ارتقاء بالذات

كيف نرتقي بذواتنا ؟
كيف نرتقى بذواتنا وما معنى الارتقاء فى ذاته وكيف نضمن
الا نضل الطريق..........
ان الاجابة على هذه الاسئلة فى منتهى الاهمية وسر
اهميتها هو ان الضياع النفسى وعدم التكيف مع الواقع صار ظاهرة جماعية وليس مجرد
حالات فردية كما ان هذه الظاهرة منتشرة بطريقة بشعة بين الشباب خاصة وهذا ينذر
بكارثة محققة ان لم ننتبه ونحاول معالجة الامر واصلاح ما انكسر وتقويم ما
اعوج.

ولكن المعالجة والاصلاح والتقويم هى افعال لا يمكن ان نقوم بها
الا اذا علمنا كيفية القيام بها ولا يمكن العلم بهذه الكيفية الا اذا علمنا طبيعة
النفس البشرية اولا وكيف تفكر ومتى تحب ومتى تكره ومتى تيأس ومتى تأمل ومتى تخاف
ومتى ترجو ومتى تقلق ومتى تطمئن............ فهذه معارف نظرية لابد من العلم بها
اولا حتى نقدر بعدها على التعامل الافضل والامثل مع نفوسنا
ومشاعرنا.

ولذلك فاننا سنخصص هذا الموضوع لشرح طبيعة النفس البشرية
وكيفية الارتقاء بها
ومساعدتها على مواجهة الحياة وتقلباتها وكيف نعاشر الناس
اجتماعيا وبدون ان نخسر ذواتنا او نتقوقع فى العوالم الورقية التى تخلقها اوهامنا
وتخيلاتنا.

وهذا الشرح والتحليل معتمد فى اكثره على تجربتى الشخصية مع
الحياة ومع النفس ومع الناس ولذلك فهو منبثق من قلب الواقع وليس مجرد ترديد
للنظريات العرجاء التى تمتلئ بها كتب علم النفس وكتب تطوير الذات ..... ونصيحتى
لمن يرغب فى الارتقاء بذاته الى اقصى درجات الكمال ان يتجنب هذه الكتب قدر الامكان
لأن ضررها اكبر من نفعها وسمها اشد من ترياقها..

وخطتنا فى هذا المقال ان
نبدأ بشرح مفهوم الارتقاء بالذات وما معناه وحقيقته ثم ننطلق بعدها لشرح طبيعة
النفس البشرية المجردة والتى لا تختلف من شخص لاخر او امة لاخرى او عصر لاخر
......... ثم نتوغل بعدها فى البحث حتى نصل لمعرفة كيفية التعامل مع ظاهرة الضياع
وعدم التكيف مع الواقع.

ما معنى كلمة (ارتقاء) وهل هى مساوية لكلمة (تطوير) بحيث يمكن احلال احداهما محل
الاخرى . الحقيقة انهما كلمتان تشيران الى معنيان مختلفان ولكنهما متداخلان
فاحداهما اعم من الاخرى لان كلمة تطوير هى اعم من كلمة ارتقاء فكل ارتقاء هو تطوير
ولكن ليس كل تطوير هو ارتقاءا.

(فالارتقاء هو الانتقال من اسفل الى اعلى
)وهو موضوع فى الاصل للاشارة الى السفل والعلو المكانى ولكنه يستعار للسفل والعلو
المعنوى فيقال لمن انتقل من نقص الى كمال انه ارتقى . اما التطور فمعناه الانتقال
من طور الى الى اخر مطلقا دون اشتراط فى ان يكون المنتقل عنه نقصا والمنتقل اليه
كمالا بل هو انتقال من حالة لحالة اخرى مطلقا دون اشتراط شئ اخر.فان كان الانتقال
من طور انقص الى طور اكمل مستمر على الدوام فهذا ارتقاء وان كان الانتقال من طور
اكمل الى طور انقص مستمر على الدوام فهذا انتكاس وان كان الانتقال غير محدد الجهة
فمرة يكون نحو الكمال ومرة يكون نحو النقص فهذا تذبذب وتقلب وتردد
.

نتيجة
معنى الارتقاء بالذات هو الانتقال من صفات نقص الى صفات
كمال او الانتقال من كمال اقل الى كمال اكثر والاول هو ارتقاء كيفى والثانى هو
ارتقاء كمى والكمال فى الجمع بينهما .

ملحوظة
مفهوم الكمال داخل فى
مفهوم الارتقاء وهذا معناة ضرورة تعريف الكمال وتحديد معناه حتى نقدر على التفرقة
بين ما هو كمال وما هو نقص وبين ما هو ارتقاء وما هو انتكاس.

تعريف الكمال

الكمال هو الاتصاف بكل صفة تجعلك اقدر على نيل الخير الممكن لك فى الدنيا
والاخرة. والنقص هو عدم اتصافك بهذه الصفة .

ملحوظة
الرذائل
والفضائل

الرذيلة هى اتصافك بصفة تضاد خيرك الممكن اما الفضيلة فهى اتصافك
بصفة كمال وتفوقك فيها على الغير كميا فربما اشترك شخصان فى الاتصاف بالعلم مثلا
ولكن احدهما اكثر علما من الاخر اى انه افضل من الاخر فالفضيلة هى التفوق الكمى فى
صفات الكمال على الاخرين.

نتيجة

الارتقاء بالذات معناه اكتساب صفات
الكمال لنفسك ومحو الرذائل عن نفسك فلابد من معرفة هذه الصفات وتحديدها ومعرفة
علاقاتها بفطرتك النفسية المجردة.

تنبيه
ليس هناك صفة بعينها اسمها كمال
بل هو مجرد حكم عقلى نحكم به على صفاتنا الطبيعية عندما تكون شرطا ضرروريا للحصول
على خير ممكن فالصحة مثلا صفة كمال لانها ضرورية للعمل وهذا بدوره ضرورى للحصول
على مرغوباتك ومن ناحية اخرى فان المرض فى الغالب يقترن بالالم والنفس تكره الالم
فكانت الصحة محبوبة وكمالا لانها حالة نكون فيها غير شاعرين
بألم.

ملحوظة
الكمال يختلف من شئ الى اخر ومن شخص الى اخر ومن حالة
الى اخرى فهو نسبى

ملحوظة
قد يكون كمال الشئ هو اتصافه بصفة مناسبة
لغرضنا منه وليس مناسبة لغرضه هو
ومثال هذا المرأة . حيث ان للرجل اربع اغراض فى
المرأة وهى المتعة الجنسية والانجاب والخدمة المنزلية والانس . فكل صفة فى المرأة
تجعلها اقدر على تحقيق هذه الاغراض فهى كمال بالاضافة اليها وكل خلو عن هذه الصفات
عندها فهو نقص بالاضافة اليها ولذلك فان عقم المرأة نقص وجهلها بالخدمة المنزلية
وطرقها وفنونها نقص وسمنتها وضخامة جسمها نقص وصمتها وثرثرتها نقص لان الصمت
الدائم والرغى المستمر هما صفتان مضادتان للانس وهو احد اغراض الرجل منها.
ان
كمال الشئ هو نيله للخير الممكن له ولا يمكن نيل خيرك الممكن لك الا اذا كنت متصفا
بصفات وخاليا عن صفات بحيث ان هذا الاتصاف وذلك الخلو بمثاية شروط ضرورية طبيعية
للوصول لخيرك الممكن لك .فكل صفة فى نفسك تساعدك على نيل الخير الممكن فهى كمال
وكل خلو عن هذه الصفة فهو نقص.

وهنا يجب ان نتساءل عن الخير الممكن لنا
فما هو الشئ الذى يستحق ان نجعله غاية لنا فى الحياة وهدفا ساميا لكل اعمالنا
وحركاتنا وسكناتنا ..........................
هذا امر يختلف فيه الناس اختلافا
لا ينحصر ولكن جميعهم يطلبون الخير الاعظم الذى لا يتصور خير فوقه ولكنهم يخطئون
فى تحديد هذا الخير وهويته وهذا الخطأ لازم لهم بالضرورة لقصور عقولهم
.

ولكل انسان خير اعظم يسعى وراؤه ويدقق الفكر فى الطرق الموصلة الى
غرضه ولكن الخير الاعظم الحقيقى لا يطلبه الا واحد او اثنين او ثلاثة والغريب ان
هؤلاء سيكونون وقتها موضوعا لسخرية الناس واستنكارهم بل الناس وقتها سوف يحمدون
الله ويشكروه على نعمة العقل التى حبتهم بها العناية الالهية .

وايا كان
الخير الذى تسعى وراؤه مال او مكانة اجتماعية او لذة حسية او منصب مرموق او جنة
اخروية او قرب من الموجود الاعظم فلابد من ان تتحلى بصفات الكمال التى تجعلك مؤهلا
لنيل غرضك . ولكن الكمالات تختلف باختلاف مطلوبك
فلابد من معرفة الصفات
الضرورية لنيل مطلوبك ا نت بالاخص دون مطلوب غيرك من الناس .

ولكنك
ايضا يجب ان تختار افضل ما يمكن اختياره ولا ترضى بالحقير او القليل . وهنا نأتى
لمشكلة عويصة وهى كيف نختار مطلوبنا وكيف نفاضل بين المطالب المختلفة اذا كانت
متناقضة تناقضا يضطرنا لترجيح واحد منها على الاخر . والاجابة على هذا السؤال
تستلزم ان تعرف اولا فطرتك النفسية المجردة لانها المعيار والمقياس لكل علم او
اختيار.

بارك الله بكي اختي
وجزاك الله خيرا وجعلة في ميزان حسناتك

شكرا على مرورك العطر

شكرا على تنويرك لصفحتي

سلمت يداك أختي العزيزة
ودمت بحفظ الله