بشار
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 1 الجنــس : المواليد : 11/05/1992 التسجيل : 07/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 32 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3576 نقـــــــــاط التقيم : 7183 السٌّمعَــــــــــــــة : 29 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة مدير المنتدى
| موضوع: كيف كان يقضي الإمام عليه السلام فترهـ سجنه الجمعة مارس 01, 2013 5:13 am | |
| كيف كان يقضي الإمام عليه السلام فترهـ سجنه
سلاااااااااااام عليكم
ماجوورين جميعا بذكرىا استشهاد راهب آل محمد الإمام موسىا بن جعفر الكاظم عليه السلام
و يري الامام عليه السلام أن الدُّنيا وُجِدَت لتكونَ مِحرابا للعبادةِ و مجالا للتسبيح و التقديس ، و رحلةً للتقرّب إلى الله سبحانه و الوصول إلى معرفته ، فلا تتغيّر عليه الاحوال ، و لا تختلفُ لديه الاماكنُ ؛ بل كلّما ضاقتْ عليه حلقاتُ المضيق ، و عظمتِ الشّدائدُ ، و تراكمتِ المحنُ ازداد قُرباً من الله، و استعانةً بالصّبرِ و الصّلاة . و لقد اتّخذ الامام الكاظم (ع) من السجن مسجداً ، و من وحشة الحبس و وحدته مُعْتَكَفاً و مأنساً بذكر الله و قربه سبحانه ، فنهاره صيام و ليله مناجاة و قيام . فقد روى أحد الّذين كُلِّفوا بمراقبةِ الامامِ في سجنِ عيسى بن جعفر أنّه سمع الامام يقول : «اللّهمّ ! إنّكَ تعلم أنّني كنتُ أسالكَ أن تُفَرِّغَني لعبادَتِك ، اللّهمَّ ! وقَد فَعلتَ فَلَكَ الحَمْدُ» . و عن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال : « دخلتُ على الفضل بن الرّبيع و هو جالسٌ على سطح ، فقال لي : أشرفْ على هذا البيت ، و انظر ماذا ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحاً . فقال : انظر حسناً ، فتأمّلت فقلت : رجلٌ ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّدُهُ اللّيلَ و النّهارَ ، فلم أجِدْهُ في وقت من الاوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلِّي الفجرَ فَيُعَقِّبُ إلى أنْ تطلعَ الشمسُ ، ثمّ يسجدْ سجدةً ، فلا يزالُ ساجداً حتّى تزولَ الشمسُ ، و قد وكّل مَن يترصّدُ أوقاتَ الصّلاة ، فإذا أخبرهُ وثبَ يُصلِّي مِن غيرِ تجديدِ وضوء ، و هو دأبُهُ ، فإذا صلّى العُتمةَ أفطَرَ ، ثمّ يُجدِّدُ الوضوءَ ، ثمّ يسجِدُ فلا يزالُ يُصلِّي في جوفِ اللّيلِ حتّى يطلعَ الفجرُ » . و أضيف في رواية اُخرى : «فهذا دأبه منذ حُوِّلَ إلَيَّ» . و جاء كذلك : «فأمر بتسليم موسى إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ، وَ وَضَعَ عليه الرّصد ، فكانَ مشغولاً بالعبادة ، يُحيي اللّيل كلّه : صلاةً ، و قراءةً للقرآنِ ، و يصوم النّهار في أكثرِ الايّام ، و لا يصرفُ وجهَهُ عَنِ المحرابِ ، فوسّعَ عليه الفضل بن يحيى و أكرمه» . و هكذا كان الامام عليه السلام يؤثّر في سجّانيه و جلاّديه ، فقد كان يقضي أوقاته في السجن دعاءً و مناجاةً و استغفاراً ، و ركوعاً و سجوداً و تفرغا للذكر و العبادة ، و هو يعـتبر ذلك منّةً من الله و رحمة ، إذ فرّغه لعبادته ، و استخلصه لنفسه . أيّ رجل هذا ، و أيّة قوّة يمكنها أنْ تقهرَهُ ، لقد كان نورُ قلبه يُزيحُ ظُلماتِ السجون ، و صلابةُ صبرِهِ تُحطِّمُ قيودَ السجّان و إرادةَ الطّاغية ، و لذيذُ مناجاته يملا آفاقَ الوحدة و الوحشة اُنساً و سُروراً ، فما عسى الجلاّدُ أنْ يصنعَ ، و ماذا بوسعِ الطّاغية أن يفعل ؟ فالامام يؤثِّرُ فيمن حولَهُ و يشعُّ بسلوكه و خُلُقِهِ و روحِهِ على مَنْ يُجاورونَه . فمِن روائع تأثيرِهِ و هَدْيِهِ و إشعاعِ سلوكِهِ و إخلاصِهِ ، ما رواهُ العامري في كتاب«الانوار» حيث قال : « إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جاريةً خصيفةً ، لها جمالٌ و وضاءةٌ لِتَخدِمَهُ في السجنِ فقال : قُل له : «بَلْ أنتُمْ بهديّتكُمْ تَفرحون» . لا حاجةَ لي في هذه و لا في أمثالها ، قال : فاستطارَ هارون غضباً ، و قال : ارجع إليه و قُل له : ليسَ برضاكَ حبسناكَ ، و لا برضاكَ أخذناك ، و اتركِ الجاريةَ عندهُ و انصرِفْ . قال : فمضى و رجعَ ، ثمّ قامَ هارون عن مجلسِهِ و أنفذَ الخادمَ إليهِ ليستفحّصَ عن حالِها ، فرآها ساجدة لربِّها لا ترفعْ رأسَها ، تقولُ : قدّوسٌ ، سبحانكَ ، سبحانكَ ، فقال هارون : سَحَرَها و الله موسى ابن جعفر بسحره» . فلعلّ هارون أراد أن يُغريَ الامامَ و يشغلَهُ عن أهدافِهِ بجمالِ الحسان ، و مُتَعِ الحياة ، منطلقاً من فهمه و تقييمه هو لنفسه ، و ما درى أنّ الامام مستغرقٌ في جمال الحقِّ و فان بحبِّ الله ، قد أعرضَ عن الدُّنيا و زينَتَها ، فلا الجواري يشغلن بالَهُ ، و لا مُتَع الحياة تستهوي نفسه ، بل هو داعيةُ حقٍّ ، و صاحبُ رسالة؛ قد نذرَ نفسه لمبادئه ، و أوقفَ ذاته على ذات الله سبحانه ، فغدا مناراً يهدي بقوله و عمله ، و داعيةً يرشدُ بِصَمْتِهِ و نُطقِهِ ، فَصمتُهُ نَطَقَ بلسانِ العمل ، و نطقُهُ هَدى بكلمة الحقّ ، لذا استهوى هديُ قلبَ الجارية ، و استولى سلطانُ روحِهِ على روحها و عقلها حتّى غدت تُنادي «سبّوحٌ ، قدّوسٌ» ، مشدوهةً ساجدةً ، بعد أنْ كانت تَرتَعُ في مسارحِ اللّهوِ ، و تكرعُ في كؤوسِ الهَوى و الغَرام ، و تقضي وقتها و هي تداعب أوتارَ الطّربِ و أنغامَ الشِّعر ، و تستمتعُ بِحُلَلِ الديباجِ و عقودِ اللّؤلؤ، فصار ديدنُها الصّلاةَ و التسبيحَ و التقديسَ حتّى ماتت ، و قيل إنّ موتها كان قبلَ شهادة الامام موسى بن جعفر (ع) بأيّام . و هكذا اختطَّ الامام لاجيال المسلمين السيرة الفذّة ، و السير في طريق ذات الشوكة ، رغم الصعاب و المحن ، فعلّم السائرين في هذا الطّريق الصّبرَ على مرارة السّجون و الثّبات على الحقِّ ، و الاسـتهانةَ بأساليبِ الجلاّدين ، و وسائلِ القهرِ و الارهابِ ، فقد كان الرشيدُ ينقلُ الامامَ مِن سجن إلى سجن ، فمن عيسى ابن جعفر ، إلى الفضل بن الربيع ، إلى الفضل بن يحيى ، إلى السندي بن شاهك لعلّه يُخفي شخصَ الامام ، و يقتلُ روحَ المقاومة و يُغيِّبُهُ عن الاذهان ، إلاّ أنّ وجود الامام موسى بن جعفر في السجن كان له مغزىً سياسي ، و قيمة جهادية كبرى ، و خصوصا لتنقّله بين السّجون و متابعة أبناء الاُمّة لاخباره ، و عجز السلطة عن حسم الموقف معه . فقد كان وجودُهُ يغذِّي روحَ الثورة و الرّفض و المقاومة ، و يُضفي عليها صفةَ الشرعيّة ، لذلكَ رفضَ الامام التوسّط لدى الحكّام لاخراجه من السجن ، أو اللّجوء إلى أي موقف من شأنه أنْ يُضعِفَ في الاُمّة هذه الرّوح . فقد رفضَ و قالَ لبعضِ مَن طلبَ منه أن يُرسِلَ بعض الشّخصيات إلى هارون الرشيد للوساطة و إطلاق حرِّيّته : « حدّثني أبي عن آبائه ، أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى داودُ : يا داود ! إنّه ما اعتصمَ عبدَ مِن عبادي بأحَد مِن خَلقي دوني ، و عرفتُ ذلكَ منهُ إلاّ قطعتُ عنهُ أسبابَ السّماء ، و أسَخْتُ الارضَ مِن تحته » . بهذا الردّ الحاسم الصادق عزّز موقِفَهُ و إباءَهُ و ثقتَهُ بالله سبحانه . و لمّا أحسَّ الرشيد أنّ روح المقاومة الصامتة الّتي أبداها الامام في السجن قد بدأت تأخذ طريقها إلى النفوس ، و أنّ مواقفه بدأت تتفاعل مع وعي الجمهور و إحساس الاُمّة ، خاف أن يتكثّف هذا الوعي ، و ينمو ذلك الاحساس فيتحوّل إلى ثورة ، فاستشار وزيرَهُ يحيى بن خالد ، فأشار عليهباطلاق سراح الامام . و قد نقل العلاّمة المجلسي صاحب «بحار الانوار» هذا الموقف من السلطة العباسية كالآتي: «لمّا حَبَسَ هارونُ الرشـيد أبا إبراهيم ـ موسى بن جعفر ـ ، و أظهر الدلائل و المعجزات و هو في الحبس ، تحيّر الرشيد ، فدعا يحيى بن خالد البرمكي ، فقال له : يا أبا عليّ ! أما ترى ما نحنُ فيه من هذه العجائب ؟ ألا تدبِّر في أمرِ هذا الرّجل تدبيراً تُريحنا مِن غمِّهِ ؟ فقالَ يحيى بن خالد : الّذي أراهُ لكَ يا أمير المؤمنين ! أنْ تمتَنَّ عليه ، و تَصِلَ رَحِمَهُ ، فقد و الله أفسدَ علينا قلوبَ شيعتنا ، و كان يحيى يتولاّه ، و هارون لا يعلم ذلك ، فقالَ هارون : انطلِق إليه ، و أطلِقْ عنهُ الحديدَ ، و أبلِغْهُ عنِّي السّلامَ و قُل له : يقولُ لكَ ابن عمّك أنّه قد سبقَ منِّي فيكَ يمينٌ أنِّي لا اُخَلِيك حتّى تقرَّ لي بالاساءة ، و تسألَني العفوَ عمّا سَلَفَ مِنكَ ، و ليسَ عليكَ في إقرارِكَ عارٌ ، و لا في مسألتك إيّايَ مَنْقَصَةٌ» . و لمّا وصل يحيى إلى الامام موسى بن جعفر وأخبرَهُ برسالة الرشيد ، رفضَ الامام أن يلبّي طلب الرشيد الّذي أراد أن يوقف الامام موقف المخاطب المعتذر ، و أجابه : «و ستعلمُ غداً إذا جاثَيْتُكَ بينَ يدي الله مَنِ الظّالِم والمُعتدي على صاحبِهِ و السّلام» . و هكذا حطّمَ الامام موسى الكاظم (ع) بصبره و ثقته بالله سبحانه كلَّ وسائل الجور و الارهاب من السجن و الضغط و القيود و التزييف و تضليل الرأي العام ، فلم يكن أمامَ الرشيد إلاّ الحلُّ الاخير و هو اغتيال الامام ، و إنهاء حياته الشريفة ، و قد تخيّل أنّه سيسدلُ الستارَ بذلك على أروعِ فصل من فصولِ الجهـادِ و الثـورةِ ضدّ الطّغيان ، و سيُطفئُ نورَ الامامةِ في أهل هذا البيت ، و يتخلّصُ من أعظمِ شخصيّة علمية و قيادية في عصره ، لذلك أقدمَ على الجريمة الكبرى ، و قرّرَ اغتيال الامام . | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: كيف كان يقضي الإمام عليه السلام فترهـ سجنه الجمعة مارس 01, 2013 1:42 pm | |
| بارك الله بك أخي بشار الربيعي وجزاك الله خير الجزاء | |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 46 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: كيف كان يقضي الإمام عليه السلام فترهـ سجنه الجمعة مارس 01, 2013 8:25 pm | |
| بارك الله فيك على الطرح المميز | |
|