منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي احمد الوائلي
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
علي احمد الوائلي


رقم العضوية : 52
الجنــس : ذكر
المواليد : 01/03/1972
التسجيل : 06/02/2013
العمـــــــــــــــــر : 52
البـــــــــــــــــرج : السمك
الأبـراج الصينية : الفأر
عدد المساهمات : 979
نقـــــــــاط التقيم : 2363
السٌّمعَــــــــــــــة : 0
علم بلدك : العراق
100%
15000
الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها Jb12915568671

الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها   الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها Emptyالخميس مايو 30, 2013 6:13 am

المباهلة، مستندها ودلالتها

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين، حبيب إله
العالمين، أبي القاسم محمد، وعلى آله الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك.

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: -بسم الله الرحمن الرحيم-:

﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ
تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ
وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ
عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(1) صدق الله العلي العظيم

الحديث حول آية المباهلة، ويقع في محاور:

المحور الأول: قصة المباهلة

نستعرض فيه بنحو الإيجاز هذا الحدث الذي اتفق المؤرخون من الفريقين،
والمفسرون من الفريقين، وأرباب الحديث والدراية من الفريقين- على ثبوته
وتحقُّقه في أيام رسول الله (ص).

وحاصلُ ما وقع أنَّ وفداً من نصارى نجران جاءوا إلى المدينة المنورة، وأتوا
إلى رسول الله (ص) ليُحاجُّوه في دينه وفي دعوته، فسألوه فيما سألوه: ما
تقول في عيسى بن مريم؟ فقال: هو عبدٌ من عباد الله، وخلقٌ من خلق الله
تعالى، يأكُل كما يأكل الناس، ويشرب كما يشرب الناس. فقالوا له: إنَّ عيسى
جاء من غير أب، ومعنى ذلك أنه ابن الله. فنزلت الآية الكريمة: ﴿إِنَّ
مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ
قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ/الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن
الْمُمْتَرِينَ﴾ (2) فبُهِتوا! فهم يؤمنون بأنَّ آدم قد خُلق دون أَبٍ ودون
أُمّ، فإذا كانت البنوَّة لله –عزوجل- تتحقَّق فيمن جاء من غير أب، فأولى
بها آدم؛ لأنَّ آدمَ جاء من دون أب، بل ومن دون أُم، وهم يعتقدون ويعترفون
بذلك، فبُهِتوا. إلَّا أنَّهم لم يُسلِّموا لرسول الله (ص)، وأصرُّوا على
عنادهم بعد حوارٍ ومناظرة، فقال لهم الرسول (ص): (تعالوا لنتباهل -أي
نتلاعن-، فأدعوا أنا، وتدعون أنتم، أنْ يجعلَ اللهُ تعالى لعنتَه وعذابه
الفوريّ -حتى تكون لذلك دلالة- على الكاذب مِنَّا. فإنْ كنتُ أنا الكاذب
نزل العذاب عليَّ وعلى من معي، وإن كنتم أنتم الكاذبين فإنَّ العذاب
الفوريّ ينزل عليكم. فقالوا: أنصفتنا. فكانت تلك هي أجواء نزول الآية
المباركة: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا
وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل
لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾. فطلبوا أن يُمهلهم إلى غد، فأمهلهم
رسول الله (ص).. ذهبوا ثم عادوا في اليوم الآخر، وقد كانوا قد تعاقدوا
فيما بينهم: إنْ كان محمد
قد جاءكم بقومه ليباهلكم فباهلوه -عقدوا العزم على ذلك-، وإن جاء بحاصَّته
وأهل بيته فالمرء لا يعرِّض أهله وخاصته للهلاك إلَّا وهو على يقينٍ من
أمره، فإنَّما يُحارب الإنسان عن أهله، ويحارب عن أبنائه وأولاده، ويدفع
عنهم، فإذا قد جاء بهم ليكونوا في مَعَرضِ الهلاك فذاك يُعبِّر عن وثوقه
بسلامتهم، وأنَّهم لن يُصابوا بأذي، وهو ما يكشف عن اطمئنانه ويقينه وقطعه
بأنَّه على الحق ونحن على الضلال.

جاءوا في اليوم التالي، فخرج إليهم رسول الله (ص) حاضناً الحسين (ع)، وفي
يده اليمنى الحسن بن علي، ومن خلفه فاطمة، ومن خلفها علي. فذُعِروا؛ لأنهم
وجدوا ما كانوا يخشون، فالنبي (ص) سُيباهل بأخصّ خاصته.

خرج الرسول (ص) وهو يقول: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي. ثم -قال لعلي وفاطمة
والحسن والحسين: إذا دعوتُ فأمِّنوا- ثم جثا رسول الله (ص) على ركبتيه.
فقالوا: جثا كما جثا الأنبياء! هنا طلب رسول الله (ص) منهم أن يبدءوا
المباهلة، إلَّا أنَّهم اعتذروا وقبلوا بالهدنة والجزية، فقال أحدهم: إننا
لن نُباهل. فقال رسول الله (ص) لو لاعنوا لمُسِخوا قردًة وخنازير، ولامتلأ
الوادي عليهم ناراً، ولاستؤصل أهل نجران عن آخرهم(3). إلا أنهم لم يباهوا.
هذا هو حاصل ما ذكره الرواة والمؤرخون والمفسِّرون من الفريقين.

المحور الثاني: سند المباهلة

ثمةَ من لاحظَّ له من العلم يتنكَّر لهذه الفضيلة! ويسعى بمجهوده الضعيف أن
يُنكر وقوعها؛ ذلك لأنها ذات دلات واضحة على أفضليَّة هؤلاء على سائر
الأمة. ولذلك لا بأس أن نشير إلى سند هذه الرواية:

سند هذه الرواية يتَّضح من خلال ملاحظة ما أوردته كتب العامة –الكتب
المعتمدة والمعوَّل عليها- كصحيح مسلم الذي هو من أصحَّ الكتب بعد الكتاب
المجيد -بنظرهم-:

يذكر أنَّ معاوية لماَّ أن ذهب للمدينة المنورة بعد عام الجماعة، لقي سعد
بن أبي وقاص -وهو من مشاهير الصحابة-، فقال له: يا سعد، لماذا لا تسُبُّ
علياً؟ -الكثير منهم قَبِلَ أن يسُبَّ علياً، أنت لماذا لا تسبُّ علياً؟-
قال: أما أني إذا تذكُّرت ثلاثاً قالها رسول الله (ص) لعلي والتي لو كانت
لي واحدة منها، لكان أحبَّ إليَّ من حُمر النعم، أما أني إذا تذكرتُها فلن
أسبَّ علياً. قال: وما هُنَّ يا سعد؟ قال:

أما الأولى: فعندما خرجنا وقد عَّبأَنا رسول الله (ص) إلى تبوك، خلَّف
علياً في المدينة، فخرج علي (ع) مستعبراً، حزيناً، قال: يا رسول الله،
تّخلِّفني مع الصغار والنساء؟! قال (ص) يا علي، أما ترضى أن تكون منِّي
بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي؟ فهذه قالها في عليٍّ ولم
يقلها في غيره.

قال: وما الثانية؟

قال: وأما الثانية: فحينما استعصى علينا فتح حصن خيبر، وتقهقر الرجال، بعد
أنْ عجزوا عن فتحه، قال رسول الله (ص): (لأُعطينَّ الرَّاية غداً رجلاً
يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله، كرَّارٌ غير فرَّار، يفتح الله
على يديه).

فتطاولت أعناقنا؛ كلٌّ منا يطمح بأن يكون هو ذلك الرجل، فما أن أصبحنا حتى
تدافعنا لنُري رسول الله (ص) وجوهنا –لعله يختار واحداً منا- فقال: أين
عليٌّ؟ فقيل: إنَّ بعينيه رمد –فهو لا يصلُح لحمل الراية- فالمصاب بالرمد
لا يُبصر. قال: احملوه. حملوا إليه علياً، وجيْ به، فوضع رسول الله (ص) من
ريقه في عيني عليٍّ فأبصر. ثم سلَّمه الراية، فما عاد إلَّا وقد فتح الله
على يديه باب خيبر.

وأما الثالثة: يا معاوية، فعند ما جاء وفد نصارى نجران وطلب منهم رسول الله
(ص) المباهلة، قال تعالى: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا
وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾، فكان أبناؤه
الحسن والحسين، وكانت نساؤه فاطمة، وكانت نفسه علياً -علي هو نفس رسول
الله- إذا تذكرت واحدة من هذه فلن أسُبَّ علياًّ.

هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه(4)، وأحمد في مسنده(5)، وروى حديث المباهلة
الطبري في تفسيره(6)، والزمخشري في تفسير الكشاف(7)، والمستدرك على
الصحيحين للحاكم النيسابور –قال: حديث صحيح على شرط الشيخين(Cool: البخاري
مسلم-، وفتح الباري(9)، معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري قال: قد
تواترت الأخبار في التفاسير عن عبدالله بن عباس وغيره في قوله: ﴿فَقُلْ
تَعَالَوْاْ نَدْعُ.. ﴾ على رسول الله (ص) وعليٌّ نفسه ونساءنا ونساءكم في
فاطمة وأبناءنا في حسن وحسين.. " (10)، تفسير ابن أبي حاتم (11)،
والإصابة(12)، وسنن الترمذي(13)، وسنن البيهقي(14)، وشواهد التنزيل(15)،
سير أعلام النبلاء(16)، الدر المنثور(17) وغيرهم، حتى عدُّوا ستين طريقاً
عن الصحابة والتابعين: فقد رواها مثل عثمان بن أبي عفان، وعبد الرحمن بن
عوف، وابن عباس وجابر بن عبدالله الأنصاري والبراء بن عازب هذا من الصحابة.

وأما من التابعين فكثير: كمجاهد، والشعبي، والسدي، وغيرهم من علمائهم، رووا
هذا الحديث في كتبهم، وصحَّحوه، واعتمدوه. هذا ما يرتبط بسند الحديث.
وسنتحدث بإيجاز عن دلالته.

المحور الثالث: دلالة المباهلة:

أفاد الزمخشري في بيان دلالة الحديث: أنَّ حديث المباهلة، وآية المباهلة،
أقوى دليل على أفضليَّة أصحاب الكساء(18)؛ ذلك لأنه لن يختار رسول الله (ص)
لهذا الحدث الذي يحتاج إلى قربٍ شديدٍ من الله عزوجل، إلَّا من هم صفوة
هذه الأمة، لذلك استفاد الزمخشري -وهو من علماء العامة- أنّ هذا الحديث
أقوى حديث على أفضلية أصحاب الكساء على غيرهم من أمة محمد (ص).

معنى ﴿وَأَنفُسَنَا﴾:

نحن هنا سوف نقف على فقرة: ﴿وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾. فالمعنيُّ من
قوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو عليُّ بن أبي طالب (ع). وذلك لأنَّه لم يختلف أحد
من علماء الفريقين أن علياً كان ضمن من باهل بهم رسول الله (ص) نصارى نجران
حتى قال الفخر الرازي أن ذلك كالمتفق على صحته(19).

وليس المقصود من ذلك أن نفس عليٍّ هي عين نفس رسول الله، وإنما المقصود من
﴿أَنفُسَنَا﴾ أن نفس علي مثل نفس رسول الله.. وذلك يقتضي الاستواء من تمام
الوجوه، وهو يُعبِّر عن أنَّ علياً أفضل من سائر الأنبياء، -كل الأنبياء-؛
إذ أن رسول الله (ص) أفضل من جميع الأنبياء، فمن هو كنفس رسول الله (ص)
يكون أفضل من سائر الأنبياء. والذي يؤيد أنَّ علياً كان يحمل مَلَكَات
الأنبياء، وأنَّ نفسه في قوِّة نفس رسول الله إلَّا النبوَّة هو ما ورد في
روايات عديدة عن النبي (ص)، ومن ذلك قوله (ص): (من أراد أن يرى آدم في
علمه، ونوحاً في طاعته، وإبراهيم في خِلَّته، وموسى في هيبته، وعيسى في
صفوته، فلينظر إلى علي ابن أبي طالب)(20).

فعليٌ كان يحمل كمالات الأنبياء وأما دعوى بعضهم أنَّ المقصود من
﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو الرسول، فجوابه مضافاً إلى عدم الخلاف في أن علياً كان
ضمن من باهل بهم رسول الله (ص) ولم يكن علياً ابناً للرسول (ص) ولا كان من
النساء فمضافاً إلى ذلك فإن الآية كانت تخاطب النبي (ص) بأن يدعو الأصناف
الثلاثة المذكورة في الآية والدعوة لا تكون إلا للغير فلا يصح أن يدعو
النبي (ص) نفسه فيتعيَّن أنَّ المراد من قوله ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو علي بن أبي
طالب (ع) أو هو ضمن المعني من هذه الفقرة مع رسول الله (ص).

وثمَّة مُؤكِّدات على ذلك، فإنَّ رسول الله في مواضع كثيرة أفاد بأنَّ
علياً هو نفسه. ونذكر هنا بعض الروايات الواردة من طرق السنة وحسب، أما من
طرقنا فكثير:

-عليٌّ نفسي:

جاء رجل إلى رسول الله (ص) يسأله عن بعض الصحابة، ما رأيك في فلان؟ ما رأيك
في فلان؟ ما رأيك في فلان؟ والرسول يقول له: فلان كذا، فلان كذا. ذاك
انتهى، فقال له: يا رسول الله، حدثتني عن مجموعة من الصحابة، وما حدثتني عن
علي؟! قال: أنت سألتني عن الناس، ولم تسألني عن نفسي، فعلي نفسي(21).

-أنا وعلي من شجرةٍ واحدة..

وخاطب رسول الله علياً –كما يروى جابر- فقال: يا علي الناس من شجرٍ شتى وأنا وأنت من شجرةٍ واحدة(22).

-هذا هو نفسي..

وثمة رواية أخرى: بعد غزوة حُنَيْن، وعند محاصرة الطائف –هم يروون، ونحن
نروي أيضاً- أنَّ رسول الله في يوم من أيام الحصار على الطائف ناجى علياً
طويلاً، طويلاً، طويلاً، حتى سئم الأصحاب، فجاء واحدٌ منهم إلى رسول الله
(ص) فقال: قد أطلت مناجاتك مع ابن عمك! قال: يا فلان، ما أنا انتجيته،
ولكنَّ الله انتجاه(23). ثم قال: لينتهينَّ بني وُلَيْعة، أو لأبعثنَّ
عليهم رجلاً كنفسي. تطاولت أعناق الرجال، أنا يا رسول الله؟ قال: لا. أنا
يا رسول الله؟ قال: لا. قال: من؟! قال: هذا، هذا هو نفسي، وأشار إلى علي.
الرواية بهذا المعنى وردت بطرق عديدة(24).

نختم حديثنا لانتهاء الوقت.

-إنه منِّي وأنا منه

وفي يوم أُحُد، ولما أن فرَّ الرجال عن رسول الله (ص)، وبقي رسول الله
تحوطه خيول المشركين من كل ناحية.. من الذي كان معه؟! كان عليٌّ معه، بسيف
ذي الفقار يذبُّ عنه، فإذا جاءت الكتيبة، قال (ص): من هنا يا علي.. وإذا
جاءت عن الشمال؛ قال (ص): من هنا يا علي.. وإذا جاءته عن الخلف، قال (ص):
من هنا يا علي. وكان عليٌّ يذبُّ بكلِّ ما يملك من جُهد، حتى نادي جبرئيل
بين السماء والأرض: "لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي"، ثم نزل بعد أن
أعيى المشركين حيلةً، فلم يستطيعوا أن يصلوا إلى رسول الله، وقد أُثخن جسد
عليٍّ بالجراحات، حتى عُدَّ، في جسده أكثر من ثلاثمائة جراحة، ورسول الله
سالمٌ لم يُصب بمكروه؛ لأن علياً كان يدرأ عنه، لذلك قال: لا فتى إلا علي،
ولا سيف إلا ذو الفقار(25).

ثم نزل جبرئيل -بعد أن عجز المشركون- إلى رسول الله، جبرئيل يُعبِّر عن
إعجابه بعليٍّ (ع)، قال: يا رسول الله، ما هذه المواساة؟! –ليست طبيعة- قال
له: لا تعجب، إنَّه منِّي –هو يدافع عن نفسه لا عن غيره، لأن أنا هو، وهو
أنا، هو يدافع عن نفسه، أتعجب من واحد يدافع عن نفسه؟! لا تعجب- إنه مني،
وأنا منه. وتبرَّع جبرئيل. قال: وأنا منكما(26).

كلُّ هذه الروايات -وهي كثيرة، ولم نذكر إلَّا القليل- تُعبِّر عن أنَّ
رسول الله (ص) كان يُكثر من التأكيد على أنَّ علياً كان كنفسه، فإذا كان هو
نفس رسول الله (ص) فمن يكون أولى، وأجدر، وأحقَّ بموقع رسول الله (ص) من
علي ابن أبي طالب؟!

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

1- سورة آل عمران/61.

2- سورة آل عمران/59-60.

3- تفسير الثعلبي ج3/85، تفسير النسفي ج1/158، تفسير البغوي ج1/311، تفسير مجمع البيان للطبرسي ج2/310.

4- صحيح مسلم –مسلم النيسابوري- ج7 ص120، المستدرك –الحاكم النيسابوري- قال
هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ج3 ص150، شواهد التنزيل –الحاكم
الحسكاني- ج2 ص99، تفسير ابن كثير –ابن كثير- ج3 ص 492، الدر المنثور –جلال
الدين السيوطي- ج5 ص198، فتح القدير –الشوكاني- ج4 ص279، تهذيب الكمال
-المرّي- ج6 ص 229، سير أعلام النبلاء –الذهبي- ج3 ص254، تهذيب التهذيب
–ابن حجر- ج2 ص 258، إمتاع الأسماع –القرمزي- ج5 ص 388، سنن الترمذي
–الترمذي- ج5 ص301.

5- مسند أحمد ج1/185.

6- جامع البيان للطبري ج3/409.

7- الكشاف للزمخشري ج1/434.

8- المستدرك على الصحيحين ج3/150.

9- شرح الباري على صحيح البخاري لابن حجر ج7/60، ج8/74.

10- معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: 50.

11- تفسير ابن أبي حاتم الرازي ج2/697.

12- الاصابة لابن حجر ج4/468.

13- سنن الترمذي للترمذي ج4/293.

14- السنن الكبرى ج7/63.

15- شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1/156، 160، 163، 164.

16- سير أعلام النبلاء للذهبي ج3/286.

17- الدر المنثور للسيوطي ج2/39.

18- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ج1/434.

19- تفسير الرازي ج8/85.

20- النص: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في سلمه وإلى إبراهيم
في حلمه وإلى موسى في فطانته وإلى داود في زهده ، فلينظر إلى هذا . قال :
فنظرنا فإذا علي بن أبي طالب... كمال الدين وتمام النعمة -الشيخ الصدوق- ص
25.

21- مناقب آل أبي طالب –ابن شهر آشوب- ج2 ص58، نهج الإيمان لابن جبر: 351.

22- المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري قال: هذا حديث صحيح الإسناد ج2/241، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1/275.

23- سنن الترمذي ج5/303، كتاب السنة لابن أبي عاصم:584،.

24- قال: ناجى رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) يوم الطائف فأطال
مناجاته، فرأى الكراهة في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم.
فقال: ما أنا انتجيته، ولكن الله (عزوجل) انتجاه. الأمالي –الشيخ الطوسي-
ص260. المستدرك للحاكم النيسابوري قال: هذا حديث صحيح الإسناد ج2/120، مجمع
الزوائد ج7/110، المصنف لابن أبي شيبة ج7/506، ج8/543، السنن الكبرى
للنسائي ج5/127، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 89، الدر المنثور للسيوطي
ج3/213.

25- بحار الأنوار –العلامة المجلسي- ج 20 ص105.

26- النص: بينما رسول الله (ص) يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء
فرفع رأسه فإذا جبرئيل (ع) على كرسي من ذهب، ومعه أربعة آلاف من الملائكة
مردفين، وهو يقول: لا فتى ألا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار. فهبط جبرئيل (ع)
على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله (ص) فسلموا عليه ، فقال جبرئيل صلى
الله عليه وآله: يا رسول الله بالذي أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة
المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه، فقال: يا جبرئيل وما يمنعه يواسيني
بنفسه وهو مني وأنا منه؟ فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما. بحار الأنوار
–العلامة المجلسي- ج 20 ص105، مجمع الزوائد ج6/114، المعجم الكبير للطبراني
ج1/318، شرح ابن أبي الحديد ج14/251، نظم السمطين للزرندي الحنفي: 120،
تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42/76، تاريخ الطبري ج2/197، الكامل في
التاريخ ج2/154 وغيرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيخ محمد صنقور - المباهلة مستندها ودلالتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ محمد صنقور - حديث حول نبي الله أيوب (ع)-1
» الشيخ محمد صنقور - مصاحبة الهماز ومشاورته
» سماحة الشيخ محمد صنقور - القرآن أوجب مسح القدمين وليس غسلهما
» سماحة الشيخ محمد صنقور - لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً؟
» محمد بن محمد بن النعمان الحارثي - الشيخ المفيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: ~ إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت"~ الاسلامية :: منتدى القرأن الكريم وتفسيرة-
انتقل الى: