناته ويجمعه إلى ذاته جمعاً معمقاً بالحس والفهم والإدراك فإذا هو كله تعبير عن ملحمة قائمة بذاتها، صمّم لها التصميم المنبثق من واقع إنساني عاشه وعاناه وغرق فيه إن الملحمة التي قدمها على خشبة المسرح في كربلاء، هي الصنيع الملحمي الكبير، ما أظن هوميروس تمكن من تجميع مثله في إلياذته الكبيرة والشهيرة هنالك أبطال اعتروا الجوّ خشبةً لعبوا عليها، وهنا بطولةٌ واحدة أتمت ذاتها بذاتها، فذّة في مسراها، ومصممة في عزمها، وإنسانية في قضيتها، وواضحة في أهدافها، وحقيقية في عرضها المشاهد؛ وهي بالوقت ذاته مُركّزة على ملحمة أخرى أصيلة، هي التي قدمها جدّه العظيم، ونفذها فوق الأرض وتحت السماء، فإذا هي ملحمة تنتصر بالإنسان فوق أرض الإنسان وتحت سماء الإنسان، لا خيال فيها، بل واقع إنساني محض، لَحمَتَ الأمة وعجنتها بعضها ببعض في وقت لم يتجاوز العشر من السنين، أما الفترة التي اظهر فيها الحسين ملحمته الثانية والمشتقة منها فلم تتجاوز عشرين يوماً من أول خطوة خرج بها من مكة إلى آخر خطوة خرّ بها صريعاً في كربلاء العطشى، وهي ضفة من ضفاف الفرات.
وجاء في الصفحة 150 ما هو تتمة لحديثٍ كان دائراً بين الإمام الحسين عليه السلام وأخيه محمد بن الحنفية، وذلك في مكة بعد أن انسحب إليها الإمام عليه السلام من المدينة يثرب لتوضيب أموره وإنجاز قراراته قال: "ليست الأمة إلا دائماً بحاجةٍ إلى عملية من عمليات التنبيه وها إني أقوم بالعملية، سأبدأ بيزيد فأُعلمه أن خلافة جدي ليست له أصلاً ولأيِّ آخر يخسر الفهم والتصميم!!! وإني إن لم أستردها بضربة السيف، فبمكنتي أن أحررها بخفقة الرفض

وسيحصل ذلك تحت عيني الامة، تعليما لها ان العنفوان الصحيح هو في النفوس الابية، وانه وحده المتلقط بروعة التصميم، وعندئذ تفتش عني الامة فتجدني في دائرة التصميم، انا لا ابشر الامة بالذل والاستكانة، اما القدوة الحية فستكون البادرة الاولى الاولى اقوم بها وانا في روعة الرفض، فاذا كان للرفض، بعد، ان يعلم يزيد قراءة الحق، فانه المتنحي امامي عن ولاية ليست له، اما أن لا يرضى إلا بعنقي ثمناً لمجده الأسود. فعندئذٍ تعرف الأمة أن من دمي الفِدية التي هي الثورة المكتنزة وهي التي ستبقى لها من جيل إلى جيل تزرعها في خزائن روحها، فتورق وتُزهر وتُثمر المجد الذي يحيا به مجتمع الإنسان".
وجاء في الصفحة 151 وفيها نهاية الحوار بين الأخوين واتخاذ القرار المبنيّ على روعة التصميم قال محمد أخو الإمام عليه السلام: "إني الآن أحدثك أن تُشفِق على نفسك وعلينا فلا ترحل، لا تحمل عيالك ونساءك ولا ترمهم في التهلكة وإن تُرد أن ترحل فالى اليمن إرحل"، وكان الجواب جازماً: "ولكني إلى الكوفة سأرحل!!! إلى الأرض التي امتصت دماء أبي علي عليه السلام سأرحل!!! أتاني منذ لحظة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لي: يا حسين اخرج، إن الله قد شاء أن يراك قتيلاً وإن الله يا أخي محمد قد شاء أن يرى نسائي سبايا".
والآن أيها السادة، فلأُركِّز مقالي هذا على ما جاء في الصفحات الثلاث من كتابي في الإمام الحسين عليه السلام، فأقول: ليست قضية كربلاء موضوعاً لمسرحيةٍ مأساة تتم بعشرة مشاهد جانبية، قوامها عشرة أيام تنتهي إذ يتم الحدث ويُرخى الستار. إذا اعتبرنا ذلك حدثاً يبتدي هكذا وهكذا ينتهي، فالمسرحية بحد ذاتها مهزلةٌ لا تستحق انتظار اكتشاف اللون في قماشة الستار، إن موضوع كربلاء هو أوسع بكثير من خشبةٍ شُدّت فوق رمالٍ لا ترتوي، حتى وإن شربت كل انسيابات الفرات، فكيف بها وقد دُمرت في محفات الهجير وأُفردت لتنام في حضن العراء؟!
كل ما جاء في صفحات ثلاث من كتابي يشير إلى أن السيد النازل في القلعة الحربية المنيعة، المعززة بالمتاريس وبالحصون، ليس لقلعته تلك من اسمٍ إلا كربلاء، فهي ليست حصناً ومتراساً، بل هي قِحفٌ من رمل يابس ومهبطٌ لبلاءٍ مجنون. أما الغاية من التخييم فيها، فإنها في ازدواجيةٍ من العرض المفتوح والمكشوف، فهي هنا على الخط الطويل الجامع خطوات الأمة منذ عشرات آلاف السنين في ترحالها وتنقلها فوق الأرض الضاربة فيها من

الغرب إلى الشرق، ومن أقصى الشمال إلى أقاصي الجنوب. فلْنَقُل من غوطة الشام ومرامي تُدمر إلى مفاسح الكوفة وحنايا البصرة كلها تخفق بأنباض طورس. ومن الخطوط المربوطة بحنايا العراق إلى الحجاز المطيّب بفسحات اليمن والمخفور بالعبّ الدافئ بأنفاس الحرات والربع الخالي، إنها كلها الأرض الموصولة الشرايين تزحف بإنسانها منذ السحيق مجود الأشواق على الخط الطويل الذي شدّ عليه الإمام الحسين عليه السلام قافلته الحبيبة، من محارم الكعبة في مكة إلى المربع المكشوف في كربلاء. قلت: إن غاية التخييم في كربلاء هي في إزدواجيةٍ من العرض المفتوح والمكشوف، وها هو العرض المفتوح والمكشوف من جهةٍ تحت عين الأمة، وهي تمشي دائماً وأبداً دربها هذا والطويل والعريض وهو المنقوش بخطوتها الحية.
ومن الجهة الأخرى، تحت مُتناول جيش مؤلف من ثلاثين ألفاً بإمرة قائدٍ عام اسمه ابن وقاص، ليس الجيش المحضّر بهذا العدد وهذه العُدّة لمقارعة قافلةٍ هزيلة مؤلفة من نساءٍ وأطفال وجواري بحراسة عشرة سيوف وعشرة خناجر، إنما هي لإرهاب الأمة الماشية حثيثاً فوق الدرب الكبير والتي هي موصولة به وصلة الأصابع بالكف أو وصلة السيف بقرابه.
وابتدأ الحوار بين الآسر والمأسور، وراحت تتجسد لنا ملامح المأساة البادية للعيان، بل ضلوع الملحمة المطرزة بعقيق العنفوان، وذلك من خلال ما أفرده واقع الصراع، فالأمة التي يناديها الإمام عليه السلام إلى عمق المشاهدة قعدت بها همة مخبولة عن الالتفاف على محيط كربلاء وتخليصها من البراثن الضاغطة. أما الساحة، فإنها بقيت لمدة عشرة أيام في مجال من المراقبة اليقظة، والمزدوجة، مراقبة حبل المشاة هل تنتعش فيهم قابلية التجمع وقابلية فك الطوق عن المراشقين بنبلات السهام، ومراقبة المضغوطين تحت كماشات الضيم، هل تلين لهم قناة وينفرط عنهم عناة، ويرضخون لحروف الكلمة فتتلفظ بها شفاههم البكماء، والكلمة، إنها المبايعة ليزيد، حتى يكون الخليفة الوحيد على كل قطاعات الخلافة.
وحدها الكلمة هي الزمن، ويُفك الطوق عن كربلاء، ويعود الحسين عليه السلام إلى يثرب، وينام الهناء في فراش وثير وتحت لحاف حرير، واستقرت خطوط الملحمة على ميزانها المنضّد فالأمة المحتاجة إلى المشاهدات الكبيرة، هي الآن على الخط المفتوح على المُطلات الأربع، إنها هي بالذات المدعوة لمشاهدة المأساة المطروحة على الخشبة


الوسيعة في هذا العراء المقدس، سيكون لها أن تشاهد بأمّ العين خطوط الرفض وشبكات التعدي، سيكون الرفض في لوحته الكبرى وفي روعته المُثلى وهو يشير إلى الوحش المتدرع بهمجية الأظافر والمخالب، كيف ينشب أظافره ويضرب مخالبه في الأعناق والصدور؟! لا لأنها أعناق الخنازير الخسيسة، ولا لأنها صدور الذئاب الضارية، بل لأنها من محمد أبناء محمد، ومن الرسالة لبّها الأطهر، ولأنهم من عليّ وجدان علي، ومن فاطمة طُهرها الأندر، ولأنهم وصية ولأنهم إمامة ولأنهم خلافة ولأنهم استعداد لضبط المحارم ولأنهم وصول الأمة إلى غدٍ منور.
إنها الأمة المدعوة لحقيقة المشاهدة، وهي الأمة التي دعاها نبيّها للاعتماد بغار حراء، وهي التي أحاطها بمدارج القرآن، وهي التي أتم لها دينها المضغوط بالإسلام، وهي التي صدقته ولبته وحطمت بين يديه بدعة الأصنام، إنها ذاتها الأمة التي تمشي دربها المفتوح من محارم مكة إلى حدائق الشام، دعاها الحسين عليه السلام إلى عمق المشاهدة في مسارح كربلاء، دعاها حتى يعلمها أن الدروب الطويلة لا تُمشى بالخفاء وأن الأمم المنيعة هي التي انتعلت حتى قطعت طول المجال، وأن الذلّ يقطع عليها المجال، وأن الرفض يبلغ بها طول المجال، وأن الصدق هو الذي يعينها، وأن الحق أيضاً هو الملبيها، وأن الباطل هو الزهوق.
كم للأمة من حيّز وسيع ومخزون في بال جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟! لولاها لما استنزل الرسالة وخزم لها القرآن وفتح لها الضفاف الرخيّة ووسعها بالجنان، فهي الوجهة بالنسبة إليه، وهي مجالسه النخي في معالم الفكر ونشاطات الروح، إنها الإنسان الذي ميزه الله عن بدائع خلقه في شملة الوجود. لمن أشد وأخص اهتمامات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأمة، توضيب الإمامة بشكل دقيق، يُشرف على سياستها الأمنية ويضبطها من الضياع.
من شروط الإمامة، تعيين رجل طال التزامه بصاحب الرسالة، فتعمق فهمه، وتوسع استيعابه، وتأجج شوقه، وتطيب نهجه. فإذا هو بالنسبة إلى النبي، كأنه صنوه، واشتقاقٌ منه، وحرف من نطقه، ونزعة من روحه، لتكون الإمامة موطرة به مراناً ونهجاً وروحاً ونسلاً مطهراً ومطوعاً بالتمرس والاستمرار.
لقد أوجدت العناية فعلاً هذا الرجل المطيب والمنزّه، فتوجّه النبي الوسيع البصيرة بابنته فاطمة المشعة بطهرها.

على هذا الطراز الفريد سيكون استكمال خط القاعدة الإمامية المستمرة بالقيادة المستنيرة وهكذا من جيل إلى جيل، يكون ترسيخ الأمة على القواعد والروابط الروحية والثقافية، بحيث تكون لها الانطلاقات الأخرى التي تجعلها أمةً مؤمنة وهاديةً لكل أمم الأرض.
لقد أنزل النبي الكريم الإمامة هذه في صلب وصيةٍ خصّ بها الإمام علياً عليه السلام ليجعله الركن الأول من بعده في خلافةٍ تتوقد بها الأمم مع ممرات الحقب.
إن حجة الوداع في يوم الغدير، هي في إعلان إنزال الوصية في مرسوم مُنوّر، يجعل الرسالة والقرآن ثِقلاً، والوصية بالإمام الركن ثِقَلاً آخر، تتم بهما متوحدين ومتلازمين مسيرة الأمة في خطوط الارتباط، أن يكون للأمة أن توهى بإصغاءٍ إلى قدر حزين جعلها ترضى بفك حبل الحزام إلى جديلتين، فإنها تكون هكذا قد خسرت نصف الرهان ويكون لها أن تُزنِّر خسرها بجديلة واحدة لا بجديلتين يمتن بهما حبل الأمان.
ما كذب الشوق عند الرسول العليم، عندما ضم علياً عليه السلام إلى صدره، فتوحد الصدران وتمتن المتمتنان، ولكنه من الحيف على كل حال أن لا ترى الأمة أنها فتتت صخرتها في مداميك الأساس، وأنها قبلت بالوهن وارتمت إليه.
منذ ما يقارب المئة سنة، والأمة في عرج تمشي لا تعرف كيف تصغي، لأنها تركت ذاتها في غفلة الإسفاء. وبدلاً من أن يرشدها الوعي إلى منعةٍ ذللها ضعف الرجاء.
أين أنت يا حسين، وقد درست الخطوط كلها ابتداءً من غار حراء، وانطلاقاً إلى توحيد الأمة وتزنيرها بالإسلام، ووصولاً إلى تمتين حبل الصيانة وربط الأمة به، لتكون الإمامة صمام الأمان، تزرع العلم والفهم والحق في كل ضلع من ضلوع الأمة، وكل رجا من أرجائها، وكل درب من دروبها، وفي كل يوم من أيامها الطالعة، وفي كل غدٍ مدعو لأن يكون وسيعاً؟! ولكنك وحدك اليوم، أنت الصامد الأكبر في الساحة البكر، تستجمع الأمة حتى تراك كيف تكتب لها فصول الملحمة التي ستكون ذُخراً لها في دروبها المجدولة بممرات الحقب، فالحياة أمامها هي الحبلة، بكل مئات السنين، وبكل جديد يفتح لها مجالات العبر، ولكنك ستكون معها أبداً في روعة التركيز على رفض الذل من صدرها ومن الضمير، بجعلها العنفوان عفيفاً في النفوس وأبياً في استيعاب التصاميم. ستعلمها كيف تصبر على تحمل الضيم، وكيف تنتصر به في تقرير المصير.


ختاماً يا سيدي الحسين، أنت لهيب في ذاكرة الأجيال، وأنت مدرسة جُلّة في مدرسة الأحرار. فسلام عليك تُعلمني كيف أنتفض من ذُلّي. وكيف أستدعيك من المُلمات الجسام. لقد كسرتُ حسامي وأنا أُلبّي الرفض في واقعة الحِرّة، ولم أهدأ حتى انتقمت لنفسي من نفسي في انتفاضة التوابين، ولقد ملأت الكوفة ضجيجاً في ثورة المختار بن يوسف الثقفي، ولم أندم إلا بعد أن هدرت دمي في حقدي، ولكني كنت عظيماً مثلك عندما ملأت إيران بصدق العنفوان وحررتها من يزيد الشاه وثعلبيات الأميركان.فسلامٌ عليك من الإمام الخميني يربط خطاك بخطاه، يربط خطاه بخطاك، وبكل خطوة مشاها أبوك الإمام علي عليه السلام، والإمامة بدايةٌ بعليّ واستمراريةٌ بك ومنك، وبنا وبالرجاء المنتظر والسلام عليكم ورحمة الله 1.



هوامش

1- محاضرة ألقيت في محرم 1417هـ في مركز الإمام الخميني الثقافي







من الكتاب ثورة الإمام الحسين قراءة في الأبعاد والدلالات
جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
بشار


رقم العضوية : 1
الجنــس : ذكر
المواليد : 11/05/1992
التسجيل : 07/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 32
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : القرد
عدد المساهمات : 3576
نقـــــــــاط التقيم : 7183
السٌّمعَــــــــــــــة : 29
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة
العمل/الترفيه مدير المنتدى
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Jb12915568671

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Hamsmasry-964539cfd9






 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار    الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Emptyالخميس يناير 17, 2013 7:41 pm


يقول الله عز وجل
"إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب
يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له
فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد
غفرت لعبدى"
اللهم اغفر للاخ الطربيلي للطروحه الجميله




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وفاء الموسوي
الرتبــــــة
الرتبــــــة
وفاء الموسوي


رقم العضوية : 6
الجنــس : انثى
التسجيل : 18/12/2012
عدد المساهمات : 2483
نقـــــــــاط التقيم : 4743
السٌّمعَــــــــــــــة : 2
علم بلدك : العراق
100%
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار J0i61596
العمل/الترفيه ادارة منتدى
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Jb12915568671

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Yx403925

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار C03ec8354f

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Nbd13389627641



 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار    الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Emptyالجمعة يناير 18, 2013 12:38 am

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار GNSP2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريبيلي
الرتبــــــة
الرتبــــــة



رقم العضوية : 11
التسجيل : 20/12/2012
عدد المساهمات : 3314
نقـــــــــاط التقيم : 5593
السٌّمعَــــــــــــــة : 8
100%
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف الاقسام العلمية
 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Jb12915568671

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 86

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار T20659-8

 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار 1263


 الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار    الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار Emptyالجمعة يناير 18, 2013 9:28 pm


بارك الله فيكم اخي بشار الربيعي واختي وفاء الموسوي على مروركم الكريم والمشاركة وحياكم الله
ودمتم بحفظ الرحمن وتوفيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحسين عليه السلام مدرسة الأحرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدرسة الأمام الهادي عليه السلام
» مدرسة الإمام الحسن عليه السلام
» مدرسة الإمام الباقر ( عليه السلام )
» العلوم التجريبية في مدرسة الأمام الباقر ( عليه السلام ) .
» كربلاء مدرسة الأمام الحسين عليه السلام المتكاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: |~ ِإنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ |~ ِ ( اقسام العترة الطاهرة ) :: منتدى الامام الحسين عليه السلام-
انتقل الى: