هشام الحيالي الرتبــــــة
رقم العضوية : 12 الجنــس : المواليد : 15/08/1969 التسجيل : 23/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 54 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 616 نقـــــــــاط التقيم : 1318 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك :
| موضوع: الموج الازرق الأحد أبريل 07, 2013 1:23 am | |
| مرور السحاب الموج الازرق
تَحْمِلُ السماءُ تحتَها سَحبٌ جميلاتٌ مُبْهِراتٌ سائراتٌ ، و أحياناً تكون على العَكسِ تِمَّاً و كمالاً ، في لحظةٍ تأمُّلِيَّةٍ لتلك السُّحُبِ ، و التي تمرُّ في جوِّ السماءِ ، أَوْحَتْ إليَّ هُتافاً صامتاً ، فنقلته حديثاً صائتاً ، فكلانا كانَ رَسُولَ المعنى باختلافِ المبنى أَوْحَت السُّحُبُ : إنَّ مسيرتي في السماءِ أكسَبَتني الكثيرَ من الخِبَرات ، و أنالتني العديد من العِبَرِ في هذا الكونِ ، فلستُ أمرُّ على شيءٍ دون أجد فيه أثراً أو أُحدِثَ فيه أثراً ، فلن يكون ذلك لي إلا بعد أن أُنَوِّعَ جِهاتي ، و أُعدِّد مسيري ، فبكثرةِ تلك المساراتِ و تنوُّعِ الجهاتِ تحدثُ عندي تنوُّعاتِ الرؤى و التوجهاتِ ، و لو كنتُ قاصرةً نفسي على محلٍّ واحدٍ لملَلتُ نفسي ، لتَكرارِ الشيء ذاته عليَّ ، و هكذا كلُّ مخلوقٍ ، إن بقيَ على حالٍ و في محلٍّ لا يُغادرُ و لا يُجاوِزُ فإنَّ نظرته تكون مقصورةً ، و المقصورُ محصورٌ . تلك المسيرةُ السماويةُ على البِقاعِ الأرضية جعلتني ألبسُ لكلٍّ أرضٍ لباسَها اللائقَ بها ، فلا أجعلُ لأرضٍ ما لأخرى ، و هذه من صنائعِ الحِكمة الربانيَّة ، و ذلك اللباسُ مَظهرٌ لجوهرٍ ، فالجوهرُ معرفةُ الأرضِ وما تحتاجه منّي ، و كذلكَ يَعني جوهراً آخرَ و هو اعتباري معرفةَ الناسِ و أحوالهم ، فلو لم أعرف شيئاً من أحوال الأراضي و أهلها ، لوقعتُ في الظلمِ القبيحِ للكلِّ ، و الشريفُ لا يَظلمُ أحداً ، و إن كانَ فزَلَّةٌ لا قَصْداً ، و لكَ أيها الإنسانُ أن تأخذَ هذا ، فبمعرفتك أحوال البلاد و العبادِ تَعرفُ كيف تقوم بالتعامُل اللائقِ ، و حين تغفلُ أو تَجهَلُ ذلكَ فإنَّك ستقع في الخللِ ، و لن تعرِفَ ذلك إلا بفتحِ آفاقِ عقلك لاكتسابِ القدرِ الكبيرِ من المعرفة البشرية حينَ تَعرفُ ذلكَ ، تُدرِك سِرَّ تغيُّري تجاه الأرضِ ، فمرةً أجيءُ بيضاءَ ذات مطرٍ و غيثٍ ساقٍ مُنْبِتٍ ، لاستحقاق الأرضِ و أهلها ذلكَ ، حيثُ الطُّهْرُ و الصِدْقُ ، و لو في ذواتهم ، و أجيءُ أُخرى سوداءَ ذاتٍ رُعودٍ مُوْجِعة و بُروق مُفزِعةٍ ، حيث تناسُبُ حالي مع ما اعترى الأرضَ و أهلها ، و لم أجيءَ يوماً لأرضٍ بخلافِ ما استحقَّتْه ، لعلمي بما يُناسبُها ، و ذلك تقديرُ عزيزٍ علمٍ ، فقد ألهمتُكَ سِراً فاحفظه تابعٌ لذلك ، أنني ألحَظُ حالَ الزمانِ تماماً كما ألحظُ حال الذات و المكان ، فإدراكُ الشيءِ من جهاتٍ و أبعادٍ كثيرةٍ يفضي بي إلى الثقةِ بما أصنعه ، و صنيعي حُكمٌ ، و الحكمُ مبنيٌ على معرفةٍ تامةٍ ، و التقصيرُ إخلالٌ و إفساد ، فاضبط ذلك تَغنم . أسيرُ وحيدةً مراتٍ ، و أُخْرياتٍ مع جماعةٍ ، فأُوازِنُ في حالَيْ المسيرِ في طريقي ، فوحدتي لحاجة نفسي لاختلاءٍ ذاتيٍّ ، و لتحقيقِ اعتمادي على نفسي ، فلو بقيتُ في رابطةِ المسيرِ مع الجماعة طولَ مسيري لما كنتُ منجزةً شيئاً لوحدي ، فأُهْلِكُ رُوحي و أهدم قُدُراتي ، و هذه جنايةُ جُرْمٍ على ذاتي ، و لا أنعزلُ تماماً عَن الجماعةِ ، و بلا الجمْعِ ما كانَ الجمْعُ ، فلزومُ الصِحابِ في مملكةِ السحابِ يَعني أُلْفَةً و تعاوناً ، و الانفرادُ يَعني إدراكاً لوظيفة الذاتِ بناءً و اعتماداً ، و النأيُ في وَقتِ اللَّمِّ جُرمٌ ، كما الجمعُ في حالِ التفرُّدِ ظُلمٌ ، فلكلِّ حالٍ محلُّها أُعطي الأرض و أهلَها طَهورَ مائي الذي أحملُه ، فلا أحملُ مما يأتيني إلا طاهراً ، و لا أعطي إلا طهوراً ، فما أقتني شيئاً إلا و يُفيدني ، و لا أعطي إلا ما يفيد ، فما يخرجُ مني أُحمَد عليه و به ، و ذا ذاتُه ما يجبُ أن تكونَه ، فلا تجمَعَنَّ مما يَرِدُكَ إلا ما هو نافعٌ لك ، و لا تُعطِ غيركَ إلا ما هو نافعٌ ، و لا تكون فيهما مُدركاً النفعَ إلا بصدقِ الانتقاءِ و سلامة النقاءِ ، فكلُّ ما يخرجُ منكَ يَحكي عنكَ . و تارةً يكون ما أُعْطِيهِ جامداً قاسياً ، و لكنَّه طيِّبٌ في أثَره ، ليكون ذلك قانوناً في أنَّ الإعطاءَ ليس نَسَقاً واحداً ، فعلى قَدرِ المُعطى يتنوَّعُ الإعطاءُ ، و جوهرُ المُعطى واحدٌ ، فلا يتخلَّف جوهرُ عطائكَ يا صاح هذا شيءٌ من عملٍ أقومُ به ، فلأُحدِّثُكَ عن شأنِ صفاتي ، لتكون على بيِّنةٍ مما غابَ عنك سِرُّ جوهرِه ، و التهاؤك بالأرضِ و أعمالها و أحوالها جعلَك في معزلٍ عن إدراكِ ما اعتلاكَ ، فإليكَ : أبدو في كثيرٍ من الأحيانِ بيضاءَ اللونِ ، و ناصعةَ ذاك البياضِ ، لكوني صادقةً في حالي مع نفسي ، فلم أُدنِّس يوماً حالي بأن كنتُ وضيعةَ الحالِ و الشأن ، بل سَموتُ و ارتفعتُ في علياءِ الكونِ ، و كلُّ روحٍ سَمَت و اعتَلَت فلها أن تكون ذات بياضٍ ، و ذاك البياضُ يُلبسني رونقاً و بهاءً فأغدو في كلِّ أحوالي جميلةً حسنة المنظرِ و الصورةِ ، مما جعلني في ممادح أهل الأشعارِ و الآثار ، و حين كنتُ في تلك الصفةِ كنتُ على الناسِ ظلاً وارفاً ظليلاً طائفاً ، أقيهم الحرَّ في الصيفِ ، و أكون ، أيضاً ، صاحبةً أنيسةً في الأسفارِ ، فكنتُ مأمونةً لديهم فلا يجيئهم مني خوفٌ و لا رُعبٌ ، و لا تكون هذه إلا لمن كان البياضُ صفة له ، فلتَكُن سماويَّ الروحِ و الذاتِ ، لتَسموَ أفعالك و تكون في بياضٍ ناصعٍ يُدركُه بعينِ قلبِهِ كُلُّ مَن رامَ مُشابَهتَك و رام سماءك و لو كنتُ سوداءَ ، حالكةً في سوادي ، لما أريتُهم مني إلا رُعباً و خوفاً ، و لما وقيتهم حرَّ الشمسِ ، و هذا سارٍ ، صاحبي ، في كلِّ مخلوقٍ مألوفٍ ، فلم يُؤلَف إلا لما كان عليه من بياضِ الجوهرِ ، و اعتبر الجوهرَ لا المظهر ، فإنني لست إلا صورة لجوهرٍ ، و لذلك حَكَوتُ أسراراً لكَ ما كنتَ تدريها قبلُ ، فَعِ يقيناً أيها السامي أحاديثَ مرور السحاب | |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 46 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: الموج الازرق الأحد أبريل 07, 2013 9:34 pm | |
| يسلموُِووالايادي عُِلى هيُِك طرح بأنتظآُِر جديدك ٍُبكل ُشوقًِ دمتٍُي بـتآلقُِ ..~ | |
|
طريقي زينبي الرتبــــــة
رقم العضوية : 33 الجنــس : المواليد : 20/08/1994 التسجيل : 11/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 29 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3643 نقـــــــــاط التقيم : 4443 السٌّمعَــــــــــــــة : 5 علم بلدك : الموقع : https://albeet.alafdal.net/ المنتدى ومراقب عام
| موضوع: رد: الموج الازرق الإثنين أبريل 08, 2013 4:41 am | |
| | |
|