الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلا الجمعة يناير 04, 2013 7:37 pm | |
|
لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلا بعد هذه اللمحات عن مواقفها من معركة كربلاء وما تلاها من الاحداث الجسام التي صمدت فيها العقيلة كالطود الشامخ وضعضعت كبرياء اولئك الجلادين وقلبت الدنيا على رؤوسهم ، وقبل الحديث عن مرقدها ارى من الوفاء لحقها العظيم عليّ وعلى كل من آمن برسالة جدها وأبيها وأخويها التي كانت تجسدها في جميع مواقفها من الطغاة والحاكمين ان نشير ولو بصورة موجزة عن المراحل التي مرت بها في صباها وشبابها وأمومتها تلك المراحل التي أهلتها وأعدتها لان تكون في عداد العظماء من أبطال التاريخ ومن طلائعهم بعد ابيها واخوتها . لقد كانت ولادتها في مطلع جمادي الاولى من السنة الخامسة لهجرة جدها من مكة إلى المدينة كما جاء في بعض المرويات ، وجاء في بعضها ان ولادتها كانت في مطلع شعبان من السنة السادسة بعد أخويها الحسن والحسين (عليه السلام) ، ولما ولدت جاءت بها امها الزهراء الى ابيها وقالت له : سمها يا ابا الحسن ، فقال : ما كنت لأسبق جدها رسول الله في تسميتها وكان غائباً عن المدينة يومذاك ، ولما رجع من سفره سأله امير المؤمنين
عن اسمها ، فقال على حد تعبير الراوي : ما كنت لأسبق خالقها في اسمها ، فهبط عليه الأمين جبرائيل وقال له : ان الله قد اختار لها اسم زينب ، وأخبره كما يدعي الراوي بما يجري عليها من المصائب فبكى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وقال : من بكى لمصاب هذه كان كمن بكى لمصاب أخويها الحسن والحسين . وكانت تكنى كما يدعي الشيخ فرج القطيفي في كتابه المرقد الزينبي بأم كلثوم وأم الحسن ، وتلقب بالصديقة الصغرى وعقيلة بني هاشم على لسان جماعة وعلى لسان آخرين عقيلة الطالبيين الى غير ذلك من الصفات الفاضلة التي تغلب على الاسم احيانا . لقد ولدت الحوراء زينب في بيت لا شيء فيه من متع الدنيا ولهوها وزخرفها ورأت النور في ذلك البيت الطاهر الذي ضم أباها سيد الوصيين وأمها سيدة نساء العالمين وأخويها ريحاتني رسول رب العالمين . ولدت في بيت كان النبي لا يشغله عنه شاغل ولا ينساه في ليله ونهاره وكلما دخله يقبّل من فيه من أحفاده ويشمهما ويبتسم لهما وينعم فيه بالسكينة والاطمئنان ، في ذلك البيت ولدت الحوراء ورضعت من ثدي الطهر والفضيلة بضعة الرسول الاعظم ودرجت مع اخويها سيدي شباب اهل الجنة وأخذت العلم عن ابيها باب مدينة العلم ورأت جدها الرسول ممثلا في امها فاطمة بجميع صفاته ومزاياه ، وحينما فقدت امها في السنة السادسة من عمرها قالت : يا أبتاه يا رسول الله الان فقدناك فقداً لالقاء بعده ، وهي تعني بذلك انها بفقد امها التي كانت تجسد أباها قد فقدت جدها ايضاً . لقد انعكست صفات الزهراء سيدة نساء العالمين ومزاياها في نفس ابنتها عقيلة بني هاشم وظهرت واضحة جلية في زهدها وعبادتها وصبها في الشدائد ، وقال من تحدث عنها من الرواة : انها لم تدخر شيئاً من
يومها لغدها وتمضي عامة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن ، وحتى في ليلة الحادي عشر من المحرم وهي تتلوى من آلام تلك المجزرة الرهيبة واخوتها صرعى مجزرين كالاضاحي لم تدع صلاة الليل وتلاوة القرآن ، وقد تحدثنا عن صبرها وشجاعتها وبعض مواقفها الخالدة التي كانت ولا تزال من اغنى المواقف البطولية بالقيم والمثل العليا في تاريخ الابطال . لقد بقيت زينب ابنة علي مع امها ست سنوات وفي هذه المرحلة من طفولتها كانت ترى امها الزهراء تقوم للصلاة والعبادة حتى ينقضي الشطر الاكبر من الليل وتبيت طاوية وتطعم ما عندها الايتام والمساكين وتلبس الثياب الخلقة البالية وتكسو الفقراء جديد الملابس ، ورآها سلمان الفارسي مرة فبكى وقال : ان قيصر وكسرى بناتهما في السندس والحرير وابنة محمد رسول الله في تلك الثياب البالية . وبلا شك في ان تلك الصور التي كانت تشاهدها العقيلة وهي في هذا السن من طفولتها قد انعكست في نفسها ورافقتها حتى النفس الاخير من حياتها لان مشاهدات الاطفال وما يحيط بها في المراحل الاولى من حياتهم وما يمر عليهم في سن الطفولة تترك آثاراً في نفوسهم ترافقهم في الغالب ما داموا بين الاحياء . ويؤكد علماء النفس ان الطفل في السنة الثالثة من عمره تبدأ مرحلة التوافق بينه وبين بيئته ومرحلة التمييز بين الالفاظ والمعاني ، وان نموه العقلي في هذه المرحلة يتجه به إلى كشف ما يحيط به مما يرى ويسمع وهذا الكشف يترك آثاراً تعمل عملها في نفس الطفل ترافقه إلى اخر يوم من حياته . هذا بالإضافة إلى ان السيدة زينب سلام الله عليها بعد وفاة امها الزهراء عاشت برعاية ابيها امير المؤمنين الذي كان يجسد جدها الرسول من جميع نواحيه بين أخويها الحسن والحسين (عليه السلام) وتولت حضانتهم امرأة من كرام النساء وأفاضلهن وهي امامة بنت زينب بنت رسول الله وكان قد تزوجها امير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة الصديقة الزهراء (ع) بوصية منها ، وجاء في وصيتها له كما ترويها جميع الآثار ، وأوصيك يا ابن العم ان تتزوج بعد وفاتي من امامة ابنة اختي فانها ستكون لولدي مثلي ، وبالفعل فلقد كانت امامة كما كانت ترجوه منها خالتها من ناحية عطفها ورعايتها لأولادها بالإضافة إلى ما كانوا ينعمون به من رعاية ابيهم الذي كان يلقنهم من اسرار الكون وغوامضه ، وظلت العقيلة في رعاية ذلك البيت الكريم بيت النبوة والإمامة إلى ان تجاوزت سن الطفولة الى مطلع الصبا والشباب ، ونساء المسلمين يومذاك كان من عادتهن ان يخرجن ليلا لزيارة قبر النبي وأداء فريضة العشاء إلى جواره كما كان يفعل الرجال ثم يرجعن الى بيوتهن وملامح السرور والبهجة بادية على وجوههن وأرادت العقيلة ان تخرج لزيارة قبر جدها والصلاة إلى جواره كما يفعل النساء ، ولكن والدها لم يشأ لها ان تخرج كما يخرج غيرها من النساء والمسجد مملوء بالزائرين والمصلين من الرجال فكان يخرج معها بعد ان يعود الزائرون الى بيوتهم ويخرج الحسن والحسين عن يمينها وشمالها ويتقدمهم هو ليخمد ضوء القناديل اذا وجد في مرقد جدها احد من الرجال ، وذات ليلة ارادت ان تخرج في اول الليل مع الزائرات اللواتي كن يخرجن لأداء الصلاة فخرج يتقدمها ليخفت ضوء المصابيح ، وفجأة أحس المصلون من الرجال والنساء ان ضوء المصابيح اخذ يخفت واحداً بعد واحد خفوتا ظاهراً وعلى عجل وظل يضيق ويضعف حتى شمل المسجد كله ضوء مختنق ولم تبق من الضوء الا ومضات ضئيلة توشك ان تنطفىء فيعم الظلام المسجد والحرم من كل جوانبهما فتطلعت العيون الأشعث بن قيس الكندي كما جاء في بعض المرويات ، ففي بعض الأيام الغاضبة لتتعرف من هو الذي أضعف تلك المصابيح واحداً بعد واحد ولم يترك منها سوى ومضات ضئيلة لا تجديهم شيئاً ، ولما عرفوه تركوه يفعل
ما يشاء لانه لا يفعل غير الصواب ، وراحت العيون تتطلع لتعرف الاسباب التي حملته على ذلك فرأت أشباحاً ثلاثة قد تقدمت نحو قبر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وما ان وصلوا اليه حتى وقفوا إلى جانبه لفترة طويلة في خشوع وتضرع ثم رجع الثلاثة عن القبر الشريف يمسحون دموعهم وانصرفوا باتجاه باب الحرم راجعين الى بيت ابيهم الكريم ، وتقدم امير المؤمنين (ع) نحو المصابيح يفك خناقها ويعلي أضوائها ، وكان الثلاثة الذين تقدموا نحو الحرم في ستر ذلك الضوء الخامد اولاده الحسن والحسين وبينهما ابنته زينب ارادت ان تزور قبر جدها في الوقت الذي يجتمع فيه الزائرون فتقدمها ليخمد الضياء ومضت اليه بين أخويها حتى لا يرى شخصها احد من الناس . وبقيت العقيلة في ذلك البيت الكريم في رعاية ابيها وأخويها وخالتها امامة وزودة ابيها أسماء بنت عميس التي لم تكن بأقل عطفا وحنوا على اولاد فاطمة من امهما والتي احتضنتها لتكون زوجة لولدها عبدالله بن جعفر بعد سنوات قليلات .
| |
|
بشار
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 1 الجنــس : المواليد : 11/05/1992 التسجيل : 07/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 31 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3576 نقـــــــــاط التقيم : 7183 السٌّمعَــــــــــــــة : 29 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة مدير المنتدى
| موضوع: رد: لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلا السبت يناير 05, 2013 12:44 am | |
| ..آحسنتٍ"غاليتنا"على آختياركٍ المحمدي الطاهر.. ..آسآل الباري آن يقضي جميع حوآآئجكٍ وحوآآئج" السائلين" بحق محمد وآله الآطهار.. ..خالص"شكري"و"آمتناني"لعظيم جهوودكٍ القيمه نترقب آبدآآعكٍ القادم.. ..دمتٍ بخير بشار الربيعي
| |
|
بنت القطيف الرتبــــــة
رقم العضوية : 19 الجنــس : التسجيل : 02/01/2013 عدد المساهمات : 461 نقـــــــــاط التقيم : 817 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام ادارة المنتدى
| موضوع: رد: لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلا السبت يناير 05, 2013 4:40 pm | |
| السلام على الحوراء زينب الطهر
طرح مبارك بوركت يمناك اخي ووفقك الباري لكل خير | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلا الخميس يناير 10, 2013 12:32 am | |
| بارك الله فيكم اخي بشار الربيعي واختي بنت القطيف على مروركم الكريم والمشاركة وحياكم الله ودمتم بحفظ الرحمن وتوفيقة
| |
|