حرامي وتنسرق عباءه

حرامي وتنسرق عباءه

يحكى أنّ لصاً ذكيا ظل يمارس السرقة لفترة طويلة، حتى صار بارعاً بطرق السرقة وأساليبها. دخل ذات ليلة دار أحد الريفيين لسرقته فلم يجد شيئاً يستحق السرقة، فوجد كمية من السمسم في ساحة الدار، ففكر بطريقة يسرق بها السمسم، ففرش عباءته على الأرض، وراح ينقل السمسم بإناء وجده ملقى في ساحة الدار ليجمعه فوق العباءة، فأحسّ صاحب الدار، فأسرع إلى العباءة وسحبها قبل وضع السمسم فيها، وكان الظلام شديداً، وبدأ اللص يجلب كمية السمسم ولمّا ظنّ اللص أنّ العباءة قد امتلأت بالسمسم مدّ يديه ليربط أطرافها فلم يجد للعباءة أثراً، فتأكد أنّ صاحب الدار قد سرقها، وبينما هو يفكر ويتجول في ساحة الدار لاحظ أنّ صاحب الدار نائم على عباءته فأيقظه واستعطفه كي يعيد إليه عباءته قائلاً له: "دخيلك حرامي وتنباك عباته" هذا أمر عجيب فضحك منه صاحب الدار وأعاد إليه عباءته، وذهب قوله مثلاً يضرب للشخص الذي يصاب في نفس جريمته أو صفته، كالمحتال إذا احتالوا عليه، والغشاش إذا غشّوه وغيره، وأوجّه هذين البيتين من الشعر لذوي النفوس الضعيفة أمثال السراق والغشاشين والمحتالين والنصابين وغيرهم بالاعتماد على قدراتهم والتوكل على الله بكسبهم الحلال:
وكن طالباً للرزق من باب حلّه يضاعف عليك الرزق من كل جانب
وصن منك ماء الوجه لا تبذلنه ولا تسأل الأنذال فعل الرغائب
وأذكرهم أيضاً بهذين البيتين:
ولو إنّا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعد ذا عن كل شي.

الله يجزاك كل خير على مجهودك