اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السيد دستغيب والسجين الشيوعي
قال السيد مهدي امام جماراني وهو ممثل الامام الخميني في دائرة الاوقاف ان احد الشيوعيين
قال لي: «انني أحب من بينكم انتم العلماء السيد دستغيب الشيرازي»!
سألته لماذا؟
قال: كنت نائماً على منصة الاستراحة في السجن الانفرادي ايام الشاه. وكان الوقت منتصف الليل اذ فتحوا باب السجن رفعت رأسي واذا بسيد معمم كبير السن، قصير القامة، ضعيف البنية ادخلوه معي. فأخفيت رأسي تحت اللحاف ونمت ولم ابال بشيء!.
وقبل طلوع الشمس بدقائق، شعرت ان يداً تمسح على رأسي بلطف، فتحت عيني فسلم علي السيد العجوز، وهو يقول بلسان جميل «ايها الاخ العزيز قم لا تفتك صلاة الصبح».
فرفعت صوتي في وجهه غاضباً، وقلت له: «انا شيوعي، لا أصلي».
فقال السيد بهدوء تام: «اعذرني، لقد ازعجتك، أرجوك ان تعفو عني».
واصلت نومي، ولما أفقت فيما بعد أعاد السيد اعتذاره الي وطلب مني المسامحة الى درجة من التواضع حتى خجلت من طريقتي التي واجهته بها فقلت له نادماً: لا بأس، والآن تعال فوق المنصة، وانا اجعل مكاني على الارض لأنك رجل مسن. لكنه رفضوقال:
«انك اسبق مني في السجن، وقد تحملت الاذى اكثر مني، فأنت احق بهذه المنصة».
فلم يقبل السيد ذلك المكان الافضل في السجن، ولقد انجذبت الى شخصيته الاخلاقية، فتأصل حبه في قلبي طوال معاشرتي له في السجن، لذلك فهو احب الاشخاص عندي بين كل العلماء!
هذا وقد اغتيل الشهيد السيد دستغيب في مدينة شيراز حيث القيت عليه قنبلة يدوية اثناء ذهابه لاقامة صلاة الجمعة عام 1402 للهجرة.
سيماء الصالحين